Algérie

ظروف تكوين الجمهورية الجزائرية



ظروف تكوين الجمهورية الجزائرية

-تكوين الجمهورية الجزائرية

- . I ظروف تكوين الجمهورية الجزائرية : بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار في 19 مارس 1962 ، تكونت هيئة تنفيذية بموافقة الطرفين الجزائري و الفرنسي برئاسة عبد الرحمان فارس لتشرف على تسيير امور البلاد ريثما تتكون الحكومة الوطنية لتحل محل السلطات الفرنسية ، و حددت اتفاقيات ايفيان مدة صلاحيتها باقل من اربعة اشهر. و في هذه المدة واصلت جبهة التحري الوطني نشاطها للقضاء على منظمة الجيش السري الارهابية L’OAS و في شهر ماي – جوان 1962 عقد المجلس الوطني للثورة الجزائرية C.N.R.A مؤتمرا عاما ضم اعضاء الحكومة المؤقتة و القيادة العامة لجيش التحرير الوطني و قادة الولايات الست ، و انتهى بوضع برنامج طرابلس الخاص بمستقبل الجزائر المستقلة كما تم فيه تكوين المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني ، و في الفترة الممتدة من 19 مارس الى 01 جوان 1962 تم اطلاق سراح المساجين من السجون الفرنسية داخل الجزائر و خارجها ، و عاد معظم اللاجئين الى ارض الوطن و شرع الالاف من المعمرين في مغاردة الجزائر و في 01 جويلية 1962 وقع الاستفتاء الشعبي على تقرير المصير و كانت الاستفتاء هي نعم او لا للاستقلال و التعاون و اعلنت عن النتائج في يوم 02-07-1962 فكانت 5.975.581 صوتوا بنعم من مجموع 5.992.115 و في نهاية سبتمبر اقدمت الحكومة الجديدة على تعيين المرشحين للمجلس الوطني التاسيسي و كان عددهم 196 نائبا و في اول اجتماع له اعلن قيام الجهورية الجزائرية في 26 سبتمبر 1962 ، انتهت مهمة الهيئة التنفيذية المؤقتة و حلت محلها الحكومة الجزائرية منتهجة النهج الاشتراكي .

II مؤتمر طرابلس و الاختيارات الكبرى في الجزائر : عقد المجلس الوطني للثورة الجزائرية بطرابلس ليببا مؤتمرا هاما ضم اعضاء الحكومة المؤقتة و القيادة العامة للجيش و قادة الولايات الست و بعض المسؤولين الذين تم الافراج عنهم من سجون فرنسا و استمر هذا المؤتمر عدة ايام من اواخر شهر ماي الى بداية شهر جوان 1962 ، و انتهى بوضع برنامج طرابلس الخاص بمستقبل الجزائر المستقلة كما تم فيه تكوين المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني فبرنامج طرابلس حدد السياسة العامة للبلاد و حدد الوسائل التي بواسطتها يمكن علاج المشاكل التي واجهتها الجزائر غداة استقلالها و تضمن الميثاق مجموعة من الاختيارات تظهر من خلال :

1- الاختيارات السياسية : أ- محاربة الاستعمار و دعم وحركات التحرر في كل العالم ب- دعم السلم و التعاون الدولي المتوازن و العادل ج- تجسيد الوحدة المغاربية و الافريقية د- بناء دولة عصرية على اسس ديمقراطية في اطار مبادئ اشتراكية

2- الاختيارات الاقتصادية : أ- محاربة التسلط الاحتكاري و الاقطاعي ب- ضرورة بناء اقتصاد وطني متكامل و تحقيق الاستقلال الاقتصادي ج- تطبيق سياسة التخطيط د- مراجعة العلاقات الاقتصادية مع الخارج مع احداث تغيير جذري على هاكل الحياة في الريف و تصنيع البلاد هـ- التاكيد على النظام الاشتراكي كوسيلة للتنمية الشاملة المتوازنة

3- الاختيارات الاجتماعية و الثقافية : - رفع مستوى معيشة السكان بالقضاء على البطالة، الامية ، تحسين الوضعية الصعبة و توفير السكن- استعادة الثقافة الوطنية و اعطاء اللغة العربية مكانتها - دعم الثقافة الوطنية على اسس علمية ثورية - ترسيخ القيم الوطنية في اطارها الحضاري العربي و الاسلامي ـ- تاكيد التمسك باللغة العربية كعنصر اساسي للهوية الوطنية المتميزة

III المشاكل التي واجهتها الجزائر في بداية الاستقلال و الاهتمامات المستعجلة للجهورية الجزائرية : I المشاكل : واجهت الجمهورية الجزائرية الفتية غداة استرجاعها للاستقلال الوطني مشاكل مختلفة في شتى الميادين نظهر من خلال :

