فرّقوا أوّلا بين أن تكون سُنّيا و بين أن تكون على ما كان عليه السّلف الصالح !!
فاقد للحجّة ويجادلني و الغريب ظنّ هذا الذي ظنّ نفسه من السّلف الصالح و هم أبعد ما يكونون عنه أنّ بعضا من كُليْماته التي التقطها دون فهم كفيلة بأن تجعلني بموضع الرّاكن المُستسلم لما لا أفهم ، كان يُريدني ، - و لعلّ هذا منهجه - أن أكون إمّعة لا يملك من زمام رأيه شيئا أينما توجّهه الرّيح طاوعها و انساق ، لا يُفرّق بين الرّأي و الفكر و العقيدة ويجتهد في إقناعي عن غير هداية و ترتيب ، غريب أمر هذه الجماعة أظنّوا أنّ قليلا من زُغيبات ستُغدق علمهم و يستفيض بها فكرهم و ماذاك إلا حُمق و سوء تقدير فلكلّ أمر قياسه و فهمه و لكلّ علم أهله و منهجه و ليس الكلّ في ذاك على خط سواء و لو كان كما يدّعون لكانت أمّة محمّد عليه الصّلاة و السّلام جهابذة أفذاذ على قدم سواء ولكن جعل الله العلم في بعض بما فضّل بعضا على بعض ، هذا الأخ المُتَفيْهِمُ لا يثبت على فكر و لا حُجّة له في نقاش .. محض جدال يبحث به عن مكان وسط الجلوس علّه يرمي بعضا مما يختلط في فكره دون ترتيب فيُبهر من كان على غير دراية من الحاضرين وهو بهذا ساذج لا يعقل مراتب الأمور و ما عركته الحياة ولا اختبر الشدّة فيها و الضّيق ولهذا يستهين بما يجب فيه الإجلال و التقدير ، ربع ساعة مع هذا الأخ كانت كفيلة بأن تُعرّي لواعج نفسه ومنهج فكره و سطحية رأيه و غفلة حُكمه فتراه تارة على غصن الشهادتين و ما تستلزم من شروط و كفاه في ذلك عدُّها دون هدي أو دراية وتارة يبحث في أصول الدّين وما اختلف فيه العلماء من فروع وتارة يخلط بين مصطلحات لا يدري توظيفها و إذ به يتعثّر ينساب فارا لجدلية أخرى يبحث من خلالها تصغير الذي يواجهه لا توضيح ما يلتبس .... نسأل الله الهدي و أن يهدي بنا ، والله ما أردنا بهذه الأمّة خيرا ولو أردنا بها ذلك لأنجبنا من معاقلنا من يشد به الساعد و يلتئم به الصف و ترص به لبنات هذه الامة و تلتحم ، و الله لو نبذنا الخلاف تحت اقدامنا لأصبحنا خير الامم ، نختلف في فروع الرأي أجل و لكن يوحدنا منهج القران و تعاليم السنة ، ما بال امتنا و قد كثر فيها الجبان الخرع و قل فيها التقيُّ الورع ، ما بال امتنا وهنت اجسادها و ثقلت عقولها و هرمت افكارها و نضبت ، وشحّت احلامها و فسدت ، ما بال امتنا احكم فيها الوضيع بيانه و ساد فيها الرويبضة بأحكامه فنزر كتابها و صدأت اقلامها و عجزت جهابذة أعلامها وتكلّمت في أمور الدّين صغار العقول فسكت الفقهاء و خيار الفحول .....اللهم أهدنا واجعلنا سببا لمن اهتدى .
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 28/08/2019
Posté par : djeddimouad
Ecrit par : mouad