معركة حد منداس:
في أواخر شهر نوفمبر من سنة 1958 وقعت معركة حد منداس حوالي, 04 كلم جنوب غرب تامسنة مقر ثكنة عسكرية للاستعمار الفرنسي و عدد هام من الحركى و محتشد للجزائررين من الريفيين و البدو الرحل من سكان منطقة أولاد سيد الحاج, الحساسنة الشراقة و الساسفة .(حاليا تامسنة قرية تابعة لبلدية الحساسنة ولاية سعيدة).
كانت كتيبة لجيش التحرير الوطني من الناحية الثالثة المنطقة السادسة الولاية الخامسة متمركزة بدوار الباهي اولاد سيد الحاج غرب تامسنة بحوالي 05 كلم
.تضم الكتيبة في صفوفها أكثر من 80 مجاهدا تحت قيادة الشهيد الحاج المشري و مجهزة بأحسن الأسلحة الحربية المتنوعة...
بعد وشاية من بعض العملاء حشدت فرنسا قوات كبيرة من اجل محاصرة كتيبة جيش التحرير و غلق كل المنافذ التي يمكن للمجاهدين الانسحاب منها حيث انتشرت على طول الطريق الوطني الحالي الرابط الحساسنة معمورة والطريق الرابط الحساسنة تامسنة و جندت طائرتين حربيتين و حوامة .
تفطنت الكتيبة للحصار بفضل المناضلين المسبلين الذين كانوا يراقبون تحركات العدو منذ ان حلت الكتيبة عندهم...
بعد ان جمع قائد الكتيبة و نوابه جميع المعلومات حول تحرك القوات الاستعمارية الفرنسية و خاصة زحف هذه القوات من الجهة الشرقية في اتجاه الكتيبة غربا مكان تمركزها.
نظرا لهذا الزحف قرر قائد الكتيبة الانسحاب غرب جنوب لما لهذه المنطقة من وديان وجبال ذات الفابة الكثيفة من أشجار الطاق و البلوط و الضرو و غيره من النبتات المختلفة .
هذه المناورة التي قامت بها الكتيبة تهدف الى الخروج من الحصار و تفادي قبضة العدو أو الدخول في المواجهة في بداية النهار و الوصول الى المنطقة التي تضاريسها تساعد على المباغة و حرب العصابات ولخطة الهدف ألأخيرة القيام بعملية تمويهية تجعل العدو أنه نجح في وضع الكتيبة بين السندان و المطرقة و لم يبق لها إلا ألاستسلام أو ألانتحار...
الكتيبة اتجهت ببطء إلى شمال غرب تامسنة و بالضبط الحسيان البيض و بعد وصولها و تأكدها من قبل المناضلين أن المنطقة كلها محاطة بقوات كبيرة و لا يوجد أي منذ للانسحاب...
نظرا لهذه الحالة قررت الكتيبة تحت إشراف قائدها الفذ الحاج المشري (شهيد) التريث و أخذ كامل الوقت قبل الدخول في المعركة خاصة و أن النهار في هذا الفصل قصير مما يساعد على اختيار الوقت المناسب...
هذه الوضعية دفعت الكتيبة على المغامرة و القيام بعملية تمويهية تجعل العدو يطمئن لخطته و تتراخى بعض الشيء قواته البرية و الجوية و يبتهج و يفرح و يعلن للجميع بتماسنة عن استسلام الكتيبة مما جعل الحزن يعم الجزائريين المحتشدين و علامة استفهام و الدهشة تعمهم , قيام أحد ضباط الصف بطلق العنان لجواده و يصيح بصوت مرتفع ...أفتحوا الطريق كتيبة جيش التحرير آتية مستسلمة و يقوم بطرد المواشي و الرعاة من الجهة المحددة من جنوب غرب قرية تامسنة حاليا....
إذن الحيلة انطلت على الجميع, و أفراد كتيبة جيش التحرير بقيادة الحاج المشري كانت تمشي في اتجاه تامسنة عبر رؤوس الجبال و الهضاب و أفراد جيوش ألاستعمار تمشي بالوديان و المنحدرات متراخية و مطمئنة مبتهجة ...
الساعة حوالي الرابعة و قبل وصول الكتيبة الى تامسنة بحوالي 04 كلم, أعلن قائد الكتيبة ببدء المعركة و ذلك بإطلاقه النار على الطائرة الحربية فأصابها و نجح في إخراج الطيران الحربي من المعركة مما سمح لكتيبة جيش التحرير من ألانقضاء على القوات ألاستعمارية بكل اطمئنان و تحت تكبيرات الله أكبر...
هذه المفاجأ أدخلت الرعب في صفوف القوات ألاستعمارية و حتى الطائرتين إبتعدتا عن موقع المعركة لفترة زمنية معتبرة و ما أن دانت إحداهما تم إسقاطها من القرب من موقع المعركة بحوالي كلمترين و الحوامة هي ألأخرى تمت إصابتها إصابة خفيفة و نجى الضابط السامي الذي كان يقود العسكر الفرنسي...
وانتصرت بحول الله و قوته كتيبة جيش التحرير حيث قاضت على أكثر من 150 جندي فرنسي و عدد معتبر من الجرحى متفاوتي ألإصابات و من جانب جيش التحرير أستشهد خمسة مجاهدين و إصابات خفيفة في صفوف الكتيبة المجاهدة...
و حل الليل و قبل انسحاب الكتيبة قام أفراد منها بتلغيم الطائرة حيث في صباح الغد عند مجيء قوات الاستعمار لتفقد الطائرة أنفجر اللغم و أصاب عدد كبير بين جريح و قتيل....
هذه ملحمة من الملاحم العديدة التي خاضتها كتائب جيش التحرير الوطني ضد جيش ألاستعمار الغاشم المحتل.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/03/2015
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : صاحب المدونة
المصدر : من أرشيفي الخاص