Jijel - RELIGION

الجهل والسحر والشعودة والشرك بالله الجمعة بني حبيبي



إن الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فهذه رسالة صغيرة مختصرة أقدمها بين يدي القارئ المسلم الكريم تعالج موضوعاً شائعاً وعملاً مزريا وأحوالاً مزرية ألا وهو السحر وما يدخل فيه . راجياً في ذلك أن أكون قد شاركت في الدفاع عن ديني وعن مجتمعي مشاركة نافعة ولو كانت قليلة وراجياً من ذلك أن ينتفع بها المسلم ويدعو أخاه للانتفاع بها لأن قضية السحر تستهدف جميع المسلمين وقد رأيت الاختصار لها وعدم التطويل من أجل ن يسهل على جماهير المسلمين أن يقرؤوها لأن العزائم قد فترت عن قراءة المطولات وقد سميتها: "فوز الناظر بمعرفة علامات الساحر"




سأضع هذه الرسالة كاملة هنا نظراً لأهميتها ولغفلة كثيرٍ من الناس عن الحقائق التي فيها حتى بعضهم يجرؤ على تكذيبها ولذلك تعمدت وضع هذه الرسالة النافعة سائلاً المولى أن يرزقني الإخلاص وأن يأجرني على وضعها هنا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , وقد تعمدت وضع هذه الرسالة للشيخ الإمام نظراً لخبرته الطويلة والواسعة بهذه الأمور .

يقول الشيخ الإمام في هذه الرسالة بعد المقدمة السابقة :


أهمية معرفة علامات الساحر:

ينبغي أن تعلم أخي المسلم أن معرفة العلامات الدالة على الساحر أمر مهم جداً لأن التعريف بين الأشخاص إنما هو بسبب معرفة علاماتهم الدالة عليهم وإن كان لفظ علامة له معان إلا أن مرادنا هنا من معانيها ما دل على الشيء وميزه عن غيره، ولهذا جاءت الأحاديث الكثيرة في ذكر علامات يستدل بها على خير أهلها وعلامات يستدل بها على انحراف أهلها، ومن ذلك ما جاء في البخاري عن أنس وغيره أن رسول الله r قال: ((آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار)) وبوب البخاري للحديث بقوله علامات الإيمان، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله r قال: ((من علامات النفاق ...))
وذكر علامات أهل الإجرام مطلب شرعي قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} وقال تعالى: {ولا يأتوك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}
فكلما جاء السحرة بحيلة سحرية كلما قيض الله من حملة الإسلام من يفضحهم ويكشف زيفهم. وعن طريق التضلع من معرفة علامات السحر يكون المسلم على بصيرة من شرهم. والله المستعان.




أسباب كتابة هذه الرسالة:

1-الرغبة في محاربة السحرة والمنجمين والكهان لأن محاربتهم من أعظم الدفاع عن المسلمين وتوعيتهم.
2-أردت أن أجلي للناس أخطار السحر والسحرة لأن الغموض فيها كثير والاغترار بهم عظيم.
3-كثير من المسلمين لا يعرفون خطر أعمال السحرة على العقيدة الإسلامية التي هي أصل دين المسلم وبذهابها يذهب دين المسلم فبيان هذا من المهمات الكبيرة ومن الواجبات العظيمة.
4-رأينا السحرة يزيدون انتشارا في عالم المسلمين حتى كاد السحرة في بلاد المسلمين أن يسبقوا السحرة في بلاد الكافرين.
5-رأيت سحرة عصرنا يستهدفون بسحرهم السيطرة عل الأمة الإسلامية في كل مجال في باب العقيدة أولاً وفي باب العبادة وفي باب السياسة والاقتصاد والأمن وما إلى ذلك .
6-نرى أن السحرة صاروا يعظَّمون من قبل جهال المسلمين ومن قبل المفسدين في الأرض حتى يظن أنهم حملة الإسلام، وهم أعداؤه في الحقيقة.
لهذه الأسباب وغيرها قمت بكتابة هذه الرسالة والله المسئول أن ينفع بها من يشاء من عباده.


حقيقة السحر:

قال ابن قدامة في المغني (12/299): (وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين)اهـ.


حقيقة التنجيم:

والتنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية

المنجم والساحر يجتمعان في أمور ويفترقان في أمور:
ينبغي أن تعلم أن الساحر والمنجم يتفقان في أمور ويفترقان في أمور، ومما يتفقان فيه ما يلي:
1-الساحر والمنجم كلاهما تعلم علماً حرمه الإسلام وعلى هذا دل القرآن والسنة وإجماع السلف كما سيأتي ذكر بعض الأدلة على ذلك قريباً.
2-الساحر والمنجم كلاهما يضران بالناس ضررا بالغاً.
3-الساحر والمنجم يقومان بإعطاء المريض الحروز والعزائم وأنواعاً من أمور الماديات وغير ذلك.
4-الساحر والمنجم قد يستخدمان سحر التمويه والخدع دون اتصال بالجن أو الكواكب.
5-الساحر والمنجم إن كان اعتماد كل منهما على التنجيم أو على الاستعانة بالجن والشياطين فكلاهما كافر.
6-الساحر والمنجم يقتلان ردةً بعد الاستتابة كان عملهما يتعلق بالاستعانة بالجن والشياطين وبالكواكب والنجوم.
ويفترقان في أمور وإليك بعض منها:
1-الساحر ضرره أعظم من جهة كونه يباشر المصاب بالسحر المؤدي إلى الألم والمرض والجنون وغير ذلك بخلاف المنجم الذي عمله قائم على الاستعانة بالنجوم فإنه لا يحصل للمنجَّم له شيء من ذلك إذا لم يخضع المنجم للجن.
2-المنجم ضرره أعظم من جهة مستقبل المتعلق به، فإن المنجم يتحكم في مستقبل حياة المتعلق به فمثلاً: المنجم عند تنجيمه للطفل إذا كان نجم الطفل الثور أو العقرب وما إلى ذلك فهذا مما يجعل المنجَّم له يعتقد دائما حصول الشر عليه ومنه ويصير عنده عقيدة في ذلك. ويتحكمون في سياسة الدول وأحوال الاقتصاد وما إلى ذلك. وأما الساحر فسحره قد يزول في وقت قصير عند معالجته، وهذا إذا كان الساحر يستخدم الجن في الأمور هذه، أما إن استخدم الجن في ادعاء علم الغيب فر فرق.
3- الساحر لا بد أن يقدم للشياطين الذين يتعاونون معه ما يرضيهم من أنواع المحرمات والكفريات. أما المنجم فلا يحتاج أن يرضي الجن إذا كان عمله مقصوراً على الاستعانة بالكواكب دون الجمع بين الأمرين.
4-الساحر معلوماته السحرية مأخوذة من الجن الذين معه فهم يمدونه بذلك، بخلاف المنجم فإن معلوماته عن طريق النظر في سير وحركات النجوم المتعلق به عمله.
5-لفظ الساحر أعم فإنه يدخل فيه المنجم وليس العكس كما تقدم ذكر حديث ابن عباس في ذلك.


حقيقة الكهانة:
والكهانة: الإخبار عن المغيبات في المستقبل.
والكهانة على أنواع:
1-أن يكون للكاهن جني يسترق السمع من السماء فيخبره بذلك.
2-أن يخبره جنيه بما يطرأ في أقطار الأرض.
وقد يدعي الكاهن أمورا يفهمها دون استعانة بالجن بمقدمات وأسباب.
ولقد سئل الرسول r عن الكهان فقال: ((إنهم ليسوا بشيء فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بالشيء فيكون حقا فقال: تلك الكلمة من الحق ينطقها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة)) رواه البخاري عن عائشة.
ولقد كان الكهان يصيبون قبل الإسلام فلما جاء الإسلام شددت حراسة السماء فصارت إصابتهم قليلة جدا قال تعالى أخبارا عن الجن: {وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا}
والساحر والمنجم والكاهن يشملهم اسم العراف وهو: الذي يدعي معرفة الأمور من مسروق وضائع ونحو ذلك.
وكثيرا ما يكون الأربعة الأصناف المذكورون هنا وهم الساحر والمنجم والكاهن والعراف عابدين للجن وشياطينهم قال تعالى: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} وقال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون} وقال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} الأنعام ومن لم يوح إليه من شياطين الجن من هؤلاء الأربعة فهو دجال كذاب يعمل السحر بطريقة التمويه والخداع للحصول على أغرض دنيوية.


أقسام السحر القائم على استخدام الجن والتخلص منهم:
والسحر ثلاثة أنواع:
1-سحر أسود
2-سحر أحمر
3-سحر أبيض
والسحر الأسود والأحمر يقومان على سب الله وسب رسوله وآياته وانتهاك حرمات القرآن ولهذا ذكر الساحر الطوخي في كتابه "السحر الأحمر" وذكر أمورا يقوم بها الساحر ومنها: كتابة الآيات القرآنية ووضعها في أماكن محذورة كساق المريض بل على الفرج عياذا بالله، وهذا فيه من الإهانة للقرآن ما لا يجهله مسلم وهذه طريقة الكفر.
والسحر الأبيض: هو عبارة عن عمل تعاويذ شركية لدفع السحر وغيره وقد انتشر هذا في أوروبا وأمريكا على يد مدعي الدين. واللجوء إلى السحر الأبيض هو بسبب قوة انتشار السحر الأسود والأحمر.

السحر عند أهل السنة على قسمين:
1-قسم يؤثر على الأبدان والقلوب والعقول تأثيراً حقيقياً بحيث يجد المسحور آلاما وقد يصرع وقد يمنع من النطق أو من الاستماع أو من النظر أو من المشي وما إلى ذلك.
وهذا السحر يحصل عن طريق استخدام الجن في المسحور ولهذا عند القراءة والرقية على الممسوس بالسحر الشيطاني يطير الجني ويتكلم وقد يتحدى القارئ ويعمل أشياء كثيرة، يعرف هذا جيدا من يقرأ على الممسوسين. وهذا النوع جهله أهل الكلام فأنكروه. وكيف ينكر وهو ظاهر جداً في واقع الناس؟
وقد دل القرآن والسنة على ذلك قال تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} وقال تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} وكفى بهاتين الآيتين دليلا على صحة ما عليه أهل السنة في هذه المسألة.
2-سحر يقوم على التمويه والخداع للناس وليس فيه استخدام الجن وهذا معلوم عند جميع الناس ولا ينكره أحد. وهذا السحر في تأثيره على الناس كتأثير بعض الأشخاص على بعضهم بطرق تؤدي إلى الاقتناع بكذا وكذا، وباب هذا القسم واسع جدا ولهذا قال الرسول r: ((إن من البيان لسحرا)) رواه البخاري عن ابن عمر
المتعاطون للسحر على قسمين:
المتعاطون للسحر على قسمين:
الأول: من لهم صلة بالجن والشياطين وسحرهم يسبب المرض للمسحور أو تغيير طبعه أو قتله وما إلى ذلك.
الثاني: من سحرهم قائم على مجرد الخداع والتمويه للحمقاء والمغفلين من الناس فيؤثر على أبصارهم وعقولهم.
ويدخل في لفظ الساحر: المنجم لقول الرسول r: ((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) رواه أبو داود وغيره عن ابن عباس.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (35/171): إن النجوم التي من السحر نوعان أحدهما: علمي وهو الاستدلال بحركة النجوم على الحوادث من جنس الاستقسام بالأزلام. والثاني: عملي وهو الذي يقولون إنه تمزيج القوى السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية كالطلاسم ونحوها وهذا من أرفع أنواع السحر.

ماذا يراد بالساحر عند الإطلاق؟
إذا أطلق الساحر ماذا يراد به؟ لقد قال بعض العلماء: إن الساحر الذي يستحق هذا الاسم عند الإطلاق هو الذي يستعين بالشياطين في سحره. وليعلم المسلم أن الساحر لا ينبغ في سحره بحيث يضر بالآخرين ويدوم له ذلك إلا إذا كان له اتصال مباشر بالشياطين وعبادة لهم في كل ما يريدون.


