الفترة العثمانية:
بعد عودة فاس للسعديين ظهر محمد الشيخ كخصم عنيد للعثمانيين، وهذا التنافس السعدي العثماني على شمال إفريقيا كان في صالح الإسبان والبرتغال، فتآمر الإسبان والبرتغال والسعديين على العثمانيين، وكان في تلك الأثناء الكونت الكوديت حاكما على وهران لما بعث الشريف السعدي برسالته مستنجدا به ضد العثمانيين، ولما علم الصالح رايس بتلك المآمرة التي كانت تحاك ضد الدولة العثمانية، بعث إلى السلطان سليمان يخبره، فكان جوابه بوجوب مهاجمة وهران[i]، فبعث مع ابن والي الجزائر أربعين سفينة كانت عند ذلك بالأرخبيل، وبلغ الخبر إلى الوالي (صالح رايس) الذي كان في طريق عودته من غزو بجاية فذهب لتوه إلى عنابة ليكون هنالك في الانتظار[ii]، وكان ينوي إتمام زحفه إلى مراكش لكنه توفي بالطاعون في شهر رجب 923ه(1556م) عن عمر يناهز سبعين سنة، وحل مكانه القائد يحي وأكمل خطة صالح رايس، وأبحر نحو وهران، وفي الطريق وصلت الأوامر السلطانية بتعيين قورصو لمنصب بيلرباي[iii]، فجمع السفن وانطلق قاصدا غزو وهران، فحاصرها من جهة البر والبحر واستعان بجنود من العرب و البربر إلى جانب الأتراك، وبوصول الخبر إلى عامل وهران قام بترتيب متطلبات الدفاع، وفي هذه الأثناء وصله أمر السلطان الأعظم بإعادة السفن، إذ احتاج إليها لمواجهة انديادوريا، مما أدى إلى رفع الحصار[iv].
حصار الباي شعبان لوهران :
يعتبر إبراهيم باشا أوّل من غزا وهران من ملوك عيون الترك بالجزائر، وسعى في هلاكها بجميع الحيل والمكائد وهو في ذلك كضارب حديد بارد، فلما أيقن أنها ممتنعة عليه انقلب راجعا إلى دار ملكه، ولما تمكنّ الأتراك من الجزائر آلت مازونة وضواحيها إلى سيدي الباي شعبان في حدود نيف وسبعين ومائة ألف، فصرف همته للجهاد ومكافحة أهل البغي والإلحاد ، وكرر الغزو إليها والتدويخ، زحف الباي شعبان إلى وهران في نحو أربعة ألاف شخص منهم نحو ثلاثة ألاف فارس، وزحف الكفرة اليه من وهران، مع جموع العرب من بني عامر وكيزة وغمرة ونحوهم في أزيد من ثمانية ألاف فيهم ألف خيل والباقي رجالة فكان مصاف القتال، ودارت معارك انتهت بفوز المسلمين، حيث قال أبي راس الناصر: ".....ودامت عليهم الهزيمة حتى انتهى المسلمون إلى باب وهران......و في تلك المعركة قتل الباي رحمه الله....."
فوزية سعاد بوجلابة - استاذة جامعية - تلمسان - الجزائر
15/05/2022 - 539714