مستغانم - HISTOIRE

«مستغانم» من «موريسطاقا» إلى «كارتانا»



«مستغانم» من «موريسطاقا» إلى «كارتانا»
«مستغانم» من «موريسطاقا» إلى «كارتانا»
مواقف ومواقع ودول في «ذاكرة الأيام»

مهما كتب المؤرخون والباحثون عن تاريخ مستغانم فإنهم لم يتطرقوا الى جميع مراحلها التاريخية والدليل ليس هناك من المؤرخين تحدث عن ثورة المتوكل بالرغم من أنها هي التي حددت مستقبل مدينة مستغانم في الوقت التي عرفت عدة هزات كادت ان تمحي كيانها من الخريطة السياسية والحضرية فالكثير ممن بحثوا في تاريخ مستغانم لم يتطرقوا باسهاب الى ثورة المتوكل واسباب والأهم منها مابقي مجهولا لحد الساعة

فيذكر انه في عام 1461 وبعد القلاقل السياسية والحروب الباردة والانقلابات الادارية
حيث انتشرت الفوضى في البلاد الجزائرية كلها وعم الخلاف بين الزعماء نهض الأمير محمد بن ابي ثابت المعروف بالمتوكل- منتهزا فرصة تلك الاضطرابات واخذ في سيرته بغية الاستيلاء على مستغانم


فالمتأمل بامعان في المواقع الاثرية والمعالم والشواهد التاريخية الماثلة عبر ارجاء مدينة مستغانم والتي من خلالها تتجلى معالم العديد من الحضارات القديمة التي سادت ثم بادت والتي عرفتها المنطقة يتأكد جازما ان مستغانم مدينة قديمة تصنف في خانة المدن الحضرية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ وما نتطرق اليه في هذا الموضوع حول الجوانب والمراحل التاريخية يكون من بين الادلة المعتمد عليها في الكتابة عن مستغانم فهي مدينة قديمة حقا فهناك آثار وكتابات تاريخية تؤكد انها وجدت قبل مجيء الرومان اليها وكانت انذاك تعرف باسم موريسطاقا أما الرومان الذين جاؤوا اليها فيما بعد فقد عرفوها بعد ذلك الزلزال القوي القوي الذي دمر جزءا كبيرا منها فقاموا بتجديدها واطلقوا عليها اسم (كارتانا)

وهذا في عهد قاليان إذ ذكر صاحب (حقائق الاخبار) في كتابه هذا ان مستغانم كانت موجودة قبل الاسلام مؤكدا عن إسم (كارتانا) وهذه لفظة رومانية استعملها الرومان اسما لمستغانم بعد أن شيدوها من جديد ومن جهته قال البستاني في كتابه دائرة المعارف ان مستغانم مدينة قديمة وكانت موجودة قبل الاسلام وهناك تاريخ ابعد من هذا يذكر بانه يوجد في مكتبات روما كتب تاريخية تثبت ان مستغانم كانت موجودة وكانت على ساحل البحر تدعى موريسطاقا


اما الشريف الادريسي فقد اورد جغرافية الادريسي ان مستغانم كانت موجودة في القرن الخامس الهجري الا ان بعض المؤرخين ذكروا ان ماجاء به الادريسي غير كاف على انه صواب بدليل ان مستغانم كانت موجودة سنة 229 هجرية الموافق ل829 ميلادية تحت سلطة ولاية ابراهيم بن محمد بن سليمان ثم لابنه محمد ثم لعلي بن يحي وكلهم ادريسيون

والملاحظ ان مستغانم ليست لها شهرة في العصور الغابرة ولا تاريخ يذكر وذلك لانها كانت في عهد ولاة اوتحت نفوذ ولاة يسود حكمهم الفوضى الشاملة والصراع الحاد على السلطة في هذه السنة بالذات


ماذا وقع في عام 1073 ميلادي
فتح يوسف بن تاشفين مستغانم واقام بها المباني الضخمة والمشاريع العمرانية ومن برج الامحال اين توجد فيه مؤسسة اعادة التربية للنساء بحي الدرب وفي سنة 695 هجرية – 1296 ميلادي هاجم السلطان ابو الحسن المريني مدينة تلمسان فخضعت له بذلك ندرومة وهنين ووهران ومزغران ثم فتح مازونة ومستغانم وبعد بضعة سنين من الاستقرار اي في سنة 762 هجرية – 1360 ميلادية كان اول عمل قام به أبو الحسن المريني هو بناء المسجد الكبير بحي طبانة المسجد الذي لايزال شامخا لغاية اليوم وان كانت قد ادخلت عليه تعديلات وبعض الترميمات العمرانية مع المحافظة على طرازه العتيق 
والجدير بالذكر ان حكم الدولة المرينية بقي حتى اواخر سنة 761 هجرية – 1365 ميلادية ثم جاء ابوحمو موسى الثاني وهاجم الدولة المرينية فانتزع مستغانم وقد خاض معارك عدة حتى وصل الى تلمسان التي انهزم فيها ولكنه فر الى المغرب وتوفي هناك في شهر نوفمبر سنة 1389ميلادية عن عمر يناهز 68 عاما اما حكمه فقد بقي نافذا مدة 31 سنة ثم جاءت ثورة المتوكل سنة 1461 ميلادية الذي استولى على مستغانم واضعا حدا لتلك الفوضى والصراع على السلطة والخلاف الذي كان سائدا مابين الزعماء



