حكم صالح باي.
خلال صيف سنة 1771 م تم اعتلاء "صالح باي بن مصطفى "حكم بايلك قسنطينة هذا الباي الاكثر بروزا من الذين حكموا هذه المقاطعة .ولد بـ (سميرن) و هو طفل صغير غادر موطنه تجنبا لنتائج قتل اقترفه خطا كمايروى. ووصل الى ميناء الجزائر ولما يبلغ سن السادسة عشر من العمر . وكان لزاما عليه ان يجتهد في كسب قوته و عيشه فبدا بحرفة بسيطة تمثلت في نادل( مقهى اوجاق ) اين كان يجتمع بها الانكشاريون ومن هنا انظم الى تنظيمهم . وكان عليه الخطوة الاولى وقد اجتازها بتميزه العسكري وهكذا كان في حملة تونس ، اين جذب اليه انتباه" احمد القلي" و الذي استطاع كسب وده عند تولي هذا الاخير الحكم . فاعطاه مهمة قايد ( الحراكتة) . ثم زوجه ابنته و بعد ثلاث سنوات قلده منصب الخليفة سنة 1765 م .
صالح راح يتدرب فنون القيادة و ادارة الشؤون . وعند وفاة صهره ، وقد كان لمدة ست سنوات خليفة و مساعدا نشطا لـ"احمد القلي" باي قسنطينة. وتقلده لبايلك الشرق ما هو الا تجسيدا لسلطته ومسيرة شؤون البلاد ، بحيث لم يظهر انذاك اي ارتداد ضد تسلمه السلطة .
هروب حسن ابن الباي حسين.
في هذه الاثناء ، كان تسليم هذا المنصب لصالح انقلاب لآمال رجل يسمى "حسن باشا" ابن الباي القديم ."حسن بولحناك" و الذي كان يامل في الصعود الى سدة الحكم البايلكي و قد كان يضمر في نفسه تهيئا وانتظارا للفرصة لتحقيق طموحه. وهو يحاول ضم اليه كل غير راض ، ولكن "صالح باي" كان يراقبه و هم في شبابهما اين كانت تربطهم صداقة واسعة . ويعطى الامر بالقاء القبض عليه .و "حسن"هذا انذر لتوه فاستطاع الهروب. وبعد ان هام على وجهه خائفا من ان يلقى عليه القبض .و هو يصل الى مقاطعة وهران يجد ملجئا لدى باي الغرب .
حملة صالح باي على اولاد نايل.
صالح باي هذا ذا موهبة و حيوية لا تعرف تعبا. كان يلح خاصة على ان لاتنجح الثورات لدى رعيته . لكن هناك قبيلة (اولاد نايل) المتواجدة بين بوسعادة و الجلفة كانت توقع الهزائم ولسنوات عدة للسلطة التركية ، متجاوزة الحدود الغربية و مهددة لسكان المناطق المتوسطية . فراح ياخذ في تجهيز جيش خفيف من المشاة .و يحمل عليهم سريعا اين فاجأ اغلبيتهم في مكان يسمى( الملاح) او( المسيف) و اخذ منهم قطعانهم و ارسل الى الجزائر 60 راسا من رؤوس افرادهم و 400 زوجا من الآذان . وبعد هذه العقوبة الفريدة من نوعها . اعطاهم الأمان و عاد الى قسنطينة اكتوبرسنة 1773م .
خصومة محمد الذباح زعيم الدواودة و محمد بن قانة.
وقبل هذا بقليل "علي بن بوعكاز" زعيم الدواودة .كان قد توفى و خلفه ابن اخيه "فرحات "و لكن هذا الاخير لم يدم طويلا حتى لقي مصرعه في عراك ،و بها تعود الزعامة لاحد اقاربه "محمد بن بوعكاز" الملقب بـ( الذباح) والذي سوف تهيأ له الاقدار حياة سياسية طويلة و غير مستقرة .
بعد وفاة "الحاج قانة" ، ابنه" محمد" توارث المرتبة الشرفية لـ(شيخ العرب) .اذ ان "صالح باي" اسرع في ارساله مع بعض القوى الى بسكرة .، ولكنه سريعا ما نفي من الصحراء من قبل الدواودة كما حدث لأبيه . وهو لايستطيع العودة الى قسنطينة استقر بـ(احمر خده) على المنحدر المتوسطي للاوراس في انتظار ما تصير اليه الاحداث .
وهنا اصبحت المناطق الصحراوية تحت السلطة المستقلة لـ "الدواودة" ولـ" بن جلاب" سلاطين توقرت و واد ريغ .
حملات صالح باي في المقاطعة و انتصاراته.
وهو ينتظر التدخل في الاراضي البعيدة . راح صالح باي في مواصلة السعي في هذه المناطق رغبة منه في ضبط الامور و الولاء له . و التاريخ قد حفظ لنا في هذا المنظور العديد من الذكريات و قساوتها .اذ يروى ان واحدا من (اولاد زياد) من عشيرة (البرانية ) ضبط وهويخترق معسكر الباي بـ(الهنشير) قبيلة الزمول للسرقة وكيف كانت عقوبته له .
ثم انه قام بمعاقبة( اولاد عمر) ثم استولىعلى قريتهم ( النميلة) ، وقام بقطع رؤوس مائة رجل من الاصحاء لهذه العشيرة . وارسل رؤوسهم الى قسنطينة و عرضها من على اسوارها ، ومنها سار لغزو( السقنية) الذين كانوا يرفضون دفع الضرائب وقام بسحق كل من استطاع اليه سبيلا .
وقد يكون بلا شك انه في هذه الفترة حوّل موقع (الزمول) نهائيا من هذه القبيلة لسهل عين مليلة.
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 02/02/2016
Posté par : Aboulouei1
Ecrit par : Abdelaziz Laala
Source : Traduit