القطب الاكبر محمد بن علي السنوسي الادريسي الحسني .....مستغانم
بسم الله الرحمن الرحيم
حافظت الزوايا في الجزائرعلى كل ما يمكن ان يحافظ عليه
كان نظام الزوايا معروفاً في العالم الاسلامي، والشمال الأفريقي واستطاع السنوسي بعقليته التنظيمية أن يطور مفهوم الزوايا بحيث أصبحت تمثل النواة الأولى لمجتمع تحكمه سلطة وعليه واجبات؛ اجتماعية، واقتصادية ، وسياسية، ودعوية، وجهادية
المقدمة:
عرفت الجزائر الكثير من الطرق الصوفية تجاوزت 30 طريقة وكانت من أوائل الدول التي عرفت
هذه الظاهرة والتي التف حولها الناس .أدت ادوار أساسية في توجيه الحياة السياسية
الاجتماعية والعلمية والثقافية وبفضل نشاطها عرفت البلاد عبر الأجيال حياة فكرية تتميز
بالمحافظة .كانت بمثابة السياج المنيع و الملجأ الأخير في مواجهة
المحتل أمام كل المحاولات إلى سلخ هده الأمة من ترابها وتاريخها ومجدها و حضارتها
فلقد حافظت على كل ما يمكن أن يحافظ عليه. يقول المؤرخ الفرنسي مارسيل ايميري أن
معظم الثورات التي وقعت خلال القرن 19هجري في الجزائر كانت قد اعدت ونظمت ونفدت
بوحي من الطرق الصوفية فالأمير عبد القادر كان رئيسا لواحد منها و من بينها
الزاوية السنوسية الرحمانية الدرقاوية والطيبية .
اهتم عدد كبير من الكتاب و المؤرخين و المحللين السياسيين العرب و
الأوروبيين بالحركة السنوسية مند القرن الماضي و حتى الآن و لم يوفها حقها من
البحث و التاريخ باعتبارها من أهم حركات الإصلاح الديني التي و اكبت عصر النهضة
العربية فللحركة ثراء عظيم فلقد كان دور فاعل في مجريات الأحداث السياسية
الإقليمية و الدولية على امتداد الوطن العربي و في شمال إفريقيا و مازلت قواعدها
الفكرية و الاجتماعية راسخة بين العرب و المسلمين فهي ظاهرة سياسية معاصرة للنهضة العربية و حركة إصلاح ديني.
لم تكن الحركة السنوسية مثل الكثير من الطرق تقتصر فقط على العبادة و إهمال
شؤون أحوال الناس كانت حركة دين و دولة و علم و عمل و تربية مع الاعتماد على
الكتاب و السنة هي مركز ديني إداري.
يقول الشيخ السنوسي "إن كلمة الزاوية دال على معناها و هي من زوى يزوي
اذا جمع الشيء و بالتالي فالزاوية جامعة لكونها تجمع العباد على حب الله و رسوله".
و يطلق هدا اللفظ في شمال إفريقيا على الأبنية ذات الطابع الديني ضريح لأحد
المرابطين أو والي غرفة تلاوة القرآن
مدرسة للتحفيظ غرفة للضيوف و الحجاج و المسافرين غرفة للطلبة و مقبرة.
الصوفية أو التصوف هي الطريق الذي يسلكه العبد للوصول الى الله عز و جل ،
يرجع الرأي الأرجح لكلمة التصوف من الصفاء و تصفية القلب إلى الأمور السيئة.
تأخذ الصوفية مرجعيتها من العصر النبوي. أول من عرف بالصوفية هو أبو هاشم
الكوفي سنة 150 ھ و بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن 3هجري.
