مستغانم - Tariqa Senoussiya


علاقة السنوسية بالصوفية

علاقة السنوسية بالصوفية
فكر الحركة السنوسية :
السنوسية حركة دعوة إسلامية إصلاحية تجديدية تعتمد في معظم أمورها علىالكتاب والسُّنة مع تأثر بالتصوف ، وقد ظهرت في ليبيا في القرن الثالث عشرالهجري ، ومنها انتشرت إلى شمال أفريقيا والسودان والصومال وبعض البلاد العربية. وقد تأثرت هذه الحركة بالإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية وأبي حامد الغزالي والشيخ محمد بن عبد الوهاب وحركته السلفية في مجال العقيدة. كما تأثرت هذه الحركة بالتصوف الخالي من الشركيات والخرافات كالتوسل بالأموات والصالحين ولها منهج متكامل للارتقاء بالمسلم .

ومؤسس هذه الحركة هو محمد بن علي السنوسي 1787-1859م الذي تأثر بالمذهب المالكي إلا أنه يخالفه إن جاء الحقمع غيره . وتعتمد الحركة في الدعوة إلى الله على أسس الحكمة والموعظة الحسنةوالابتعاد عن العنف . وهي تهتم بالعمل اليدوي الجاد والجهاد الدائم في سبيلالله ضد المستعمرين والصليبيين وغيرهم .

ومن أبرز شخصياتها :
ـ الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202-1276هـ (1787-1859م)
وهو المؤسس للدعوة السنوسية ، وتنسب السنوسية لجده الرابع .
وُلد في مستغانم في الجزائر ، ونشأ في بيت علم وتُقىً . وعندما بلغ سن
الرشد تابعدراسته في جامعة مسجد القرويين بالمغرب ، ثم أخذ يجول في البلاد
العربية يزدادعلمًا فزار تونس وليبيا ومصر والحجاز واليمن ثم رجع إلى مكة
وأسس فيها أولزاوية لما عُرِف فيما بعد بالحركة السنوسية .
وله نحو أربعين كتابًا ورسالة منها : « الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية » و « إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن » .

ـ الشيخ المهدي محمد بن علي السنوسي 1261-1319هـ (1844-1902م)
خلف والده فيقيادة الدعوة السنوسية وعمره ستة عشر سنة .

ـ الشيخ أحمد الشريف السنوسي ابن عم المهدي
ـ الذي عرف باسم ( السيد
السنوسي ) الذياشتهر في حربه ضد الطليان ، ولد سنة 1290هـ (1873م)
تلقىتعليمه على يد عمه شخصيًّا ، وعاصر هجمة الاستعمار الأوروبي على
شمالأفريقيا وهجوم إيطاليا على ليبيا فاستنجد في عام 1917م بالحكومة
العثمانية ، فلمتنجده خوفًا على مركزها الديني . وقد وقف مع ( مصطفى كمال
أتاتورك ) ظنًّا منهأنه حامي الدين ـكما كان يطلق عليه ـ ولصد الهجمة
الغربيَّة على تركيا .. ولماتبين له مقاصده الحقيقية المعادية للإسلام غادر
الشيخ أحمد تركيا إلى دمشق عام 1923م ، وعندما شعرت فرنسا بخطره على حكومة
الانتداب طلبته فهرب بسيارة عبرالصحراء إلى الجزيرة العربية ، وأقام في
استانبول ، ثم توفي في المدينةالمنورة عام (1933م) .

ـ الشيخ عمر المختار 1275-1350هـ (1856-1931م)
وهو البطل المجاهد ،
أسدالقيروان ، الذي لم تحل السنوات السبعون من عمره بينه وبين الجهاد
ضدالإيطاليين المستعمرين لليبيا ، حيث بقي عشر سنوات يقاتل قوى الاستعمار
أكبر منهبعشرات المرات ، ومجهزة بأضخم الأسلحة في ذلك العصر ، إلى أن تمكن
منه الاستعمار الإيطالي الغاشم ، ونفَّذ فيه حكم الإعدام وذلك في يوم
الأربعاء السادس عشر من أيلول ( سبتمبر ) 1931م ويرجى أن يكون شهيدًا في
سبيل الله .
وكان الاحتلال الإيطالي من 1911 حتى 1949م


علاقة السنوسية بالصوفية :في كتاب الحركة السنوسية
الصوفية التي تعمق السنوسي في دراستها وساعدته الظروف على ذلك حيث كانت فاس مركزًا نشطًا للطرق الصوفية ، وميدانًا خصبًا لنشاطها ، ومعلوم لدى الباحثين أن الشمال الأفريقي على وجه خاص حافل بالحركات الصوفية ولدى أهلها اهتمام كبير بها . وكان من الطبيعي أن يتأثر ابن السنوسي بالنظام المغربي للصوفية . ولقد استمر اهتمامه بالصوفية حتى آخر حياته وبقى خطها واضحًا في شخصيته حتى أنه نظم طريقة خاصة عرفت باسمه وكتب كتابًا سماه ( السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ) تحدث فيه عن الطرق الصوفية عامة ووصف الطريق المثلى التي رضي بها والتي عرفت بنسبتها إليه ( انظر : إمام التوحيد محمد بن عبد الوهاب للقطان ، ص109 ) .

