أخلاقيات العلم - قراءة في كتاب "أخلاقيات العلم" لـ "دافيد رزنيك"

تُعتبر المعرفة العلمية نموذجًا للحقيقة، وسيطرة العلم في عصرنا الحاضر ترتبط بسيطرة التقنية، ولاشك في أنّ العلاقة الوثيقة والمتعددة الأبعاد بين العلم والتقنية تسمح بالحديث عن توجه أو أسلوب علمي تقني، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه سيكون على الفلسفة لكي تساهم في فهم عالم اليوم، أن توجه عنايتها نحو هذا التطور العلمي التقني. من منطلق الوظيفة الجديدة للفلسفة، باتَ من الضروري النظر إلى هذا العلم لا كمجرد بناء نظري مستقل بذاته، بل النظر إليه على أنّه شديد الصلة بعالم الحياة اليومية، ومختلف أشكال التجربة البشرية. وانطلاقا من الرغبة في جعل النظر الفلسفي أكثر التصاقا بواقعه وأكثر نقدية في عالم تنتصر فيه النزعات الوضعانية، تستحضرنا مقولة في مقدمة كتاب أخلاقيات العلمThe Ethics of Science لـِ ديفيد رزنيك «هذا هو نهر الفلسفة تنساب إليه مياه جديدة باستمرار ليتدفق عملاقا صانعا النماء في شتى جنبات الحضارة الإنسانية وقد بات العلم على رأسها الآن»