يقول المواطنون هنا أنّهم شعروا بالحڤرة، الحڤرة و ما أدراك ما الحڤرة، "صعيبة كي ينحڤر المواطن في بلادو، و من مسؤول و بلا حق و بلا منطق و بدون تبرير حقيقيّ مؤسَّس واضح"..
يقولون : "دخلوا على القرية على الخمسة تاع الصباح" بمئات رجال الأمن المدجّجين من فرقة التدخّل السّريع و المدرّعات و المجنزرات، و تعزير و ضجّة و هلع، المشهد كان غير منطقيّ أبدا وغير اعتيادي وغير طبيعيّ بالنّسبة لقرية صغيرة وفارغة..
بل إنّ كبار السنّ هنا شبّهوا الأمر (بأجواء و غصّة و أزيز الإنزال والاستعمار الفرنسيّ) و العياذ بالله
أيضا ممّا استهجنه السكّان كون العملية تزامنت تحديدا مع الدّخول المدرسي الّذي لطالما أخبرونا في نشرة الثامنة أنّه "عرس اجتماعي" ، المشاهد كانت صادمة و مؤذية لقلوب الأطفال و عقلهم الباطن، وكان من الأجدر من أصحاب هذا القرار التّفكير في ذلك، أم أنّ الأطفال جيل المستقبل خارج صلاحياتهم و تفكيرهم؟!!!
تخيّلوا ولا واحد تقريبا قاومهم ، حتى رجال الأمن أنفسهم استغربوا ، تعرفون لماذا!! ، لأنّ القرية قد تعبت و ذبلت و اكتوت على مدى سنواااااات بنار و جمر و حُرقة ظاهرة "الحرڤة" وما أدراك ، نعم شباب قرية بحارة - بحكم موقها و واقعها- أغلبهم رحلوا و غادروا الوطن، رحلوا و تركوا القرية فااارغة حزينة للأسف ، بقاو فقط بعض الشّباب و أطفال و كبار و شيوخ و نساء و عجائز..
أين المسؤولين من هجرة أغلب شباب بحارة و أين صرامتهم تلك و أين تغنّيهم بالقوانين؟!! أم أنّهم غير معنيّين بالشّباب و ظاهرة "الحرڤة"؟!! و أين كلّ ذلك من مشاكلنا اليوميّة و من احتواء الشباب؟!!!!
يقول المواطنون :
ليس فقط الهدم ما أثّر فيهم..
بل أدهشهم و "غاضتهم" الدّخلة تاع الأمن هذيك على الخمسة تاع الصباح و القرية نااااائية و صغيرة و حزينة و فااااارغة.. ويقولون : لكن عمّرنا ما شفناهم دخلوا علينا هكذا بهيبة الدّولة و الصّرامة و القانون من أجل معالجة و متابعة و حلحلة مشاكلنا من "الحرڤة" إلى البطالة إلى مناصب الشّغل إلى السّكن إلى المياه إلى الطّرقات إلى مشاكل الصيّادين و حاجتهم لميناء صغير - موعود- إلى الصّرف الصحيّ إلى مشاكل التّلاميذ إلى المرافق العامة إلى الجوّ و المظهر الجمالي لقرية سياحية إلى إلى إلى....
كذلك : تخيّلوا قرية سياحية بامتياز، الرّصيف فيها تاع العقد الماضي و كان مهترئ جدااا، جاو كسّروه و هدّوه بحجّة مشروع قادم و لحدّ اليوم تقريبا بعد سنوات وهو مكسّر (الرّصيف ماشافتوش رئيسة الدائرة!!!) ، وين راح المشروع؟!!!........
المواطنون مستغربون من لهجة و جرأة رئيسة الدائرة إذ تهذِر و تتناقض فمرّة تقول أنّها أرض وعقار للدّولة، ومرّة تقول إنّ البناء فوضويّ و بدون رخص، و مرّة تقول أنّ الأرض فلاحية وليست معمارية!!!