كتاب تاريخ الحركة السنوسية في شمال افريقيا الدكتور علي محمد الصلابي
دكر فيه النبوغ المبكر للسنوسي قائلا
نبوغ مبكر
كان الشيخ محمد بن علي السنوسي في صغره
يميل إلى الإنزواء والإنفراد ويمضي وقتاً طويلاً في التفكير العميق، ويتألم من حال الأمة وما وصلت
إليه من الضعف والهوان والضياع وكان يبحث عن عوامل النهوض، وأسباب توحيد صفوف
الأمة، واحياء الملة الإسلامية، وحدث ذات مرة أن وجده بعض العلماء جالساً فوق كثيب
من الرمال تظهر على صفحات وجهه المشرق علامات التفكير العميق، فلما سألوه عن السبب في ذلك، أجاب بأنه ( يفكر في حال العالم
الإسلامي الذي لايعدو عن كونه قطيعاً من الغنم لاراعي له على الرغم من وجود
سلاطينه وأمرائه ومشايخ طرقه وعلمائه، فمع أن هناك عدداً كبيراً من المرشدين
وعلماء الدين الموجودين في كل مكان، فإن العالم الإسلامي لايزال مفتقراً أشد
الافتقار إلى مرشد حقيقي يكون
هدفه سوق العالم الإسلامي أجمع إلى غاية واحدة ونحو غرض واحد والسبب في هذا إنعدام
الغيرة الدينية لدى العلماء والشيوخ وإنصرافهم إلى الخلافات القائمة بينهم قد
فرقتهم شيعاً وجماعات فأصبحوا لايعنون بنشر العلم والمعرفة ولايعملون
بأوامر الدين الحنيف، وهو دين توحيد أساسه الاتحاد وجمع الكلمة. زد على هذا أن على هؤلاء العلماء والشيوخ واجب
عظيم في حق الملة الإسلامية، إذ أن الشعوب المجاورة في السودان والصحراء من
افريقية الغربية - لاتزال تعبد الأوثان، ومع هذا فانهم بدلاً من وعظ هذه الشعوب
الوثنية وإرشادهم إلى الدين القويم، مازالوا يفضلون القبوع في كل مسجد من مساجد
المعمورة غير عاملين بعلمهم لاهم لهم إلا راحة أجسامهم، حريصين على لذاتهم، غير
قائمين بواجبات مراكزهم، لاضمائر لهم تؤنبهم على إهمالهم إرشاد هؤلاء المساكين،
الوثنيين. ومع ذلك فقد بلغ السيد من القوافل الواصلة إلى بلده
مستغانم أن الإسلام مغلوب على أمره في كل محل، ( وأن المقاطعات والخطط المعمورة
تذهب من أيدي المسلمين في كل وقت وبسرعة البرق، فالإسلام في حالة التدهور
المخيف. تم
ختم كلامه بقوله: ( هذا ما أفكر فيه! فلما سألوه وماذا يجب على المسلمين عمله لتلافي ماذكرت،
أجاب: سأجتهد، سأجتهد)
لقد كان تفكيره في حال الأمة مبكراً، واجتهد في البحث عن العلل والأسباب
التي أدت إلى التدهور والضعف المخيف في كيان الأمة وذكر أن من أسباب هذا الضياع
فقدان القيادة الراشدة، وغياب العلماء الربانيين، وانعدام الغيرة الدينية،
والإنشغال بالخلافات التي فرقتهم شيعاً وجماعات، والتفريط في حق دعوة الناس إلى
الإسلام، وضياع الأقاليم الإسلامية، ولذلك اهتم بالبحث عن عوامل النهوض فرأى أن
بدايتها في الإيمان العميق الذي هو أساس كل خير وسبب لحصول البركات ونزول الأرزاق.
فكرة و نشأة الحركة السنوسية
جاءت الحركة السنوسية وليدة المتطلبات العالم الإسلامي و قد قدمت الكثير
لهده الأمة حسب إمكانياتها.
تأثر محمد بن علي السنوسي بحالة اضعف و الانحطاط التي وصل إليها العالم
الإسلامي سببا رئيسا في تكوين الحركة كمحاولة للنهوض بالعالم الإسلامي و إيقاظه من
غفلته بعد أن مس الضعف و التأخر جميع نواحيه و قد أرجع السنوسي هدا التأخر إلى عدة
أسباب هي:
1.
جهل المسلمين بأمور دينهم
2.
تفرق آرائهم
3.
تعدد مذاهبهم
4.
فقد روح التضحية عند العلماء و حاجتهم إلى
الحماسة في نشر الإسلام
5.
انتشار المسيحية في إفريقيا مع انتشار المبشرين و
المنصرين و تمادت أوروبا في التحدي الإسلامي عسكريا واقتصاديا و عقائديا
6.