حال من يوحي إليه شياطين الجن:
اعلم أخي المسلم أن شياطين الجن لا يقومون بخدمة الإنسي ولو قليلا إلا إذا عبدهم وكفر بالله كفرا صريحا قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم} والاستمتاع يكون بخدمة كل طرف للأخر في كل ما يشتهيه ويرغب فيه، فشيطان الجن لا يحقق لشيطان الإنس وهو الساحر ما يرغب فيه من قتل أو جنون أو تفريق أو مرض أو خوف ورعب أو سلب ونهب وانتهاك للأعراض من فواحش زنا ولواط وغير ذلك إلا إذا قام الإنسي بتنفيذ مطالب شياطين الجن ومنها: أن يبيع الإنسي نفسه للشيطان في حياته كلها وما يملكه قال تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} ومعنى شروا به أنفسهم: أي باعوها به أي بالسحر. وإذا باع نفسه لشيطان الجن استمتع به شيطان الجن في كل ما يريد من جعله عابدا له وألذ شيء عند شياطين الجن هو الكفر بالله والشرك به في كل وقت فيلزمه بالتخلي عن الإسلام جملة وتفصيلا إن كان مسلما بل بالبراءة من دين الله بل بالسخط والسب لدين الله والشتم لله سبحانه قال ابن تيمية رحمه الله وهو يتحدث عن عبادة الشيطان من قبل السحرة: (ويكتبون كلام الله بالنجاسة إما دم وإما غيره ...) انظر مجموع الرسائل المنير ورقائق التفسير له.
وقال صاحب كتاب السحر: (إن أهم ما يحرص عليه الساحر عند مزاولته السحر أن يلبس حذاء مكتوبا على مقدمته وجوانبه اسم الجلالة إرضاء للشيطان وإغضابا للرحمن)
ويقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11/215) وهو يتحدث عن علامات أولياء الشيطان من سحرة وغيرهم: (ملابسا للنجاسات معاشرا للكلاب يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل رائحته خبيثة لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف ...)
وقد ذكر غير واحد أن السحرة ومن إليهم يأمرهم الجن بأن يصلُّوا ليستميلوا الناس إليهم ولكن بدون غسل من الجنابة وبدون قراءة للقرآن. وقد أجرت جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 7/6/1987م مقابلة مع ساحر تائب صرح فيها بأن الشياطين كانت ترشدهم إلى التظاهر بالتقوى أمام الناس كما تأمرهم بالصلاة أمام الناس دون نطق بالآيات... وترشده إلى عدم ارتكاب الآثام والفواحش أمام الناس... فإذا خلى بنفسه أو كان مع أمثاله فليفعل ما يشاء) نقلا عن كتاب "عالم السحر والشعوذة.


صور تنـزل الشياطين على السحرة والكهان:
والتنزل: هو مجيء الشيطان إلى الساحر ابتداء ليعرض عليه أمر السحر والتكهن فإن قبل الإنسي ذلك استمر الشيطان في النزول عليه وصار ساحرا قال تعالى: {هل ننبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}
وهذا التنزل له صور من خلالها تقدر على التعرف كيف توصل فلان الساحر إلى فعل السحر ومنها:
1-تنزل الشيطان على الساحر مدعيا أنه ملك أو مرسل من عند الله:
0.لا يخفاك أننا نسمع أن فلانا أو فلانة قد صار يعالج المصابين بالربط عن نسائهم والمصابين بأي مرض من أمراض الشلل والسحر ونحوهما. ولما نأتي نسأل ونبحث كيف أصبح فلان أو فلانة معالجاً ساحرا؟ً نجد أنه يقول: هذا أمر من الله لقد اختارني الله واصطفاني. ونقول له كيف علمت أن الله قد اصطفاك؟ يقول: بينما أنا نائم إذ جاءني الله أو ملك وقال : اعمل كذا وكذا. والحقيقة أن هذا الذي جاءه إنما هو شيطان ولكن الشيطان خدعه ولعب عليه حتى صدقه أنه ولكن الشيطان خدعة ولعب عليه حتى صدقة أنه من ملائكة الله مرسل من عند الله. وغالباً ما يكون الصنف الذي يدعوه الشيطان إلى فعل السحر وقبوله جاهلاً لا يعرف يقرأ ولا يكتب أو يكون منحرفاً غارقاً في المعاصي وتارة يكون بليدا سخيفا، وهم يتفرسون فيمن يدعونه إلى تعاطي السحر، وقد يتردد عليه شيطان الجن مرات وإن لم يفعل ما يريده منه الجن، وقد يقوم بمؤاذاته، والواجب على كل مسلم ومسلمة هنا الرفض التام لما يطلبه شيطان الجن وإلا دخل المسلم في الكفر ونال من التعب والشقاء ما لا يحيط بذلك علماً إلا الله، والرفض من أول لحظة يجعل الشيطان ييأس من الشخص وغالباً لا يضره بإذن الله بخلاف من يبدأ بالتقارب ومحاولة التعرف على ما عند الجن فهذا على خطر عظيم.
2-التنزل على بعض المصابين بالمس والسحر:
لا يخفاك أخي المسلم أن الذي له متابعة ورقية للمصابين بالمس أو السحر أنه يجد فلانا أو فلانة صار ساحرا عن طريق اختيار الشيطان له ليكون معالجا ساحرا والشيطان لا يستخفف عن مؤاذاته، فإن أطاعه أدخله في الكفر والشرك عياذا بالله.
3-تنزل الشياطين على بعض القراء على الممسوسين والمسحورين:
0.يأتي الشيطان إلى بعض الرقاة على المصابين بالمس قائلا له: أريد أن أساعدك في عملك هذا وأنا أعرف كيف أتعامل مع الجن وقد يقول له إنه صالح وما إلى ذلك، فقد يقبل الراقي هذا وبالتالي ينزل الشيطان عن طريق المصاب نفسه فيتكلم مع الراقي وهذا إذا كان الجني لا يحب أن يفارق المصاب وقد ينزل على الراقي عند أن يستدعيه الراقي إما يتكلم الجني من جدار مع الراقي أو يتلبس بالراقي ويتكلم معه، وهذا خطر عظيم وباب إلى الشرك والكفر بالله فحذار حذار من قبول هذه الطريق، وإن كان بعض من لم يدرك خطرها قد يجوزها للقراء.
4-تنزل الشياطين بسبب القراءة في كتب السحر:
1. من باب الجهل والفضول والخذلان يقوم بعض الناس بالقراءة في كتاب فأكثر من كتب السحر وربما حاول البدء بالتطبيق فيحصل له ظهور الجني عليه أو مجموعة من الجن قائلين نحن معك ولا تخف وأنت تصلح أن تكون ملكا وهذا ملك الجان قد حضر إليك وسيجعل لك جنودا من الجن إلى آخره، فإن قبل فيا ويله. والواجب أن يرفض هذا، وقد يستعملون التهديد ولكن إذا كان قوي الثقة بالله سيصرفهم الله عنه خصوصا أنه ما قد عاهدهم.
5-تنزل الشياطين على بعض المنحرفين:
2. يكون بعض الأشخاص منحرفا كالوقوع في الزنا أو ترك الصلوات أو غير ذلك فيأتي الجني بصورة ناصح يدفع هذا العاصي إلى الصلاة وقراءة القرآن وما إلى ذلك فيصير الشخص مدفوعا إلى هذه الأمور بدون اختياره فإذا لم يدرك الشخص أهمية الالتزام بدين الله من ذات نفسه جره الشيطان بعد ذلك إلى قبول طريقة السحر وما إليها لأن الشيطان يقول للإنسي أنت قد صرت من الصالحين والناس بحاجة إلى التعاون معهم من قبلك وأعظم ما تنفعهم به أن تعالجهم من أمراض قد عجز غيرك عن معالجتها وأنا سأفعل معك ما تريد.
6-تنزل الشياطين على بعض أصحاب الخصومات:
3. كلنا يعلم أن الشخص لا يخلو من خصماء وأعداء ما بين الحين والآخر وبعض الناس قد يظلم بالسجن أو بأخذ حقه أو بتشريده وتطريده وما إلى ذلك، فبعض الجن والشياطين يستغلون بعض من حاله كما ذكرنا ويتنزلون عليه قائلين له: نريد أن تسود وتقود وتجعل الحكام عبيدا لك يسيرون في خدمتك وفي تنفيذ أوامرك فافعل ما نريد منك فإن قبل منهم جروه إلى أحوال، الموت أهون منها بكثير. والله المستعان.
4.وإلى هنا انتهى ما أردت ذكره من صور التنزل.


