طلبت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي من المجالس الأمنية المحلية للولايات الحدودية مع تونس "أخذ احتياطات ميدانية استعجالية بسبب الوضع الأمني المتدهور في مناطق تونسية قريبة من الحدود" وذلك في أعقاب إطلاق الجيش التونسي عمليات عسكرية ضخمة في مرتفعات منطقة "جبل السلوم" و«جبل الشعانبي" الواقعة بالقرب من ولايتي تبسة وسوق أهراس للاشتباه بوجود معسكرات لتدريب الإرهابيين.وأثار "اكتشاف معسكرات التدريب" مخاوف جدية لدى السلطات التونسية التي طلبت مساعدة لوجستيكية واستخباراتية من الجيش الجزائري لمحاصرة تلك المجموعات على الجهة المقابلة للحدود. ويرى خبراء أمنيون أن وجود مراكز تدريب بالجهة الحدودية يشكل خطرا حقيقيا يهدد الأمن التونسي، ومؤشرا على ضعف الدولة من جهة وعلى استقواء المجموعات الإرهابية التي باتت مسنودة بجهاديين عائدين من سوريا والعراق ومالي وليبيا من جهة أخرى. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي، في تصريح صحفي أمس "إنّ هناك عمليات واسعة تتم داخل جبل "السلوم" في ولاية القصرين ومرتفعات الشعانبي والقوات العسكرية تقوم بواجبها" وتابع "لن يتم الإعلان عن معطيات حول هذه العملية العسكرية نظرا لسريتها"، وأوضحت مصادر أمنية أخرى أن وحدات الحرس والجيش الوطنيين تقوم منذ مساء أول أمس الجمعة بعمليات تمشيط لسفوح جبل الشعانبي لتعقب مجموعات "إرهابية"، بعد أن تعرضت طائرة عسكرية الجمعة لإطلاق نار من قبل مجموعة "إرهابية" متمركزة بجبل السلوم الواقع جنوب شرق مدينة القصرين، وأن الطائرة ردت بقصف عنيف على مصادر النيران". وتشهد منطقة مرتفعات جبل السلوم وجبل الشعانبي الحدودية مع الجزائر مواجهات متقطعة بين القوات الأمنية ومجموعات مسلحة تتهمها السلطات التونسية بالوقوف وراء الهجمات التي استشهد على إثرها كثير من العناصر العسكرية والأمنية التونسية. وتفيد تسريبات أمنية وعسكرية بأن السلطات التونسية فككت خلال الأيام الماضية 27 خلية إرهابية تشرف على 15 معسكر تدريب موزعة على 11 محافظة، بهدف تكوين "جهاديين شرسين" قادرين على الدخول في مواجهات مع قوات الأمن ووحدات الجيش. واعترف عدد من الأرهابيين الذين تم اعتقالهم خلال التحقيق أن معسكرات التدريب تمت إقامتها بأوامر من أمراء الجماعات الجهادية وفي مقدمتها أمير تنظيم أنصار الشريعة التونسي سيف الله بن حسين الملقب بأبوعياض وأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الجزائري أبومصعب عبد الودود الملقب بدرودكال، وذلك في إطار خطة تهدف إلى "تحويل تونس إلى أرض جهاد". ودفعت قيادة الجيش الجزائري بالتزامن مع هذه الحملة بتعزيزات عسكرية على المناطق الحدودية مع تونس، حيث تم تخصيص ثكنات متنقلة يمكن تغيير مواقعها عند الحاجة، وكذلك إنشاء قواعد جوية مؤقتة تسمح بتحليق الطائرات لضمان سرعة التدخل، ورصد أي محاولات للعناصر الإرهابية التي تنشط على محاور الشريط الحدودي بالقرب من ولايات تبسة وسوق أهراس والطارف والوادي.وعرضت قيادة الجيش على السلطات الميدانية تقديم توجيهات في كيفية التعاطي مع ما يُعتقد أنه نشاط متزايد ل«الجهاديين" في المنطقة الفاصلة بين الدولتين لاسيما في ولاية تبسة. وأعلن نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، أن الجزائر قررت اتخاذ إجراءات أمنية "استثنائية" على حدودها مع تونس، وقال في لقاء جمعه بقيادة الناحية العسكرية الخامسة التي تشرف على تأمين عسكري للجهة الشرقية إن الجزائر قامت بتعزيزات أمنية على حدودها الشرقية مع تشديد المراقبة على كل التحركات المشبوهة بالمنطقة". وقال في السياق ذاته إن "مهمتنا تتمثل في تأمين حدودنا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بهاء الدين م
المصدر : www.elbilad.net