شهادة جميلة بوحيرد:
جميلة بوحيرد واحدة من الجميلات الثلاثة اللاّتي سطع إسمهن عالياً في سماء النظال الثوري من أجل تحرير الجزائر، إلتحقت بصفوف الثورة مع مطلع 1956 وهي في العشرين من عمرها، فأصبحت مطلوبة من طرف القوات الفرنسية ابتداءاً من سنة 1957، وتم إلقاء القبض عليها وهي جريحة في 9 أفريل 1957.(1)
ولم تسلّم إلى الشرطة بل أقتيدت إلى مركز تحقيق المضلّيين ، إذ ظلت رغم جراحها النازفة تحت التعذيب الوحشي أياماً عديدة، ويكفي هنا الإشارة إلى التقرير الطبي الذي كتبته السيدة "جانين بلخوجة" الدكتورة في الطب من جامعة الجزائر، حول ما شاهدته حول جميلة بوحيرد وقد كانت معتقلة معها حيث تقول2)" لقد قمت بفحص جميلة بوحيرد في السجن المدني في مدينة الجزائر إبّان رفع نظام السرية عنها - أوائل ماي 1957- وقد تحققت من:
1- وجود جرح فوق الثدي الأيسر، بيضاوي الشكل...ينزف منه قيح ضارب إلى البياض ناشيء عن إلتهاب عادي كما يظهر.
2- وجود جرح أصغر من الأول عند وسط نتوء عظم الكتف اليسرى ،وهذا الجرح على وشك الإلتئام، ولا تزال أطرافه تحمل آثاراً لهذا الإلتئام.
3- وجود عجز وظيفي في الذراع الأيسر وهو مطوي متصلب.
4- وجود اختلال في الجهاز الدموي للذراع كلها وخاصة عند الكتف حيث كانت الحرارة مرتفعة واللون مزروقا يميل إلى البنفسجي.
5- وجود إرتجاف في اليد أثناء محاولة تحريكها.
6- جود نقاط سمراوية حول الدائرتين المحيطتين بلحمتي الثدي يبدو أنّها تعود إلى حروق.
وتفسر الدكتورة جانين بلخوجة أن هذه الآثار راجعة إلى:
1- إنّ منظر الجرحين الصدريين اليساريين يحملان على الإعتقاد بأنّهما ناشئين عن دخول رصاصة وخروجها.
2- يحتمل أن يكون هناك كسر في عظم الكتف.
1-
3- يبدو أن الجرح الذي فوق الثدي قد أدى إلى مضاعفات ثانوية، إذ أنّه لا يوجد فيه علامات الإلتئام ، فهو منتفخ بشكل غير طبيعي وملتهب إلى أقصى حد.
4- إنّ عجز الذراع الأيسر الوظيفي والإختلال في جهازه الدموي يعودان على ما يظهر إلى تهيج عصبي- شرياني- حيث مرت الرصاصة ، وتظيف الطبيبة جانين بلخوجة:" لقد أخبرتني جميلة بوحيرد أنها أصيبت برصاصة عندما ألقي القبض عليها... وقد أكدت لي أنّها كذلك ضربت وأحرقت بواسطة الكهرباء عند الجرح الصدري الأمامي وعند النهدين والورك الأيمن والجهة الخارجية من الفخذ الأيمن وفي العضو التناسلي..." وتختم الطبيبة جانين تقريرها الطبي فتقول:"وقد بدى لي أن حالة جميلة بوحيرد العامة سيئة وتلاميح وجهها ذابلة وجسمها ضعيف"(1)
وبعد مرارة كل هذا التعذيب حكمت عليها فرنسا بالإعدام، وهو الحكم الذي أثار استياء الرأي العام العالمي، مما أجبر فرنسا على تخفيض حكم الإعدام بالمؤبد، وهنا زارها مراسل الصحيفة الفرنسية "فرانس بريس" يوم 12 أفريل 1958، فصدمته بقولها:" كنت أفضل الموت على حياة المعتقل...ليتهم أعدموني إذاً لاسترحت من العذاب المضني الذي أعانيه الآن"(2)
ومن هنا نقف وقفة إحترام واندهاش أمام صبر هذه البطة المناضلة التي ضحت بشبابها في سبيل حرية هذا الوطن، و التي قالت عن اليوم الذي حكم عليها بالإعدام:"كان ذلك اليوم أجمل يوم في حياتي، لأنّني سأموت من أجل قضية وطني."(3)
.........................yabous le 01/08/2010
.........................mokkrani a
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 07/08/2010
Posté par : allaoua211
Photographié par : a.mokrani
Source : internet