وكانت تجربته في الصوفية قد أعطته خبرة في التعامل معها فهو لم يقبل الصوفية على إطلاقها ، ولم يرفضها بالجملة ، بل قيدها بالكتاب والسنة وجعل طريقته مبنية على ( متابعة السنة في الأقوال والأحوال والاشتغال بالصلاة على النبي في عموم الأوقات ) ( انظر : السلسبيل ، ص7 ) وقد اهتم بالصوفية اهتمامًا كبيرًا وظهرت هذه النزعة في منهجه التربوي الذي جعله لأتباعه »


« كما قامت الحركة السنوسية بمحاربة عقائد الصوفية المنحرفة ، كالاتحاد ، ووحدة الوجود ، والحلول ؛ إن عقيدة الاتحاد من عقائد الصوفية الفاسدة المتأثرة بالنصرانية المنحرفة ، والديانة الهندية القديمة ، ومعنى ذلك أن المخلوق يتحد بالخالق تعالى الله عن قولهم علوًا عظيمًا »

« إن السنوسي كان يؤمن بالصوفية الموافقة للكتاب والسنة والصوفي الحقيقي في رأيه من يتقيد بالكتاب والسنة ، وقد قال في ذلك : « فاعلم أن سبيل القوم اتباع النبي غ في الجليل والحقير وأعمالهم موزونة بميزان الشريعة » ( انظر : الحركة السنوسية ) ، وقد فصل رحمه الله تعالى في تدريج المريد في مراتب السلوك قال بعون الله وتوفيقه .

( يتعين على المريد أن يصحح عقيدته بميزان اعتدال أهل السنة والجماعة كثر الله سوادهم وأدام إمدادهم ) ( انظر : السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ، ص8 ) »

تعامل الحركة السنوسية مع الطرق الصوفية:
الحركة السنوسية :« تميز زعماء الحركة السنوسية بحنكة سياسية من حيث تجنب الاصطدام مع الطرق الصوفية في ليبيا ، والحجاز ، ومصر ، وغيرها ، فبدلًا من كسب عدائهم ، عملوا على احتوائهم ، وشيئًا فشيئًا ذابت بعض الطرق في ليبيا في بوتقة الحركة السنوسية ، وبقيت الطريقة الصوفية المدنية تتمتع بنفوذ محدود لدى قسم القبائل البدوية ( تاريخ ليبيا المعاصر ، محمود عامر ، ص32 )

وكانت معاملة السنوسية لباقي الطرق فيها رفق وتسامح ونصح ، واستطاعت أن تبين لأتباع الطرق الأخرى الأخطاء التي وقعت فيها ، كالغناء ، وهز وضرب الدفوف ، وسارت بمنهجية حكيمة حتى استطاعت أن تهيمن على البوادي ، والواحات ، والمناطق الداخلية ، وأصبح ولاء تلك الأماكن لفكر الحركة السنوسية ، وأصبح نشاط الطرق الأخرى محصورًا في المدن ، كبنغازي ، وطرابلس وغيرها ، بعيدة عن الصراع السياسي العالمي ، بعكس السنوسية التي استطاعت أن تصبح حركة سياسية مؤثرة ، ومن أشهر الطرق الصوفية في ليبيا ، العروسية ، العيساوية ، القادرية ، المدنية ، السعدية والطيبية ، والعزوزية ( انظر : المجتمع الليبي ، ص325 ) .

علاقة السنوسية بالدعوة السلفية :
ي الحركة السنوسية :
دخل السنوسي الحجاز عام 1240هـ/1825م ، ونزل بمكة المكرمة وكانت تلك الزيارة لمكة ذات أثر كبير في قيام الدعوة السنوسية وظهور شأنها ، و ساعد على هذا جملة أسباب :
1- استطاع السنوسي أن يتحصل على أنباء عظيمة عن أحوال وأخلاق المسلمين الوافدين إلى مكة .
2- أتيحت له فرصة طيبة للاحتكاك بعلماء وفقهاء ومفكري الأمة ، وتبادل معهم الآراء ، والأفكار في كيفية النهوض وإعادة مجد الأمة .3- كانت مكة منبرًا مهمًا للدعوة ولذلك اشتغل ابن السنوسي بنشر العلوم وتحصيلها و المناظرة فيها واجتهد في دراسة المذاهب الإسلامية حتى حذق مخاطبة جميع العالم الإسلامي .
4- أتيحت له دراية بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قرب وعاشر اتباع الدعوة السلفية ومريديها وتتلمذ على علمائها وشيوخها ودرس الحركة السلفية دراسة واعية في مواقفها السياسية واجتهاداتها العملية .

5- شيوخه في مكة :
أقبل السنوسي في مكة على العلماء يتعرف عليهم ويأخذ عنهم ، لقد كان تشوقه للعلم وتواضعه في أخذه يبدوا جليًّا في أي مكان حل فيه وكانت مكة تضم عددًا من العلماء المسلمين يمثلوا المذاهب والاتجاهات الفكرية المختلفة ، ففيهم الصوفي وفيهم المالكي وفيهم السلفي ، وهذا جعله يطلع على معظم الاتجاهات في عصره »

تولي الحركة السنوسية ملك ليبيا :
بايعت الجمعية الوطنية التأسيسية للأمير محمد إدريس السنوسي ملكًا دستوريًّا للمملكة الليبية المتحدة عام 1951


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)