تابع... لماذا تدفع منطقة القبائل ثمن تضحياتها؟! :
بعد سقوط العاصمة في يد الفرنسيين سنة 1830 وفي أول محاولة للتوغل الجيش الفرنسي بقيادة قائد الحملة دي بورمون خارج العاصمة يوم 23 جويلية من نفس السنة، تفاجئ الفرنسيين بانهزامهم أمام أول مقاومة شعبية جزائرية لسكان منطقة القبائل تزعمها زعيم قبيلة فليسة (افلسن) القبائلية الحاج محمد بن زعموم في اقليم متيجة، كما تواصلت المقاومات الشعبية في المنطقة حتى ان خليفة الامير عبد القادر لطيب أوسالم كاد أن يحرر العاصمة سنة 1838، ولم تستسلم منطقة القبائل حتى بعد ان حشد الجنرال بيجو جيش جرارا مدرع بأحدث الاسلحة و الذي أعطى تعليمات لقادة جيشه يحذرهم فيها من خطورة سكان هذه المنطقة، وقد تحدث عن هذا الجنرال دوماس في كتابه ” القبائل الكبرى ” حين قال : في سنة 1844 سئل رؤساء منطقة القبائل لماذا دافعوا بضراوة عن قراهم ضد جيش كامل قاده الجنرال بيجو بنفسه فأجابوا : كنا مستعدين أن نستسلم بعدما شهدنا ذلك الجيش الجرار ،إلا أن نسائنا اللواتي سَاءَهُنَ مَيْلُنَا إلى الصلح أقسمن اليمين على أن يخرجن عن طاعتنا إذا لم ندافع عن أنفسنا مهما يكن من أمر "
و قد ادركت فرنسا خطورة هذه المنطقة على تواجدها في الجزائر ،خاصة لموقعها الاستراتيجي القريب من مركز القرار في عاصمة الزيرين ، مما جعل منطقة القبائل تنال جزاء تضحياتها حينما قامت فرنسا بتخصيص اجراءات خاصة بمنطقة القبائل و من اهمها نفي و ترحيل العائلات الى خارج الوطن ( جزر الكناري و سوريا ) و تدمير معظم القرى لتجويع السكان ثم تجنيد جيش من رجال البيض لنشر المسيحية في المنطقة و محاربة الزوايا الصوفية التي قاد قادتها جيوش المقاومة في المنطقة مثل فاطمة نسومر و المقارني و الشيخ الحداد بصدوق ولاية بجاية ، وقد ظهر بعهدها ما سمي بأطفال الكسكس و هم أيتام جرائم فرنسا في حق السكان قام الاباء البيض بنشر المسيحية في اوساطهم مقابل الكسكس (الطعام)، و رغم كل ذلك بقي الاسلام في منطقة القبائل حاضر بقوة الى يومنا هذا ، الا ان اعداء الانسانية من الايديولوجين و وكلاء الله استغلوا هذا لتشويه خصومهم في منطقة القبائل بوصف سكان المنطقة بالمسيحيين و ربط هذه المنطقة بالديانية المسيحية في الجزائر رغم أن النشاط الكنائسي في الجزائر لا يقتصر على منطقة القبائل فقط...
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 15/06/2017
Posté par : youcefachika
Ecrit par : Achika youcef
Source : FB/omar dell