Algérie - Prévention

الطفل و التلفاز و نظريات متلازمة التلفاز او توحد التلفاز



الطفل و التلفاز و نظريات متلازمة التلفاز او توحد التلفاز
يمر الإنسان بمراحل تغير و تطور على المستوى الجسمي, العقلي, النفسي و المعرفي تحدد بالزمان و تعرف بالنمو, فيولد الطفل صفحة بيضاء ليتطور و ينمو جسميا, عقليا, نفسيا و معرفيا مع كل تنبيه جديد, فخروجه من بطن أمه ليلامس الهواء تنبيه و ملامسته لامه تنبيه و سماعه للصوت تنبيه و رؤيته للضوء تنبيه, كل هذه التنبيهات تخزن لتصنع الخبرات الحسية و الحواسية للطفل منها من تزول لعدم وجود التعزيز و أخرى تبقى لتعزيزها بالتكرار فيفهم الطفل أنه كلما شرع في البكاء جاءت أمه إليه فيستخدم البكاء كوسيلة تواصل فكلما احتاج أو اشتاق أمه استعملها و هنا تخزن هذه الوسيلة في الدماغ. (د.بوني ماكميلان. 2007)
رغم استحالة التجريب على الإنسان إلا أن هناك عدة دراسات تناولت هدا الموضوع و قامت بعدة تجارب على الحيوانات و نذكر منها ما يلي:
دراسة دونالد هيب على مجموعة من الحيوانات التي حرمها من المثيرات الحسية سواء بصفة كلية أو جزئية، فأوضحت نتائج دراسته أنّ الحيوانات أصبحت أقل نشاطا وحيلة من تلك التي تربت في بيئات عادية.
تبعتها دراسة ويسل على القوارض حيث ربّى مجموعات منها في بيئات مختلفة، بعضها في بيئات غنية و أخرى في بيئات فقيرة من كل المنبهات الحسية والحركية، فكانت النتائج أنّ الحيوانات التي رُبيت في بيئات فقيرة من المثيرات الحسية أقل اجتماعية، وعند تشريح أدمغتها وجدوها أقل حجما وأخف وزنا وتحتوي على عدد أقل من العصبونات والمشابك العصبية مُقارنة بأدمغة تلك القوارض التي رُبيت في بيئات غنية بالمثيرات الحسية

والحركية، هذا لأنّ بقاء العصبونات وحدوث التشابك بينها مرتبط بالتحفيز والتنبيه الحسي الموجود في البيئة الخارجية .
حيث أنّ كل ما يسمعه الطفل، يشُمه، يتذوقه، يلمسه ويراه يتحول إلى خبرة حسية والتي بدورها تُشكل مشبكا عصبيا في الدماغ، ثم بفعل تكرار نفس الخبرة الحسية تتشكل مادة الميلين حول استطالات المشابك لتحمي العصبونات من الزوال وتدوم مدى الحياة.(Chevrie Muller,2007)
أجريت بعض الدراسات على أطفال حُرموا من المنبهات الحسية وكذا الحركية لسبب أو لآخر فنجد مثلا أطفال داء المصحات – مرض يجعل الطفل يبقى معزولا دون حراك-
وكذا دراسات على أطفال المياتم الذين يظلون مستلقين في أسرّتهم لساعات طويلة في اليوم دون حراك ودون التعرض للمثيرات الحسية البيئية، فكانت النتائج مطابقة للدراسات التي أجريت على الحيوانات بالنسبة للانعزال الاجتماعي، ونقص النشاط والذكاء والتواصل.
وهذا ما دفعنا لإسقاط هذه النتائج على أطفال شُخّصوا بالتوحد من طرف مختص في الطب العقلي للأطفال، والذين كانوا مدمني تلفزيون في المرحلة الحسية الحركية التي هي مرحلة من مراحل النمو المعرفي الممتدة من الميلاد إلى 02 سنوات (0-2) وتحدث بتآزر كل ما هو حسي مع الحركات، حيث يراها بياجي وهنري فالون كأهم مرحلة في نمو وتطور الطفل العقلي والمعرفي، إذ يرى بياجي أنّه أثناء هذه المرحلة يحدث التعلم والنمو المعرفي بشكل رئيسي عبر الحواس والمنبهات الحسية والنشاطات الحركية وكذا المعالجات اليدوية ثلاثية الأبعاد، ومنه فالنماذج العقلية المتوفرة لديه في نهاية السنتين هي الأحاسيس القادمة

