.mondialisation : Espace, Culture Et Communication

يعتبر الإنسان، بدون أي شك، أسير لجسمه البيولوجي والفضاء الفيزيائي الذي يعيش فيه، فهناك دراسات جدية تناولت طريقة استعمال الإنسان للفضاء الذي يعيش فيه، فمثلا الإنسان يدرك العالم الذي يحيط به كشيء مبرمج في اللغة التي يتكلمها تماما مثل الحاسوب. إن الأشخاص ينتمون إلى ثقافات مختلفة ويتكلمون ليس فقط لغات مختلفة لكن يعيشون في عالم حسي خاص بهم، هذا يبين أن الأنظمة الثقافية لها جذور في كل ماهو بيولوجي وفسيولوجي. فالإنسان يتميز عن باقي الحيوانات، وذلك لأنه قادر على الإبداع والاختراع. و لهذا فالحاسوب هو امتداد لجزء من دماغ الإنسان والهاتف هو امتداد للصوت والعجلة هي امتداد للأقدام والأرجل. من جهة أخرى، فإن اللغة و الكتابة توسع تجربة الإنسان في الفضاء وفي الزمن، وذلك عن طريق الراديو والتلفزيون والسينما. فلتحليل الثقافات لابد أن نأخذ بعين الاعتبار أنظمة من السلوك في محيط وعصر معينين. فالإنسان إذن، هو مبدع ومخترع لبعد جديد وهو "البعد الثقافي"، فهو الآن بإمكانه بناء العالم الذي يعيش فيه وهذا ما يسميه البيولوجيون ب " Biotop ". لكن هذا يجعل التجديد الحضري وإدماج الأقليات أكثر صعوبة في المجتمعات الغربية و هذا راجع إلى أن علاقة الشعوب مع بعدها الثقافي يؤثر على سيرورات التطور التقني في البلدان الأصلية.