سهل الجنوب الكبير بقالمة: مشروع لفك العزلة عن قرية بير السطل

انطلق أخيرا مشروع تعبيد الطريق البلدي المؤدي إلى قرية بير السطل الواقعة ببلدية تاملوكة جنوب قالمة، حسب ما علم من مصادر مهتمة بقطاع الطرقات وفك العزلة عن المناطق الريفية التي تعرف ظروفا معيشية صعبة.ويتفرع الطريق المؤدي إلى قرية بير السطل من الطريق الولائي 133 الرابط بين تاملوكة وحدود ولاية قسنطينة، وقد عرف هذا المسلك الريفي تدهورا كبيرا في السنوات الأخيرة وشكل صعوبات كبيرة لسكان القرية الصغيرة التي تتوسط سهلا زراعيا مترامي الأطراف، لكنها ظلت تعاني من مشاكل تنموية متعددة قبل أن تستفيد من مشاريع هامة للربط بالكهرباء والغاز والماء والبناء الريفي والتعليم والصحة، والدعم المستمر لقطاع الزراعة وتربية المواشي الذي يعد المصدر الرئيسي لسكان بير السطل.
وكان مشكل العزلة في مقدمة المطالب التي أثارها السكان عقب الزيارة التي قامت بها السلطات الولائية إلى القرية الريفية النائية شهر فيفري الماضي، حيث تمت الموافقة على تسجيل مشروع لترميم الطريق المنهار وفك العزلة عن السكان ومساعدتهم على الاستقرار بالمنطقة والمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى تطوير الاقتصاد الريفي وتشجيع النازحين على العودة إلى الأقاليم المهجورة.
في بير السطل النائية مدرسة ابتدائية بالكاد يصلها المعلمون كل يوم عبر طريق طويل يمتد على مسافة تتجاوز 11 كلم منها مقاطع منهارة ظلت عائقا كبيرا أمام السكان، وقرب المدرسة مركز صحي ومشروع استثماري متوقف عن النشاط، ومسجد عند المدخل الشرقي، ومنبع مائي تجتمع حوله قطعان المواشي من سلالة تاملوكة التي تضاهي سلالة أولاد جلال الشهيرة.
ويعيش سكان بير السطل على زراعة القمح وتربية المواشي بسهل الجنوب الكبير موطن الغنم والقمح البليوني الشهير الذي صنع أمجاد المنطقة على مدى عقود طويلة قبل أن يتعرض السهل الخصيب إلى موجات جفاف متعاقبة تكاد تحيله إلى أرض جرداء، مما دفع بالسكان إلى التحول التدريجي إلى بدائل أخرى للعيش كتربية المواشي والدواجن.
ويأمل سكان القرية الريفية، التي ظلت منسية سنوات طويلة، في مزيد من المشاريع التنموية والاستثمارات المنشئة للثروة ومناصب العمل، كالتنقيب عن مياه السقي وتطوير قطاع تربية الأغنام والدواجن، وبعث الزراعات المقاومة للتغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.