ضعف الدولة العثمانية و عجزها عن دفع الضرر عن
رعاياها و بلادهم مع فقدان المسلمون أملهم في الدولة
مع تأخر فرق الصوفية والعلماء. حتى جاءتحركة اصلاح على يد العلامة محمد بن علي السنوسي مؤسس السنوسية وقطبها الأكبر.
العلامة محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي
الحسني المولود في 12 ربع الأول 1202 ه الموافق ل
22 ديسمبر 1787 م بمستغانم الجزائر هو
حفيد سيدي عبد الله الخطابي الذي ينتسب إلى الحسن بن علي كرم الله وجهه وفاطمة
الزهراء رضي الله عنها ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم
سيرته الذاتية:
تربى الشيخ في بيت علم و دين كان متأثرا جدا بالأوضاع التي كانت تعيشها
الجزائر في عهد الأتراك، تعلم بمستغانم مازونة و فاس التي مكث بها 7 سنوات و تلقى
العلم على كبار العلماء مثل أبي بكر الإدريسي و الطيب الكبراني و الدرقاوي و عاشر
علماء الصوفية كالقادرية و الشاذلية و
الناصرية، طرد من فاس 1829م ، هاجر إلى مصر في عهد الحاكم علي باشا و التقى بعلماء
الأزهر ثم انتقل إلى مكة طالبا الحج و العلم قادما من موطنه الأصلي مستغانم مارا
من الساحل الجزائري مارا بتونس طرابلس برقة و القاهرة.
أسس أول
زاويا بجبل قبسيس بمكة ثم انتقل إلى ليبيا فمكث بها وأسس فيها العديد من الزوايا ويذكر
أن مدينة لوحدها شملت 18 زاوية وقد كتب 30كتاب ورسالة في الفقه والدين شعاره تعلم
الجاهل تنبيه الغافل وإرشاد الضال . بعد احتلال فرنسا للجزائر أصدرت أمر بمنعه عن
الدخول خوفا من خطورة دعوته التي انتشرت بين أهله ومريديه الدين شكلوا حركة
المقاومة ضد الاستعمار أخد يجمع المال والسلاح والأعوان لدعم المقاومة ويذكر
المؤرخ الفرنسي دوفرين أن السنوسية هي المسئولة عن المقاومة وإنها السبب في الثورات
المختلفةناحية التي حاربتها بناحية الأغواط و
المناطق الصحراوية. قاوم الاستعمار
الفرنسي الايطالي البريطاني في الجزائر ليبيا مصر والنيجر.
مبادئ الحركة:
الأسس الفكرية التي سارت عليها الدعوة السنوسية هي إنشاء إمارته على أصول
الدين لإحياء الملة و إصلاح أحوال المسلمين و الارتفاع بالنفس وبلوغها درجة الكمال
كانت غايته توثيق الصلة بين الفرد والله و الإكثار من تلاوة الأوراد وإحياء الذكر والتهليل والصلاة على النبي
وتطهير الإسلام من الخرافات والبدع.
نتائج الحركة
كانت إصلاحاته محلية و عالمية مع الدفاع عن الأرض ونشر الدعوة في أقطار
العالم. النتائج الحركة تتصف الحركة بالعمل و الإصلاح أسست ما فوق 300 زاوية بين ليبيا
تشاد الجزائر والحجاز كما تخصصت في تعلم الأفارقة وإرسالهم إلى بلدانهم لمواجهة
الحركة التبشيرية، من بين جنوده وتلاميذه عمر المختار.
أسست الحركة
دولة بليبيا دامت 80 عام كما عرفت الحركة
في البلاد النائية كاندونيسيا والفلبين حملت الإسلام إلى دارفور ووادي وتشاد
القطب الاكبر محمد بن علي السنوسي كان رجل
دين ودولة وعلم وعمل وتربية
السنوسي والجزائر
بعد
احتلال فرنسا للجزائر أصدرت أمر بمنعه عن
الدخول
خوفا من خطورة دعوته
التي انتشرت بين أهله ومريديه الدين شكلوا حركة
المقاومة
ضد الاستعمار
أخد يجمع المال والسلاح والأعوان لدعم المقاومة ويذكر
المؤرخ
الفرنسي
دوفرين أن السنوسية هي المسئولة عن المقاومة وإنها السبب في
الثورات
المختلفةناحية التي
حاربتها بناحية الأغواط و
المناطق
الصحراوية. قاوم الاستعمار
الفرنسي
الايطالي البريطاني في الجزائر
ليبيا مصر والنيجر.
