تقف صومعة المنصورة قرب تلمسان، كشاهد عيان على عظمة بناء القلعة التي كانت تحمل هذا الاسم، بعد أن اندثرت آثارها بما في ذلك جامع المنصورة الذي بقيت منه هذه المئذنة.
وتلمسان هي حاضرة المغرب العربي الأوسط الجزائر منذ ما قبل الإسلام، فقد كانت دار مملكة زناتة، وكانت مدينة محصنة لها سور به خمسة أبواب، وهي بموقعها الجغرافي تعتبر البوابة الاولى للمغرب الأقصى، واشتهرت بأنها دار للعلماء والمحدثين وأهل الرأي على مذهب الإمام مالك وبعد أن خضعت تلمسان لدولة الأدارسة الملويين، استولى عليها الجيش الموحدي في عام 541 ه أيام الخليفة عبدالمؤمن بن علي وأدى انهيار دولة الموحدين إلى نشأة اربع دول على أنقاضها، وهي الدولة النصرية أو دولة بنو الاحمر في غرناطة وما تبقى من الأندلس وبنو مرين في المغرب الأقصى، وبنو حفص في تونس وشرق الجزائر، وأخيرا بنو عبد الواد في المغرب الأوسط وحاضرتهم مدينة تلمسان وضاحيتها أغادير.(1)موقع جزايرس.
لم يبق من جامع المنصورة الكبير الذي أمر ببنائه السلطان المريني أبو يعقوب بن يوسف إلا الجدار الخارجي المشيد من الطوب المدكوك، والمئذنة التي ظلت شامخة قائمة تقاوم الزمان و الإهمال. وتشبه هذه المئذنة المآذن الموحدية التي بنيت في الأندلس وبمئذنة حسان بالرباط، وتظهر بوضوح تأثر العمارة الدينية المرينية بالموحدية. تمثل هذه المئذنة نموذجا فريدا في بلاد المغرب الأوسط ويعود فضل هذه الخصوصية إلى ثراء وتنوع الأنماط على مستوى الأشكال والزخارف.
وإذا كانت أسباب اندثار المنصورة وجامعها العظيم معروفة وترتبط بهدمها من طرف سكان تلمسان بعد انسحاب الجيوش المرينية لمدينتهم، فإن الروايات والأساطير تجر لنا قصصا كثيرة، منها تلك التي تروي أن السلطان حين أمر ببناء المنارة قسم العمل بين العمال المسلمين والعمال المسيحيين. وحين انتهي من بناء المئذنة تهدم الجزء الذي بناه الكفار وبقي بناء المسلمين قائما اعترافا بإيمانهم؛ وهو الجزء الذي ظل قائما إلى اليوم .
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 04/04/2019
Posté par : 1999dz
Ecrit par : RIHAB
Source : https://tlmcene.blogspot.com/2016/11/blog-post_0.html