Béjaia - 02- Origines

gouraya harissate bijaya



gouraya harissate bijaya
ڤورايا حارسة بجاية

احتضنت مدينة بجاية أسطورة لطالما حيرت التاريخ، أسطورة يما قورايا وهي امرأة تترنح حكايتها بين الواقع والأسطورة كما بقي اسمها، اسم معلوم ليس فقط بمنطقة القبائل بل بجميع مناطق الجزائر يتداول حكايتها بين جميع الأجيال .
وتعرف قمة قورايا توافد العديد من العائلات عليها سواء في فصل الصيف أو في الشتاء الذي يتميز هناك ببرودة قاسية، ومع ذلك هناك من يتكبد مشقة السير على الأقدام عبر مسالك وعرة من أجل ملامسة قورايا الأسطورة التي هناك من وصفها بالمرأة الصالحة العابدة، وقال آخرون إنها محاربة شجاعة ثارت ضد الذل والقهر، وبين كل هذه الأوصاف أطلقوا عليها لقب "حارسة المدينة" فغدت بعض الإحصائيات، تصنفها ضمن أكثر المناطق زيارة في الجزائر كافة. خارج ذلك يذهب البعض إلى أن علاقة "يما قورايا" مع أهل بجاية لا تعدو أن تكون علاقة ولي صالح بأهالي المنطقة كما هو عليه الحال في سائر المدن الأخرى التي لا تزال متمسكة بأوليائها مثل سيدي بومدين في تلمسان وسيدي الهواري في وهران وسيدي عبد الرحمن في العاصمة.
وأهم ما يلفت النظر حين زيارة مقام " يما قورايا"، هو غياب القبة المألوفة الموجودة في جميع أضرحة الأولياء الصالحين، كما أنه لا يوجد ضريح بالقبة أو قبر لامرأة قورايا، وبالرغم من هذا لا يزال الكثيرون يتوافدون على الجبل، للوصول إلى ساحة المقام المفترشة بزراب وحصائر يتقدم بها الزائرون في شكل هبة للمقام، والمدهش في حكاية يما قورايا أنه إلى يومنا لم يجد الباحثون والمؤرخون لهذه الأسطورة بابا في التاريخ القديم الذي كان يحكي مسار أعمالها وبطولاتها إلا القليل في الكتب الفرنسية، والتي تقول أن "يما قورايا " حاربت في وقت بعيد العدو الصليبي المسيحي

وقورايا تعني بلغة الوندال الجبل الصغير وقور هو الجبل الشاهق، وظهر هذا الإسم سنة 429 ميلادي عندما احتل جيمس ريق قائد الوندال مدينة سالداي وهو الإسم التاريخي لبجاية، واستقر بها ومنذ ذلك الحين ظهر إسم قورايا، قبل أن يختفي خلال العصر العربي الإسلامي حيث أصبح هذا الجبل يعرف بإسم أمسيون حسب ما ورد في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسي الذي عاش في القرن السادس الهجري، ويقول هذا العالم الجليل أن مدينة بجاية تطل على البحر لكنها على حرف حجر ولها من جهة الشمال جبل يسمى أمسيون.
وتؤكد المراجع التاريخية أن إسم قورايا ظهر من جديد عندما احتل الإسبان مدينة بجاية سنة 1510 ميلادي، ذلك أن الإسبان كانوا يعتبرون أنفسهم أحفاد الوندال. محليا، يقول مشايخ المنطقة أن يما قورايا هي فتاة طاهرة أراد والدها تزويجها من رجل لا تحبه يعرف بإسم تيشي، وتذكر نفس الروايات أن هذه الفتاة قد تذرعت إلى الله داعية إياه أن ينجيها من هذا الزواج، حيث تمكنت من الفرار والاستقرار بقمة جبل أمسيون أو قورايا حاليا، ومنذ ذلك الحين أصبحت مزارا للمرضى وللفتيات اللائي فاتهن قطار الزواج ويوجد بهذا المقام حاليا العديد من المشعوذين الذين يتلاعبون بمشاعر النساء اللائي رسخت في أذهانهن بركة يما قورايا ، وتقول الأساطير أنه يوجد ببناية هذا المعلم التاريخي صخرة يجب تقبيلها من طرف كل زائر وإلا حدث له مكروه.
ليس من السهل الوصول إلى قمة ڤورايا لصعوبة التضاريس التي تتوسط المسالك المؤدية إليها.
يقصد جبل يمّا ڤورايا حشود من الزوّار الشغوفين بها من مختلف ربوع الوطن شتاء وصيفا، إذ لا تمنعهم برودة طبيعته ولا شدة حرارته التي تتجاوز درجة الـ40 تحت الظل من المحج إليه، بل هناك الآلاف من الزوار من يغامر بنفسه ويتحمّل مشقة السفر سيرا على الأقدام، وهم يخترقون المسالك الوعرة الضيقة للوصول إلى قمة ڤورايا الأسطورية التي وصفها البعض بأنها امرأة حسناء بهية الطلعة بل هي ذلك الجسد الذي يمثل امرأة أطلق عليها يمّا ڤورايا وهبت حياتها للصخور الصامدة، لها رابطة قوية بينها وبين بجاية، وأصبحت فيما بعد ملهما للفنانين تغنوا بقمة ڤورايا حارسة بجاية ليبقى بذلك اسمها منقوشا بين الأجيال عبر ربوع الوطن



Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)