يقولون: لكن لو بهذا المنطق ومن هذا المنطلق فستُهدَم أغلب سكنات بحارة و أغلب سكنات البلدية و الدائرة و الولاية و الوطن، فالجزائر أغلبها بهذه الحالة، فوضى و عدم تسوية جادّة و سريعة لوضعيات البناء و التّعمير، و تعرفون البيروقراطية و حالة التنمية و سيرورتها و بطء تشريع و تنفيذ القوانين و مواكبتها للتّسارع الديمغرافي و المعماريّ، إذن ما دخّل المواطن هنا؟!!!! ولماذا فقط سكنات محدّدة ومنطقة محدّدة؟!!!! أم أنّ مؤسّسات الدّولة أصبحت تتّخذ القرارات بناءً على تفكير و هوى أشخاص ليس إلّا!!
يقولون : الخوف كلّ الخوف أن تتوسّع هذه العقلية فينتشر الهدم في كلّ الوطن لسبب ما و فكرة ما!!.... والعياذ بالله
المواطنون في بحارة يقولون أيضا بأنّهم يحترمون قوانين الجمهورية، و أنّهم ضدّ البناء الفوضوي، و ضدّ المساس بممتلكات الدّولة و الصّالح العام و الذّوق العامّ، لكنّ : قوانين الجمهورية تخوّل كذلك لرئيسة الدائرة عدّة إجراءات من شأنها احترام المواطن و الذّوق العامّ للمجتمع و الأفراد و خدمة الصالح العام و استفادة خزينة الجماعات المحلية للبلدية و الدائرة و الولاية، فلماذا رئيسة الدائرة لجأت بالتّحديد لِـ الهدم؟!!، ولماذا بالتّحديد من بين المسؤولين رئيسة الدائرة فقط الّتي يتكرر وجودها و ظهورها و كلامها في عملية الهدم بشكل لافت و مستفزّ يقول المواطنون؟!!!!
و هم إذ يقولون ذلك يؤكّدون أنّهم واعون و لا يتحدّثون عن رئيسة الدّائرة كشخص طبيعي بل كشخص اعتباري يمثّل مؤسّسة عمومية و مسئول عنهم و عن تسيير شؤونهم و حلّ مشاكلهم و ليس العكس..
يقولون أنّ القرار غريب و أنّه منطقيا غير معقول و متسرّع و فيه عنف و غموض و ظلم و تهميش و حڤرة، وكان بالإمكان إيجاد بديل عن الهدم ..
المواطنون في بحارة اليوم يتساءلون:
ماذا بعد الهدم؟!!! هل سيكون هناك تعويض؟! هل سيكون هناك إعادة تعمير؟! هل ستكون هناك سكنات و إسكان؟! هل ستكون هناك برامج و مشاريع سياحية و فلاحية؟!!
بل هل ستتمّ تسوية وضعية السّكنات الأخرى العالقة منذ سنوات و عقود و تلافي المشكلة و تبعاتها وتكرارها من الأساس ؟؟!!!! أم أنّ الوازع و الهدف كان الهدم و فقط الهدم؟!!!!!
المواطنون يتساءلون:
هل تُبنى الحضارة بالهدم؟!!
أمس فقط و "كالعادة" للأسف خرجت أيضا جثّة "حرّاڤ" بالشّاطئ ، رحمه الله..
ترحّموا عليه و ترحّموا على كلّ الأشياء الجميلة في هذا الوطن..
فمن بين أسباب تخلّفنا اليوم أنّنا نأتمن مؤسّسات الوطن في يد أشخاص و مسؤولين لا يفهمون معنى مصطلحات مثل الانتماءاتية و الأطفال و الجيل و المستقبل و الحضارة و الأمّة..
الخوف كلّ الخوف من أن يعتاد الوطن على الهدم و الأنقاض و الرّكام ويغرق فيه و يتلوّن بغباره..
اللهمّ لطفك و رحمتك بالمواطن و الوطن..
موفق ان شاء الله مقال رائع و أسلوب بناء هادف
Brahim zerrifi - Tracher - Laghouat - الجزائر
13/10/2021 - 532067
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/10/2021
مضاف من طرف : tashfin01
صاحب المقال : محمد الأمين زريفي
المصدر : الواقع