قسنطينة عربية منذ نشأتها يا إيدير ويا آيت منڤلات والى كل غبي جاهل بالتاريخ يؤيد كلامهما
صرح المحافظ سامي بن الشيخ محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بأن المغنيّين القبائليّين آيت منڤلات، وإيدير رفضا المشاركة في حفلات التظاهرة، لأنهما يؤمنان بإيديولوجية النزعة البربربرية Berberisme التي ابتكرها المستعمرون الفرنسيون، والتي لا تؤمن بعروبة الجزائر وباللغة العربية وبالثقافة العربية، وتؤمن بفرانكفونية الجزائر، وتنكر تسمية المغرب العربي وتقول عنه بالمغرب البربري. وليس غريبا أن يتخذ المغني آيت منڤلات، هذا الموقف، ألم يرفع شعار (أنا شارلي)؟
والبربريون جهلة، فقسنطينة كانت دائما عربية منذ نشأتها، فقد سماها الكنعانيون الفينيقيون قِيرطا ومعناها بالعربية القديمة المدينة ومنها جاء اسم القرية، سجلها اليونان سيرتا لأنه لا يوجد باللغة اليونانية حرف القاف. فعندما جاء العروبيون الكنعانيون الفينيقيون لشمال إفريقيا في النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد أخرجوا إخوانهم البربر القحطانيين من العصر الحجري وأدخلوهم التاريخ، فالمدن الساحلية الجزائرية تسميتها كنعانية فينيقية وهي كما يلي: هيبوريغيوس (عنابة)، وكولو (القل)، وجيجل، وصلداي (بجاية)، وروس كورو (تاكسيبت)، وروسكاد (سكيكدة)، وثيفيستا (تبسة)، وقيرطا (قسنطينة)، وروس قونية (برج البحري)، وإيكوسيوم (الجزائر)، وإيول (شرشال)، وكرطناي (تنس)، ثم أسسوا مع البربر أمبراطورية قرطاج بتونس التي نشرت الحضارة العروبية في البحر الأبيض المتوسط، بل وصل أثرها البرازيل في القرن السادس قبل الميلاد.
والمؤرخون الفرنسيون النزهاء يشهدون بتتلمذ البربر القحطانيين على الفينيقيين الكنعانيين، فمع دخول الفينيقيين بدأ البربر يتعرفون على المظاهر الحضارية والتجارية، مما ساعدهم على تطوير مجتمعهم، يقول محررو موسوعة يونيفرساليس UNIVERSALIS الفرنسية: "كان البربر تلاميذ الفينيقيين الذين علموهم أساليب زراعية وصناعية، كصناعة الزيت والنبيذ، وصناعة الأدوات من النحاس؛ واستمرت اللغة البونيقية متداولة بالمغرب حتى بعد القرن الثالث الميلادي، حيث لعبت دور الوصلة إلى اللغة العربية(1).
ويقول المؤرخ الفرنسي هنري باسيهH.BASSET: "لقد علم الفينيقيون البربر الزراعة. فالبربر يكسرون الرمانة على مقبض المحراث، أو يدفنونها في أول خط للحرث، تفاؤلا بأن سنابل الحبة المبذورة ستأتي كثيرة بعدد حبات الرمانة. وهي عادة مستمدة من ثقافة قرطاج، فالرمانة فيها رمز للخصوبة، وتعتبر قرطاج مربية للبربر"(2).
كان يجلس على عرش نوميديا بقسنطينة الملك النوميدي سيفاكس مع زوجته الحسناء الملكة صفان بعل، وفي سنة 203 ق.م هاجمه القائد الروماني ببليوس كرنليوس سيبيو بالتعاون مع ماسينيسا العميل للرومان، وهزم سيفاكس وقتل، ودخل مسن سنهم (ماسينيسا) قصر سيفاكس بقرطا (قسنطينة) فوجد الأميرة الفاتنة صفان بعل التي طالما تمناها زوجة، والتي فاز بقلبها خصمه، عرض عليها الزواج فرفضت في إباء أن تختم حياتها بالارتباط بمن خان قومه وقومها، وعندما هددها مسن سنهم بتسليمها جارية للرومان إذا لم تتزوجه، أنهت حياتها بأن تناولت سما زعافا كانت خبأته في طيات ثيابها.
دمر الرومان مدينة قرطاج سنة 146 قبل الميلاد، وسيطروا على المغرب بواسطة عميلهم ماسينيسا، لكن حفيد ماسينيسا أدرك خطر استعمارهم على نوميديا والشعب الأمازيغي فثار عليهم منطلقا من قرطا قسنطينة سنة 112 ق.م، دامت ثورته سنوات هزم فيها أعظم القادة الرومان، لكن خانه والد زوجته وجد أولاده بوسكوس ملك موريطانيا الطنجية فوقع أسيرا للرومان سنة 204 ق.م.
كانت اللغة الكنعانية الفينيقية لغة دواوين الدول الأمازيغية، كانت هي اللغة الفصحى المكتوبة للأمازيغ محاطة باللهجات الأمازيغية التي كانت لغات شفوية، وعندما جاء الإسلام باللغة العدنانية أي العربية لغة القرآن الكريم حلت محل اللغة الكنعانية الفينيقية، واستمرت الأمازيغية لهجات شفوية محيطة بالعربية. وخير من كتب عن التواجد الكنعاني الفينيقي بالجزائر وبقسنطينة على الخصوص هو الدكتور محمد الصغير غانم أستاذ التعليم العالي بجامعة قسنطينة(3)
بقلم الدكتور: عثمان سعدي
Posté Le : 16/04/2015
Posté par : mortada
Ecrit par : بقلم الدكتور: عثمان سعدي