لم يكد الاستعمار الفرنسي يقضي على مقاومة الأمير عبد القادر حتى تأجج لهيب مقاومة
الشيخ بوعمامة الذي استطاع أن يزعزع أقدام قوات الاحتلال ويذيقها مرارة الانهزام في العديد
من مناطق البلاد ؛ إذ تمكن بمساعدة السكان المحليين من (( الاستيلاء المؤت على مدينـــة فرندة عام 1881 م )) (1) التي استرجعتها قوات الاحتلال عام 1880 م ، وهي السنة التي ارتقت
فيها مدينة فرندة إلى مصف بلديات القطر .
إن سيطرة الشيخ بوعمامة على مدنية فرندة يؤكد مساهمة أهلها الفعالة في مواجهة الاستعمار ويفند ما ذهبت إليه بعض الأصوات التي ألصقت تهمة خيانة هؤلاء لبوعمامة (2
وأنهم سببا في فشله . وفرضا أن الخيانة حدثت فعلا كما يقول هؤلاء فهي لم تكن إلا من صنع القلة القليلة من أذناب الاستعمار ، لكن أن يعمم هذا الوصف على كافة أبناء المنطقة ليبقـى وصمة عار تلاحق الأجيال عبر العصور ؛ فهذا أمر مردود . ويكفي هؤلاء الرجوع إلى التاريخ
ليقفوا على مكارم الفرنديين من عزة نفس وإباء وتضحية في سبيل الوطن عبر كافة مراحل
التاريخ ؛ أبلوا البلاء الحسن في صفوف جيش الأمير ، وكانوا السباقين في مواجهة القياد
والقومية . ولعل خير ما يمكن أن يعود إليه هؤلاء لإعادة النظر في ما ذهبوا إليه هو ما أظهره الفرنديون من بطولة وشجاعة إبان الثورة المسلحة وما قدموه كغيرهم من أبناء الشعب الجزائري من تضحيات جسام (3
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 11/01/2013
Posté par : benali212
Ecrit par : بن علي