Blida - ASSOCIATIONS ET ORGANISATIONS

قصة سعدي كريمة مع مستشفى بني مسوس



وإذا أطفال مستشفى بني مسوس يوم القيامة سُئلوا: بأيّ ذنب أُهملوا ؟

كريمة سعدي طفلة في العقد الأول من عمرها ابتلاها الله سبحانه بمرض سرطان الدم من نوع LAM3 كانت بمصلحة طب الأطفال بمستشفى بوفاريك، وبعد اكتشاف المرض تم الشروع مباشرة في البحث عن مستشفى متخصص يتكفل بعلاجها، حيث استمر الأمر 15 يوما، في النهاية لم يكن إلا مستشفى بني مسوس الذي به سرير واحد لكريمة، ودخلت المسكينة هذا المستشفى الذي أحمل عنه ذكريات مؤلمة جدا عن معاناة ابنتي مسدور صبرينال التي توفيت بسرطان الدم من نوع LAM7.
دخلت كريمة مصلحة الأطفال المصابين بالسرطان يوم 13 ماي 2008، وظننا أنها نجت بما أن النوع ليس بخطورة نوع صبرينال رحمها الله، وبدأت المعاناة من أول يوم دخلت هذه المصلحة، حيث كان من اللازم أن تحقن بالصفائح الدموية، وعلى الأولياء أن يحضروا المتبرعين بالدم، وإلا لا تحصل على الصفائح.
وبقيت كريمة في القسم مدة عشرين يوما دون أن تبدأ العلاج الكيميائي، والمرض ينخر جسدها، وهذا بحجة أن الدواء المطلوب استخدامه وفق البرتوكول العلاجي الجديد ليس متوفرا في صيدلية المستشفى، وأن الإمكانية الوحيدة للحصول عليه كانت لدى مركز بيير وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إلا أن هذا المركز رفض إعطاء مستشفى بني مسوس الجرعة التي تحتاجها كريمة نظرا لندرة الدواء الذي يحتفظون به من أجل مرضاهم.
أعطي الأب الوصفة التي تحتوي نوع الدواء يوم 02 جوان 2008 وتعاوننا حتى تبرع لنا أحد الأولياء الذين لديهم ابنة تعاني من نفس المرض بعلبة واحدة، وأحضرناها للمستشفى يوم 04 جوان2008 لكننا فوجئنا أنهم بدءوا العلاج وفق البروتوكول القديم وحالة البنت كريمة كارثية حيث أنها كانت تخرج دما من فمها، وأعلمونا أنها آثار العلاج الكيميائي الذي بدءوا بتطبيقه، اتخذ القرار بتوقيف هذا الأخير، والبدء بالعلاج وفق البروتوكول الجديد بما أننا أحضرنا لهم الدواء.
رجعت إلى كريمة بعد صلاة المغرب وجدتها تتألم بشكل شديد ممسكة بطنها، وضعت يدي وقلت لها لنقرأ معا شيئا من القرآن الكريم، هزت رأسها مجيبة بنعم، قرأنا مع بعض سكنت قليلا، ودعتها وخرجت وكلي أمل أن يفيدها العلاج الجديد.
رن هاتفي النقال السابعة صباح يوم 05 جوان 2008 قلت لصاحبي يا رب استر، قال: كريمة رحمها الله تعالى، قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون...سمعت أم صبرينال الخبر تذكرت فاجعتها في ابنتها ارتفع صوتها بالبكاء الذي لم تبكه على صبرينال، لكنها بكت على كريمة، ودائما إنه الإهمال الذي يتعرض له الأطفال المصابين بالسرطان في مستشفى بني مسوس...
لنقف قليلا ولنتساءل: لماذا تركت كريمة عشرون يوما لتبدأ العلاج الكيميائي؟ أين تذهب أدوية الأطفال المصابين بالسرطان؟ لماذا دائما هنالك عجز في أبسط أنواع الأدوية في هذه المصلحة بالذات؟ لماذا يكذب علينا الأطباء ولا يخبروننا الحقيقة، فقد كانت كريمة تنزف داخل بطنها الذي كانت تمسكه بيدها من شدة الألم؟
والعجب كل العجب، أنك تجد المستشفى عبارة عن ورشة همهم الوحيد البلاط، الحشيش الأخضر، الزهور، في المظاهر الخارجية، أما عندما تدخل القسم العلوي لقسم الأطفال المصابين بالسرطان فإنك تصاب بالفزع، إنها زنزانة طويلة يحشر فيها الأطفال ومرافقيهم ذات اليمين وذات الشمال، دون أدنى مستويات الوقاية...إنها الكارثة في مستشفى بني مسوس.
يا وزير الصحة،... يا عمار تو... أين دواء العلاج الكيميائي، إن كريمة ماتت وهي تنتظر هذا العلاج الجديد، ولم يبدءوا بتطبيق العلاج القديم إلا يوما قبل وفاتها، لماذا نكذب على أنفسنا ونقول بأن الدواء متوفر، إذهب إلى المخلصين الصادقين في هذا القسم ليخبروك بالكارثة، إن أبسط دواء (بيكاربونات) ليس متوفر، لكن المظاهر الخارجية للمستشفى تنفق عليها المليارات...
يا وزير الصحة ألا ترى أن كريمة قتلت، ألا ترى أنها تعرضت للإهمال مثلما تعرضت له ابنتي صبرينال التي توفيت يوم 12/02/2008، بعد أن رفض هذا القسم (السفلي منه) استقبالها في آخر أشهر حياتها، أين أنتم يا من اختاركم الشعب لتخدموه لا لتهدموه...أين أنتم يا دعاة إصلاح المستشفيات، إن مستشفياتكم مريضة هلا عالجتموها؟
سبحان الله، يكتشف سرطان كريمة في المصلحة التي توفيت فيها الغالية صبرينال ببوفاريك، وتنقل إلى قسم الأطفال ببني مسوس لتتعرض للإهمال مثلما تعرضت له صبرينال، وتموت يوم عيد الميلاد الرابع لصبرينال (05/06/2008) وتحمل في نفس التابوت الذي حملت فيه صبرينال... وآه وألف آه يا جزائر العزة والكرامة،...حسبنا الله ونعم الوكيل، في كل من يساهم في تدهور حالة مستشفياتنا، ورحمكم الله جميعا يا (كريمة سعدي، مسدور صبرينال، ختة آية، العارم، رحمة، رغدة، باديس، ياسر، أسامة،...)، ماذا تقول يا "عمار تو" لربك يوم القيامة، عن أطفال بني مسوس الذين أهملوا بأي ذنب قتلوا؟؟؟

الدكتور أبو صبرينال فارس أحمد مسدور



Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)