الأستاذة والشاعرة حورية منصوري لـ أخبار اليوم :
ديواني جواهر الحور عن الجزائر وفلسطين والعالم العربي
ـ كثيرة هي قصائدي عن لغة الضاد وما أدراك شغفي بها
ـ معلمون ممتازون وعشاق للغة العربية غرسوا حلاوتها في روحي
ـ أدمنت التحدث باللسان العربي وفي أشعاري أمزجه وأعتقه بشهيقي
ـ الضاد إكسير حياتي ولساني وهويتي التي يجب أن أعطيها سلاف محبتي وخالصها
ـ الأدب شعلة متوهجة تزيح الغموض وتنير العقول وأسهلها وصولا الشعر
ـ لو تفحّصنا الحقب التي سبقت نرى تاريخها وثقافتها في شعرها
ـ الشعر يسير الوصول بموسيقاه وتتناغم معه الأرواح بسرعة
ـ الساحة الأدبية عربيا وخاصة بالجزائر تبدو في سبات عميق..
ـ التكريم ليس كتابة ورص أسماء المبدعين في لافتة ووضعها على الرفوف
ـ أبحر إلى ما ينغص بلدي والأوطان العربية وما يتعرض له الإسلام من هجومات
ـ نتألم لما يحدث في فلسطين من مجازر وما يحدث لإخواننا السوريين والسودانيين
ـ مقاطعة سلع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني خطوة إيجابية
ـ من لا يتجاوب مع مقاطعة سلع داعمي الصهاينة لا نخوة له ولا مروءة
ـ تعلقي بديني جعلني أحلم بأولاد صالحين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله
ـ مشروع الرواية يحتاج تفرغا ومتسعا من الوقت
ـ الكتابة مسؤولية على عاتق الأديب لأن ما يكتب يجب ألا يتعارض مع المبادئ والأعراف
وار: جمال بوزيان
ضيفتُنا وُلِدتْ بيْن أحضان أُسرة مجاهدة متشبعة بروح حب الجزائر.. ولها تاريخ مشرف حيث ذاق كل من جدها وجدتها وخالها وأمها معاناة شديدة جراء التعذيب الممنهج هي من أسرة كانت تعيل الثوار المجاهدين الأشاوس وتدعمهم حيث قبض على جدها من طرف جيش المحتل المستدمر وعذب خالها الذي تستر على مكان جدها الذي كان يختبئ فيه مدة طويلة ولم يكشفه.
وقدْ زاوجتْ بيْن استنشاق هواء وهران مولدا وهواء تيارت إقامة.. تعد من بنات سنوات الاستقلال الأولى ترعرعت في جو الجهاد الجزائري الخالص الذي لم ينته كانت تسقي سمعا لأحداث الوطن المفدى وهو يسير نحو البناء الشامل.
كانت من الأوائل في امتحان المعهد الوطني وأُهِّلتْ للتدريس لكنها آثرتْ أُسرتها عن الـمهنة لظروف خاصة.. اطَّلعتْ على كثير من الأدب الشعبي الذي كان يُتداوَل بين الأهل بقصص متنوعة ساعدها على إثراء مخيلتها الإبداعية.. بدأتِ الكتابة النثرية في سِنّ مبكرة وقد أَحبَّتْ كل الفنون ولم تجد سندا يأخذ بيدها لتحقيق هواياتها كالعزف والرسم وكتابة مسرحيات كوميدية قصيرة لتحول كل ذلك وتجسده في الشعر العربي العمودي الذي وَجدتْ فيه موسيقى وريشة في آن .. تَرَى نفسها شاعرة البحر الطويل الذي يخافه كثير من الشعراء وجُلُّ قصائدها على وزنه.
وشاركتْ بقصائد في دواوين ورقية وطنيا وعربيا منها: شعراء الحكمة في العراق وبقصيدة مع فلسطين ظالمة أو مظلومة في الكِتاب الجامع الأول حول فلسطين لعام 2021 م الذي صدر عن جواهر للنشر والترجمة بالجزائر وبقصيدة أحلام في قلب اللهب في الكتاب الجامع جمال بن إسماعين... شهيد التضامن الصادر عن الدار نفسها عام 2022 م.. وفي جداريات مع الشاعر والأستاذ فريد مرازقة.
