mes écris :
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم
وتحل الفاجعة مجددا بمتليلي لتطفئ شمعة من شموعها المنيرة وتغلق نبع فياض من أعذب الأنهار ولتنزع ركيزة من أقوى الركائز الداعمة ولتضرب صرخا شامخا وعالما من علمائها ومجاهدا وشيخ من خيرة مشايخها وأستاذا من أفضل الأساتذة ومكونا من أحسن المكونين و مربيا فاضلا من أنبل المربيين ومعلما من أكفأ المعلمين خلقا وتربية
كلمة للتقدير و للعرفان لهؤلاء العلماء العاملين القائمين الساهرين الحريصين على نشر الرسالة المحمدية وتبليغها وتعليم النشئ لديننا الحنيف و مبادئ الفقه ومتن الدين و أصوله منهم شيخنا الفاضل وأستاذنا المحترم ومرشدنا القدير فقيدنا الشيخ سي عبد السلام ( مولاي الأخضر عبد السلام بن محمد ) لقد كان شيخنا رحمة الله عليه معلما رحيما وأبا للجميع وأخا للكبار ورفيقا للشباب ومساندا للكهول وصديقا للشيوخ وبهذه الميزة التي خصه الله بها والمكانة العلمية الأدبية التربوية التي خاضها طيلة حياته المهنية والعملية ,بها اكتسب محبة الجميع , محبة لها ذكريات لا تنسى ولا تمحى ممن علمهم ورباهم وكونهم من طلبة وإطارات ومدرسين وأساتذة وباحثين
كان من الحريصين لإحياء السنة المحمدية وسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم العطرة ومن رواد وعمار المسجد العتيق بالقصر القديم خلفا لوالده المرحوم سي محمد الإمام
أيها المعلم المربي الفاضل الشيخ العلامة الفقيه المحنك الأستاذ المرشد إن متليلي وأهلها عامة وطلبتك و تلاميذك والأسرة التربوية والأسرة الثورية يبكونك بحسرة وألم شديد والعلم والمعرفة والفقه بجميع مذاهبه يبكونك وتبكيك السيرة النبوية ويبكيك المتعلم والسائل والتائه والحائر
لقد كنت أيها الشيخ الوقور معلما نصوحا ومربيا صالحا وأديبا متواضعا ومتسامحا وفقيها مطّلعا يعمل في الظل بعيداً عن أضواء الإعلام من الذين لا يبحثون عن مال ولا منصب وشهرة ,لم يكره احد مجالستك ولم يمل احد من دروسك وندواتك وحلقاتك وخطبك
لقد فقدت متليلي فيك أيها الرجل الصالح صرحا شامخا من صروح العلم وعلما من أعلام الشريعة الإسلامية وإماما من أئمة الهدى صخر حياته لنشر تعاليم الدين الحنيف ولتنشئة أجيال من حفظة القرآن الكريم وطلبة العلوم الشرعية ووهبت حياتك في خدمة الجميع الكبير و الصغير الغني والفقير المتعلم و المبتدئ و غرست في قلوب مجالسيك ومستمعيك محبة الله ورسوله بالحكمة والموعظة الحسنة
و بتشيع جنازتك ومواراة جثمانك التراب
ولا يسعنا إلا إن نقول إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل ونسأل الله تعالى أن يتغمدك الله برحمته الواسعة وان يطِيب تراك وينور قبرك ويضاعف حسناتك أضعاف مضاعفة.