الجن لا يعلمون الغيب:
لقد شاع عند بعض الناس أن الجن يعلمون الغيب، وقد بين الله في كتابه العزيز أن الجن لا يعلمون الغيب قال تعالى: {فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} فقد ذكر بعض المفسرين أن سليمان عليه السلام مات والجن بين يديه وأبقى الله جسده منتصبا واستمر الجن يعملون وهم لا يدرون بأمر وفاته حتى إذا أكلت دابة الأرض عصاه المتكئ عليها سقط فاتضح للناس أن الجن تكذب في دعواهم علم الغيب.
وقال تعالى عن الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}
العلامات الدالة على السحرة:
علامات الساحر من جهة ممارسته للسحر:
والعلامات التي يستدل بها على أن فلانا ساحر أو فلانة ساحرة كثيرة جداً وسنذكر ما تيسر منها:
1-التفريق:
الساحر يفرق بين الرجل وزوجته أو الرجل وابن أخيه أو شريكة أو صديقة أو ماله أو دينه وأكثر ما يقع التفريق بين الرجل وزوجته خصوصا قال تعالى :{فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} وإذا حصل التفريق حقا دل هذا على أن الساحر عابد للشياطين. وعلى المسلم أن يتسلح بالعقيدة الإيمانية وأن يسلم أمره لله فإن الله قال: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} فليس كلما سحر الساحر أصاب المسحور فالأمر كله لله، فسحرة الدنيا بأجمعهم لا يقدرون أبدا على أن يصيبوا أحدا إلا بإذن الله قال الرسول r: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) رواه الترمذي عن ابن عباس.
تنبيه:
كثيرا ما يكون بعض الناس سيئ الخلق فتكثر أخطاؤه والمشاجرة بينه وبين الناس من زوجين وغيرهما وهو يتوهم أنه مصاب بالسحر وليس فيه شيء من ذلك ولكنه مصاب بداء أخطر عليه من مرض السحر وهو سوء الخلق.
2-جلب المحبة:
من علامات الساحر وأعماله الإجرامية أن يدعي أنه يجمع بين المتفرقين ويؤلف بين المتخاصمين فإن حصل أنه أعطى لمن ذهب إليه شيئا يدعي أنه جالب للمحبة بين الزوجين ومن إليهما وحصل التأثير بذلك حقا فهو ساحر يتعامل مع الجن يخدمونه ويخدمهم ويكفر بالله لإرضائهم.
واعلم أنه لا يقدر على إعطاء المحبة أحد إلا الله ولكن الساحر يرسل بجني يقوم الجني بوسوسة للمسحور أنه يفعل كذا ويدفعه إلى ذلك مكرها وهذه ليست محبة وإنما يتحكم الجني بالمسحور، وكيف يقدر على إعطاء المحبة غير الله؟ والله يقول مخاطباً نبيه r: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم} ويقول سبحانه في محبة الزوجين: {وجعل بينكم مودة ورحمة} فمن ارتكاب الذنب العظيم أن يذهب المسلم إلى أحد من البشر يطلب أمرا لا يقدر عليه إلا الله، فكيف إذا ذهب المسلم إلى الساحر الفاجر والمنجم الخاسر؟
3-وضع دم في الورقة التي يعطيها الساحر أو إحراق جزء منها:
من الأمور الخفية التي يقوم بها السحرة أن يكتبوا آيات قرآنية وأدعية عربية فيغتر المتعلق بهم ويقول هم يعالجون بالقرآن وما إليه ولكن لا يدرك طريقة الشعوذة هنا وهي أنهم يصنعون في أسفل الورقة قطرة من دم فأكثر وهذا الدم نجس وقد يكون دم حيض أو دم كلب لأن الغرض منه إرضاء الجن، أو يحرق جزءً من الورقة إلى جانب أن تعليق الآيات القرآنية والأدعية النبوية الخالية من الشعوذة أمر مذموم شرعا ليس في كتاب الله ولا في صحيح سنة رسول الله r.
4-التمويه بالحبوب الطبية:
من الأمور الخفية التي يجهلها كثير من المسلمين ما يقوم به الساحر عند إرادة فك الربط عن المربوط يحصل أن المصاب بالربط يذهب إلى الساحر ويعطي له حبة فأكثر من الحبوب التي تباع في الصيدليات فإذا بالمربوط قد استطاع أن يأتي زوجته ويظن أنه أتاها عن طريق تلك الحبة وكفى وما علم بالطريقة الخبيثة الخطيرة وهي أن الساحر يتفق مع جني أنه يدخل في فرج الرجل فيقويه فيحصل فض البكارة والحبة تلك من باب التمويه فإذا حصل هذا حقا دل على أن الساحر يستخدم الجن عياذا بالله، وقد يستغرب المسلم من هذا الذي قلته ولا داعي للاستغراب فإن الرسول r قال: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)) متفق عليه من حديث أنس وصفية. فالشيطان له منفذ في كل عرق من عروقنا وتمكن على كل جزء من أجزائنا وقد قال الله مخاطبا الشيطان بالأمر الكوني لا الشرعي: {وشاركهم في الأموال والأولاد}
5-طلب اسم المريض أو المولود واسم أمه:
إذا جاء المريض إلى الساحر فقال له الساحر ما اسمك واسم أمك فليعلم أنه منجم والمنجم ساحر كما تقدم وهذه الطريقة كفرية كبرى لأن الساحر هنا يدعي علم الغيب لأن ادعاء أن المولود سيكون على كذا وكذا هو من أمور الغيب الذي اختص الله بها نفسه، لأن الله يقول: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} فكيف يدعي الساحر حياة المولود وأنه سيقع عليه كذا وسيكون له كذا؟ فما أكفرهم بالله وما أجرأهم على الكذب.
6-ادعاء الساحر معرفة المريض وأحواله قبل أن يخبر الساحر بذلك:
إن من الأدلة الدالة على أن فلانا ساحر ما يحصل منه عند أن يأتيه شخص يريد أن يشتكي مرضا أو يذكر سرقة أو ضائعة فيسبقه الساحر مخبرا له أنت اسمك كذا وأنت من قرية كذا أو قضيتك كذا فيعجب المريض وينبهر ويمتلئ خلده بالتصديق أن هذا الرجل قد صار شريكا لله في علم الغيب، تعالى الله عن ذلك. والقرآن الكريم قد فضح هؤلاء الدجاجلة قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون} فالآية وضحت أن شياطين الإنس ومنهم السحرة وشياطين الجن يوحي بعضهم إلى بعض والإيحاء هنا هو التكلم بصورة خفية. وخلاصة هذه المكيدة وحقيقتها ما يلي:
§من المعلوم أن كل إنسي له شيطان قرين أن ي يلازمه ولا ينفك عنه إلا بقدر ما يحاربه ويقاومه بالأذكار الشرعية والعقيدة الصحيحة قال الرسول r: ((ما منكم من أحد إلا ومعه قرين ...)) رواه مسلم عن ابن مسعود وعائشة. وهذا القرين الشيطاني يعرف قضايا صاحبه الإنسي.
§ومن المعلوم أن الساحر غالبا ما يكون عنده جن يخدمونه.
§ومن المعلوم أن الساحر يرسل بالجن الخادمين له على الطرقات ليستقبلوا الآتين.
§ومن المعلوم أن قرين القاصد للساحر موجود معه لأن اللجوء إلى السحرة دليل على تمكن القرين من صاحبه فما أن يقترب القاصد للساحر من الوصول إلى الساحر إلا وحصل اللقاء بين الجن (خدمة الساحر) والقرين مع الإنسي القاصد للساحر فيسأل الجني الخادم للساحر القرين عن اسم فلان القاصد للساحر وعن قضيته وكم لها ومن يتهم إن كانت سرقة أو ضائعة فيخبره القرين بكل ذلك لأنه يعلم ذلك فيذهب الجني الخادم إلى الساحر ويخبره بذلك فيباشر الساحر المريض بقوله أنت فلان وقضيتك كذا وكذا إلى آخره. وفي بعض الأحايين قد يرسل الساحر بأناس يتعرفون على أحوال الناس ولا جني عنده فيخبر الساحر على حسب ما يخبر من أحوال الناس.
7-إعطاء المريض أنواعا من العلاجات التي هي من مطالب الجن:
ما أكثر ما يعطي السحرة أشياء باسم العلاج للمرضى كالحلتيت والبحت وهاتان المادتان تعجبان الجن لشدة مرارتهما ونتانتهما، وكإعطاء الشوحط والحرمل وما إلى ذلك للتبخر بها وليست هذه الأشجار من الأشجار الطيبة وإنما هي من مطالب الجن.
8-الساحر يعطي النجاسات ليتعالج بها:
إن من الإهانات التي لا يتصورها أي مسلم ما يقوم به السحرة عند أن تسنح لهم الفرص ومن ذلك ما ذكره صاحب كتاب "الرحمة في الطب والحكمة" علاجا لمن أصيب بالعمى فقال: يأخذ دم حيض لامرأة شابة ومني الرجل ويخلطهما ثم يكتحل. قبح الله من وضع هذا. وكتاب الرحمة هذا ينسب إلى السيوطي زورا وبهتانا وإنما هو للصبيري كما في كشف الظنون.
وذكر صاحب كتاب "منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية" ص (156): جاءت امرأة وقد أصيبت بجراحة في أنفها فأعيت الأطباء فجاءت إلى رجل يقال له السيد الجلِّيس فقالت: ادع الله لي أن يشفيني فقال لها: اقعدي يا منتنة فقام وخلط البول بالعذرة وطلى ذلك الجرح بالنجس وقال: (خرؤنا هو دواؤنا). وأما التبخر بكوع الحمار ورجيع الكلاب فهذا مشهور في كتب السحر والشعوذة ويستخدمونه إذا سنحت لهم الفرص.
أخي المسلم الكريم.. يستحيى أن يذكر هذه القاذورات والنجاسات مجرد ذكر ولكن السحرة يجعلونها من مزاياهم ومناقبهم وهم أهل لذلك لأن من أعظم إرضاء الجن والشياطين طاعتهم في استخدام النجاسات فكيف لا يستخدمونها؟ ولكن الذي لا يستطيع أن يقبله أي مسلم عاقل هو قبول هذه النجاسات ولكن المغفل يظن أن مادة الشفاء قد مزجت بهذه النجاسات فهو يتناولها راجيا الشفاء والعافية بسببها وربما ادعى بعضهم أنه قد شفي وهكذا يكون غلظ الجهل في هؤلاء.
9-طريقة قياس الأثر:
إن من دلائل أعمال السحرة طريقة قياس الأثر وخلاصتها إذا جاء القاصد للساحر أو المنجم يطلب من الساحر مقياسا معينا من ثوب أو منديل أو غير ذلك ثم يقول بصوت مسموع: إذا كان هذا الشخص مصابا من الجن فطولوه وإذا كان مصابا من العين فقصروه ثم يقيس فإن وجده طال قال: مصاب بالعين وإن قصر قال: مصاب بالجن وإن بقي على ما هو عليه قال: ليس فيك شيء اذهب إلى الطبيب.
قلت: ولا يخفاك أن قول الساحر قصروه أو طولوه إنما هو نداء للجن وقد يتظاهر الساحر أنه يقرأ قرآنا حال استخدام طريقة قياس الأثر.
10-مطالب شركية من قبل السحرة:
من السحرة من يطالب ضحاياه عند مجيئهم إليه بأمور شركية ومنها ذبح نعجة سوداء أو خروفا أبيض أو ذا قرون طويلة أو ذبح ديك ودفنه في المقبرة أو الرمي بالبيض على الجدران أو بصناعة طعام بدون ملح وغير ذلك وهذه مطالب شركية لأنها قربانا للجن فالذبح مما أهل به لغير الله. وقد قال الرسول r: ((لعن الله من ذبح لغير الله ...)) رواه مسلم من حديث على رضي الله عنه. والباقيات كلها شركيات لأنها تقرب إلى الجن خوفا منهم.
__________________
11-السحرة يطالبون الناس بالنذر للجن:
يحصل أن بعض السحرة يطلب من المتعلق بهم والملتجئين إليهم أن ينذر بكبش أو بالتلم العاشر من أرض الزراعة أو بجزء من مهر البنت. وهذه الأشياء وأمثالها إنما هي يتقرب بها في الحقيقة للجن وما الساحر إلا كالكرة يلعب به الجن ويطالبون بذلك ويستعبدونه وقد تذبح هذه الأشياء ويرمى به للنسور أو يرمى بها في البحر أو تذبح وتؤكل وكل ذلك تقرب للجن علمت ذلك أم جهلته.
12-سحرة بعَّاجون:
0-لقد ظهر سحرة يقال لهم (بعَّاجون) ومعنى بعَّاجون أنهم يأتون إلى الأنعام ويبقرون بطونها عن طريق سحرهم وحقيقة هذا أن الساحر يشير إلى مجموعة من الأغنام ويتكلم في نفسه فإذا بتلك الأغنام قد سقطت أمعاؤها وتخرقت جلودها وكل هذا من أجل إرهاب أصحاب الأنعام لكي يعطوا للسحرة من هذه الأنعام. ولقد أخبرني أحد البدو من اليمن أنه دخل السوق ذات مرة ومعه خروف يريد أن يبيعه فجاءه رجل ساحر فقال الساحر للبدوي: أستطيع أن أحول هذا الخروف إلى كلب فقال البدوي: اجعله اثنين واحدا لي وواحدا لك. فلم يستطع الساحر ذلك. وهذا إن حصل فهو من باب استخدام الجن من قبل الساحر فالساحر يتفق مع شياطين الجن على أن يهتف بكلام فيه إرضاء لهم وخضوع من أنواع الشركيات لهم، وهناك يقوم الجن ببعج بطون الأنعام وما إلى ذلك. قاتل الله السحرة ما أكفرهم. فعلى أصحاب الأنعام ومن إليهم أن يكونوا متسلحين بالإيمان القوي والأذكار الشرعية والله سيحفظهم ويحفظ لهم أموالهم. والسحرة لا يفعلون هذا إلا إذا كانوا يرون أن أصحاب الأنعام جهال بدين الله يقبلون الشركيات والخرافات.
13-سحرة يحاولون قتل الإنسان:
لقد ظهر في الهند سحرة يشيرون إلى إنسان فيتحتت قلبه ويخر ميتا وقد يفعل هذا غير واحد من السحرة. وهذا الفعل يرجع من جهة الساحر إلى قوة إجرامه وشدة كفره بالله على ما يرضي الشياطين. فإذا كان الساحر سابا لله وعابدا للشيطان بكل ما يريد حصل من الجني التجاوب مع الساحر كما يريد. ومن جهة الجني إذا كان الجني يحب قتل فلان إما لتدينه وإما لأمر آخر فهنا يمكن أن يقوم الشيطان بقتل فلان وقد يطالب الجني الساحر إن يرسله لقتل الأطفال من باب محاربة المسلمين وليعلم المسلم أنه مهما أراد الساحر أن يصيب المسلم بالإيذاء فلن يقدر على أن يفعل من ذلك شيئا إلا إذا سلطه الله قال تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} فلا تخف إلا من الله.
14-الساحر يسحر المرأة حتى تذهب إليه وتسلم نفسها له:
إذا كان الساحر معه جن يحبون الفواحش أو هو يحب فواحش الزنا واللواط واغتصاب النساء يستعمل الساحر طريقة سحرية تجعل المرأة تذهب إليه وتسلم نفسها له وحقيقة هذا الفعل أن الساحر يرسل بجني فيغطي على عقل المرأة ويقودها بقوته إلى الساحر وقد يأخذها من الطريق وقد يخرجها إليه في منتصف الليل من بيتها.
15-الساحر يطير في الهواء ويمشي على الماء:
من السحرة من يدعي أنه يطير في الهواء ويمشي على الماء وقد يظن الجاهل من الناس أن هذه كرامة من الله لهذا الساحر وليست بكرامة ولكنها خزي وندامة. وحقيقة هذا إن كان يطير حقا في الهواء ويمشي على الماء أن معه جني يحمله ويطير به وهذا مقدور للجن لأن العفريت من الجن قال لسليمان عليه السلام : {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين} ولا يمكن أن يفعل الجني مع الساحر هذا إلا لخضوع الساحر له والكفر بالله. ومن هذا الباب ما كنا نخبر به أن فلانا يشهد بعض من يعرفه أنه رآه في عرفة يوم عرفة وأهل قريته يقولون هو عندهم في قريته يوم عرفة فهنا إما أن الجني تمثل به في عرفة وهذا في مقدور الجن فإن الله أعطاهم قدرة على التشكل يتصورون بكل صورة ما عدا صورة نبينا r ، وإما إن الجني أخذ الساحر ووقف به في عرفة لحظات ثم رده فأهل قريته يكون رأوه في الصبح مثلا من يوم عرفة أو في المساء وفي خلال هذين الوقتين يقدر الشيطان على حمله ورده. وبعض السحرة يحج في خلال يومين مع بعد المسافة وهذا قبل وجود الطائرات وهذا من باب استخدام الجن وهذا حج عاطل باطل يقوم به السحرة من أجل أن يعتقد فيهم أنهم أهل الصلاح والكرامات وأنهم أولياء الله لهم تصرف في الكون. قاتلهم الله أنى يؤفكون.
16-سحرة يستخدمون القرآن لمعرفة الغيب:
وصورة هذا الإجرام كالتالي:
‌أ- يوضع مفتاح كبير في وسط القرآن الكريم بحيث يكون مقبضه خارجا من هذا الكتاب.
‌ب- يحزم المصحف جيدا كي لا يسقط المفتاح عند حمل المصحف من مقبض المفتاح.
‌ج- يرفع القرآن بواسطة إصبعي شخص بتركيز على أطراف مقبض المفتاح.
‌د- تلاوة بعض الآيات وتركيز الفكر.
‌ه- إضمار سؤال معين وبعد ذلك يتحرك الكتاب إما إلى جهة اليمين أو إلى جهة الشمال. فإذا تحرك إلى جهة اليمين يعتقدون أن ما أضمره الشخص هو الخير. وإذا تحرك إلى الشمال يعتقدون أن إضمار الشخص كان للشر. وباختصار يتضمن هذا العمل أمورا خطيرة منها:
·إهانة القرآن الكريم وهذا ينافي تعظيمه وتكريمه.
·جعل القرآن الكريم الذي هو مصدر هداية ونور وصلاح وسيلة خطيرة لأنواع التوصل إلى الكفر وهو ادعاء علم الغيب وهذا ينافي تماما العمل بما دعا إليه القرآن الكريم ودل عليه بل هذا يبطل الحكمة من إنزال القرآن.
·إفساد أبناء المسلمين الجهال وجعلهم لا يعرفون عن القرآن إلا أنه كتاب دجل وتلبيس فلا يلتفتون إلى مقاصده وهدايته وأحكامه والكفر بذلك هدما للإسلام.
·وجود التمتمة إلى التلاوة التي هي غالبا للأمور الشركية.
وحقيقة الإجرام هنا أن القرآن تحرك بسبب عدم تساوي القوى التي ترفع ولم يكن القرآن هو الذي تحرك وبسبب تعب الأصابع التي ترفعه ولو وضعنا كتابا من الكتب العادية لحصل له ما حصل هنا للقرآن. قاتل الله فاعل ذلك أنى يؤفكون.
17-الساحر يستعمل الحروف الهجائية:
إن بعض السحرة يمارس السحر عن طريق استخدام الحروف المقطعة التي في أوائل السور والحروف الهجائية مدعيا أن لها أسرارا عظيمة ومما أذكر أننا كنا ونحن صغار نخرج للاستسقاء عند حصول القحط فيؤتى لنا برجل يقال له فقيه يصلي بنا الاستسقاء فيردد علينا بحق الباء وبحق التاء وبحق الثاء وبحق الجيم إلى آخر الحروف الهجائية. والحمد لله لقد ذهبت هذه الشناعة وانقطع دابرها في كثير من الأماكن، ولا تزال حروف أ ب ج د مكتوبة إلى الآن في بعض الكتب وهي عمدة المنجمين وسيأتي الكلام عليها.
18-سحرة يستخدمون المندل:
يلجأ أصحاب المندل إلى فنجان صغير يضعون فيه قليلا من الماء ثم يضيف إليه شيئا من الزيت ويطلب من ولد أو بنت دون سن البلوغ التحديق في نقطة الزيت اللمعة والطافية على سطح الماء ويأخذ بالتمتمة والتلاوة ويقول للناظر إنك ستلاحظ بعد قليل جنيا فكلمه واطلب منه استحضار ملوك الجان... وحقيقة عمل السحرة هنا يظهر في الآتي:
·وضع الزيت اللماع في الماء لتعكس الأنوار والصور بشكل غير صحيح يتعب الناظر ويؤثر عليه.
·استخدام الصبيان الذين يسهل لهم خدعهم والإيهام عليهم وسرعة تأثرهم.
·استعمال التمتمة وهي طريقة المتصلين بالجان وإن لم يكونوا كذلك فهي الخدع فإن ظهر الجان فذلك دليل على عبادة صاحب المندل لهم وكفره بالله. وإن لم يظهروا وإنما هو خداع فذلك دليل على الكذب الكثير والتلبيس الخطير.
19-سحرة يقومون بالحظرات والموالد والرجبيات والشعبانيات:
لا يخفى على كثير من المسلمين أمر القيام بالحظرات والموالد في رجب وشعبان وغير ذلك ولا يخفى على العاقل من المسلمين ما يدور في هذه الحظرات والموالد من شركيات بالقول والفعل ويختمون ذلك بالقيام كالعفاريت قائلين مرحبا مرحبا جد الحسين مرحبا، مرحبا بك يا محمد مرحبا، فهل يقبل مسلم عنده معرفة أن الأموات ومنهم الأنبياء والشهداء يعودون إلى الدنيا بل هم عند ربهم يرزقون كما نطق بذلك القرآن والسنة، ولماذا لا يرون الرسول r مادام أنهم يدعون حظوره أم أنه لعب على العوام ومن إليهم من جهلة المسلمين فاللهم فاشهد.
20-بعض السحرة يدعي شفاء المريض بمجرد اللمس باليد:
لقد ظهر في أيامنا من يدعي أنه بمجرد لمسه للمريض يشفى ولم يقتصر الذهاب إلى هؤلاء السحرة على العوام بل قد يتوجه بعض المثقفين والقادة إلى السحرة الذين يعالجون بمجرد لمس اليد ويكون اللمس بمثابة عمليات جراحية وقد يغالط بعض المرضى فيقول لقد شفيت وقد يشتريه الساحر بالمال ليدجل لهم. سبحان الله ما أجهل من يصدق هؤلاء السحرة، كيف يترك المستشفيات المتخصصة ذات الطب الحديث ويرتمي بين أحضان هؤلاء الدجاجلة بل قبل هذا كيف يتركون الطب النبوي العظيم؟ وهؤلاء السحرة إما أن يكون معهم جني وإما أن يكونوا دجاجلة ليس معهم جني ولكنهم يتقمصون طريقة الخدع والتلبيس
-بعض السحرة يدعي أن في البيت الفلاني جنا:
يأتي بعض الدجاجلة ويقول لأصحاب البيت إن هذا البيت فيه جني وفيه ثعابين وما إلى ذلك. ولا ننسى أن الجن قد يسكنون بيتا فيه إنس بل مسلمون ولكن كلام الساحر هذا غير مقبول لأنه إما أن يتكلم بهذا عن طريق استخدام الجن أو عن طريق الدجل والتلبيس وأحلاهما مر فهو ساحر بهذه الطريق أو بهذه الطريق والدافع له إلى هذا أنه يريد أن يرعب أصحاب البيت لكي يطلبوا منه إخراج الجني أو توقيفهم وما إلى ذلك. وغالب الناس عند أن يخبروا بهذا يكادون أن يموتوا خوفا وهذا لفرط جهلهم وإلا فالجن معنا في كثير من أمورنا فهم في حمامات البيوت وغيرها ولهذا كان الرسول r إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) متفق عليه من حديث أنس، بل إن الجن يجرون منا مجرى الدم كما تقدم، وأيضا ليس كل جن البيوت مؤذين بل الغالب عليهم أنهم لا يؤذون إلا من آذاهم. ولهذا ذكر ابن عقيل في كتابه الفنون قال: (كان عندنا بالظفر يعني من بغداد دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى فجاءهم مرة رجل مقرئ أي حافظ للقرآن فاكتراها فارتقينا لأصبح سالما فتعجب الجيران وسألوه فقال: لما بت بها صليت العشاء وقرأت شيئا من القرآن وإذا شاب صعد من البئر فسلم علي فهبت فقال: لا بأس عليك علمني شيئا من القرآن... وقال نحن جن مسلمون نقرأ ونصلي وهذه لا يكتريها إلا الفساق فيجتمعون على الخمر فنخنقهم). وكثيرا ما يسكن البيوت جن مسلمون لكن الغالب عليهم الجهل والتعدي والظلم. والسنة النبوية تدلنا على طريق إخراج الجن فقد روى مسلم أن رسول الله r قال: ((إن لهذه البيوت عوامر - يعني جن يعمرونها بالسكن فيها- فإذا رأيتم شيئا من ذلك فآذنوه ثلاثا فإن بدا بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان. ومعنى آذنوه أي أنذروه وحذروه فيقول له صاحب البيت أناشدكم الله أن تخرجوا ولا تؤذوا، ويكرر هذه ثلاثة أيام. انظر ما أحسن هذا التوجيه ولكن أين من يقبل التوجيهات النبوية إلا من رحمه الله.
22-بعض السحرة يدعي أن له اتصال بأرواح الموتى:
0- وأنه يقدر على التخاطب مع الموتى والتعاطي معهم مع العلم أن حياة الموتى حياة برزخية وأنها بالنسبة لنا من أمور الغيب ولهذا قال الرسول r: ((إن الجنازة إذا احتملها الرجال ووضعت على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني وإن كانت غير ذلك قالت: يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه لصعق)) رواه البخاري عن أبي سعيد. انظر كيف غيب الله عنا أحوال الجنازة وهي على أكتافنا وفوق رقابنا فكيف يقال أن الموتى يتخاطبون ويتعاطون مع هؤلاء الدجاجلة فإما أن يكون الدجاجلة هؤلاء عندهم جن يتخاطبون معهم يسمعون الناس ذلك وإما أن يكونوا مموهين على الناس بالخدع وكلاهما دلالة على تعاطي هؤلاء للسحر. وفي بعض البلدان يسمى الذي يدعي الاتصال بالأموات والتخاطب معهم بالمسفل. وبعض هؤلاء الدجاجلة يدعي الاتصال والتخاطب مع الميت الذي مات قريبا وهو دجال حقا.
23-بعض السحرة يعمل للمريض بما يسمى بـ (حجبة):
يأتي الحمقى والمغفلون والمعتوهون إلى السحرة فبعض السحرة يأمر المريض بالاحتجاب لمدة أربعين يوما عن الناس في غرفة مظلمة ويعطى بعض الخبائث يدهن بها وقد تكون نجاسات ويمنعه عن استخدام الماء للاغتسال والطهارة وما إلى ذلك ولا شك أن هذه الطريقة من أعظم أنواع العبودية للشياطين فإن الشياطين يحبون الخبائث والنجاسات ويريدون الكفر من الناس، وهذا المحتجب يبقى على أوساخه ونجاساته فيترك الصلاة وغيرها كل ذلك لإرضاء الجن بأمر خادمهم وعابدهم (الساحر الكافر).
24-بعض السحرة يعطي التعاويذ:
كثيرا ما يعطي الساحر للمترددين التعاويذ وقد يسمونها الصارف أو القارعة أو التحويطة أو الحجاب وقد تكون من كتابات كلمات وحروف منها الشعوذة والخرافة من أرقام وحروف مقطعة، وقد تكون من أعشاب مع غيرها، وقد تكون وقد تكون من مواد أخرى كالحلتيت والبحت وما إلى ذلك وقد يعطي كتابا ككتاب "حصن الحصين" وما إلى ذلك. وكتيب "حصن الحصين" فيه شعوذة ودجل كذكر في أوله: أن المرأة إذا علقته في حال تعسرها في الولادة انفرج أمرها وإن الشابة التي تأخر خطابها إذا علقته تهافتوا عليها ، وأشياء كثيرة منكرة إلا أننا شاهدنا مؤخرا حذف كثير من هذه الأشياء ومع هذا فلا يجوز تعليقه ولا الاعتماد عليه لأنه ليس من كتب الأذكار الشرعية من جهة ومن جهة أخرى التعليق ليس بمشروع وما ورد من أدلة في ذلك فهي ضعيفة وقد تكلمنا على ذلك في كتابنا "الواقي في أحكام الراقي والمرقي"
25-بعض السحرة يقوم بتحكيم الزار:
من أخبث أنواع أعمال السحرة ما يقوم به بعض السحرة بما يسمى بتحكيم الزيران، والزار يراد به في عرف الناس: الأرواح الشريرة أي الجن ويسمى زارا باعتبار أنه جاء إلى المريض كالزائر وسيتركه. ونأتي إلى قصة تحكيم الزار على يدي السحرة:
‌أ-يطلب الساحر إحضار المرأة التي فيها المرض متزينة.
‌ب-تدخل المرأة بين أيدي الحاضرين وتجلس في وسط المجلس.
‌ج-يؤتى بصاحب مزمار ليزمر لها.
‌د-يعطى لها الطيب والبخور وبعد هذا يزمر المزمر.
‌ه-تقوم المرأة وترقص أمام الحاضرين على صور مختلفة وتتشنج وربما رقدت وحينذاك يطير الجني.
‌و-يتكلم على لسانها ويطالب بأشياء شركية وكفرية فيقوم الساحر بتحكيمه على حد زعمه.
والتحكيم هو أن يعطى للشيطان مطالبه وهو لا يعود يؤذي المرأة إذا نفذت مطالبه، ومطالبه ما بين شركية وكفرية ويدعي الساحر أنه قد حبس الجني في شيء كخاتم المرأة أو ثيابها أو غير ذلك.
هذه صورة الزار كما شاهدناها قبل سنين وقد خف هذا العمل، وهذه الطريقة عند التأمل يظهر فيها أنواع من الفساد وإليك بعض ذلك:
‌أ-هذه الطريقة دعوة إلى الزنا ولهذا فيها أن المرأة تلبس الثياب الجميلة وتتعطر وتتبخر وترقص أمام الحاضرين وتصفق وتصفر.
‌ب-هذا الفعل من قبل المرأة استجابة للجني الذي فيها، فصارت هذه الأعمال الخبيثة التي تقوم بها المرأة عبادة وقربة للشيطان.
‌ج-ظهور الجني وتكلمه فيها بعد حصول ما سبق ذكره دليل على أنه رضي بهذه الأفعال الإجرامية.
‌د-قبول الساحر لما يطلبه الجني أمر خطير لأن الجني إنما يطالب بما حرم الله وبما هو شرك بالله كعبادته والذبح له وغير ذلك.
‌ه-استمرار تنفيذ مطالب الجني من قبل المرأة ولو طلب منها نفسها هو الكفيل بتوقف الجني عن مؤاذاتها.
‌و-لا نستبعد أن الساحر يرسل الجني ليفعل هذا مع المرأة.
‌ز-تبقى المرأة هذه دائما مهددة بأنواع من العذاب من قبل الساحر والجني وإن ماتت ادعى الساحر والجني الانتقال إلى أحد أفراد الأسرة فهل رأيت عذابا كهذا؟ وليس الأمر مختصا بالنساء بل يدعونه في الرجال واعلم أن قضية طريقة الزار أخذت من النصارى. والله المستعان.
26-ادعاء إعطاء الناس ماء من حوض الكوثر:
ومما لا يتصوره أحد ما يقوم به بعض السحرة من إعطاء الحاضرين ماء من حوض الكوثر. وصورة هذه اللعبة الخبيثة أن صاحبها الدجال يقيم مهرجانا أو اجتماعا يجمع فيه من يريد ويخلي المكان الذي هم فيه من الماء فإذا عطش الحاضرون يشتكون إلى الساحر الذي هو عندهم ولي من أولياء الله فيقول هاتوا شيئا وخذوا ماء للشرب فيعطونه وعاء فيأخذه بيده ثم يفتح باعه ويدور في الطابق ثم يدفع الوعاء ملآن ماء مبخر بمسك ويقول لهم هذا من نهر الكوثر. أخزاه الله. ولا تسأل عما يحصل للخفافيش. وحقيقة الدجل في هذه الفرية كالآتي:
‌أ-يأخذ الدجال مصران غنم.
‌ب-يدبغ المصران بعد غسلها.
‌ج-ينقعه بماء الورد سبعة أيام.
‌د-يأخذه ويربط طرفه الواحد ربطا جيدا.
‌ه-يجعل في طرفه الآخر عقدة قصب.
‌و-ينفخه في الهواء حتى يجف عنده.
‌ز-يملأه ماء عند إرادة العمل.
‌ح-يجعل فيه قليلا من المسك وماء الورد.
‌ط-يجعله في قميصه بحيث لا يرى.
‌ي-يجعل له حمالات من تحت رقبة القميص من كمه الشمال إلى كمه الأيمن.
‌ك-إذا أراد أن يسقي الناس جعل رأس المصران في فم الوعاء وهو دائر من حيث لا يعلم به الناس.
‌ل-ثم يفك رأس المصران بظفره فينزل الماء في الوعاء ويعطي للناس يشربون، وهكذا يكون الدجل على المساكين.
وساحر آخر يعطي للناس الطعام عند احتياجهم للطعام، وحقيقة هذه الخديعة أنه أخرج الناس إلى الصحراء وطلب منهم أنهم لا يأخذون معهم طعاما فلما وصلوا إلى الصحراء اشتد بهم الجوع فجاءوا إليه وقالوا: يا ولي الله أنقذنا فقام وصلى ركعتين يريهم أنه يستغيث بالله، وبعد قليل جاءهم بالطعام. وحقيقة اللعبة أن الساحر قد دفن الطعام في نفس الصحراء قبل أن يأتي الناس فظن الناس أن هذه كرامة وهي في الحقيقة جريمة شنيعة وهكذا يتلاعب بعقول المسلمين من يدعي الصلاح فما أحوجنا إلى أن نميز بين أولياء الله وعباد الله الصالحين حقا وبين الدجاجلة الذين يتقمصون الصلاح وهم أعداء الله.
27-ادعاء معرفة الاسم الأعظم:
من السحرة من يدعي أنه يعرف الاسم الأعظم ويدعي أن الجن تبعا لذلك يطيعونه وينقادون له في أمور كثيرة وقد ادعى المجرم الأثيم أحمد البوني أن جميع أنواع السحر مدارها على أسماء الله الحسنى فما السحر إلا وسائل لمعرفة ما خفي من أسماء الله وقد قام بتأليف رسالة في شرح اسم الله الأعظم وثانية في فضل بسم الله الرحمن الرحيم وشرحهما على طريقة المنجمين والسحرة ولهذا يدعي بعض السحرة أنه قد أوتي الاسم الأعظم الذي أوتيهآصف.
قلت: ليس في الآية دليل على أن اسم الله الأعظم ما يدعيه السحرة لا من قريب ولا من بعيد على خلاف بين العلماء هل الذي عنده علم من كتاب أهو سليمان عليه السلام أم أحد المقربين إليه.
وقد ذكر صاحب كتاب "شموس الأنوار وسر الأسرار" ص (23): أن الاسم الأعظم ذو الجلال والإكرام وذكر أن له تصريفات كثيرة وكلها سريعة الإجابة وذكر أمورا كفرية تزيد على كفر فرعون وادعى أنه الاسم الذي أعطي لآصف بن برحبا وزير سليمان.
__________________
28-بعض السحرة يستعمل الخرز والأحجار ومنها الأحجار الكريمة:
مما يلاحظ انتشاره في بعض الأماكن بكثرة هو وجود نساء خصوصا معهن كمية من الخرز والأحجار والودع البحرية يمارسن بها طريقة السحر علنا على أرصفة الشوارع وترى التجمعات عليهن من قبل المنحرفين والغافلين ولا يظن أن السحرة هؤلاء الذين يستخدمون الأحجار لا يرتكبون إثما بل إثما عظيما ألا ترى أنهم يقولون للزبائن: أنت ستتزوج ولك أعداء وستنتصر عليهم. فهذا تعدٍّ على علم الغيب وإن كنا نظن أنهم يقولون هذا من باب الظن والتخمين فهم بذلك كذابون دجالون ولو كانوا يعتمدون على الجن والكواكب لكانوا كفارا. والذاهبون إليهم معرضون أنفسهم لما أخبر به النبي r بقوله: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما)) رواه مسلم عن بعض أزواج النبي r وإن صدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد r وسيأتي هذا.
29-كتابة الآيات القرآنية عكسا:
من علامات الساحر أنه يكتب الآيات القرآنية بطريقة عكسية مثلا يكتب: والقلم وما يسطرون يكتبها من عند النون وبعدها الواو وبعدها الراء وهلم جرا، ومنهم من يكتبها على جهتها ولكن يكتبها بالحروف الهجائية (و ا ل ق ل م) وهذه الكتابة هي من مطالب الجن يقوم بها الساحر لينال خدمتهم والقبول عندهم.
30-سحرة يدعون شفاء المصابين من أخطر أنواع المرض:
لا يخفى علينا جميعا أن ادعاء السحرة القدرة على شفاء الناس باب واسع وحاجة الناس إلى فضح هذا الصنف مهمة، وأذكر لك مثالا واحدا ذكره ابن كثير في البداية والنهاية نقلا عن الخطيب: لقد بعث الحلاج رجلا من خاصة أصحابه وعلمه أن يظهر الصلاح والزهد والعبادة فإذا وثق بك الناس وأحبوك تظاهر لهم بالعمى ثم تظاهر لهم بعد أيام أنك قد أصبت بالكساح فإذا سعوا في مداواتك فقل لهم يا جماعة الخير إنه لا ينفعني شيء من هذا العلاج ثم قال له ادعي بعد أيام أنك قد رأيت رسول الله r في المنام وقال لك: شفاؤك على يدي القطب الحلاج وإنه سيقدم عليك في اليوم الفلاني في الشهر الفلاني وأنا سأقدم عليك في ذلك الوقت، فذهب الرجل وصنع مثل ما قاله الحلاج فقدم الحلاج في الوقت المحدد إلى القرية التي فيها تلميذه فجاء إليه الناس من تلك القرية وقد أخبرهم التلميذ بقدوم رجل صفته كيت وكيت فلما قدم الحلاج عرف الناس أنه الذي أخبرهم المريض فأخبروا المريض بمجيء الرجل فقال: اذهبوا بي إليه فذهبوا به إليه فلما وصل إليه قال: يا عبد الله إني رأيت رسول الله r وأخبرني أن شفائي على يديك. فرفع الحلاج يديه فدعا له ثم تفل من ريقه فمسح على رجليه فقام من ساعته يمشي فكأن لم يكن به شيء، والناس حضور وأمراء تلك البلاد وكبرائهم فضج الناس ضجة عظيمة وعظموا الحلاج فأراد أهل القرية أن يعطوا للحلاج المال فقال: أما أنا فلا حاجة لي بالدنيا وإنما وصلنا إلى ما وصلنا إليه بترك الدنيا ولكن اعطوها لصاحبها يعني تلميذه لعل له إخوان وأبدال يجاهدون ويتصدقون ويحجون فقال المتعافي صدق الشيخ لقد رد الله عليَّ بصري ومن الله عليَّ بالعافية لأجعلن بقية عمري في الجهاد في سبيل الله والحج إلى بيت الله مع إخواننا الأبدال. فذهب الحلاج وترك تلميذه يجمع الأموال فجمعوا له مالا كثيرا من الذهب والفضة فأخذه وودعهم فذهب إلى الحلاج فاقتسما ذلك المال.
ويكفي للبيب هذا المثال أن يجعله نصب عينيه ليكشف ما عليه من يدعون ما ليس لهم وقد وجد في عصرنا من يدعي أنه إله العيون وقد ملئت كتب الصوفية والرافضة والفلاسفة بذكر شطحات كبرائهم بحيث لا يصدقها عقل ولا يقبلها نقل. وأما العوام فهم ضحايا هذه الشطحات والخرافات والأساطير إلا من هدى الله.
31-بعض السحرة يدعي إحياء الموتى:
قد لا يصدق الشخص أن هنالك من يدعي من السحرة أنه يحيي الموتى ولكن الواقع يثبت ذلك وآخرهم الدجال كما دلت على ذلك الأحاديث ومن الأمثلة على ادعاء بعض السحرة أنهم يحيون الموتى أن مشعوذا أخذ حمامة ولوى رقبتها بيده حتى يبدو للناس أنها ماتت ثم يرميها على الناس فيتألم المشاهدون من هذه القسوة ثم يطلبها منهم مرة أخرى ليحييها بزعمه فيضعها في ورق ثم يضرب فوق الورق فتقوم الحمامة من الموت وتطير إلى جهة المشاهدين. وحقيقة هذه اللعبة كالآتي:
‌أ-المشعوذ يضع في يده مادة البنج.
‌ب-يمسك بالحمامة ويشممها من البنج ولكن يري الناس أنه يلوي عنقها وإنما أعطاها البنج.
‌ج-إذا شمت الحمامة البنج فقدت شعورها فظن الناس أنها ماتت خنقا.
‌د-عند أن يأخذها من الناس يضربها فتفيق من البنج فتطير. ومن المعلوم أن مادة البنج تخدر الرجال بل والجمال ما عدا الحمام حتى يصير المبنج كالميت.
32-ساحر يدعي تقطيع الشخص في الهواء:
لقد ذكر ابن بطوطة في رحلته (2/731) أنه شاهد... مشعوذا أخذ كرة من خشب لها ثقب فيها سيور طوال فرمى بها في الهواء فارتفعت حتى غابت عن الأبصار فلما لم يبق من السير في يده إلا يسير أمر متعلما له فتعلق وصعد في الهواء إلى أن غاب عن أبصارنا فدعاه لم يجبه ثلاثا فأخذ سكينا بيده كالمغتاظ وتعلق بالسير إلى أن غاب أيضا ثم رمى بيد الصبي إلى الأرض ثم رمى برجله ثم بيده الأخرى ثم برجله الأخرى ثم بجسده ثم برأسه ثم هبط وهو ينفخ وثيابه ملطخة بالدم ثم أخذ أعضاء الصبي فألصق بعضها ببعض وركضه برجله فقام سويا.
وذكر صديق حسن خان في كتابه "الدين الخالص" (3/581) قصة تشبه هذه.
أخي المسلم.. هذه الصورة مروعة للشخص ولكنها لا تخرج عن كونها تصرفات سحرية والساحر هذا يظهر أنه يتعامل مع الشياطين فالصعود في السماء على السير هو من باب الخدع للناس. وإلا فالذي يظهر بأن الصاعد هو الجني والصبي المقطع أوصالا يظهر أن الساحر أخذ معه أجزاء لم يروها والصبي جني من الجن فلما وصل الساحر إلى الهواء رمى بتلك الأجزاء ولما رجع رجع الجني معه فلما جمع الساحر تلك الأجزاء التي يظن الناس أنها أوصال الصبي غطى عليها الجني وظهر هو بصورة الصبي.
وقد يكون لها تفسير آخر لا يخرج عن مساعدة الجني.
وفي المصدر السابق ذكر صاحبه أن ضالا كان يحلق لحيته وحاجبيه فأنكر عليه بعض أهل العلم حلقه لحيته فزعق زعقة فإذا هو ذو لحية سوداء عظيمة ثم زعق ثانيا فإذا هو ذو لحية بيضاء حسنة ثم زعق ثالثا ورفع رأسه فإذا هو بلا لحية كهيأته الأولى. وهذا الساحر قد يكون مستخدما للجن وقد تكون طريقته بهلوانية فهو يأخذ اللحية السوداء ثم يضعها بصورة لا يتنبه لها الحاضرون ولهذا انظر لما أراد وضعها كيف رفع رأسه بعد أن طأطأه فهو لنزعها.
33-ساحر يسرق بنكا من أكبر البنوك:
نقل هذه الحادثة الأشقر في كتابه "عالم السحر والشعوذة" ص (124) قال وهو يتحدث عن الساحر: (... وتقدم الصراف الذي يجلس خلف نافذته الزجاجية وقدم إليه ورقة بيضاء منتزعة من دفتر مدرسي ووضع أمامه حقيبة فارغة مفتوحة وأمره أن يصرف له مبلغ مائة ألف روبل ونظر الصراف إلى الورقة وفحصها جيدا لم يشك لحظة فيها أن الورقة شيك صحيح ولم يلبث أن فتح خزانته وراح يخرج منها رزم (البنكنوت) ويضعها في الحقيبة حتى عد مائة ألف روبل بالتمام والكمال وحمل (سينيج) أي الساحر الحقيبة وخرج من البنك وهناك أطلع رجال استالين على النقود مثبتا نجاحه في سرقة البنك.
34-سحرة يدعون أنهم يدخلون النار ويأكلونها:
لقد ذكر ابن بطوطة (2/665) في رحلته أنه شاهد في إحدى الجزر التي تدعى بجزيرة (ذيبة المهل) في حفل أقيم على شرف طائفة يدعون بالفقراء يدخلون النار ويطؤونها بأقدامهم ومنهم من يأكلها كالحلوى قلت: هؤلاء الفقراء هم من الذين يسمون بالأبدال وقد قرأنا قصة المناظرة التي جرت بين شيخا الإسلام ابن تيمية والبطائحية الرفاعية وقد ادعى البطائحيون الرفاعيون أنهم يدخلون في النار ولا تضرهم وأن هذه من كراماتهم ففضح دجلهم ابن تيمية وتحداهم أن يدخلوا بعد أن يغسلوا المادة التي يعملونها حتى لا تصيبهم النار فامتنعوا وفضحوا. وكونهم يأكلون النار إما أن هذا من باب أن الجني يتلبس بهم فيرى الناس أنه يأكل النار والحقيقة أن الشيطان يتلقاها ويرمي بها أو يطفئها وهم طبعا لا يرون الجني. وإما أن الشيطان يتصور بصورة رجل إنسي إذ قد أعطاهم الله القدرة على ذلك فهو يريهم أنه يأكل النار وهو يطفئها ويخبئها في مكان لا يعلمونه
35-قراءة الكف:
من أنواع السحر المنتشر في أيامنا قراءة الكف وهو عبارة عن النظر في الخطوط والتجاعيد والثنيات الموجودة في باطن الكف والأصابع والغرض من هذا الوصول إلى معلومات حول الماضي والحاضر والمستقبل للإنسان وهذه الطريقة صارت منتشرة تروج لها بعض الصحف وهو مأخوذة من الهنود فمن عمل بها فقد ضاد الله الله وعانده لأن علم الغيب مما اختص الله به نفسه وهكذا يكون الشخص منحدرا إلى شرك المجوس وعباد البقر إذا لم يتق الله.
36-الفنجان المتحرك طريقة سحرية:
هذه الطريقة يقوم بها بعض طلاب الجامعات عند الاختبارات وصورتها:
ترسم دائرة قطرها حوالي ربع متر ويكتب على محيطها الحروف الهجائية على مسافات متساوية مع بعضها ويضع فنجان قهوة مقلوبا في وسط الدائرة ثم يطلب من إنسان أن يضع إصبعه على الفنجان ويقوم مدير الجلسة بتلاوة تعاويذ فيتحرك الفنجان ثم تجمع الحروف التي تحرك نحوها الفنجان فتتألف من الكلمات والجمل ولا تزيد هذه الطريقة على أنها سحرية قائمة على أنواع من الكذب والتلبيس إذ أن الإصبع التي على الفنجان هي التي تحرك الفنجان إذ لو رفعت الإصبع لما تحرك الفنجان.
37-تحضير الأرواح:
من المستجدات السحرية قضية الأرواح ويسمى القائمون على قضية تحضير الأرواح: (الأخوة البيضاء العظيمة) وتسمى (الاتصال بالأرواح) وتسمى (الدين الجديد) وتسمى (دين الأديان) و (وطن الأوطان) والمراد بالأرواح هنا أرواح الأموات وصورة هذه القضية الكفرية كالآتي:
‌أ-غرفة الاتصال بأرواح الموتى من أجل أن يكون الاتصال بالأموات منها وتكون الغرفة مظلمة.
‌ب-وجود وسيط وهو رجل أو امرأة والوسيط سواء كان كافرا وهذا هو المطلوب أو كان مسلما ظاهريا ولا يرد أي شخص مهما كانت ديانته كفرية وأكثر ما يستخدم وسيط النساء ويسلط على وجه الوسيط ضوء أحمر.
‌ج-وجود أعضاء مشاركين يتعاونون مع الوسيط يمدونه بمادة تسمى (الأكنوبلازم) يصنع منها جهاز صوتي يوضع في حلق الوسيط والروافع والآلات لتحريك الأبواق والكراسي.
‌د-يصير الوسيط في غيبوبة ويغمض غينيه وينتج من خلال هذه الأعمال السحرية أمور منها:
1-ادعاء رؤية الأموات في أجسادهم التي عرفوا لمدة قصيرة.
2-التخاطب مع الأموات وإرسالهم الرسائل للأحياء كما قال أصحاب هذا الدجل أنهم قد وصلتهم رسائل من الحواريين والأنبياء من بني إسرائيل.
3-رؤية الكائنات غير المنظورة داخل غرف الجلسات والرؤية لأشياء داخل ظروف مغلقة ومختومة ورؤية المفقودات ورؤية العلل داخل الأجسام وتشخيصها وعلاجها ورؤية أي شيء على سطح الكرة الأرضية ورؤية الماضي والمستقبل.
4-اختراق المادة مثل الحوائط والأبواب المغلقة والطيران بالجسد.
5-تحويل بعض الأشياء كتحويل الماء إلى نبيذ والخمر إلى سمن وعسل والماء إلى نقود وغير ذلك.
6-عن طريق هذه الأرواح تجلب أشياء كالزهور والطيور وغيرها.
7-معرفة أحوال الشخص بمجرد لمس شيء من أغراضه كمنديل له.
هذه بعض نتائج عملية تحضير الأرواح.
أخي المسلم.. لا يتوقف أي مسلم له إلمام بأحوال السحرة عن الحكم على قضية تحضير الأرواح أنها عملية سحرية، بل كل عاقل يجزم بذلك.
وباختصار قضية تحضير الأرواح قضية ترفض الإسلام كله ولهذا سموها بدين الأديان فلا تعترف بإيمان بالله ولا بنبوة أنبياء الله ولا بالبعث والنشور وكيف لا وهذه القضية لها صلة بالماسونية، والماسونية ترفض جميع الأديان السماوية والقائمون عليها يمجدون الشيوعية وغيرها من الملاحدة.
هذا ومن جهة ثانية أن أرواح الموتى في حياتهم البرزخية لا يمكن أبدا أن تعود إلى الدنيا ولو لمجرد ثانية من الزمن قال تعالى: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} فقضية تحضير الأرواح أخذت بتلابيب الكفر الذي عند السحرة وعند الكفرة غير السحرة ومن أحسن من تكلم على هذه القضية في نظري صاحب كتاب "موقف الإسلام من السحرة" ص (388-486) وما لم يكن منها كفر وعمل مع الشياطين فهو دجل وخداع.
ولا يخفاك أن وراء هذه القضية منظمات وأن التخطيط لتكون لكل البشرية ولها أبعاد خطيرة ولها صور وفروع غير ما ذكرت.
38-ساحر يخفي مجموعة من الناس في القبور:
ذكر الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابنتومرت (19/551) قال: (وقد بلغني فيما يقال أن ابن تومرت أخفى رجالا في قبور دوارس وجاء بجماعة ليريهم آية فصاح أيها الموتى احيوا فأجابوا: أنت المهدي المعصوم وأنت وأنت ثم إنه خاف من انتشار الحيلة فخسف فوقهم القبور فماتوا)
39-ساحرة تعالج بمسبحة من دم مجفف:
ساحرة عرفت في البلاد أنها إذا جاءها المريض يشتكي آلاما وأوجاعا تقوم بأخذ عطب وتبله بالماء ثم تدلك على المريض والمسبحة معها فتقرب المسبحة من العطبة وتدلك العطبة بالمسبحة فتحمر العطبة فعند ذلك تقول الساحرة للمريض أخرجت منك دما فاسدا.
40-ساحرة تعالج بأظفار طويلة:
وجدت ساحرة تعالج المصابين بالسحر على حد زعمها وصورة عملها كالآتي:
إذا جاءها المريض تقوم بالدلك له ثم بعد الدلك تخرج ورقة وتقول للمريض عد أخرجت منك سحرا. هكذا تدعي أنها قد أخرجت أوراقا من بطن المريض بدون عملية جراحية وبدون تقيؤ وبدون ذهاب إلى الخلاء. والدجل المخفي على المريض هو أنها تضع أوراقا صغيرة تحت أظفارها الطويلة الشيطانية وتتقدم للدلك والأوراق معدة تحت الأظافر فتخرج تلك الأوراق بصورة خفية وتدعي أنها قد أخرجت السحر المشروب من بطن المسحور.
41-ساحر يحول ثلاجة القهوة إلى دجاجة:
ساحر أخبرنا أنه يقول للحاضرين انظروا إلى هذه الثلاجة فيحولها إلى دجاجة والأكواب إلى عصافير.
قلت: هذا الساحر يستخدم الجن فالجني يقدر على أخذ الثلاجة والإتيان مكانها بدجاجة وكذا الأكواب، والحاضرون لا يرون الجني عند أخذ الثلاجة والأكواب ولا يرونه عند المجيء بالدجاجة وعصافيرها. قاتله الله من ساحر كافر.
42-ساحرة تحمي الأجنة من السقوط:
لقد أخبرت أن ساحرة تقوم برسم الطفل وهو في بطن أمه مدعية أنها إذا فعلت ذلك لا يسقط الجنين.
قلت: وهذا كذب محض فإن الحافظ للأجنة هو الله يجعل الملائكة تحفظ النطفة في كل أحوالها وتطورها كما دل على ذلك القرآن والسنة وطريقة الساحرة هذه يظهر أنها تعتمد على أحوال الكواكب والأبراج فإن لم تكن كذلك فهو كذب محض عاملها الله بما تستحق.
43- ساحر يدخل من فم الجمل ويخرج من دبره:

