دعا المشاركون في ملتقى وطني نظمته الجمعية الوطنية للشباب الجزائري المثقف بقالمة، أمس السبت، إلى مواصلة الدعم للشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني الذي يقوم بحرب إبادة و تطهير عرقي في محاولة يائسة للقضاء النهائي على المقاومة المسلحة و احتلال المزيد من الأراضي و تهجير أهلها إلى شتات جديد.و أبرز المتدخلون في الملتقى، الذي جرى بالقرية السياحية حمام أولاد علي تحت رعاية والي قالمة، الجذور التاريخية التي تصل بين الشعبين الجزائري و الفلسطيني قبل نكبة 1948 و قدوم الاحتلال الصهيوني، حيث كانت فلسطين مقصدا للجزائريين من التجار و زوار البقاع المقدسة على مر الزمن، و لهم فيها ممتلكات وقفية و مواقف بطولية في مواجهة الغزاة المتعاقبين.
و قالت أستاذة التاريخ أومدور خميسة بأن علاقة الجزائريين بلفسطين ليست وليدة سنوات الاستقلال، فهي ممتدة في أعماق التاريخ البعيد، و ظلت مستمرة إلى اليوم، و تعززت أكثر لدى قادة المقاومة الجزائرية و كبار الكتاب و الأدباء الجزائريين و بلغت مرحلة مهمة في حياة الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كانت حياته و مواقفه مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية، مؤكدة بأن مثقفي الجزائر و كتابها و شعرائها و كبار القادة و المناضلين و المقاومين أسالوا الكثير من الحبر في مجلات و صحف عربية دعما لنضال الشعب الفلسطيني و تنديدا باليهود الغزاة، كما فعل عبد الحميد ابن باديس و البشير الإبراهيمي و مصالي الحاج و فرحات عباس و غيرهم من النخب الجزائرية الداعمة للقضية الفلسطينية.
و عرج الروائي حد مسعود عبد الحكيم، على تاريخ فلسطين البعيد و التكالب عليها و الحروب التي دارت هناك، مذكرا بالحروب الصليبية و التاريخ الإجرامي لليهود و المجازر التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني من سنوات النكبة إلى ما يجري اليوم بغزة و الضفة الغربية و كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
و قال أستاذ التاريخ عبد الله بن الشيخ بأن ما يجري في فلسطين من حرب و تطهير عرقي ليس وليد اليوم بل هو نتاج تراكمات حضارية و عقائدية في بلاد الشام و شمال إفريقيا، مذكرا بالحقب الفينيقية و الرومانية و الفتوحات الإسلامية و الحروب الصليبية و حروب نابوليون و تأثير كل ذلك على المنطقة و ما يجري فيها اليوم من صراعات و حروب.
و قال المتحدث بأن للحركة الصهيونية دور كبير في احتلال الجزائر سنة 1830 و أن هذه الحركة المدمرة مازالت تسعى للنيل من الجزائر بسبب مواقفها الصريحة و الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فريد غ
المصدر : www.annasronline.com