عندما استولى الفاتحون المسلمون على المغرب، أسسوا عاصمتهم بالقيروان التي تبعد عن البحر مسافة خمسين كلم؛ وأحدث هذا الاختيار تغييرًا أساسيًا في تنظيم الفضاء مقارنة بما كانت عليه إفريقية في العهدين الروماني أو البيزنطي إذ كان الارتكاز على الموانئ مثل قرطاجة.
القبلة الجديدة
منذ ذلك العهد، تحولت الوجهة ليس نحو الشمال، لكن نحو الشرق الذي شهد ميلاد الإسلام واحتواءه على مركز الإمبراطورية، إن هذه الوجهة جعلت هنري بيران (Henri Pirenne) يذهب إلى أن الفتح الإسلامي أثار قطيعة في وحدة العالم القديم المتوسطي: «حدث تمزق دام إلى أيامنا هذه. وعلى ضفاف بحرنا (Mare nostrum) تمتد الآن فصاعدا حضارتان مختلفتان ومتعاديتان... إن البحر الذي كان إلى غاية تلك اللحظة مركز العالم المسيحي أصبح حده الفاصل؛ لقد تم تكسير الوحدة المتوسطية». غالبا ما تمّت محاربة الأطروحة البيرونية، وارتبط الانتقاد خصوصا بمسؤولية الفتح الإسلامي في انقطاع المبادلات بين الشمال والجنوب، وبالتالي بالتسلسل الزمني لهذا التطور. لم تشكك الانتقادات في الفكرة المحورية التي تقول بتغيير الاتجاهات وانقطاع الاتصالات بين إفريقيا الإسلامية وأوروبا في العصر الوسيط.
Vu : 17 fois Posté Le : 15/08/2023 Posté par : einstein Ecrit par : - علاوة عمارة Source : معالم Volume 7, Numéro 1, Pages 26-15 2016-05-01
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur. Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué, mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 15/08/2023
Posté par : einstein
Ecrit par : - علاوة عمارة
Source : معالم Volume 7, Numéro 1, Pages 26-15 2016-05-01