البحث في الجزائر عن قبور عمرها 1.8 مليون سنة

يواصل فريق البحث في التاريخ القديم والاركيولوجيا بمنطقة "عين الحنش" في ولاية سطيف شرق الجزائر حفرياتهم للوقوف على تفاصيل تخص سكان هذه المنطقة قبل 1.8 مليون سنة. ويجري البحث منذ سنوات واستؤنف مؤخرا في الموقع، حيث يسهر عدد من الأساتذة والطلاب والخبراء على تحليل المعطيات وفق مقاييس علمية جديدة اكثر دقة تتيح التأكد من بعض الفرضيات ونتائج التحليلات السابقة. وقد اكتشف عالم الآثار الفرنسي كميل آرمبورج هذا الموقع العام 1947. وعثر على بقايا الانسان من عظام ومن أدوات استخدمها للصيد والحماية.

كما عثر على عظام حيوانات كبيرة كالزرافة والفيل ووحيد القرن. وحدد عمر هذه الآثار وقتها ما بين 700 ألف الى مليون سنة، لكن البحوث المتعاقبة وأهمها تلك التي قادها البروفيسور والباحث الجزائري في جامعة "بوبونغتون" بولاية "انديانا" الأميركية محمد سحنوبي العام 2006، اثبتت ان عمر تلك الآثار اقدم بكثير ويصل الى 1.8 مليون سنة.

وهي حتى الآن اولى السلالات البشرية المعروفة التي عمرت منطقة شمال افريقيا، وتوازي في قدمها آثار قديمة بجنوب شرق افريقيا. وقد استخدم البروفيسور سحنوني وفريق من 15 باحثا مختلطا من الجزائر واميركا اشتغلوا معه، وسائل تحليل ومناهج أدق لبلوغ هذه النتائج، وأقام بمدينة سطيف عدة اشهر تابع خلالها الأبحاث، وألقى محاضرات في جامعة المدينة امام طلاب الآثار والتاريخ القدي، وحضرها أيضا كثير من المثقفين والعلماء والفضوليين الشغوفين بمعرفة تاريخ منطقتهم. وكان موقع "عين لحنش" مجالاً لدراسات وأطروحات علمية في جامعات جزائرية واجنبية، كما يعتبر من أهم المواقع التاريخية المعروفة في افريقيا والعالم.

كما يحتوي متحف مدينة سطيف (400 ألف نسمة) على مئات من القطع الأثرية التي التقطها الباحثون من هذا الموقع. وترك البروفيسور سحنوني وراءه حين عاد للولايات المتحدة، حيث يقيم، فريقاً من الباحثين المخضرمين والشباب يواصلون الحفر ويرصدون كل جديد في الموقع.