كما نُشِرتْ لها مقالات وأشعار في صحف جزائرية كثيرة منها: الـجُمهورية أخبار اليوم الـمغرب الأوسط.. وفَتَحتْ لها الإنترنت بوابة عالَم الإبداع وإخراج مكنونات ما كان بالأدراج.. حيث اشتُهِرتْ عبْر الـموقع الإلكتروني فيس بوك وغيره باسم طوقان الأثير - أم حسام .. ذات باع طويل في الشعر العمودي وكَتبَ النقاد وكبار الشعراء آراء عن قصائدها.
نستضيف الأستاذة والشاعرة حورية منصوري في هذا الحوار الذي ننشره في أجزاء.
ـ الجزء الثالث والأخير ـ
* حدّثينا عن مخاض قصائدك عن اللسان العربي لا سيما ارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم.
ـ كثيرة هي قصائدي عن لغة الضاد وما أدراك شغفي بها.. منذ الطفولة وفي سنوات التعليم الابتدائي شرفت بمعلمين ممتازين عشاقا للغة غرسوا حلاوتها في روحي وأدمنت التحدث بها فكيف حين أنظم قصيدة في كبري عن لغتنا لا أمزجها وأعتقها بشهيقي وهي إكسير حياتي ولساني وهويتي التي يجب أن أعطيها سلاف محبتي وخالصها.
قد يكون الشعراء مصابيح مثل العلماء والفلاسفة والأدباء فينيرون دروبا يسودها الظلام الدامس أو من تقطعت بهم السبل لأي سبب... ما رأيك؟.
حقيقة إن الأدب شعلة متوهجة تزيح الغموض وتنير العقول وأسهلها وصولا الشعر لو تفحصنا الحقب التي سبقت نرى تاريخها وثقافتها في شعرها الذي منه وصلتنا صور عنها لأن الشعر سهل الوصول للمتلقي بسبب موسيقاه ولأن الأرواح تتناغم معه بسرعة... وفي نظري الشعر كالتاريخ الذي يدون حالات المجتمعات وقضايا الأمم وتصوراتهم.
كيف ترين ما قاله الشاعر نزار قباني ذات يوم: ... إني أجهد نفسي لأفهمك يا أدونيس فهل تفهم نفسك!؟ ؟.
إذا كنت أجهل ذاتي وتوجهاتها وخطوط ملامحها فكيف أوصل فكرتي للآخرين؟ فالغامض يبقى غامضا ولا أجمل من الوضوح.
منذ ظهور الشعر الحر بمختلف أسمائه انقسم النقاد والشعراء بشأن تصنيفه هل ترين الشعر شعرا والنثر نثرا أم ترين تصنيف الشعر إلى عمودي وحر؟.
الشعر العمودي يبقى شعرا عموديا ويظل شعر التفعيلة أو كما يسمى المرسل متحررا من قيود التفعيلة للعمودي وله شعراؤه... أما المتحرر من التفعيلة فهو نثر ويبقى إطاره نثرا.
الآراء والاقتراحات والمبادرات في المجال الثقافي كثيرة جدا وتتفاوت دون شك.. لأجل الأفضل ماذا تلتمسين من الوزارة؟.
الساحة الأدبية عربيا وخاصة بالجزائر تبدو في سبات عميق إذا قارناها بالعقود الماضية الأسماء كثيرة
لكن غير معروفة لدى وزارتنا وأكاد أجزم أن هناك أسماء تتكرر في كل مناسبة حضوريا ليت الوزارة تلتفت إلى أصحاب الهمم والأقلام لتكون هناك دعوات إعلامية لإحياء الملتقيات الأدبية وتشجيعها.
يشكو كثير من أهل الإبداع من مؤسسات عمومية وخاصة في الجزائر وخارجها أثناء تكريم ما لا يكرم .. ما معايير التكريم في نظرك؟.
