بلدية وادي الخير
هي إحدى أقدم بلديات ولاية مستغانم لما لها من بعد تاريخي موثق من خلال زيارة الشهيد المجاهد قائد المقاومة الشعبية الأمير عبد القادر الجزائري لضريح و زاوية الشيخ بلحول حسبما تداوله المؤرخون على غرار القاضي سيد علي حشلاف الباحث في علم الأنساب و مؤلف كتاب سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول عليه الصلاة والسلام و كما يروي السكان المحليين الأصليين و الأجداد أنذاك قصص حول وطأ أقدام خيل مجاهدي الثورة الشعبية التي قصدت الواد بغيت الشرب ، و كما لها أيضا بعد جغرافي كونها تحتل موقع إستراتيجي يربط و يفصل بين مستغانم و غليزان.
فقد لا يختلف إثنان على أن بلدية وادي الخير كتبت اسمها عبر التاريخ بدماء الشهداء من بينهم الشهيد مغطيط عبد الله الذي نسب اسم المتوسطة القديمة له و التي بدورها تمدرس بها أجيال و قد نجد من بينهم أساتذة و إطارات اليوم.
و الجدير بالذكر أيضا هو النادي العريق إتحاد وادي الخير الذي ذاع صيته في البطولات الولائية حيث كان ينافس الكبار على غرار غالية عين تادلس و غيرهم من الأندية.
في ما يتعلق بالسكان دعنا نتفق أولا أن الكثافة السكانية الغالبة كانت و لا تزال تتمركز في الدواوير في حين تجد الأقلية منهم في القرية أو البلدية ، لكن مع مرور الوقت تغير الوضع نسبيا ليس بسبب النزوح الريفي من قبل السكان الأصليين إنما نجد أهالي و عائلات من مختلف الوطن ككل قد سكنوا البلدية لعدة أسباب مختلفة نذكر منها: المناخ المعتدل ، وفرة السكن، المجتمع المحافظ ، البنى التحتية من مؤسسات تربوية و إدارية خدماتية و أمنية أيضا ، لكن هذا كله كان سابقا حيث و مع إزدياد الكثافة السكانية و الأيادي المتغيرة المتداولة على سلطة المجلس الشعبي البلدي بدأت تظهر عديد الأزمات و النقائص فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن شساعة الأراضي الفلاحية الخصبة التي كنت تؤمن وفرة و جودة المنتوج (الاكتفاء الذاتي) تقلصت نوعا بسبب التوسع العمراني غير أن هذا الأخير لم يغني من أزمة السكن خاصة بالبلدية حيث أصبحت الآن تفتقر للوعاء العقاري الذي من شأنه أن يجعل من أحلام المواطنين بسكن يقيهم حر الصيف و يدفئ إقتار الشتاء حقيقة تتجسد على الأرض و الواقع بمشاريع جديدة للسكنات التي هي غيض من فيض كون مطالب السكان و النقائص تتعدى ذلك فمشكل التزود بالمياه ليس بالأمر الهين رغم وجود الموارد المائية الطبيعية و الإصطناعية كمؤسسة MAO الكائن مقرها بمدخل البلدية ، هذه المؤسسة التي تستفيد منها عدة ولايات بإستثناء ولاية مستغانم طبعا حقيقة مؤسفة تجعل المواطن المحلي يسمع خرير تدفق الماء العذب بعد تحليله من طرف الشركة السالفة الذكر و هو في طريقه إلى وجهات متعددة و ليس من بينها جوف و حلق هذا المواطن الضمآن الذي لا حول له ولا قوة و ليس بيده شيئ سوى أن يضرب على حوافر دابته عساها تسرع إلى وجهته اليومية هنا و هناك كي يملأ جرته ماءا يشفي غليل ضمأه و غليل ضميره الذي يستشيط علامات إستفهام إذ ليس له من يلومه سوى نفسه على ما صنعت يداه لأنه إنتخب مجلس شعبي بلدي لا يسمن ولا يغني من جوع..
حاليا..
البلدية تتراوح مكانها تخبطا منذ (العشر العجاف) بالإضافة إلى تداعيات وباء التاجي المتحور الذي عصف بالمواطن المحدود الدخل لا سيما فئة الشباب حيث إنهارت أسهم بورصة سوق العمل اليومي (ورشات البناء ، الحقول ، المصانع الجوارية) فساء الحال و ظهر الإجرام..نعم الإجرام أصبح مباحا جهارا نهارا فهذا يطعن ذاك و ذاك يحرق هذا..!!
أصبح طلبة العلم على إختلاف مستوياتهم لا يتنافسون سوى على الكم و النوع..كمية الكيف و من يستطيع أن يتعاطى أكثر فهو ذو بأس شديد..و من لديه أحدث التكنولوجيات فهو آرتسيت حسب زعمهم و منظورهم ضيق الرؤية..
نسأل المولى الهداية لأنفسنا و لهم و الستر و العفاف لبناتنا.
بلدية وادي الخير الآن هي أحوج إلى كفاءات تستلم زمام الأمور..الإنتخابات لم تكن و لن تكون يوما هي الفيصل..هناك إطارات غنية عن كل تعريف بإمكانها أن تُوَفق بين التربية و المحفظة..تعدل صاحب حق..تعيد فريق الإتحاد إلى سكة البطولات..و ختاما أن تكون رئيس بلدية.
عبد الكريم مناد - Opérateur - مستغانم - الجزائر
10/09/2021 - 530993