نبذة عن الشيخ /
الشيخ مولاي الاخضر عبد السلام بن محمد بن احمد من مواليد سنة 1926 بمتليلي الشعانبة من عرش الشرفاء من أسرة محافظة وعريقة, فيها نشأ وترعرع وتلقى تعليمه وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ الطالب محمد كديد وتعلم مبادئ الفقه الإسلامي ثم انتقل إلى بلدية تيميمون سنة 1935م حيث واصل حفظ القرآن الكريم وتفسيره على يد الطالب باعزيز وعند رجوعه إلى متليلي واصل دراسته للقرآن الكريم على يد المرحوم الشيخ الطالب شريف بكار وبعدها انتقل إلى مدينة غرداية تتلمذ على يد الشيخ محمد الأخضر الفيلالي رحمه الله بمسجد خالد بن الوليد ضاية بن ضحوة حاليا وتعلم اللغة العربية ومبادئ أصول الفقه والقرآن الكريم وفي شهر أكتوبر سنة 1946م، أرسل شيخه المرحوم محمد الأخضر الفيلالي برفقة بعض زملائه المتفوقين في الدراسة منهم العلامة الشيخ الخضر دهمة ومحجوب محمد إلى تونس حيث ألتحق بفروع جامع الزيتونة التي كانت تحت إشراف مديرها الشيخ الطاهر بن عاشور, ودرس على يد بعض الشيوخ رحمهم الله منهم الشيخ الطاهر الغمراسي , مادة الأدب واللغة, والشيخ بلخوجا مادة الرياضيات والتاريخ والشيخ صالح النيفر مادة النحو والصرف, والشيخ صالح قسيس في مادة التربية والأخلاق.ودرس السنة الثانية,ونظرا لذكائه وحرصه الشديد انتقل للسنة الثالثة من التعليم وفي سنة 1948م ونظرا لظروف قاهرة وللأسباب عائلية إجتماعية حالت بينه وبين إتمام تعليمه الذي من المفروض أن يدوم سبع 07 سنوات كاملة للحصول على شهادة الإجازة أو بما يعلم بشهادة التطوير, فعاد إلى الجزائر وألتحق بمسقط رأسه, ممتهنا التجارة بها طلبا للرزق ,وإنتقل بعدها إلى مدينة عين صالح للعمل بها ولما أكتشف أمر نشاطه من طرف السلطات الفرنسية ألقي عليه القبض فعذب وسجن
كان مفتيا ومصلحا في التربية والتعليم عضو لجنة الإفتاء المعينة بتكليف وأمر قادة جيش جبهة التحرير المتكونة من الشيوخ منهم المرحوم الطالب أمحمد البوكادي والمرحوم شريف بكار وغيرهم لإصلاح ذات البين وإبرام عقود الصلح وفض النزاعات والمشورة ومواصلة رسالتك كمجاهد كلمة غير مبال لا بالاستعمار ولا بنظامه الطاغي, ولا بأساليبه الاستفزازية من اعتقال وسجن وتعذيب إلخ...
وبعد الإستقلال وخلال شهر أكتوبر 1962م,أنخرط في سلك التعليم في إبتدائية بن باديس ثم مدرسة إبن سينا ثم ابتدائية الحديقة مدرسة ابن خلدون تم رجع إلى مدرسة إبن باديس إلى أن تقاعد سنة 1988.له من الشهادات شهادة الأهلية شهادة الكفاءة المهنية في التربية وشهادات إنتهاء الدروس-وشهادة تقدير من مكتب النشاط الثقافي والمدرسي اتحادية الخدمات المكملة للمدرسة بتاريخ 16 أفريل1994-وشهادة تقدير من السيد والي ولاية غرداية يهنئه فيها تقديرا لمجهوداته ونشاطه وسلوكه وتفانيه في عمله طوال السنين التي قضاها في خدمة الوطن بتاريخ 12 ربيع الأول 1420هـ الموافق ليوم 25جوان1999م- كما كرم عدة مرات بشهادات شرفية متنوعة.
شارك الشيخ في عدة ملتقيات وندوات وتربصات منها على سبيل المثال في كل من ببوزريعة عنابة الجزائر....إلخ.
كانت للشيخ عدة نشاطات تربوية وإجتماعية ثقافية إسلامية ,ومساهمات في المسجد العتيق بمتليلي من عمار بيوت الله ,وإلقاء دروس الجمعة إضافة إلى مساعدة والده المرحوم سي محمد الإمام ويؤم المصلين لصلاة التراويح في شهر رمضان الكريم, أدى الشيخ فريضة الحج سنة 1994م.
وسوف نعوده لسيرته رحمه كاملا مستقبلا لأنه لا يمكننا أن نجمع مآثرك الكثير في بعض كلمات التي لا تفيك حقك
وداعا شيخنا الفاضل لن ننساك فاسمك بقي منقوشا في الذاكرة لا يزول بإذن الله الا بزوال الرجال وأعمالك شاهدة وعلمك -الذي لقنته لتلامذتك وطلابك- يذكرك في وقت نسال الله العلي القدير ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وخلودا في جنة الفردوس مع الذين أنعم الله عليهم بسكناه
رحم الله شيخنا واسكنه فسيح جنانه والهم ذويه الصبر و السلوان
ان لله و إنا إليه راجعون
Posté Le : 23/05/2011
Posté par : handicapsud
Ecrit par : HNB
Source : personnel