الروينة (طحين القمح المحمص)

عادات ومعتقدات ... :
من العادات التي تنتشر في الهضاب العليا الشرقية بالجزائر، وفي منطقة سطيف وبرج بوعريريج بشكل خاص عند بدأ موسم الحرث هو تقديم هذه الأكلة للمزارعين، وتتكون من الروينة (طحين القمح المحمص) مع حبات فاكهة الرمان، لكن لو نطرح سؤال على هؤلاء عن مغزى هذه العادة؟ ومدلولاتها الدينية؟ لن نجد إجابة.
سبق لي في مذكرة الليسانس أن تتبعت مختلف المعتقدات الوثنية التي كانت تنتشر في منطقة بلاد المغرب القديم عموما والجزائر خصوصا قبل ظهور الديانات السماوية (المسيحية والاسلام)، وقد قمت في الخاتمة بجمع العشرات من العينات لسلوكات وعادات لازالت تمارس إلى يومنا هذا في مختلف مناطق بلاد المغرب والجزائر، ولها دلالات وثنية عجزت المسيحية والاسلام عن ازالتها من حياة الفرد المغاربي بسبب تجذرها في المجتمع منذ قرون، ومنها هذه العادة، وبعد هذا التمهيد أعتقد بأن القراء ينتظرون الدلالات الدينية لهذه العادة الموضحة في صورة المنشور.
نعم فاكهة الرمان هي من تمظهرات الإلهة المغاربية القديمة (تانيت)، وترمز للخصوبة والتكاثر مثلها مثل: النخلة، الحمامة ...
وبذلك فقد كان الفلاح المغاربي القديم وقبل البدأ في عملية الحرث يضع حبات الرمان على محراثه من أجل أن تكون السنبلة ممتلئة بالحبوب مثل حبة الرمان، كما تقوم ربة المنزل بتحظير هذه الوجبة للمزارعين استبشارا بموسم فلاحي ناجح.
* لا يمكن تأويل هذا الكلام على أن هذه العادة حاليا تدخل ضمن المحرمات والاعتقاد الوثني. بل هو مجرد منشور يحرك العقول للاستفسار عن مدلول أي عادة خارجة عن نص المعقول.