أ- المشاكل السياسية : * اتفاقية ايفيان و ما نصت عليه من بقاء مع بعض الجيش الفرنسي مرابطا في بعض المغارات و الموانئ الاستراتيجية ( مرسى الكبير ( لمدة 15 سنة …. ) و رقان …. ) مع بقاء المعمرين محتفظين بامتيازاتهم الاقتصادية و الاجتماعية و هو ما يهدد السياسة الوطنية * الصراعات و الحزازات الشخصية على السلطة بحيث تطورت من خلافات كلامية الى استعمال السلاح و البلاد و ما تزال لم تضمد جراحها ‘ ازمة صائفة 1962 " * الخلافات الحدودية بين الجزائر و جيرانها خاصة مع المغرب الاقصى في عام 1963

ب- المشاكل الاجتماعية : لقداسفرت الحرب التحريرية عن استشهاد اكثر من مليون و نصف المليون شهيد و حوالي 3 ملايين من الذين كانوا في المحتشدات و 100 الف معتقل و 300 الف كانوا لاجئين خارج الوطن و خاصة في تونس و المغرب الاقصى و اكثر من 300 الف يتيم من بينهم 30 الف يتامى و الاف من المعطوبين و الالاف من النازحين من الارياف نحو المدن ناهيك عن الارامل و المرضى و المشردين و العاطلين عن العمل …. الخ

ج- المشاكل الاقتصادية : قام الاستعمار الفرنسي بتدمير اكثر من 08 الاف قرية و خرب العديد من الطرق و الجسور و احرق الالاف من الهكتارات من الغابات و الاشجار المثمرة و قضي على الالاف من المواشي و اتلف المزارع و قام بزرع الالغام في مساحات شاسعة من الاراضي. و قام بتخريب الالات الفلاحية و الصناعية و تهريب رؤوس الاموال التي قاربت 100 مليار فرنك و تركت ديون قدرت ب 20 مليار فرنك كما هاجر مليون اطار اوربي الجزائر عام 1962

د- المشاكل الثقافية و تتمثل في امية السواد العظم من الشعب الجزائري بكل فئاته و قلة الاطارات الفنية و المعلمين و قلة المدارس و مراكز التعليم و عموما فرنسا لم تترك للشعب الجزائري ما تفتخر به بل الادهى و الامر هو احوال الشعب الجزائري في عام 1830 كانت احسن بكثير من عام 1962 .

2- الاهتمامات المستعجلة للجمهورية الجزائرية : لم تبق الجزائر مكتوفة الايد ي حيال هذه المشاكل الخطيرة بل بذلت مجهودات جبارة من اجل الحيلولة دون استفحالها و انتهجت في ذلك الاساليب التالية : أ-اعادة بناء و تريمي القرى التي خربها الاستعمار الفرنسي لتجميع السكان و الحد من النزوح ب-التكفل بالارامل و ابناء الشهداء وز المعطوبين و اليتامى و توفير لهم كل الامكانيات ج- توفير العلاج و المرافق الصحية لابناء الشعب للقضاء على الأمراض و الحد من الوفيات د- استصلاح الاراضي الزراعية و اعاد ة تشجير الغابات و الاهتمام بتربية المواشي و- الانطلاق في سياسة التامينات ( الاراضي ، البنوك، المناجم، المحروقات ….. الخ) هـ- الاهتمام بالتعليم و الثقافة الوطنية بتوفير الامكانات و اقامة علاقات تعاون مع الدول الشقيقة و الصديقة و هكذا بعد استدمار دام 132 سنة خرجت فرنسا من الجزائر ووجد الشعب الجزائري نفسه امام تحديات جديدة تتمثل في ذيول الحرب و مخلفات الدمار و الخراب فاتخذت السلطات انذاك اجراءات مستعجلة للحيلولة دون استفحال المشاكل و مخلفات المستدمر الفرنسي

تطو ر الجزائر 1962- 1992 : تمهيد : لم يقبل الشعب الجزائري بالوجود الاستعماري في بلاده، و ظل يقاوم لاسترجاع حريته و استقلاله ، و قد تجسدت هذه المقاومة في : - المقاومات الشعبية التي بدات من 1830 و استمرت طيلة القرن التاسع عشر- الكفاح السياسي الذي اتضحت معالمه اكثر بعد الحرب العالمية الاولى و الذي دام قرابة نصف قرن من الزمن الكفاح المسلح الذي جسدته ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 التي دامت سبع سنوات و نصف حققت العديد من الانتصارات و كان اكبر انتصار لها ارغام فرنسا على الدخول في مفاوضات التي انتهت باستقلال الجزائر يوم 05 جويلية 1962 و من ثم تكوين الجهورية الجزائرية في سبتمبر 1962 و لم تتوقف الثورة عند حد الاستقلال ، بل استمرت لتحقيق الاستقلال التام و التخلص من جميع بقايا الاستعمار و تحقيق مطامح الشعب في جميع المجالات

................................يابوس في 2010/07/21

.............................ع.مقراني


Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)