تأسّست وهران سنة 902، على يد البحّارين الأندلسيين: محمد بن أبو عون، ومحمد بن عبدون ومجموعة من البحّارة بدعم من أمراء قرطبة. وقد جعلوا من المدينة مركزا تجاريا، وذلك بعد أن طوّروا خليجها في منطقة “مرسى الكبير”. يعتبر الأندلسيون أهمّ من مرّ على المدينة وقد استقبلتهم لاجئين بعد طردهم مسلمين ويهودا من “إسبانيا”، لكنّها مرّت بمراحل عديدة وكانت تحت سيطرة الفينيقيين والرومان والبيزنطيين والوندال. احتلّها الاسبان والبرتغاليون والفرنسيون ودحرتهم. كما مرّت أثناء الحكم الإسلامي من العباسيين إلى الفاطميين فالمرابطين فالعثمانيين. وهذا ما جعلها مدينة مميزة بموقعها الذي أهّلها لتحتضن حضارات متنوّعة وتكون ثريّة ثقافيّا.
تضمّ وهران أكبر تجمّع للحصون العسكرية في أفريقيا مثل قلعة سان فيليب، وسانت أندريه وروزلكزار. كما تضمّ معالم دينيّة متعدّدة ترتبط بالديانات الإسلامية والمسيحية واليهوديّة. بُني “مسجد الباشا” سنة 1797 وقبله بأربع سنوات “مسجد الباي”. تعتبر كاتدرائية وهران، ذات الطابع الروماني البيزنطي التي دُشّنت سنة 1918 بالإضافة لكنيسة “سانتا كروز” التي تعود لسنة 1850 تحت حصن “سانتا كروز” أهمّ المعالم المسيحية. كنيس وهران العظيم الذي يعود لسنة 1917 تمّ تحويله سنة 1975 لمسجد بعد مغادرة اليهود للمدينة طوعا. كما أنّ الكاتدرائية اليوم مكتبة بلديّة وجزء منها يُستغلّ كميدياتيك.
أقام بها العديد من الكتاب وتباهوا بمفاتنها، ومن هؤلاء:
ابن خلدون: «وهران متفوقة على جميع المدن الأخرى بتجارتها وهي جنة التعساء. من يأتي فقيراً إلى أسوارها يذهب غنياً».
الإدريسي: «وهران على حافة البحر، تواجه الميرية على الساحل الأندلسي ويفصلهما يومين من الإبحار. مرسى الكبير هو ميناء ليس له مثيل في كامل الساحل البربري، تقصده سفن الأندلس غالباً. وهران وافرة الثمار. سكانها هم رجال أفعال، أقوياء وفخورين».
ابن خميس: «المدينتين الساحليتين التين أعجبتاني في المغرب العربي هما وهران خازر وجزائر بولوغين».
ليون الإفريقي: «وهران مدينة كبيرة تتوفر على مرافق وجميع أنواع الأشياء الائقة بمدينة طيبة كالمدارس، الحمامات، المستشفيات والفنادق، يحيط بالمدينة سور جميل عال».
تاريخ الإضافة : 20/06/2017
مضاف من طرف : nemours13
المصدر : Oran à une certaine époque