قسنطينة - Constantine

الإسلام في زمن العولمة ..هل نحن بحاجة إلى خطاب الأنسنة؟



الإسلام في زمن العولمة ..هل نحن بحاجة إلى خطاب الأنسنة؟
ما يذكره التاريخ الإسلامي هو أن الأنبياء الذين خصهم الله برسالته عاشوا المخاطر و تَحَمَّلُوهَا في سبيل نشر دين التوحيد و هداية البشرية و رفع الظلم و الفساد و نشر في الأرض الخير و العدل و الرحمة و الإنسانية و السلام، خاصة و نحن مقبلون على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هذا النبيُّ الأمِّيُّ الذي استطاع أن يوحّد أمّة ويجعلها خير الأمم، و السؤال الذي يمكن أن نطرح هنا هو كالتالي: هل الاحتفال بالمولد النبوي يعني اننا نسير على نهجه في اقوالنا و أفعالنا؟ في تفكيرنا و في مواقفنا؟ و نحن نرى الأمة الإسلامية في انحطاط كبير بسبب ما يحدث من حروب و تقتيل وفساد في الأرض و عنف و تطرف؟
كانت هناك جماعة آمنت برجل قال لهم يوما "إني رسول الله إليكم"، آمنت به دون مناقشته في الوقت الذي شكك البعض في نبوّتهم، و بالأخص سيدنا محمد (صلعم) الذي حاربه قومه و هجّروه و أصحابه و أبعدوهم عن موطنهن الأصلي، كان هناك صراع حول من يكون سيد قومه ( الزعامة) ، لكن الرسول (صلعم) آثر الموت على أن يبيع دينه الذي بُشِّرَ به من الله ، الذي كلفه بحمل هذه الرسالة الثقيلة، فأسس منظومة للقيم ، توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، إلا أن غبار التغيرات حالت دون استمرار هذه الرسالة المحمدية و ذلك منذ ظهور الدولة العربية الحديثة ثم ظهور العولمة و غزوها عالم الأفكار، ففي زمن العولمة يعيش الإسلام مظاهر الاستلاب ، لأن الأفكار أصبحت تستورد من الغرب، فكان تأثيرها على المبادئ و اليم سلبيا، انسلخ المسلم عن نفسه، و هو يغرق في صراع الأديان و الثقافات و الحضارات و انقسم لمسلمون الى جماعات و طوائف و أحزاب، فقام الصراع بعد اكتشاف العالم الخارجي.
و لو سألنا مواطنا عربيا سواء كان مسلما أو على غير دين الإسلام، كيف ينظر إلى الإسلام ؟ لكانت الآراء مختلفة و متناقضة، لأن الصراع كان و لا يزال من أجل الهيمنة، فنحن اليوم نقرأ عن إسلام السعودية و إسلام إيران و إسلام تركيا، و إسلام أمريكا، و قرآن مواز للقرآن ( الفرقان الأمريكي) ، فالعولمة اليوم هي الفكرة التي يشتغل عليها العالم كله، فلا يتوقف خطابا سياسيا إلا و كانت العولمة حاضرة حضور الملح في الطعام، و الفكر الإسلامي اليوم بحاجة إلى مراجعة كثير من المفاهيم كالعولمة و المواطنة و الديمقراطية و هي مفاهيم في نظر دعاتها و المؤمنين بها تؤكد أن العالم دخل عصرا جديدا أي أنه يعيش زمن "الحداثة" و لم يعد بحاجة إلى كل ما هو " أصولي" و عليه أن يجدد منهجه.
تشير التقارير نه منذ ظهور الدولة العربية الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين ساهمت هذه الدولة في تراجع الفكر السلامي حين ضيقت عليه و فككت مؤسساته فكان الضعف و الوهن قد سيطر على الأمة الإسلامية، فالفكر العربي و الإسلامي أصبح مشبعا بالإيديولوجيا، و لم يعد واعيا بمخططات الغرب الذي يسعى إلى محاربة الذاكرة الإسلامية و الوطنية و التاريخ، و كل ما له علاقة بالسلف، و قد عمل الفكر الغربي على تشويه صورة الإسلام باستخدام وسائل الإعلام الحديثة في عملية الاختراق الفكري و الأخلاقي باسم الحريات و حقوق الإنسان، و باسم الخصوصيات الجغرافية، و الخصوصية الثقافية، في الوقت الذي لم تحرك الحركات الإسلامية ساكنا في الدفاع عن القيم الإنسانية و النهوض بالمجتمع بعيدا عن كل اشكال العنف و التطرف.
إنها مسؤولية كبرى تقع على الحركات الإسلامية بأن تعي دورها المنوط بها في مواجهة الأحادية القطبية التي تدعو إليها العولمة في محاربتها الأصولية الدينية و التنظير للإنسان العالمي وفق خطاب الأنسنة، خاصة و حسب التقارير أن العالم تجاوز مرحلة ما بعد الحداثة و هو اليوم يستعد لعصر ما بعد العولمة، و هذه الإشكالية تفتح كثير من الجدل، و على حد قول اليساري الإنجليزي بول لوتر: " التاريخ لا يخلو من "الكتابات السوداء" ، إنه زمن انحصار الفكر و البصر
علجية عيش



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)