* أصل سكان منطقة ورقــلة في عصر ما قبل التاريخ:
إبان الألفية التاسعة قبل الميلاد ، ظهر بالمنطقة الصحراوية ، جنس من البشر قريبون أنتربولوجيا من سكان شمال أفريقيا الحاليين ، ومن المحتمل أن هذا الإنسان الأول الذي أطلق عليه إسم " كـابسيCapsien ) " ) نسبه لكابسا Capsia الإسم القديم لقفصة الحالية في تونس .
ويعتقد أن الحضارة الكبسية La civilisation capsienne قادمة من بعيد ، و لا يمكننا تحديد أصولها بدقة و يعتقد أنهم من أصل شرقي ، شكلوا إحدى مكونات العرق الأمازيغي ، انتشروا في البداية في الناحية الشرقية و الوسطى ، ثم امتدوا نحو الصحراء .هذه المنطقة التي أثريت بروافد بشرية أخرى قادمة من الجنوب فقد تم اكتشاف هياكل عظمية في مدافن و قبور ، أثبت البحث العلمي المتقدم أنها لسكان زنوج نزحوا من الجنوب على أثر الجفاف الذي أجتاح الصحراء الكبرى منذ الألفية الثالثة .و ظلت هذه الموجات البشرية تفد حتى الألفية الثانية .
مصادر الأصل الأمازيغي لسكان ورقلة
لعل الغرامنتيون - الذين كانوا متواجدين في منطقة فزان الليبية و الطاسيلي آجر - هم أول من عمّر هذه الأصقاع منذ ما يزيد عن سبعة ألاف سنة. و لكن في أواخر العصر " النيوليتي " (Le Néolithique) أي العصر الحجري الحديث, و فد إلى هذه المنطقة - التي كان يقطنها في السابق الزنوج - أقوام بيض البشرة من أصل شمالي, هم البروتو – أمازيغ, تغلبوا على الرعاة الزنوج و تواصل احتلال البروتو-أمازيغ للصحراء في فجر التاريخ (L’antiquité) و لم ينقطع منذاك. و أصبحوا متواجدين بكثافة .
قبيلة بني ورجلان الزناتية
بنو واركلا – حسب أبن خلدون – إحدى بطون زناتة – من ولد فريني بن جانا
أما زناتة فهم على الأغلب من سكان الصحراء القدامى المعروفين بالليبين ( الليبون Lebu = ) وذهب عدد كبير من المؤرخين إلى أنهم قد أقبلوا من الجنوب من إفريقيا المدارية عبر الصحراء الكبرى و من حوض نهر النيل بصفة خاصة و هذا ما يفسّر لون بشرتهم الداكن .
و ابن خلدون تكلم بإسهاب عن (زناتة) و افرد لهم القسم الأول من المجلد السابع من تاريخه
° هذا الجيل في المغرب جيل قديم العهد معروف العين و الأثر............وموطنهم في سائر مواطن البربر بإفريقية ،و المغرب , فمنهم ببلاد النخيل مابين غدامس و السوس الأقصى ، حتى أنّ عامة تلك القرى الجريدية بالصحراء منهم كما ذكره ° وأما نسبهم بين البربر فلا خلاف بين نسّابتهم أنهم من ولد شانا و إليه نسبتهم.........".
و في هذا السياق، كتب الدكتور حسن مؤنس صاحب كتاب " تاريخ المغرب وحضارته :
" أما البتر الزناتية فهم البدو الذين أقبلوا من داخل القارة و استقروا في و طرابلس ، ثم انتشروا في أقاليم الجريد و القبلات و الصحارى المحيطة بالمغرب من الجنوب و قد اختلطوا إلى درجة كبيرة بمن كان في المغرب قبلهم من البربر، و لكن مجموعاتهم الكبرى ضلت في هذا الموضع......."
السايح عبد الله - أستاذ - ورقـــلة - الجزائر
11/08/2012 - 37712