__________________
علامات فيها أفظع أنواع الكفر:
أخي المسلم.. ما ذكرته لك من علامات الساحر إنما هو غيض من فيض وإلا فهناك سحرة يدعون أمورا كفرية واضحة أوضح من عين الشمس في رابعة النهار ومن ذلك ادعاء الخلق فإن في كتاب الشرك ومظاهره أن ساحرا قال لامرأة جاءت إليه تطلب منه الولد فقال لها: إن جئت به على كذا فهو مني وإن جئت به على كذا فهو من الله. ومنهم من يدعي تجفيف البحار وإنزال الأمطار وإنزال البرد، ومنهم من يدعي حفظ المدينة من الزواحف بل والبلاد بل والكون علويه وسفليه، ومنهم من يدعي أنه مراسل الأنبياء ومنهم من يدعي أنه يرد ملك الموت ومنهم من يدعي أنه يطفئ نار الآخرة برجليه إذا دخلها، ومنهم من يدعي أنه يقول للشيء كن فيكون ومنهم من يدعي أنه لو غفل عن الكون لحظة لانهار ومنهم من يدعي أن الكون كله يديره بإصبعه ومنهم ومنهم، وكل هذا الذي ذكرته مسطر في كتب السحرة. ولم أقل كلمة واحدة من عندي فقضية السحر والسحرة قضية متشعبة الكفريات ومتنوعة الشركيات ومنافية للديانة الإلهية أطرافها مترامية في الفساد فلا تبقي ولا تذر فكيف لا يستيقظ المسلمون وكيف لا يحذرون خطرا بلغ الزبى وكيف لا تتوالى تحذيرات العلماء لأمتهم ومجتمعهم من هذه الأخطار العظيمة.


