يرى شوبنهور في عزلة الفيلسوف موقفا فلسفيا يعكس نزاهته وصدقه، خاصة إذا كانت تلك العزلة هي النتيجة الحتمية لمواقفه الرافضة للمجتمع الزائف ولكل ماهو سائد من آراء وأفكار خاطئة تحجب الحقيقة، فضلا عن أنها قد تكون الفضاء الذي يحرر فيه طاقته النقدية والثورية.
وبناء على مفهومه للعزلة، يميز شوبنهور بين صنفين من الفلاسفة :
ـــــ صنف يفكر لنفسه ويمثل الأغلبية.
ـــــ وصنف يفكر لغيره من الناس ويمثل القلة.
فالذي يفكر لنفسه لايعتزل المجتمع ولكنه يعتزل قضاياه. فهو يشتغل على الحقيقة المزيفة أو لنقل تزييف الحقيقة. أما من يفكر لغيره، فإنه يعتزل المجتمع لكنه لا يعتزل قضاياه، لأنه يشتغل على الحقيقة وحدها، وهو بذلك يخدم الحقيقة والمجتمع في نفس الوقت. وبهذا يقرن شوبنهور مفهوم العزلة الفلسفية بخدمة قضايا الإنسانية وحدها.
Vu : 18 fois Posté Le : 25/02/2024 Posté par : einstein Ecrit par : - عبد الرحمن كيبش Source : التربية والابستمولوجيا Volume 3, Numéro 5, Pages 43-54 2013-12-30
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur. Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué, mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 25/02/2024
Posté par : einstein
Ecrit par : - عبد الرحمن كيبش
Source : التربية والابستمولوجيا Volume 3, Numéro 5, Pages 43-54 2013-12-30