التكريم ليس كتابة ورص أسماء المبدعين في لافتة ووضعها على الرفوف ولكنَّهُ عمل يعزز القيم السامية ويشحذ العزائم العتية ويحرك الجهود الإبداعية والأفكار الخلاقة والسواعد الفتيَّة والعقولُ الحكيمة فإن ذهبَ لمستحقه كان أثرهُ إيجابيا على الوطن وإن ذهب لغير مستحقيه أوصلَ رسالةَ إجحاف وشعور بالانتقاص وهنا لا بد للجهات الوصية أن تأخذ بالاعتبار والالتفات لصناع الأدب أو الرياضة وما شابههما من أهل الإبداع والاكتشاف والإعلام بإعطائهم فرصة الظهور وفرصة الخلق أكثر فكم من طاقات هزمت باللامبالاة واضمحلت وتماهت فلا استفاد هو ولا استفاد المجتمع من جهوده المبعثرة المختنقة. وتبقى اللامبالاة هي تدمير للطاقات.
ماذا يشغل شاعرتنا من هموم المجتمع حاليا؟.
سؤال يتركني أبحر في الماضي والحاضر بل ترحل به روحي إلى كل ما ينغص عيشة المواطن وهموم الوطن الأم والأوطان العربية وما يعيشه الإسلام من هجومات... فهذا واجبي نحو أمتي ووطني فإن لم أحرك ساكنا فعلا وعملا على الأقل يكون لي شعور العروبة وغيرة على ما يحدث لأوطاننا العربية وأهمها ما يحدث في فلسطين من مجازر على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وما يحدث لإخواننا السوريين وتبضعهم كشعب هنا وهناك وأيضا إخواننا السودانيين ولم شمل اليمنيين والليبيين وغيرهم وكلها جراح يحس بها كل عربي أبي ديواني جواهر الحور عن الجزائر وفلسطين والعالم العربي... حيث أقول:
طبولُ الخوفِ في قلبي تُدَقُّ
على الأوطانِ... فالأوطانُ عِشْقٌ
أغار ُعلى عُرُوبتِنا ومجد
تليد في المدَى ذاك الأحَقُّ
أغار على اتِحاد قد تلاشى
وذو عُرب لهَم في العُمقِ عرقُ.
ما المشاهد التي تؤلمك كثيرا في الحرب الشرسة على الشعب الفلسطيني الأعزل؟.
قضية فلسطين بكل أحداثها مؤلمة فالظلم أبشع ما ينغص العيش ويكدره.. والمجازر الأخيرة والإبادة الجماعية لأهلنا هناك مؤلمة مؤلمة لأي حرّ أبيّ والعجز الذي نراه في المجتمع الإسلامي مقرف ومقزز يحسسنا بالضعف والهوان وأي هوان والأطفال يحرقون.
عنِ اليَأْسِ والأشْجَانِ كَمْ كُنْتُ أسْمَعُ
ويَا فَرْطَ غُبْن صارَ يَسْرِي ويَرْتعُ
يُهَدِّدُنا غَيْظٌ فالمَدَى عادَ سَحْمَةً
ولا صَحْوَةٌ بيْنَ الدُّجَى تَتَرَبَّعُ
تسارعَتِ الأزْمَانُ دُونَ تَلَفُّت
وفِيْنَا لقَدْ مَاتَ الرَّجَا سَيُشَيَّعُ
ورثْتُ أنِينَ الأَرْضِ حَمَلتُ عَوِيلَها
علَى كَتِفِي عِبءٌ فكيفَ سَيُرْفَعُ
علَى كَاهِلي تَرْعَى طُيُوفُ مدائن
وصرخةُ أَوْطَان لها أَتَوَجَّعُ
هُنَاكَ المنَايا لا تُرَاعِي طفُولَةً
ولا آهةَ الأمِّ الَّتِي تتَفرَّعُ
تجذَّرَتِ الآهاتُ أضْحتْ مَدَافِعا
وفِي القَلْبِ طُوفانٌ من الثَّأرِ يَرْضَعُ
أرَى صُورًا في شَاشة عن مَجازر
وأشهدُ أنِّي مثلهمْ أتبضَّعُ.
دون شك ومنذ سنوات طويلة في أسرتكم أنتم مقاطعون للسلع التي تنتجها شركات داعمة للكيان الصهيوني.. ماذا عن حملات المقاطعة هذه الأيام؟.