سحرة فجرة لا يستخدمون الجن:
ذكر أمثلة للسحرة الذين لا يستخدمون الجن: ليس كل السحرة يكونون متعاقدين مع شياطين الجن ومعاهدين لهم بل هناك سحرة يسحرون وسحرهم قائم على طريقة الدجل والخدع والتلبيس وليسوا خارجين عن الحكم عليهم بأنهم سحرة وإن كانوا في الحكم عليهم من جهة منزلتهم الدينية أنهم لا يخرجون بفعلهم هذا من الإسلام إلى الكفر ولكنهم أهل جرائم وكبائر عظام من الذنوب. وقد سبق أن ذكرنا بعضا من أنواع سحر هؤلاء كقضية ادعاء إعطاء ماء كوثر وغيرها، وإليك بعض الأمثلة:
1-ساحر يجعل رأس شخص يتكلم والرأس منفصل عن الجسد هذه اللعبة يقوم بها الساحر حيث يري جماهير الناس أن الرأس المتكلم بعيد عن الجسد وهو رأس حقيقي وحقيقة هذه اللعبة كالآتي:
‌أ-يأتي الساحر برجل ويتفق معه على القيام باللعبة.
‌ب-يظهر الساحر رأس الرجل فقط على الطاولة ويبقى بقية الجسم مخفيا.
‌ج-يضع ستار يحيط بالغرفة أو بمكان العرض.
‌د-يضع الساحر مرآة مجوفة بين قوائم الطاولة ويكون جسم الرجل خلفها.
‌ه-المرآة لا تسمح للجماهير أن ينظروا إلى الجسم بل تعكس منظر الستار مما يجعل المشاهد يظن أن الرأس يرتكز على الطاولة دون الجسم. وهكذا يا أخي تكون ألاعيب المجرمين هؤلاء.
نقلا عن كتاب "السحر والسحرة من منظار القرآن والسنة" ص (271-272) بتصرف.
2-ساحر ينشر صندوقا بداخله امرأة:
ومن دجل السحرة التي تعرض على المسرح قضية الصندوق الخشبي الذي أدخلت في امرأة وجعل رأسها يظهر من طرف الصندوق ورجلاها من الطرف الآخر ثم يأخذ الساحر في نشر الصندوق إلى نصفين وحقيقة هذه اللعبة كالآتي:
‌أ-يتفق الساحر مع الرجل أو المرأة التي ستوضع في الصندوق قبل الشروع في العمل.
‌ب-المرأة يدخلها الساحر في الصندوق قبل أن يأتي الناس ويجعلها تجمع أطرافها حولها فلا تشغل إلا نصف الصندوق.
‌ج-يأتي الساحر بامرأة يراها الجماهير ويدخلها الصندوق فتشغل الجزء الآخر من الصندوق فواحدة تظهر رأسها من جهة في الصندوق والثانية تظهر رجليها من الجهة الأخرى ووسط الصندوق خال فيقع النشر في المكان الخالي. فهمت يا لبيب.
(نقلا عن كتاب "كشف الألعاب السحرية وحيل الدجالين" بتصرف(
3-ساحر يرفع جسما إلى الهواء:
قام بعض السحرة بعرض فيه تنويم امرأة ثم رفعها رويدا رويدا في الهواء تبلغ متر تقريبا ويري الساحر الناس أنه ليس هناك أي سند يتكئ جسم الفتاة وحقيقة هذه الحيلة كالآتي:
‌أ-يتفق الساحر مع الفتاة أو الرجل ويكون مع الفتاة ثياب خاصة بحيث إذا ارتمت على الأرض تساعدها على عدم رؤية اللوح الخشبي.
‌ب-تكون المرأة على لوح ملتحما بحديد يمتد إلى خلف ستار وينتهي بآلة صالحة لرفعه تشبه محرك السيارة.
‌ج-عند أن يأمر المنوم المرأة بالارتفاع عن الأرض يحرك مساعده الآلة التي يجلس بقربها ببطء فتبدأ عملية الارتفاع.
‌د-بعد أن ترفع المرأة وتصير في الهواء تحرك بآلة أخرى تجعل جسد المرأة يتأرجح والمشاهدون لا يتمكنون من رؤية ذلك الحديد ولا اللوح الخشبي حيث ترقد عليه المرأة وتغطيه بثيابها كليا.