الإتفاقية الثنائية .. والإلتزامات المقررة

1 في سنة 1511 م حصل اتفاق مابين الاسبان وأعيان مستغانم وكان محتوى الاتفاقية يتضمن مايلي

2 يلزم على اهل مستغانم ان يدفعوا لملك اسبانيا المكوس والضرائب التي كانت تدفع لملك تلمسان

3 اطلاق سراح المسيحين الذين وقعوا في قبضة أهل مستغانم في واقعة غزو المدينة

4 تزويد مدينة وهران والمرسى الكبير بالسلع المختلفة

5 لايسمح مطلقا شحن اوتفرغ اية سفينة بمرسى مستغانم إلا بترخيص من طرف الملكين 
تم هذا الاتفاق واعتقد الاسبان انهم قضوا على اهل مستغانم

ولكن اهل المدينة كانوا ذوي باس شديد وقوة في البحر ولم يرضوا بهذا الاتفاق الا لان الحروب التي خاضوها من قبل كان من جرائها انها اضعفت قوتهم ثم انهم ارادوا بذلك خدع الاسبان فجمعوا شملهم وكان لهم اسطول بحري يتالف من 12 سفينة قرصنة حربية ركبوها مع المهاجرين الاندلسيين وهاجموا بها شواطيء اسبانيا انتقاما لاخوانهم الاندلسيين الذين اخرجوهم من ديارهم وقد حصلوا خلال هذا الهجوم على غنائم كثيرة وعدد كبير من الاسرى.



حسن بن خيرالدين
يحسم الموقف ضد الاسبان جمع حسن بن خير الدين قوته عند مصب نهر الشلف الموجود بالشمال الشرقي عن مدينة مستغانم على مسافة 10 كلم سنة 1558 م وكان خروجه في نفس الوقت الذي خرج فيه الكودنت دي الكوديت من وهران قاصدا مستغانم على راس جيش قوامه 12 الف اسباني ورافقته سفن محملة بالذخيرة الحربية والمؤنة و من خلال تحطيم اسوار مزغران ودخولها حاول الاستيلاء على مدينة مستغانم قبل وصول الجيش الجزائري الى المعركة وصل الجيش الاسباني الى مستغانم مساء يوم 22 أوت 1558م وعند مطلع فجر يوم 23 اوت اعلن الكونت حاكم وهران
باطلاق نفير الحرب فالتحم الجانبان في معركة طاحنة مع سكان المدينة الذين دافعوا على انفسهم ودينهم ووطنهم وباعوا ارواحهم لله ولم يبق لهم امل سوى ان يموتو ا شهداء فصارت مدينة مستغانم وكل ارجاءها بل وكل منزل ميدانا للمواجهة الدامية ظهرت فيها بطولة الفداء وحيرت عقول الاسبان الغزاة لما شاهدوه في هذا اليوم ولم يتمكنوا من أخذ ناصية المدينة وعند الزوال اشرف جيش المسلمين على المدينة من الناحية الشرقية واتت البشرى إلى المدينة وكان قوامه 15 ألف مجاهد ودخل المدينة وانضم إليه الشعب فهدات الأرواح واطمأنت القلوب وخاضت المعركة بنشوة وعلا التكبير والتهليل من كل مكان وضايقوا الاسبان الى غاية غروب الشمس وفي يوم الغد وجد الاسبان انفسهم في موضع يحوطهم فيه المسلمون من كل ناحية فاشتد الضيق بهم حتى صار كل واحد منهم لايفكر إلا في نجاة نفسه وانهزم الجيش الاسباني ايما هزيمة وادبر الى مزغران وكان أفراده في حالة رعب وفوضى حتى قتل بعضهم بعضا عند مدخل المدينة وقتل قائدهم الكونت وأسر ابنه مع أسرى آخرين وبلغ قتلاهم بالآلاف وتم تحقيق هذا النصر العظيم عند غروب شمس يوم الجمعة 23 أوت 1558 وبعد ذلك وقعت مستغانم تحت سيطرة الاتراك

 









سليمان بن قناب




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)