اهتم محدثو تلمسان بكتب السنة وأولوها عناية خاصة فقد رحل عدد كبير منهم إلى المشرق ,ولقوا العلماء والمحدثين فأفادوا واستفادوا، وأخذوا أمهات كتب الحديث وعلومه، وراحوا ينشرونها في بلادهم، وعكفوا على دراستها دراسة معمقة شرحا لمعانيها، وبيانا لأحكامها، وتوضيحا لغريبها، وتعريفا برجالها.
ولم تكن عناية علماء تلمسان بالصحيحين أقل من عنايتهم بالموطأ للإمام مالك بن أنس، فقد انبرت نخبة منهم ومنذ القرن الرابع للهجرة لخدمة الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256 ه. واستمرت هذه الجهود إلى عصرنا الحاضر.
ويشار إلى أن صحيح البخاري وصل إلى تلمسان من طريق أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي، ثم تلقاه منه جلة العلماء, وانتشر بين طلبة العلم.
وفي أواسط القرن الرابع بدأت جهود محدثي تلمسان في الظهور في سلسلة متواصلة إلى أيام الناس هذه.
قال ابن حجر في معجمه : "كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما تأليف أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي، عن أحمد بن أبي طالب، عن جعفر بن علي، عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، عن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، عن يوسف بن عبد الله النمري - ابن عبد البر- عنه إجازة، ومات سنة اثنتين وأربعمائة."
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Dr. ABDULSAME ALANIS MOHAMED / د. عبد السميع محمد الأنيس أستاذ مشارك كلية الشريعة- جامعة الشارقة-
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال ' تظاهرة تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية '