عين تموشنت - Ahmed Ammour

أحمد عمور عين تموشنت

عدد القراءات : 325


هذا القسم مخصص لـ أحمد عمور إذا كان لديكم معلومات أو تعليقات حول هذا الموضوع، لا تترددوا في إبدائها. هذ الفضاء مفتوح لحرية التعبير ، ولكن بهدف إيجابي شكرا لكم على المشاركة



قادري قدور فارس سقونة ونجم أولاد ميلود المختار لم تكن الثورة الجزائرية المباركة لتستثني منطقة دون بقية المناطق فقد مست جميع ربوع الوطن؛ جبالها وسهولها ووديانها وصحاريها الشاسعة، وضربت للعالم أجمع بأروع الأمثلة عن الفداء والتضحية والجهاد، حتى غدت الجزائر قبلة الثورات التحررية، ومدرسة تقصدها الشعوب المضطهدة الطامحة في الحرية لتتعلم منها فنون الصبر والكفاح والعزيمة على التحرر، وغدت معارك الجزائر دروسا في الأكادميات الحربية، بل لقد غيرت صلابة الإنسان الجزائري وعصيانه عن ترويض نظريات علم الاجتماع الغربي الذي أراد تدجين الإنسان وتدويبه في قوالب اجتماعية جاهرة صنعتها مخابر الحضارة الغربية. فكانت منطقة بني صاف احدى المناطق التي قدمت خيرة رجالها مهرا لتراب الوطن الغالي، وفداء لحرية الانسان الجزائري وأصالة هويته العربية الإسلامية، من أمثال لحبيب بن وارث، عطار الهادي، وبلحاج خيرة والاخوة قادري اولاد ميلود المختار، ونجمهم قادري قدور وما أدراك ما قادري قدور فارس سقونة وربوعها وحامل لواء ثورتها بلا منازع، فمن هو بطل قصتنا هذه؟ إنه قادري قدور ابن ميلود ولد المختار –ويسمى كذلك محمد ولد المختار- ورابحة رحماني بنت ميلود، ولد الشهيد في 3 مارس 1932 في منطقة "دارُّوس" بضواحي سقونة بني صاف، ترعرع في كنف عائلة ريفية محافظة، متكونة من أربعة ذكور حاز كلهم شرف الشهادة في سبيل الله وهم بالترتيب: أحمد، قدور، طاهر، علي وخمس إيناث شاركن في الجهاد بشكل مباشر وغير مباشر. دخل الشهيد قادري قدور الكُتَّاب في الخامسة من عمره ليتعلم القراءة والكتابة، فأتم حفظ القرآن وعمره لم يتجاوز 15 سنة ليتجه بعدها إلى ولهاصة ليدرس عند الشيخ أحمد ولد سي عبد القادر بن يوسف (الذي اشتهر فيما بعد في بني صاف باسم سي احمد العالم إمام مسجد عائشة الأسبق)، فتتلمذ على يديه مدة لا تزيد عن ستة أشهر، فلما رآى نبوغه وإتقانه في حفظ القرآن الكريم وجهه إلى معسكر ليتتلمذ على يد شيخ فقيه يسمى الشيخ بلحول، فمكث هناك مدة حتى جاءه استدعاء الالتحاق بالخدمة العسكرية التي فرضتها السلطات الفرنسية آنذاك حيث توجه إلى تلمسان ومنها إلى بلجيكا سنة 1952. لقد عُرف "السي قدور" بشخصية قوية منذ صغره، تميز بها بين أصدقائه وزملائه في الكتاب، وبين أفراد عائلته، وتشهد له موقف كثيرة يرويها عنه من عايشوه، تحدثنا أخته عائشة قادري فتقول أنه أثناء آدائه الخدمة العسكرية في بلجيكا، طُلب منه التقدم للمصلحة الطبية بالمعسكر لنزع الدم لاسعاف الجرحى الفرنسيين، فأبى ذلك مع ما يعرف بضرورة الانضباط بالأوامر العسكرية، وحينما سأل عن السبب برر بأنه جزائري مسلم ولا يشرفه أن يقدم دمه لفرنسي مما عرضه لعقوبة عسكرية وسخط قادته عليه. وبعد إنهاء الخدمة العسكرية سنة 1954 قرر السفر إلى فاس بالمغرب الأقصى لدراسة علوم الدين، غير أن عراقيل الحكومة الفرنسية من جهة وشظف العيش من جهة أخرى حالا دون ذلك، فاتجه إلى مديونة (سبع شيوخ) ليعمل فيها كمدرس للقرآن الكريم وبعد سنة من ذلك تزوج "السي قدور"، وكانت تلك السنة التي اندلعت فيها شرارة الثورة الجزائرية في بني صاف. مع بداية التنظيم لجيش وجبهة التحرير الوطني في تلمسان كان الشهيد قادري قدور على صلة وطيدة بالأحداث، حيث بدأت صلاته بشكل سري للغاية دون علم أهله إلى أن شكلت لجنة قيادية من خمسة أعضاء للتخطيط للثورة في منطقة بني صاف، وهم سي مرباح، سي عباس، سي بوسيف، العقيد عثمان، وقادري قدور، وبعد ذلك عقدت اللجنة اجتماعا في بيت سي قدور الذي كان اعتبر مركزا منذ ذلك الحين، وعيِّن حينها الشهيد قائدا لناحية بني صاف وضواحيها، وصار اسمه الحربي "سي العيد"، فعرفت عنه المنطقة وجها آخر لم تكن تعرفه من قبل إنها الصرامة العسكرية، والحنكة القيادية، مما أهله لأن يرتقي من رتبة "ملازم أول Lieutenant" إلى رتبة "نقيب Capitaine" وأضيفت له مسؤولية ناحية بوزجار، فكان بذلك قائدا للناحية من سبع شيوخ (وكانت تعرف آنذاك باسم مديونة) وولهاصة وسقونة ودائرة بني صاف وتارقة وصولا إلى بوزجار، وكان أخوه سي الطاهر يخلفه في الرتبة كلما ارتقى من رتبة إلى أخرى فسمي أخوه بـ"السي مخلوف". قاد الشهيد عدة معارك في الناحية من بينها معركة سقونة (تعرف بمعركة المقاديد) التي استشهد فيها احدى عشر شهيدا من بينهم أخوه قادري أحمد ومعركة سيدي جلول، ومعركة المدادحة ومعركة مجديد بسيدي الصافي وغيرها من المعارك... وكانت آخر معركة له هي معركة سيدي قاسم في ربيع 1957 حيث كان منتقلا رفقة سبعة من رفاقه من بينهم امرأة إلى وهران ومنها إلى الحراش قصد ترقيته إلى رتبة أعلى وتحميله مسؤوليات أخرى، وفي طريقه الى وهران عبر الغابات والقرى باتوا في احدى الليالي في مخبأ عند أحد المجاهدين في "المغانة" بسيدي قاسم فوشى بهم أحد الخونة الى الجيش الفرنسي فأحاط بهم إحاطة السوار بالمعصم، وهنالك كانت آخر معركة أثبت فيها "السي قدور" ورفاقة آخر بطولاتهم الجهادية يوم 5 مارس 1957 ورماهم المستدمر الفرنسي في كهف بجبل سيدي قاسم، ولم يكشف أمرهم إلا بعد الاستقلال من طرف أحد الرعاة في ديسمبر 1962، وحول جثمانهم إلى مقبر الشهداء بتارقة. رحم الله شهداءنا الأبرار وأدام العزة الكرامة لبلدنا الحبيب كتبه الأستاذ رحماني ميلود استنادا إلى بعض الوثائق التاريخية وشهادات السادة التالية أسماؤهم: - قادري عائشة أخت الشهيد. - رحماني محمد ولد علي صهر الشهيد ورفيقه في الجهاد. - بن مداح مريم زوجة الشهيد. - قادري نصر الدين (منصور) ابن الشهيد.
رحماني ميلود - بني صاف - الجزائر

04/11/2012 - 45213

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)



لا يوجد أي مقال









لا يوجد أي صورة









لا يوجد أي إعلان










لا يوجد أي مؤسسة









لا يوجد أي مقطع فيديو










لا يوجد أي مقطع موسيقي








لا يوجد أي رابط