الشهيد: قويدر بلحميدي المدعو سي الحاج قويدر.
ولد الشهيد قويدر في سنة 1921, بمزارع بلج منطقة سيدي يوسف بالحساسنة سابقا بلدية المعمورة حاليا, من أب يمتهن الفلاحة و تربية الماشية ينتمي إلى قبيلة الساسفة الشريفة و أم تنتمي إلى العوامر من قبيلة اولاد سيدي يوسف بن سلطلن .
بحكم البيئة التي ترعرع فيها و التي يغلب عليها الطابع الفلاحي الرعوي فان الشهيد مارس حياة الطفولة في تربية الماشية و مساعدة والده في الفلاحة الموسمية بحكم أنه بكر أخوته دون أن يترك الجانب التعليمي بحكم, جده عامر كان معلما للقران فكان ينتهز فرص الفراغ لتحصيل العلم رفقة عمه ألأصغر سي الحبيب الذي كان ملازما لآبيه عامر جد الشهيد ...
بمجرد أن كبر إخوته و على رأسهم شقيقه لخضر الذي كان ساعده ألأكبر في تأديــة المهــام الصعبــة و الشاقـــة ممـــا أتـاح له فـرص للسفـــر و التسـوق و ألانفتاح على حياة التمدن وربط علاقات اجتماعية جديدة.
هذا ألانفتاح كلل في الزواج من امرأة مدنية لا تعرف أي شيء عن الحياة الريفية الشاقة آنذاك متحديا كل ألأعراف السائدة و التي تقتضـي الزواج من ريفيـة لكي تساعــد فـي تأدية المهام اليومية البدوية (و كم كانت شاقة و صعبة آنذاك...)
هذا ألانفتاح لم ينتهي عند هذا القران بل تعدى إلى سلوك آخر في نمط الحياة اليومية في اتجاه آخر ذا علاقات اجتماعية ذات نمط مدني
هذه الوضعية جعلت الشهيد ينتقل و يقيم رفقة زوجته في مدينة سعيـدة سنة 1942 و يستقر بحي لاردوت و يمارس مهنة التجارة و حلت سنة 1945 التي سادها القحط و المجاعة حيث تحصل على رخصة رفقة الشهيد الدرقاوي لشراء و بيع المواد الغذائية ألأساسية حيث سلطات ألاستعمار قننت بيع المواد الغذائية ألأساسية ...
هذا التغير الذي طرأ في حياة الشهيد جعل يندمج بسرعة و يتأقلم و ينسج علاقات اجتماعية متعددة و متنوعة خاصة في المجال السياسي و التجاري و الثقافي ذا البعد العقائدي.
- المجال التجاري جعل معارفه تتوسع و تتعدى مدينة سعيدة إلى الجنوب الغربي و خاصة منطقة بوقب, الكاف لحمر, البيض , المشرية وأفلو حيث تتواجد قبائل الـرزايـنــــة, الـطـــرافـي, اولاد زيـاد, اولاد عمـران. اولاد مـومــن , أولاد سيد الحاج, أولاد سيد الشيخ و النواصر... هذا مما سمح له بربط علاقات وثيقـة كان لها ألأثر ألإيجابي في المشاركـــــة في التحضير للثورة و على رأسهم الشهيد بوشريط سنة 1952 .
- المجال السياسي و الظروف التي كانت تمر بها آنذاك البلاد من أحداث 8ماي 1945 من غليان شعبي و حراك سياسي داخل الحركات الوطنية هذه العوامل جعلته ينخرط في العمل النضالي و ينضم لحزب الشعب الجزائري و هدا بفضل العلاقات التجارية المتينة التي كانت تربطه مع تجار أصولهم من منطقة القبائل الكبرى و رجال سياسة بحكـم القرابـة و المصاهرة أمثال عائلة عثماني و عمروش خلف و غيرهـم مـن الرعيـل ألأول الذيـن كانـوا وراء أحـداث مدينـة سعيدة في 2 و 8 ماي 1945 و قبلها رفض التجنيد ألإجباري في صفوف ألاستعمار....
- المجال الثقافي والعقائدي كانت تربطه علاقات مع الزوايا و منها البوشيخية بعبن السخوتة و الهبرية سيد البودالي اولاد ابراهيم وزاوية أولاد سيدي بوحركات و أولاد سيد الطيب بوهران و معسكر و ببعض رجال الدين و على رأسهم سي العلامة الطيب المهاجي...هذه العلاقة كان لها أثرها الايجابي الطيب حيث زار بيت الله الحرام و بيت القدس شهر اوت سنة 1952 ا...
هذه العوامل و ألأحداث جعلت منه وطنيا متأصلا و متمسكا بعقيدته ألإسلامية, متأثرا برواد الحركة الوطنية .
- لما أشتد المرض بوالده سنة 1949 عاد وأستقر إلى أن وفت المنية والده شهر أكتوبر من نفس السنة...هذه الوضعية الجديدة جعلته يتحمل مسؤولية العائلة الكبيرة و يعود و يستقر بعد توزيع تريكة المرحوم والده الذي كان مرموقا اجتماعيا حيث كان يكسب الكثير من الماشية و عقارات فلاحية معتبرة .
في سنة 1951 قام بشراء قطعة أرض بمزارع سيدي عبدالعظيم من الحاج عبد القادر بلحجار و أقام ضيعته عليها و بدأ يعد للثورة سريا في اتصال دائم مع الشهيد بوشريط من جهة الجنوب بواسطة المناضل بادجي الجاج الجيلالي توفى بعد ألإستقلال و عبر مدينة سعيدة مع عثماني و عمروش خلف و حجاج الحاج الونيس و آيت العربي و حميدة المزابي و غيرهم من الرعيل الاول لمدينة سعيدة و ربط علاقة وطيدة خاصة مع الذين كانت لهم رخص في بيع أسلحة الصيد و تصليحها أمثال عائلة أيت سيدهم والذين أنتقلوا الى مدينة سيدي بلعباس بعد ألاستقلال و لزالوا يمارسون أبنائهم نفس المهنة الى يومنا هذا...
و في نفس ألاتجاه قام باقتناء أسلحة صيد و شجع بقية أفراد قرابته معللا ذلك بإقامة منطقة صيد خاصة بمزارع بلج رفقة الشهيد بن يبقى سعيدي التي تعود ملكيتها لفرقة العوامر التابعة لقبيلة الساسفة و التي تفوق مساحتها 300 هكتار رفقة شباب من الدوار ...و ذلك تجنبا للشبهة...
و في اتصالته مع رجال الدين و السياسة كانت تربطه علاقة رفقة العائلة الثورية ألإخوة بلحجار مع العالم سي محمد بن عبد القادر التاجروني الذي أوصاهم بإقامة مدرسة للتعليم بمنطقة سيدي يوسف و جلب لهم معلم يدعى سي أمحمد الجلالي من قبيلة النواصر و إقامة أرض حبوس و شراء رؤوس من المواشي او جمع قطيع من الغنم لمواجهة الطوارئ...و كان هذا ألأمر يدخل في التحضير للثورة...و قد تأكد ذلك و نتج عنه:
- فبعد اندلاع الثورة التحق جل الطلبة الذين كانوا يدرسون بهذه بالمدرسة القرانية لاولاد سيدي يوسف بصفوف ثورة التحرير و منهم : بلحميدي بغداد أستشهد في رمضان المصادف لشهر افريل من عـام 1957 ’و صـدوق الميلود استشهد في نفس الشهر و السنة و بلحجار أحمد استشهد في 26 جانفي من سنة 1958 .
- أما عن سر جمع قطيغ من ماشية الغنم فكان يتعلق بدعم الثورة بعد انطلاقها وقد تجلى ذلك في ألاجتماع السري المنعقد بسعيدة في جوان 1956 و الذي حددت مبالغ مالية ملزمة تدفعها كل قبيلة فقد حدد مبلغ 500 إلف فرنك فرنسي لقبيلة الساسفة فمكان من الذين حضروا ألإجتمار و هم الشهيد الحاج قويدر بلحميدي و المجاهـدان ألأخوان بلحجـار بن علي و لحسـن المدعـو عبـد السعيد و المجاهد قندوز بوحركات و بعد مشاورة مع بقية المناضلين و هم مخلوف عبدالقادر و هواري بن علي و رابحي يوسف و نجاي عبدالقادر المدعو عكروم و مداني البودالي و تفاديا لخروج السر أتفقوا على بيع القطيع و تأدية الواجـب دون اللجـوء إلـى الجمـع المبـاشـر و ما تنجـر من توابع سلبية..
- أما عن حبوس ألأرض و التي جسدتها القبيلة حيث تبرع أحد ألأعيان ن اولااد سيدي يوسف يدعى الحاج بوبكر مزياني في الخمسينيات بـ80 هكتـار , وبعـد اعادة السيادة الوطنية و طرد الاستعمار الفرنسي أقيــم عليها 17 سكنـا و مدرسة ابتدائية و مسجد و من يومها أصبحت تسمى قرية سيدي يوسف و هي اليوم تضم مئات المباني و مؤسسات تربوية و ثقافية و محال تجارية و غير ذالك من المرافق الضرورية...
هذه هي حكمة الرجل العالم سيدي محمد بن عبدالقادر الذي كان له بعد نظر سياسي اجتماعي رحمه الله و أسكنه جنانه...أغتيل سنة 1956 من قبل المخابرات الفرنسية من أجل ضرب المصداقية بين جبهة التحرير و العلماء و رجال الدين الذين كانو آنذاك يتمتعون بسلطة معنوية و احترام كبير لدى اوساط الشعب بصفة خاصة و سكان منطقة البيض و أفلو بصورة عامة . ( و اكد ذلك في شهادة المجاهد مولاي ابراهيم عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية ).
لنعــود إلى حيـاة الشهيـد التي تميزت بالفطنـة و الذكاء و قـوة ألإستعـاب و سرعة التكيف مع كل المستجدات بحكم إيمانه القوي بشرعيـة النضـال و الجهاد حتى استعادة استقلال الوطن فقد تميز بتعدد المهام من تجنيد المسبلين للقيـام بعمليـات تخريبيـة ضـد أمـلاك المعمـريـن و جمـع المـال و المئونة و السلاح إلى جانب عمليات تحضير المخابئ و حفرها إلى جمع أنواع من ألألبسة كالأحذية الخاصة من نوع بطوكاز الى الجوارب و في هذا ألإطار نذكر أول مخبأ أنشيء في أواخر 1955 داخل ضيعته حيث فام بحفره رفقة زوجته و خزن اول دفعة لأحذية البطوكاز أرسلها الشهيد سي بوشريط عن طريق المناضل الحاج الجيلالي بادجي ثم تم نقلها إلى ثاني مخبأ تم حفره و إعداده في بداية سنة 1956 شمال غرب ضيعة الشهيد بحوالي 500 م لزال موجوذا الى يومنا هذا و تم حفر مخبأ آخر كبير خاص بأستقبال المرضى و الجرحى من جيش التحرير الوطني لا زال قائما ...( المناضلين الذين ساهمو ا و شاركوا في حفر هذه المخابيء بغابة سيدي عبد العظيم بجبلي لصنوبر البعض منهم هم : حمياني محمد المدعو الفلاقي- بن سعيد عامر و لد المزوزي - يوسف ولد الناصر بوعباسي - يوسف سعيدي المدعو الزين - الحبيب بلحميدي - الصغير مخلوف - و خمسي احمد المدعو بوخدمي و غيرهم )
وتنفيذا لقرارات مؤتمر الصومام و في إطار العمليات التنظيمية قام تحت إشراف قيادة المنطقة السادسة قائدها الشهيد سي عبدالخالق و قائد الناحية الثالثة المجاهد سي عبدالجبار بهيكلة تنظيمية لفرق القبائل بوضع مجالس للعروش التابعة للقطاع 65 الناحية 03 المنطقة 06 الولاية 05 حيث نصب خمس مجالس لكل من :
01- الساسفة. ( يتكون من قندوز بوحركات - مخلوف عبد القادر - هواري بنعلي - نجاي عبد القادر المدعو عكروم - موسع الى بن شهرة يوسف ولد بن منصور - رابحي يوسف - هيدور الشيخ.)
02- النواورة, أولادأحمد بلحاج, الرواشد و المغثة. ( يتكون من : بنور عبد القادر- بن ويس عبد السلام - عثماني محمد - طهراوي يوسف )
03- أولاد قفيفة . ( يتكون من : دياب الحاج محمود - زغوان عبد القادر - موسوني انحيلي و غيرهم - )
04- الرزاينة, الطرافي, أولاد زياد,أولاد عمران وآخرون. ( العربي عياشي و بن عبد الله- مزوزي و غيرهم )
و كل مجلس حدد له مجاله الجغرافي الذي ينشط فيه اذ يتعلق ألأمر بالدعاية للثورة و جمع المال و المئونة وألإتصال و جمع ألأخبار و حفر المخابئ لتخزين المئونة و مراكز لاستقبال الجرحى و استقبال كتائب جيش التحرير الوطني مع تقديم الدعم و ألإسناد المباشر كالحراسة و نقل الجرحى و دفن الشهداء...
و عين على اربعة عرش من قطاع 65 الشهيد بن يبقي المدعو عبد الباقي و هو تقريبا الحدود الحالية لبلديتي المعمورة .
و نظرا لرصيد الشهيد النضالي حيث أصبح محل ثقة قيادة المنطقة السادسـة وموقـع ضيعته ألاستراتجي بمنطقة سيدي عبد العظيم اختير كمقر قيادة للمنطقة إذ تحتـوي هـذه الضيعـة على منـزل ريفـي يتكـون من ثلاثة غرف و حوش و مستودع ’ فخصصت الغرفة الغربية كمكتب و حجرة نوم لقائد المنطقة و الغرفة المتوسطة للجنديات للمبيت بها و الغرفة الشرقية خصصت للضباط و ضابط المناومة و المستودع في الجهة الجنوبية و لمحاذي للحوش خصص كمرقد واستراحة للجنود...
و اتنقلت قيادة المنطقة من زاوية سيد البودالي مرورا بدوار العماير ثم حلت بالمركز بسيدي عبد العظيم واصلت مسيرتها الى ضيعة المناضل حسيني بن عامر جنوب تامسنة و واصلت سيرها في اطار القيام بحملة التعبئة و التجنيد الى ان تمس جميع الدواوير حيث من ضيعة تحل بعدة مراكز بكل من اولاد لكحل عند الحاج محمود و القواسمة عند الحاج بن حليمة و العواودة و اولاد لخضر عند القايد عامر و تواصل جولتها بالمراكز الهامة بكل من الغمارسة و الادارسة و الدنانير و اولاد عميرة هذا في خريف 1956.
واستقرت بضيعة الشهيد الحاج قويدر بلحميدي الى غاية جانفي 1958 حيث ألأوامر صدرت من القيادة بتغيير مقرات الجيش و الجبهة نتيجة التحاق يوسف بن ابراهيم بصفوف جيش ألإستعمار حيث تلقت الجهة ضربة قاسية نتيجة هذه الخيانة حيث أستشهد عدد كبير من أفراد جيش التحرير و المسبلين من أهل المنطقة كما كان لها أثارها السلبية .
أواخر جويلية 1958 تعرض مقر القيادة لقصف الطيران الحربي بعد وشاية من عملاء ألاستعمار و قد نجى الشهيد هذا اليوم بفضل الله اذ التجأ الى احد المخابئ القريبة من الضيعة كما أن الحيطة و الحذر التي أتخذها جيش التحرير كانت صائبة الا أنها لم تمر هكذا حيث أستشهدت بوسعيد سعدية و أبنها الرضيع و إصابة طفلها طاوسي قويدر حيث أنقذه طبيب جيش التحرير و أستشهد بوعباسي بلقاسم و نجى آخرون....
و أثناء تمركز القيادة بضيعة الشهيد شهدت الناحية و القطاع عدة أحداث تستحق الذكر, منها عملية التجنيد المتواصل و التدريب و جلب المجندين من الجزائريين في صفوف جيش ألاستعمار من أجل ضمان النوعية حيث كان للشهيـد دور كبير و مميز رفقة عائلـة ألإخـوة بلحجـار اذ التحـق عدد كبير من افـراد عائلتهـم و على رأسهم إخوة الشهيد الثلاث
1/ بغداد بلحميدي استشهد في افريل 1957.
2/ بن عامر بلحميدي استشهد سنة 1958 .
3/ أمحمد بلحميدي المدعو الطالب استشهد سنة 1960.
و أصهاره:
1/ سعيدي بن يبقى أستشهد سنة 1959.
2/ سعيدي ولدخالد 1958
3/ بساعد الحـاج سنـة 1958 و أبنائه .
4/ بساعد الخشخوشي أستشهد سنـة 1958 .
5/ بساعد يوسـف أستشهـد سنـة 1959 .
6/ بوسعيد قويدر سنة 1959 سهر الشهيد
7/ بوسعيد سعدية استشهدت جويلية 1958 أخة زوجة الشهيد
8/ طيبي عبد العالي أستشهد سنة 1960 خال الشهيد .
9/ بوعباسي بلقاسم أستشهد سنة 1958,
ألإخوة: بلحجار التحق تسعة منهم بصفوف الثورة دفعة واحدة . أستشهد خمسة منهم و هم :
1/ بلحجار أحمد
2/ بلحجار بن أبراهيم
3/ بلحجار العربي
4/ بلحجار عيسى
5/ بلحجار بن عامر
عمل الشهيد على تجنيد أبناء المنطقة المتواجدين في صفوف جيش ألاستعمار حيث نتج عن ذلك هروب البعض منهم و التحاقهم بالثورة منهم الشهداء ألإخوة موكيل, الشهيد بليل لخضر و المجاهد طاوسي لخضر و غيرهم كثيرون مجاهدون توفوا بعد ألاستقلال رحمهم الله . تمت تصفية عدد من الخوانة و عملاء الاستعمار و على رأسهم القايد بولنوار الذي كان يقوم بحملة دعاية ضد المجاهدين و محاربة ألتحاق الشباب بالثورة وسلب سلاح الصيد من المواطنين عبر الدواوير و المداشير حتى لا يستغل من قبل الثورة ...كما برأت الثورة عدة متهمين من بينهم خمسي أحمد المدعو بوخدمي في آخر لحظة حيث حفر قبره بنفسه و ذلك يعود لتفطن الشهيد الحاج قويدر للخلاف العائلي حول عقار فلاحي بين المتهم و جهات أخرى إذ تدخل لذى قائد المنطقة و تمت تبرئته و عين كرئيس لفرقة أنجاز المخابيْ و من يومها لقب بأحمد بوخدمي.
شارك الشهيد في عدة عمليات عسكرية منها الكمين في شهر مارس 1957 بـرقبـة الغنس بالحـدود الشمـاليـة الـغربيـة بين بلديــة الحساسنــة و المعمــورة بالطريـق الرابــط بيــن قريتـي سيـدي يوســـف و تامسنـة و تم ذلك تحت قيادة قائد الناحية المجاهد سي عبد الجبار و كانت العملية ناجحـة إذ تكللت بقتل قائد الكتيبة الفرنسية الضابـط موليـر و عدد مـن أفــراد الـدرك الفرنسـي و تحرير ألأسرى و استشهــاد البعــض منهـم نتيجــة تبـادل إطلاق النار بين المجاهدين و القوات ألاستعمارية (و كان قائد الكتيبة آنذاك المجاهد ولد قادة لخضر مزال على قيد الحياة.) و في نفس الوقت و بعيدا عن مكان الكمين قامت القوات ألاستعمارية تصفية 14 أسيرا كرد فعل غير مبالين بالقوانين ألأمامية التي تمنع مثل هذه ألأفعال.
واصل الشهيــد عملـــه السياسـي في التنظيـم و التجنيـد و جمـع المـال و التموين خاصة بناحية عين السخونة إلى الحدود الرابطة مع المنطقة السابعة جنوبا شرقا إلى المنطقة الثالثة غربا جنوبا من نفس الولاية الخامسة.
إ ان الناحية الثالثة من المنطقة السادسة شهدت حصارا كبيرا من جانب القوات ألاستعمارية بعد تجنيدها لعدد من المرتدين و الذين لهم دراية و معرفة بالتنظيم الهيكلي و مراكز ألإيواء و المخابئ و غير ذلك من ألأمور السرية الخاصة بجيش و جبهة التحرير الوطنين هذه الحالة ساهمت بشكل مباشر في نزيف الطاقة البشرية من استشهاد عدد كبير من أبناء المنطقة و سجـن البعـض منهـم و انتقال آخرون إلى وجدة المغرب, هذا الوضع سمح للاستعمار في البحث و التركيز على الشهيـد و عـائلـتـــه, حيث نـجــى مـن عدة محـاولات اغتيـال أو القبـض عليه إلى غاية أكتـوبـر 1958, عيـن كمحـافــظ سياسي عسكري و انتقل رفقة المفتش العام للمنطقة السادسة الشهيد, الرائد المجدوب و المجاهد احمد سعدوني إلى المنطقة الثالثة من الولاية الخامسة حيث أقامو محطة مدنيـة لجيش التحـريـر بمنطقــة ذراع الوســط بالمـكان المسـمــى زبـارت لرطـى, رافضا ألانتقال إلى المفرب مقر قيادة الولاية الخامسة .
واصــل الشهيـــد, نضـالـه السيـاسـي و العسكـري بكل عزيـمـة و صرامة إلى أن تم اغتياله في ظروف غامضة في شهر جانفي من سنة 1960, و بدون أدنى شك كانت مخابرات ألاستعمار (اليد الحمراء) وراء هذا العمل الجبان .
- المجد و الخلود لشهدائنا ألأبرار
تاريخ الإضافة : 27/02/2015
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : صاحب المدونة
المصدر : من أرشيفي الخاص