تقدر المساحة غير الصالحة للزراعة بـ 6341 هـ من مجموع المساحة الإجمالية للبلدية تحتل منها الغابات حوالي 16341 هـ وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار المساحة الصالحة للزراعة المقدرة بـ 15793 هـ ، وهي كما يلاحظ أقل من مساحة الغابات فإنه يمكن القول أن منطقة فرندة غابية بالدرجة الأولى . تغطي هذه الغابات روؤس الجبال المحيطة بالمدينة التي لا يستبعد البعض أن تكون هي الأخرى قد أقيمت ومنذ نشأتها الأولى على منطقية غابية ، أخذت عبر مراحل تاريخها تتوسـع على حساب المناطق الغابية المجاورة كجبل زاوين الذي أقيمـــت عليه أحياء ربيع بوشامة ' Abbatoire ' سابقا وحي الإخوة بوطيبة ' Carriere ' وغيرهما من الأحياء الأخرى
ومن هنا تقلصت مساحة الغابات عبر العصور وخاصة في العهد الاستعماري الذي عمد فيه المعمرون في المقام الأول إلى اتخاذ أشجارها مادة لصناعة الخشب والفحم والمتاجرة فيهما .
أما أثناء الثورة المسلحة فقد تقلصت هذه المساحة بشكل رهيب إذ عمدت قوات الاستعمار إلى تدمير وحرق مساحات شاسعة منها وخاصة المناطق الكثيفة التي اتخذها المجاهدون مأوى لهم ومنطلقا لهجوماتهم المظفرة التي تكبد خلالها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعــدات لا زالت غابات القعدة وشداد شاهدة عليها . وبعد الاستقلال وبفضل العناية التي أولاها مسؤولـو هذا القطاع لهذه الثروة من خلال عمليات التشجير ووقايتها من الحرائق والأمراض استعادت الغابات اخضرارها ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي ، وساهمت بشكل كبير في توفيـر الغطاء النباتي الذي لا تجهل أهميته في المجال الاقتصادي والاجتماعي والصحي والسياحي .
تتشكل غابات المنطقة من أنواع مختلفة من الأشجار يأتي في مقدمتها الصنوبر الحلبـي ، البلوط ، الكروش ، العرعار ، الطاقة الضرو ، السدرة وغيرها . أما الغطاء النباتي فيتمثل فـي الحلفاء التي تغطي 150 هـ من تراب الدائرة (1) ، والديس وغيرها من النباتات والأعشاب التـي وجد فيها مربو المواشي المرتع الخصب لأنعامهم ، كما وجدت فيها الحيوانات البرية والطيــور المقام المناسب للتزاوج والتكاثر ، فمن الأولى نذكر : الخنزير ، الذئب، الثعلب، القنفد ، اليربوع الضربان ، الأرنب بنوعيه والغـزال والأسد إلى عهد قريب ، ومن الطيور نذكر على سبيـل المثال : العقاب، الحدأة ، الحجل ، الغراب ، البط ، اللقلق ، الحمام وغيرها من الطيور وأسراب العصافير التي تتردد على المنطقة في مواسم الهجرة .
إن تواجد هذه الحيوانات والطيور بالمنطقة قد جعل منها محط أنظار هواة الصيد الذين أخذوا يتوافدون عليها فرادى وجماعات من داخل وخارج الولاية للصيد من جهة والتمتع بمناظر
الطبيعة الخلابة كبومزوز ووادي فرجة وعين سيد الخلفة التي كانت وإلى عهد قريب المكـان المفصل لإقامة المخيمات الصيفية من جهـة ثانية ، الأمر الذي جعل البعض ممن أسعفهم الحظ
لزيارة المنطقة أن يصنفوها ضمن المناطق السياحية الواعدة التي يمكن أن تشكل ما إن أحسن استغلال الثروات الهائلة المتوفرة بها حاليا موردا هاما ، قـد يعود بالفائدة والخير العميم على سكان المنطقـة وخصوصا إذا ما أخذنا في الحسبان الآثار التاريخية التي تزخر بها الناحية .
(1)- ارتقت فرندة إلى مصاف دوائر الوطن بمقتضى المرسوم الصادر في شهر جوان من عام 1956
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 03/01/2013
Posté par : benali212
Ecrit par : بن علي