التعمية على السحرة والمنجمين بألقاب طبية ضخمة:
أخي المسلم.. قد لا تتوقع ما يطلق على أصحاب السحر والتنجيم من ألقاب توحي بمنازعة الله في ربوبيته وألوهيته ووحدانيته وكبريائه وعظمته ومن تلك الألقاب:
‌أ-القطب: لقد أطلق على بعض السحرة القطب الرباني وتارة العمداني وتارة الرحماني. وللقطب معان خطيرة جدا.
‌ب-الغوث: وهذا اللقب معناه أنه يغيث العباد وهذه مزاحمة لله. مع العلم أن هذين اللقبين غير شرعيين.
‌ج-الولي: وهذا اللقب مشروع في حق أهل الإيمان والتقوى قال تعالى: {إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون} ولكن بعض أهل الضلال صاروا يجعلون هذا اللقب على دعاة الشرك والخرافة والسحر والسخافة.
‌د-السيد: وهذا اللقب أو الاسم فيه نظر، أما اسم (سيد) بدون الألف واللام فهو مشروع فيمن ساد قومه بالخير والصلاح ولكن استعمله دعاة الشر في أهل الدجل.
‌ه-الشريف: وهذا اللقب جائز إلا أن تلقيب الدجالين به لا يجوز لأنهم ليسوا بشرفاء بل هم خبثاء.
‌و-الفقيه: وهذا من الألقاب الشرعية العظيمة ولكن في حق من تفقه في دين الله فكيف يلقب به من هو عدو لله ولرسوله ودينه؟
‌ز-علماء – حكماء – عارفين – أبدال – طيارين – نجباء وغير ذلك فليحذر المسلم كل الحذر أن يغتر بهذه الألقاب الضخمة فأهل السحر والتنجيم ومن إليهم مهما قيل فيهم من باب المدح لهم فهم سحرة دجالون ندعوهم إلى التوبة إلى الله.