أكيد مقاطعة السلع التي لها علامة تجارية للشركات الداعمة للكيان الصهيوني خطوة إيجابية تنم عن الرفض للظالم وما يبدر عنه... في أسرتي ما اقتنينا يوما ما هو مشكوك فيه ومن لا يتجاوب مع مقاطعة سلعهم لا نخوة له ولا مروءة.. تعلقي بديني جعلني دائما أحلم بأن يكون لي أولاد صالحون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله.
أيّ قصيدة تُهدين للمستضعفين في الأرض؟.
أتوجه بحزني وقافيتي إلى شعبنا الفلسطيني الباكي والمقهور بقصيدتي المعنونة: على حافة الأحزان ِ .
على حَافَةِ الأحْزانِ فَاضَتْ مَواجِعِي
وحتَّى القوَافِيْ ثُوِّبَتْ بمَدامِعِي
فكَيْفَ سَتحْلُو فرْحَةٌ أوْ مباهِجٌ
وغزَّةَ تَحْتَ القَصْفِ بيْنَ المَدَافِعِ؟
قدِ استشهدَ الآلافُ والموتُ عاصِفٌ
وكَمْ سَفَّ أطْفالاً فهلْ من مُدَافِع؟
متَى قد يزولُ الصَّمْتُ كيْ نَسْمَعَ الصَّدَى
لصَوت أبِيّ .. قَالَ لا للمُخَادِعِ؟
فلسطينُ بالأحزانِ زَادَ أنِينُها
وفي العَرَبِ الحُكَّامُ.. شِبْهَ تَوَابِعِ
نتابع الأحْداثَ والرُّوحُ شُعلَةٌ
على الصَّهْدِ تحْيَا لمْ تَقُمْ للودَائِعِ
فنحنُ من الخُذلانِ شَابَ زمانُنا
فلا ثَبتَ الماضِي.. إزاءَ المُضارِعِ
أبادَ العِدَا شعْبَا.. وهدَّ مَدائِنَا
وللقُدسِ رُوحُ الأتقِيا كالصَّوامِعِ.
هلْ جرَّبتِ كتابة الرّواية أو لديك مشروع رواية؟.
مشروع الرواية يحتاج تفرغا ومتسعا من الوقت... وأنا لدي التزامات البيت تستنفد كل جهدي وقواي وتفكيري لكنني رغم ذلك بدأت الكتابة وأتمنى التوفيق من الله لأرتب أفكاري وأنسقها... فالكتابة في أي مجال من مجالات الأدب مسؤولية تقع على عاتق الأديب لأن ما يكتب يجب ألا يتعارض مع مبادئنا وأعرافنا وعاداتنا.
ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وماذا تقرئين حاليا؟ ولاحقا؟.
حاليا أقرأ ديوان أحمد مخيمر عنوانه أشواق بوذا وقد قرأته عدة مرات... قبله كتاب الرحيق المختوم لصفي الرحمان المباركفوري... مستقبلا يبقى حسب ما تلتقطه رغبتي على الأغلب يكون شعرا وأيضا بصدق حسب الزمن الذي أتحينه من خلال مسؤوليتي تجاه أسرتي.
كرما اختمي الحوار.
ختاما لهذا الحوار الشيّق الذي جمعني وأستاذنا الفاضل الصحفي جمال بوزيان شكرا جزيلا على كرم الضيافة أتقدم لك بباقات الاحترام والتقدير على منحي هذه الفرصة للتحدث عن مسيرتي الأدبية وعن ديواني الموسوم جواهر الحور والذي على يدك خرج إلى النور وبفضل الله تعالى شكرا جزيلا بحجم الكون أستاذ مع تمنياتي لكم بالنجاح وسداد الخطى ودمت صحفيا دوما يده ممدودة للمبدعين ولقضايا شعبه وعروبته وأدعو من الله لك التوفيق.
كما أدعو بالفرج والنصر لأهالينا بغزة وكل فلسطين وأن تفيق شعوبنا العربية من سباتها ويحفظ الله وطننا الغالي وينعمه بالأمان والسلام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/07/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php