من الحواس الخمس، أما فالون فيرى أنها مرحلة ظهور ردات الفعل الانعكاسية الدائرية – التي يجب على الآباء الاستجابة لها حتى تتطور وتُصبح إرادية- ومرحلة المشي والكلام.
وهذا ما أدى بنا إلى التفكير أنّ هذه الفئة التي استقبلناها في الكفالة قد حُرمت من المنبهات الحسية والحركية الطبيعية بحكم الساعات الطويلة التي كانت تقضيها أمام التلفزيون، وبعد عدّة أشهر من الكفالة الأرطوفونية القائمة على مراحل ومتطلبات المرحلة الحسية الحركية، لاحظنا تحسُنا كبيرا جدّا، حتى أنّ أعراض التوحد اختفت تماما، ما أدى بنا إلى التفكير أنّ هذه الحالات ليست حالات توحد وإنّما هي حالات تُعاني من سلوك توحدي فقط، قد يكون ناتجا عن الحرمان الحسي الحركي الذي عاشته في السنوات الأولى من حياتها، حيث لم يُؤخذ بعين الاعتبار في تشخيصها فقر البيئة المحيطة من المثيرات الحسية والخبرات الحركية التي تعتبر مهمة جدا وضرورية للتطور العادي كما بينته الدراسات التي ذكرناها سابقا، فالسلوك التوحدي هو مجموعة من أعراض التوحد التي قد توحي بأنّ الطفل متوحد، أمّا إدمان التلفزيون فهو أن يقضي الطفل يوميا أكثر من ثلاث ساعات في مشاهدة التلفزيون (ماري وين، 1990).
و هذا ما يدفعنا إلى طرح التساؤلات التالية:
- هل يؤدي الإدمان التلفزيوني في المرحلة الحسية الحركية إلى ظهور السلوك التوحدي؟
-هل يترك الإدمان التلفزيوني آثر على التوظيف العقلي عند الطفل العادي؟
-هل هناك تمارين او برنامج ذات فعالية في العلاج و بالتالي تراجع السلوك التوحدي؟
-هل تشخيص هذه الحالات على أنها حالات توحد أو سلوك توحدي صحيح؟
سنحاول التطرق للاجابات من خلال هذا المقال و المقالات القادمة ان ساء اللة

يعد التوحد اضطراب في النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكرر ويتميز بقصور أو توقف في النمو الإدراكي الحسي و اللغة و بالتالي في نمو القدرة على التواصل و التخاطب و يصاحبه نزعة انسحابية انطوائية و انغلاق على الذات مع جمود عاطفي و انفعالي.
تتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات. ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها؛ ولم يفهم جيدًا كيف يحدث هذا الأمر.
يعاني أيضا الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي: العلاقات الاجتماعية المتبادلة، اللغة و السلوك ونظرا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى أخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي، بطرق مختلفة جدا وان تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليا.
ولكن حالات التوحد شديدة الخطورة تتميز، في غالبية الحالات، بعدم القدرة المطلق على التواصل أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين.
وتظهر أعراضها عند الأطفال (لدى غالبيتهم), في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر، أو السنوات، الأولى من حياتهم لكنهم يصبحون، فجأة، منغلقين على أنفسهم، عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة. وبالرغم من أن كل طفل يعاني من أعراض التوحد يظهر طباعا وأنماطا خاصة به.

وعادة ما يلاحظ الآباء مؤشرات التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل. وتتطور هذه المؤشرات تطورًا تدريجيًا، وتساعد التدخلات السلوكية والمعرفية والخطابية الأطفال المصابين بالتوحد على اكتساب مهارات الرعاية الذاتية ومهارات اجتماعية ومهارات التواصل.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف؛ فهناك تقارير عن حالات تم شفاؤها ، فأصبح هناك بعض الأفراد الذين يسعون إلى تلقي العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم مختلفين وعدم التعامل معهم على أنهم يعانون من اضطرابات.


Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)