مدى ما يبلغ الساحر بسحره:
اعلم أخي المسلم أن الساحر أحقر عند الله وأذل من أن يمكنه الله مما اختص الله به نفسه أو اختص به أنبياءه، وبما أن الساحر كثيرا ما يعتمد على خدمة الشياطين له أردنا أن نبين ما يمكن أن يصل إليه الساحر من القدرة في السحر الذي يفعله مستعينا بالجن. قال تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} والآية دليل على عجز كل ما عبد من دون الله وأنت تعلم أن أعظم معبود في الأرض هو الشيطان بل كل عبادة لغير الله فهي في حقيقتها للشيطان وإن كان عابدها قصد بها غيره من المخلوقات كالشمس والقمر والنجوم والصالحين والملائكة وما إلى ذلك. قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن} وآيات كثيرة في هذا الباب.
وقد بين الله لنا ما يقوم به الجن والشياطين مع أصحابهم ومن ذلك:
‌أ-الإيحاء: قال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم}
‌ب-التنزل: قال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}
‌ج-التعليم لهم: قال تعالى: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}
‌د-يقومون بخدمتهم: قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض}
فهذه الأشياء يقوم بها شياطين الجن مع السحرة والمنجمين والكهان ومن خلالها قد يحصل للمسحور نوع من الضرر كما تقدم ذكر شيء من ذلك عند كلامنا على علامات الساحر ومن إليه.
ولتعلم أن كل تأثير على العباد عن طريق السحرة وشياطينهم إنما حصل ذلك بقضاء الله وقدره قال تعالى في السحرة وسحرهم: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} ولتعلم أن الشياطين لهم حدود لا يقدرون على تجاوزها أبدا قال تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} وقال الرسول r: ((إن الشيطان لا يستطيع أن يفتح بابا مغلقا ولا يكشف آنية مخمرة ولا يحل قربة أو كيت)) متفق عليه من حديث جابر.
وقد بين الله أن كل ما يفعله شياطين الجن مع المؤمنين لا يخرج عن كونه كيدا ضعيفا قال تعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} ومن هنا يتبين لك أن الساحر الذي يخدمه الجن لا يقدر على الإتيان بأمور:
1-لا يقدر أن يأتي بمعجزات كمعجزات الأنبياء أبدا لأن غاية ما عند الساحر أمور احتيالية ومكائد خفية. والمعجزات لا يقدر على الإتيان بها إلا الله على يد من يشاء من عباده قال تعالى في أكبر معجزة وهي القرآن: {وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون} وقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}
2-لا يقدر على معرفة كنوز الأرض وما إليها ولو قدروا على ذلك لكانوا أغنياء ولم يحتاجوا إلى أنواع التلصص والنصب والاحتيال على أخذ أموال الأمة.
3-لا يقدر على تحويل الحقائق إلى حقائق أخرى ومن ذلك الفقير إلى غني والعكس لأن هذا ليس في مقدورهم قال تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزمن تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} ومن ذلك تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب والعكس والإنسان إلى حمار والعكس ومن ذلك تحويل الميت إلى حي والعكس لأن هذا مما اختص الله به نفسه قال تعالى: {وهو الذي يحيي ويميت} وقال تعالى: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} وقد يجعل الله ذلك معجزة لمن يشاء من الأنبياء كموسى وعيسى. ومن ذلك إعادة الأشياء من الفناء إلى الوجود وتصغيرها وإطالتها. فهذه الأمور وأمثالها لا يقدر السحرة أبدا على الإتيان بها ومن ظن ذلك فقد أخطأ ولم يعرف حقيقة عجز السحرة ومن معهم.

خطر تعلم السحر وتعليمه والحكم على الساحر:
اعلم أخي المسلم أنه لا يجوز بحال تعلم السحر مطلقا سواء كان تعلمه للعمل به أو للدفاع عن المسلمين لأن الله قد حكم على متعلم السحر ومعلمه بالكفر ونوع ذلك في أكثر من آية في كتابه العزيز ومن ذلك:
1-الحكم بالكفر: قال تعالى: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فمن ذا الذي رضى أن يكون شيطانا رجيما كافرا بسبب تعلمه للسحر أو تعليمه بل قال تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فلا تكفر}
2-الحكم بعدم الانتفاع قال تعالى: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} والضار الذي ليس بنافع هنا هو الكفر.
3-نفي الفلاح العام عن السحرة قال تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} ووجه الاستدلال بالآية أن الله نفى الفلاح عن السحرة نفيا عاما وقد أكد ذلك التعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى} ولا ينفى الفلاح نفيا عاما إلا في أمر كفري ولا ينفى عن شخص إلا إذا كان كافرا. فتنبه.
4-إخبار الله أن الساحر لا نصيب له في الآخرة قال تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق}أي من نصيب وأدخلت (من) على قوله سبحانه: {من خلاق} لتفيد نفي جميع أنواع النصيب.
وعدم وجود أي نصيب في الآخرة لا يكون إلا في حق الكفار، وقد نقل غير واحد من العلماء الإجماع على تحريم تعلم السحر مطلقا, وسيأتي الرد في الشبه على من ادعى جواز تعلم السحر.
وفي هذه الأدلة من القرآن الكريم كفاية وشفاية لمن يريد أن يعلم حكم الله على السحرة والمنجمين، وإن كانت الأدلة كثيرة في هذه المسألة إلا أننا نحرص على الاختصار.

أتعس حياة حياة الساحر:
أخي المسلم.. إن أنواع الشقاء والتعاسة في حياة السحرة كثيرة وسأذكر بعضها:
1-الساحر يعيش في خوف دائم إذ أنه يعلم أن عمله قائم على أبشع أنواع الخداع والتلبيس، فلو فضح تحولت أحواله إلى أحوال مردية.
2-يعيش دائماً في أماكن القاذورات والنجاسات إن كان يستعين بالشياطين كالمزابل والقمائم وما إلى ذلك.
3-يترك مأكولات طيبة ويأكل مأكولات تناسب مع مطالب الجن كالخنزير وأنواع من المحرمات.
4-لا يقدر آن يعمل السحر ويتم له إلا بأنواع من التعب والعناء والسهر وزيادة التعبد للشياطين. ولا يقدر على إعادته مرة ثانية إلا بمعاناة جديده.
5-الشيطان يدفعه إلى الاستمرارية في العمل ويهدده إن ترك بأنواع من العقوبات فيبقى في شدة المعاناة وتحت تهديدات الشياطين.
6-إذا افتضح عرَّض حياته للخطر كالقتل أو التشريد أو غاية الاحتقار والاستذلال عند الناس.
هذه المعاناة قد لا يتصورها الشخص على حقيقتها فلا يدرك أبعاد هذه التعاسة فكيف إذا كان الساحر كافراً بالله يروح من سخط الله ويغدو في غضب الله متوعداً من قبل الله بكل فشل وإهانة، وانظر إلى هذه الإهانات وقسها بقول الباطنية في مدح تعلم السحر: (يرفع العبد إلى درجة الملوك والملوك إلى درجة الملائكة) وصدق الله إذ يقول: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}.
وما أكثر الذين يظنون أنهم عند استخدامهم السحر سيصلون إلى درجة الملوك والملائكة، وما مثلهم إلا كمثل شخص عرض عليه أن يكون وزيرا فاختار أن يكون
موظفا في القمائم والمزابل و البلاليع فما أسفه السحرة والمنجمين.

كيف يتم إرسال الساحر سحره إلى الآخرين؟
اعلم أن السحر مركب من أمور وهي:
·ساحر وهو الشيطان الإنسي.
·جني فأكثر وهو شيطان الجن.
·طريقة يتفق عليها الساحر مع خادمه الجني حتى يصل السحر وهو الجني إلى المسحور. والطرق التي يتفق عليها الساحر مع شيطانه متنوعة وقد ذكرنا من خلال علامات الساحر كثيراً من ذلك. وأذكر هنا جملة ومن ذلك: طريقة قياس الأثر وقد تقدمت وفعل الحروز والتمائم والصوارف وما إلى ذلك تُعلَّق على الشخص أو توضع في أي مكان يتفق عليه الساحر مع الجن إما في بيت من يراد سحره وإما في طريقه أو جربته أو دكانه أو سيارته وما إلى ذلك من الأشياء، وقد يوضع في مأكول أو في مشروب أو ملبوس.


