تأسيس الإمارة الحمادية

الزيري حماد يعلن عن استقلاله بالقلعة و يؤسس الامارة الحمادية .

حوالي بداية القرن الحادي عشر الصنهاجي حماد عم الحاكم باديس كان قد تلقى كمكافئة عن خدماته – اذ انه سحق ثورة اخويه – قيادة كل المنطقة الغربية للمملكة من الحدود الحالية لتونس مع قسنطينة ، المسيلة و آشير و حمزة (بقايا اثار آشير تتواجد بالكاف الاخضر جبل يقع بالقرب من المدية ام حمزة فموقعها هو نفسه البويرة الى الشمال الشرقي لـ"اومال" ) . ويشيد على مسافة سبعة او ثمانية مراحل الى الشمال من مسيلة في البلد المعروف بـ"المعاضيد" مدينة قوية يعطي لها اسم " القلعة"( الحصن) بينما ابن اخيه باديس لم يكن يرى من دون اي غيرة متطرفة ، التفوق المتصاعد لحماد . واعداء هذا الاخير يستغلون خيانة هذه التدابير بان قدموا عم الحاكم على انه يريد الانفصال و الاستقلال ، وسرعان ما امر باديس بان يترك قيادة منطقة قسنطينة بين يدي ابن الحاكم الشاب المدعو المعز .
وحماد لم يكن من الذي يتركون الحبل على الغارب امام هذه الاساليب يرد بالرفض على ابن اخيه وفي نفس الوقت يعلن عن استقلاله بالقلعة متحديا قوة و تفوق الفاطميين و يقتل اتباعهم ويعلن في المساجد الانضواء تحت سلطة العباسيين .و الفلسفة العقائدية الشيعية ترفض في مناطقه والمذهب السني يصبح اجباريا . المملكة وقد اصبحت قائمة بحد ذاتها .(1014 ) .
ولتدعيم اعلانه حماد يسيرفي تجمع من البربر الى تونس ، ولكن باديس يستقبله ويهزمه غير بعيد عن باجة و يلاحقه والسيف يطعن كل متخلف الى غاية الشلف . اخير ا حماد يقرر التوغل في الصحراء و يتخندق بالقلعة . وباديس يتبعه ويحاصره بالعاصمة الجديدة ولكن يتوفى امام القلعة تاركا من ورائه كخليفة عنه الشاب المعز الذي راح يسرع في الالتحاق بتونس تاركا عمه الكبير لنفسه (1016 ) .
وبعد معركة قصيرة ضد ابن اخيه الصغير حماد يقرر ارساء الصلح . وابنه القايد ريسل الى القيروان لهذا الغرض .و يتوصل الى تحرير اتفاق مع المعز ، وكان اتفاقا يترك فيه الحكم على الزاب و الحضنة وكل مقاطعة الجزائر العاصمة الى غاية تيهرت لحماد. اما قسنطينة ومنطقتها فبقت تحت سلطة المعز 1017 ) .