L’industrie Du Livre Et L’offre De Lecture En Algérie

- إن الوضعية الاجتماعية والاقتصادية وكذا السياسية التي يمر بها المجتمع الجزائري كان لها تأثيرا كبيرا على النشاط الفكري وكذلك ظروف إنتاج وتوزيع الكتاب. المفارقات التي تم تحديدها والإبانة عنها في هذه الظروف يمكن أن تفصح عن ديناميكية. كما يمكن تأويلها كمعطى أساسي لمنطق واستراتيجيات تشيد حول قطاع الكتاب والمطالعة الذي يعيش تحولات عميقة وكذا الظروف التاريخية والانعكاسات الناتجة عن مرحلة الاستقلال، وخاصة منها الأزمات والانفتاحات الراهنة للمجتمع على العالم الخارجي التي لم تسمح كلها بتحديد التوجهات والتطورات المستقبلية. تقوم صناعة الكتاب على توازن حساس ما بين المتطلبات الاقتصادية وما بين الضرورات الثقافية. فالكتاب هو ملك اقتصادي ذو خصوصية، ولذا فمن المعقول أن نتحقق هل تدخل السلطات العمومية والاعتبارات المؤسسية سيسمح باندماج منسجم ما بين المنطق التجاري والمنطق الثقافي؟ إن الكتاب الذي نزعت عنه صفة القدسية والذي دخل دائرة "الدمقرطة" أصبح موضوع استهلاك طبيعي، و يجب عليه مواجهة ممارسات قرائية وأشكال من المتاجرة جديدة. حيث أصبح بيع الكتاب تجارة كمثيلاتها في السوق و قبول تعايشه مع شتى المنتجات بحجة محدودية مردوديته. فهل هذا ناتج عن النظرة إليه على أنه منتج عادي بسبب تجريده من القدسية و مشاعيته؟ وفي نفس الوقت منتج ذو مردودية محدودة مما جعل منه منتجا متداولا ضمن شبكات متعددة ومختلفة تجارية وثقافية؟ وبالتالي تولد عن هذه الوضعية منطقيا تصور مبهم لدور الناشر الكتبي، المكتبي، والوثائقي و كذلك عند شريحة كبيرة من المجتمع.