الجدير بالإشارة أن (( أولاد سيدي عمر الولي الصالح بنواحي فرندة لا زالوا لحد اليوم
يحتفظون بلقب الولاية ووسام الشرف اللذين تحصلوا عليهما من رباط الفتح )) (1
ولد سيدي عمر بضواحي فاس عاصمة الأدارسة بالمغرب الأقصى عام 1606 م (2) ، ووفد في جملة النازحين إلى الجزائر في مطلع القرن ، واستقر به المقام بمنطقة فرندة وعمره كما
يقول الرواة أحد عشرة (11) سنة ، والتحق بزاوية جبل الدقيق التي تلقى بها تعليمه على يد
شيخهالولي الصالح سيدي بالمرسلي الذي تعلق به الفتى ونهل من علمه الغزير وتخلق بأخلاقــه
وتحصن بصفاته وخصاله ، وكن الشيخ يبادل تلميذه نفس الشعور والإحساس ؛ إذ كان من جملة تلامذته المتفوقين والمتقدميـن وخصوصا بعد أن ظهرت على يده في تلك الفترة بالذات كرامات شـدت انتباه الشيخ ومكنته من الحصول على إجازته .
تخرج سيدي عمر وهو شاب ، بلغ به ورعه حد الزهد في الحياة ، فتفرغ لعبادة الله والعمــل الصالح والاستزادة من طلب العلـم لدرجة التبحر والتضلع في مختلف العلوم وفي مقدمتها علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه ، فكان بذلك مقصد العام والخاص من أهل المنطقـة وأطبقت شهرته الآفاق بعد أن تصدى للأتراك وندد بسياستهم في معاملة الأهالي الذين تعرضوا لمصادرة أراضيهم وأثقل كاهلهم بالضرائب وعانوا من أبشع أنواع الظلم والحرمان . وكان أن أيده الله عليهم حيث ظهرت على يده براكات لفتت انتباه السلطات العثمانية التي اعتمدت عندئذ أسلوب المهادنة والملاينة في معاملته إلا أنه لم يرضخ وأجبر هذه الأخيرة على الاستجابة لمطالبه التي لم تكن غيـر الحقوق المشروعة لأبناء الناحية ، فما كان منها إلا أن انصاغت
لرغبته ؛ حيث كفت عن سياستها في معاملة الأهالي ، ومن هنا يدرج بعض الباحثين هذا الولي الصالح ضمن خانة من حاربوا الحكم التركي وتصدوا لستبداده.(3
يرجع نسب هذا الولي الصالح كما تؤكده الوثائق التي عثرنا عليها بحوزة بعض أبنائه إلـى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللـه عنهم
أفادنا بعض المسنين أن ضريح عيسى والد سيدي عمر يوجد بضواحي رحوية (4) والأرجرح أنه مدفون بضواحي مدينة فاس بالمغرب الأقصى ، وهو شقيق سيدي عبد الرحمن الثاعلبي المعروف بالعاصمة وسيدي أحمد بن داود المشهور بفرندة ، وهم أبناء سيدي داود الكبير الولي الصالح بثنية الأحد وعليه فسيدي أحمد بن داود أحد أعمام سيدي عمر
Posté Le : 10/01/2013
Posté par : benali212
Ecrit par : بن علي