Algérie

La Société Du Savoir: Quel Enjeu '



أيّ رهان بالنسبة إلى البلدان الصاعدة والبلدان النامية أعظم أثرا من اللّحاق بمصافّ الدول المتقدّمة؟ ألا يحمل مجتمع المعرفة في طيّاته معاني التموقع في العصر والنموّ والتقدّم؟ و ألا يكون مجتمع المعرفة بالنسبة إلى البلدان المتقدّمة أداة من أدوات تجاوز ما أفرزه "النمط ما بعد الصناعيّ" من سلبيّات أربكت المجتمعات المتقدّمة بما جعلها تتطلّع إلى نمط عيش أكثر توازنا وعدلا وإنسانيّة. وتتناول الدراسة ثلاثة محاور هي: 1. البلدان المتقدّمة: من الثورة الصناعيّة إلى الثورة المعلوماتيّة. 2. مجتمع المعرفة: إيديولوجيا جديدة. 3. فجوة ذات أوجه مختلفة بين البلدان المتقدّمة والبلدان النامية. ويحلّل الباحث هذه المحاور منطلقا من ظاهرة التحوّل التي عرفتها الدول المتقدّمة، وهي الظاهرة التي عرفت فيها الإنسانيّة الانتقال من نمط عيش إلى نمط آخر كما هو الشأن حين يتمّ في كلّ مرّة اكتشاف عظيم. من ذلك اكتشاف الأبجديّة الّذي شكّل نقطة تحوّل في تاريخ الإنسانيّة. وآية ذلك أنّ هذا الاكتشاف مكّن الإنسان من أن يشرع في عمليّة تجميع المعرفة، و"رأسماليّتها" إذا جاز التعبير. ولمّا كانت المعرفة خبرة فإنّ الخبرة المجمّعة أفضت إلى اكتشاف الآلة. والآلة هي الّتي أتاحت الانتقال من المجتمع الزراعيّ إلى المجتمع الصناعيّ إلى أن جاءت الثورة الاتّصاليّة في أواخر القرن العشرين فأتاحت بدورها الانتقال إلى مجتمع جديد، هو مجتمع المعلومات فمجتمع المعرفة. وإنّ قراءة في هذه العهود الثلاثة، العهد الزراعيّ والعهد الصناعيّ والعهد المعلوماتيّ، تجعلنا نتبيّن أنّ أداة الانتقال من عهد إلى آخر لم تكن شيئا آخر غير المعلومة والآلة، كائن لامادّي وكائن مادّي، ثنائيّة يقوم عليها الوجود. ثنائيّة في ما يعرف في الرياضيّات ب"مَخْرَج ذي حَدّين" (binôme)، تماما مثل هذه الّتي يقوم عليها النظام الرقميّ وتستند إليها المعلوماتيّة والّتي بفضلها تُختزل كلّ المعارف ويُنقل النصّ والصوت والصورة. ويبيّن المؤلّف أدوات القياس التي اعتمدتها المنظّمات المتخصّصة في قياس مدى نفاذ بلدان العالم لمجتمع المعرفة ( IDI).وقد أفاد آخر تقرير في الغرض أن بلدان العالم تتوزّع في 6 جهات. وتأتي أوروبا في الصدارة (7,14)، والبلدان العربيّة (4,55) وإفريقيا (2,31 )في آخر السُلّم. ويخلص الباحث إلى تبيات الفجوة المعرفيّة القائمة بين البلدان المتقدّمة والبلدان النامية مُحلّلا لمظاهرها، مبيّنا أسبابها.

Télécharger le fichier


Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)