بئر الشهداء ببلدية بوخضرة ولاية تبسة
يعتبر البئر بمثابة الجب الذي تضع او تخفي فيه القوات الفرنسية في بلدية بوخضرة جرائمها ضد شعب اعزل بسيط ذنبه الوحيد انه اكتشف ان له علاقة مباشرة او غير مباشرة بثورة التحرير فيأخذ اولا الى مكاتب التحقيق و الاستنطاق ثم يجر دون اي محاكمة لا عادلة و لا غير عادلة الى هذا البئر وسط الاحراش ، يوضع امام البئر ثم يصب عليه وابل من الرصاص فيردى مباشرة داخل هذا البئر ، الذى ظل غير معروف الى غاية أفريل سنة 1957 اين اكتشف من طرف بعض الموطنين وهذا بعد نجاة احدهم من الاعدام حيث رمى بنفسه قبل اطلاق النار من طرف قوات المستعمر ، ومن ثم خرج من جهة اخرى للمغارة المدخل الرئيسي و هو غير معروف لقوات المستعمر حينها و من ثم شاع خبر البئر للمواطنين الذين كانوا يجهلون مصير ابناءهم واباءهم قبل ذلك اليوم .
وبعدها دخل كل من عمي نصر بومعقودة - على قيد الحياة - و صديق له يقال له هبول توفي - بالإضافة الى المجاهد المعروف قنز رابح ربي يرحمه و سردوا للناس فضيعة ما وجدوا داخل المغارة من جثث حديثة الوفاة و اخرى متعفنة جزئيا ...
وراج كذلك لدى القوات الفرنسية المتمركز في بوخضرة الى وجود هجرات جماعية للعائلات نحو تونس سرا ... فعمدت الى اقامة احتشاد ضخم و اجباري للمواطنين جميعهم في مكان واحد خارج الاقليم العمراني لبوخضرة و مرسط يقال له جنب البقرة ... و أمروا كبار السن منهم بالتحدث عن سبب الهروب والهجرة الجماعية ... فتكلم احدهم يقال له احمد لعور و ادلى بكلمة توجيهية للمواطنين ثم احيلت الكلمة الى المدعو عمار بومعقودة المدعو تته اين تكلم بصراحة و مع نبرة من الخوف و الرعب اسرد فيها و كشف عن جرائم البئر ... وبعدها مباشرة امرت القوات الفرنسية بردم البئر من جهتيه الاثنتين بوسطة جرافة المنجم ... و بقيت رفاة حوالي 32 شهيد تحت ردم الجرافة مجهولة المكان مدة تفوق الان 56 سنة الى ان ارادة الله ارادة كشف المستور من جديد بوسطة الامطار اين انكشفت فوهة البئر من جديد كما لو انه ردم بالأمس فقط .... وانت تقف عنده تحس بآهات تنبعث من بطن البئر تنادي ان الشهداء يعودون هذه السنة ... آهات نلتمس فيها مناجاة الانقاذ و فتح صفحة من كتاب التاريخ المظلم و الظلوم لإرادة شعب اراد ان يعيش حرا .... شعب متشبع بروح الحرية و التحرر من ربقة الاستعمار الفرنسي البغيض ... اجدادنا و اباءنا تحت انقاض هذا البئر الغير جحود ... نريد اخراجهم و دفنهم من جديد ، و الاعتزاز يتضحياته الجسام و نجعل لهم روضة في وسط المحيط العمراني حتى تحكي للأجيال حكايات التضحيات من اجل هذا الوطن الحبيب ...
الرجاء من كل المسؤولين ابتداءا من رئيس الجمهورية الى غاية ادنى مسؤول ان تسمحوا لنا و تساعدونا على حملة من اجل اعادة دفنهم من جديد و اعادة الاعتبار لرفاتهم الطاهرة الزكية .مكاحلية عبد الرحمان
-
Votre commentaire
Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Posté Le : 16/09/2015
Posté par : abdobat
Photographié par : MEKAHLIA ABDERRAHMANE
Source : local