أسس انتشار السحر في أوساط المسلمين:
اعلم أخي المسلم أن انتشار السحر في أوساط المسلمين يرجع إلى أسس وأذكر منها ثلاث:
الأولى:
وجود اليهود في أوساط المسلمين ما بين الحين والأخر. واليهود هم تجار السحر وكيف لا وقد قال الله فيهم: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} وكيف لا وقد نسبوا تعاطي السحر إلى بعض أنبياء الله ورسله فقد نسبوه إلى إدريس ويعقوب عليهما السلام وهذا موجود في كتبهم ونسبوه إلى سليمان دل على ذلك القرآن الكريم حتى رد الله عليهم بقوله تعالى: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} ونسبوه أيضاً إلى الملكين وقالوا: إذا كان من أنبياء الله وملائكة الله من يتعاطون السحر فمن نكون بجانبهم؟ قاتلهم الله أنى يؤفكون فما هذا إلا محض افتراء منهم على أنبياء الله ورسله وبهذا رد الله عليهم، وما أن ظهر الإسلام إلا وقام يهود المدينة ومن إليهم بمؤاذاة المسلمين بالسحر بل آذوا رسول الله r فقد قام لبيد بن الأعصم اليهودي بسحر رسول الله r كما ورد بذلك الحديث الصحيح عن عائشة. أرعبوا الناس في عهد الرسول r حيث أشاعوا أنه لن يولد للمهاجرين ولد فلما ولد عبد الله بن الزبير فرح المسلمون فرحاَ شديداَ كما وردت القصة بذلك في صحيح البخاري وغيره، وعلموا أن الله رد كيد اليهود وجعلهم خاسئين، وما حل اليهود في أرض إلا ونشروا فيها السحر عياذاً بالله، فانتشار السحر في النصارى والمسلمين أساسه الأول اليهود.
الثانية:
تلقي الباطنية والرافضة الدعوة إلى تعاطي السحر ويدلنا على ذلك:
‌أ-تسطيرهم لذلك في كتبهم ففي كتاب "الجفر" المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه زورا وبهتانا وإلى جعفر الصادق كذبا وافتراء ويسمونه: "مفتاح العلم المكنون والسر المصون" وبـ "مفتاح اللوح والقلم" وبـ "الجفر الجامع والنور اللامع" وهو مشتمل على ثمانية وعشرين بابا وفي كل باب منها 28 صفحة وفي كل صفحة 28 سطرا وفي كل سطر 28 بيتا وفي كل بيت أربعة أحرف أبجدية. ومنها أبواب متصلة برموز الكواكب وأرقام وحروف وبيان لمدلولاتها وأسرارها من عباراته يكون رخص كثير ومرض ويكون الموت في الناس وتكون الخيانة والزنا ويكثر الوبأ والحروب وفي كتاب "مزاعم تدور حول ما يحصل في بلاد الشام والعراق والحجاز وفلسطين وغير ذلك من حروب وفتن" وفي كتاب "مشارف أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين" لمؤلفه رجب البرسي دعوة صريحة واضحة إلى السحر والتنجيم وأغلب الكتاب ناطق بذلك، وانظر على سبيل المثال في أرقام الصفحات التالية: (20،18،29،27،25،23،22،21) فقد ذكر الاسم الأعظم وقال: قد يكون في حرف واحد وقد يكون في عدد واحد وقد يكون في حروف وأعداد... انظر حفظك الله إلى التعمق في استعمال الطرق السحرية حتى يجعل الاسم الأعظم حرفا أو حروفا أو عددا مع العلم أن الأعظم كما جاءت بذلك الأحاديث التي لا تخلو من ضعف يسير هو الله لا إله إلا هو الحي القيوم وعنت الوجوه للحي القيوم وغير ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. بل لقد جعل المؤلف أسرار اسم الرسول من أسرار اسمه تعالى وجعل عدده(132) فيه أسرار كثيرة شركية لا يشك في ذلك أحد ممن له اطلاع على الكتاب.
فهذه التنجيمات وما إليها يقول غلاة الشيعة أن الله أطلع عليا على ما هو مثبت في اللوح والقلم وصار يتكلم بما شاهده. وهذه الطريقة هي الكذب على الأبرياء والصالحين طريقة كل مبطل.
‌ب-رسائل أخوان الصفا وخلان الوفاء: ومن الكتب الكفرية التي تحمل التأسيس والتأصيل والدعوة إلى استخدام السحر كتاب "رسائل إخوان الصفا ..." وهذا الكتاب قد ملئ بالدعوة إلى السحر والتنجيم ففي المجلد الثاني ص (433-450) إثبات التدبير والتأثير على الطفل والإنسان عن طريق الكواكب، وفي المجلد الأول الكلام على تأثير النجوم والبروج والكواكب ص (114-157)، وفي المجلد الرابع الكلام على السحر ص (312-361) ومن ذلك قولهم وهم يتكلمون على حقيقة السحر ومنه الإخبار بما يكون قبل كونه والاستدلال بعلم النجوم وموجبات أحكام الفلك وكذا الكهان والزجر والفأل... إلى قولهم: لما رأت الأمم الماضية والقرون الخالية من الأنبياء ما رأت من المعجزات الباهرات والآيات الظاهرات والبيان اللائح والدليل الواضح سموهم سحرة ووسموا به الحكماء لما رأوهم يخبرون بالكائنات فيتكلمون بالإنذارات والبشارات بما يكون في العالم من السرور والخيرات ونزول البركات والنعمات فنسبوهم إلى الكهان لما عميت عليهم الأنباء.
انظر كيف جعلوا سحر السحرة وكهانة الكهان وتنجيم المنجمين من جنس معجزات الرسل فالباطنية تجعل فعل السحر وما يدخل فيه عملا مباركا مأخوذا عن الأنبياء والمرسلين وما حكم علماء الإسلام على الباطنية بأنها كفر من اليهود والنصارى إلا أنهم عمدوا إلى إبطال الشريعة الإسلامية من أساسها في كل جهة وهذا الذي ذكرناه منها وفي رسائلهم أنكروا البعث وغيروا معالم الكفر ومعالم النبوة ولهذا قال الذهبي رحمه الله في رسائلهم هذه: (وهي داء عضال وجرب مد وسم قاتل) كما في السير (19/328) وقال ابن تيمية: (ظاهرها لرفض وباطنها الكفر المحض)
وفي كتاب "الإمام علي منتهى الكمال البشري" قال المؤلف في ص (119) كلاما هذا نصه: (فلا يجوز لمسلم أن يتعلم من التنجيم إلا ما يفيد أو يرد به غائلة المنجمين الذين يدعون سبقهم أو أعلميتهم أو يقصدون تضليل الناس وفي الصفحة الثانية نسب المؤلف علم الغيب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن ذلك أنه قال: (سعد البارحة سبعون ألف عالم وولد في كل عالم سبعون ألفا والليلة يموت مثلهم)
وفي كتاب "سلوني قبل أن تفقدوني" (2/150) للحكمي أن عليا رضي الله عنه قال له هفان: (هل نتج من علمك أن انتقل بيت ملك الصين واحترقت أوروبا بالزنج وحمد بيت نار فارس وتهدمت منارة الهند وغرقتسرانديت وانقض حصن الأندلس ...)
__________________
الثالثة:
تلقي غلاة الصوفية للسحر وتسطيره في كتبها وإليك ما قاله ابن خلدون: (سألت بعضهم فأخبرني به وأما أفعالهم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثير منها وعاينتها من غير ريبة في ذلك) ويذكر ابن خلدون أن بعض المتصوفة خاضوا في نوع من السحر هو علم أسرار الحروف وهذا النوع هو المسمى بالسيمياء نقل وصفه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة فاستعمل هذا الاستعمال الخاص) ويذكر ابن خلدون أن هذا العلم حدث في الملة بعد صدر منها وعند ظهور الغلاة من المتصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر وتدوين الكتب والاصطلاحات ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان على هذا النظام والأكوان من لدن الإبداع الأول تنتقل في طوره وتعرب عن أسراره وحدث لذلك علم أسرار الحروف وهو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله تعددت فيه تآليف البوني وابن عربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان) وقد أطال ابن خلدون في الكلام على هذا النوع من السحر فإن شئت المزيد فراجع إليه. نقلا من مقدمة ابن خلدون.
وهذا النقل في غاية الإيضاح أن غلاة الصوفية قد اهتموا بأمر السحر والتنجيم اهتماما بالغا بالتأليف والشرح والنشر والعمل، وإليك نظرة سريعة ولمحة خاطفة ونبذة مختصرة عن بعض التآليف التي تضمنت التصريح بالدعوة إلى تعاطي عمل السحر وهي من تآليف غلاة الصوفية وهي كالآتي:
?كتاب "شمس المعارف الكبرى" ومؤلف هذا الكتاب هو أحمد البوني وقد اتفق علماء الإسلام على أن هذا الكتاب كتاب كفر لما فيه من الكفريات وقد بين البوني في أول كتابه أسانيده في علم السحر والتنجيم في هذا الكتاب إذ نسب ذلك إلى مجموعة كبيرة من غلاة الصوفية فنسب علم الحروف إلى مجموعة منهم وعلم الأوفاق إلى مجموعة أخرى وعلم الحروف والأوفاق إلى مجموعة أخرى وأذكر منهم: بلفقيه محي الدين ابن عربي الشاذلي المرسي وأبا مدين الأندلسي والشهرزوري والبسطامي والسرجاتي والحواري. ومن عظيم كفريات هذا الكتاب ما ذكره مؤلفه من السحر بمن أراد أن يجمع بين متباغضين قال: تكتب أسماء أم موسى يوم الجمعة عند جلوس الإمام عند المنبر وتجعل في جوف الوسادة التي ينامان عليها وهذا ما يكتب طسوم عيسو علوم جيوب قيوم ديوم. انظر كيف يستدعي الجن ويهتف بهم ؟ وانظر كيف يطالب الساحر بترك صلاة الجمعة وهكذا يكون الكفر.
?كتاب "الرحمة في الطب والحكمة" هذا الكتاب يحتوي على شركيات وخزعبلات وقد نسب إلى السيوطي زورا وبهتانا والصحيح أنه لأحد غلاة الصوفية وهو مهدي بن إبراهيم الصبيدي كما ذكر ذلك صاحب "كشف الظنون" ومن أبلغ الإهانات الخرافية في هذا الكتاب ما ذكره مؤلفه تحت عنوان عزيمة للعمى يؤخذ دم الحائض التي لم يمسها رجل ويخلط مع المني ويكتحل به فإنه يقطع البياض من العين.
قلت: لا يفعل هذا إلى من سفه نفسه وضل عقله. فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على هؤلاء الدجالين.
وكتب غلاة الصوفية مشحونة بأمور السحر والتنجيم بل وفي النسخ والكتيبات ومن ذلك أحزابهم كحزب الأحرار وحزب السيف القاطع والحزب الكبير والحزب اليماني وسحر دعاء إله الأعظم وإله الأكبر وما إلى ذلك، فانتشار السحر في أوساط غلاة الصوفية واسع جدا.
أخي المسلم.. ربما لا تتوقع أن من أهل الكلام من يؤصل لعلم السحر والتنجيم ولكن قد حصل ذلك وأهل الكلام هم الذين يقدمون العقل على النقل وبهذا صاروا تباعا لفلاسفة اليونان وغيرهم كأرسطو طاليس وسقراط وبقراط وبطليموس ومن إليهم. ولا يخفاك أن الفلاسفة هؤلاء وثنيون. ولكن من حاد عن الصراط المستقيم كأهل الكلام فلا ثبات لقدمه وأضرب مثالين لتأصيل أهل الكلام لعلم الكفر والسحر:
المثال الأول: ما قام به الفخر الرازي فقد ألف كتابا بعنوان "السر المكتوم في مخاطبة النجوم" وقد شك بعض الباحثين في صحة نسبة الكتاب إليه ولكن غيره أثبت أنه له بأدلة واضحة. وهوالحق إن شاء الله.
المثال الثاني: أبو حامد الغزالي قام بتأسيس قواعد ومنها قوله: كشف لقلبه الغيب من عالم الملكوت من اللوح المحفوظ فيكون مثل الضوء وتظهر صور ما في اللوح المحفوظ في القلب. هكذا قال في كتابه "كيمياء السعادة" ص (86-87) ضمن مجموعة رسائل.
فقد أفاد هذا الكلام أن القلب يكشف له ما في اللوح المحفوظ فيرى كل شيء في النوم ثم تطبع تلك الصور في قلبه. انظر ما أخطره هذا الكلام حيث إن الغزالي يجعل ما في اللوح قد صار مرئيا بقلب هؤلاء.
وخذ القاعدة الأخرى وهي أنه بالإمكان عند الغزالي أن يطالع في اللوح يقظة لا مناما قال: (ولا تظن أن هذه الطاقة تفتح بالنوم فقط بل باليقظة لمن أخلص الجهاد والرياضة والتخلص من يد الشهوة والغضب والأخلاق القبيحة والأعمال الرديئة...) فالغزالي في هذا يجري مجرى غلاة الصوفية وهو من علماء الكلام أيضا فهو هنا يؤسس لدعاة الأسرار الذين يدعون أنهم قد اطلعوا على أسرار الحروف وأسرار الأسماء الحسنى بل ويجعل اللوح المحفوظ مكشوفا لهم. فتنبه.
بل قد دعا الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" ص (85) إلى استخدام علم الأوفاق والدفق ويسمى وفق بدوح فقد رسم الغزالي الشكل لعلم الأوفاق لمن تريد أن تسهل عليها الولادة وهو هذا الشكل:


وقال الغزالي: (إن من الخواص العجيبة التجريبية في معالجة الحامل التي عسر عليها الطلق أن يكتب على خرقتين لم يصبهما الماء هذا الشكل وتنظر إليهما الحامل بعينها وتضعهما تحت قدميها فيسرع الولد في الحال بالخروج) وقد نبه ابن الأمير الصنعاني على أن هذه طريقة سحرية متضمنة لعلم الأوفاق وبين أنه من أنواع السحر كما في رسالته فيما يتعلق بالإعداد للحروف والأوفاق ص (24) تحقيق مجاهد بن حسن المطحني.
وقد ادعى بعض علماء الكلام والفلسفة كالرازي ومن إليه جواز تعلم السحر وادعى آخرون أن تعلم السحر لرد ساحر الحرب واجب.
قلت: وهذا من أبطل الباطل لإبطاله لعموم نصوص القرآن وتحريم السحر، ولا يمكن أن يكون للقائلين بهذا القول إمام إلا اليهود ومن إليهم ولا يمكن أن يكون لهم دليل إلا الكذب والافتراء على بعض الأنبياء فاحذر ثم احذر قبول قول هؤلاء الشواذ. وسيأتي الكلام على هذه الشبهة في الكلام على الشبه إن شاء الله.






Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)