من أهم صفات السنوسي
كان أزهر اللون مدور الوجه أقنى الأنف خفيف العارضين واللحية، أشقر الشعر معتدل القامة، رقيق الحاجبين أزجهما، واسع الثغر، فصيح اللسان، جهوري الصوت مع رقة فيه، واسع العينين وفي احداهما انكسار لايكاد يظهر، طويل العنق، عريض الصدر والمنكبين من رآه مرة هابه وإذا خالطه وكالمه ألفه وأحبه
اتصف السنوسي بصفات الدعاة
الربانيين كان السنوسي زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، حريصاً على دعوة الناس للحق ، ولم يحرص على جمع الأموال وحطام الدنيا الفاني وله اشعار تدل على زهده، وعلى حقيقة نفسه المنصرفة الى الله، المقبلة على متاع الروح، الزاهدة في لذائذ الدنيا ومتعهاوقد بلغ في حلمه ، وعفوه الغاية المثالية ، حبه للعفو والصفح ومن الصفات البارزة في شخصية السنوسي صفة التواضع، فعندما دخل مكة، كان يسقي الناس ماء زمزم واتخذها حرفة وصار ملازماً لها فترة من الوقت، قربة الى الله من الصفات البارزة في شخصية السنوسي العفة والترفع عما في ايد الغير وكان من أساليبه في الإقناع، ضرب الأمثلة العملية الحية كان السنوسي يستشعر مسؤوليته وواجبه المنوط به نحو عباد الله والأمانة التي تحملها لهدايتهم
محمد بن علي السنوسي ممن واصلوا نهج الصحابة والتابعين في الدعوة الى الله ، وأن سيرته ليست عنا ببعيدة
السنوسي حامل لواء النهضة
السنوسي حول المجتع الى مجتمع اسلامي قوي
السنوسي رائد من رواد الاصلاح
السنوسي شخصية علمية دعوية ربانية
السنوسي كون امم
السنوسي
عمل على تربية الشعوب
السنوسي عمل على
بناء دول وعمل على تحقيق العدل والمساواة
السنوسي كان بحرا
في العلوم
السنوسي اجتهد في طلب العلم وشد
الرحال الى العلماء
السنوسي احيا سير
المصلحين والدعاة والعلماء
السنوسي
سرد التاريخ
السنوسي اتصف بالنظام
والدقة والاستقامة
السنوسي احيا
الله به شعبا
وفاته :
كان السنوسي يشعر بالمرض، منذ مدة، وكان يصارعه بالصبر، وقوة العزيمة، فلم يركن للراحة، ويخضع لوطأة المرض، وشرع في إتمام ماعزم على إقامته، وحاول أن يتغلب على المتاعب والأمراض وكان يمهد الأمور لتولي ابنه محمد المهدي أمر زعامة الحركة السنوسية، ونجح في ذلك، وأقنع الإخوان، وزعماء القبائل بذلك، واشتد عليه المرض في شهر شعبان 1275هـ حتى صار يغيب عن احساسه، وكان يقول : ( أهل الله حملونا شيئاً كثيراً لو نزل على الجبال الراسيات لما اطاقته )، ثم ارتفع بعض ذلك المرض منتصف محرم عام ستة وسبعين ثم تزايد عليه الألم، والأسقام، وصار يغيب أحياناً، ويضيق أحياناً إلى أن دعاه مولاه يوم الأربعاء 9 صفر 1276هجري الموافق ل 7 سبتمبر 1859م بعد طلوع الشمس وهكذا انتقل إلى جوار ربه
رحم الله شيخنا محمد بن علي السنوسي و اسكنه فسيح جنانه اللهم امين
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/02/2011
مضاف من طرف : yasmine27
صاحب المقال : ياسمين01
المصدر : بحث من مصادر موثوقة و كتاب الدكتور الصلابي في تاريخ الحركة السنوسية