من أجمل عادات منطقة القبائل في موسم الثلوج

انتعاش الأطباق التقليدية وجمال الألفة الأسرية

مع تساقط الثلوج وتغطيتها للقرى، تكتسي الجبال حلة بيضاء تزيد من روعة المشهد، ما يجعل السكان يتفاءلون بشتاء مليء بالخير، بعد مخاوف من قلة الأمطار وشحها. انخفاض درجات الحرارة يبعث حياة جديدة في الأطباق التقليدية التي تتفنن النساء في إعدادها لمواجهة برد الشتاء.

عند زيارة إحدى قرى منطقة القبائل هذه الأيام، يُمكن ملاحظة فرحة السكان الذين كانوا قلقين بشأن المحاصيل الزراعية، إذ يساهم المطر في تعزيز الأمل بموسم فلاحي جيد. وإذا طرقت باب أحد المنازل القروية، ستلاحظ رائحة الطعام الشهية تفوح في الأرجاء، خاصة في الأيام الباردة والممطرة، حيث تقدم العائلات أطباقًا تقليدية غنية بالنكهات والطاقة.

النساء في الجبال يستعدن لهذا الفصل طوال العام بتخزين البقول الجافة، التين المجفف، زيت الزيتون، الشعير، والقمح. هذه المواد تُستخدم لتحضير أطباق مثل "تيكربابين"، "تعصبانت باوران"، "تحياسث"، "تيغريفين"، "ثيمسمذين ايسوفار"، "أغروم لحشيش"، "سكسو تمزين"، وغيرها. وتعتمد هذه الوصفات بشكل أساسي على الخضروات الطازجة والمجففة وزيت الزيتون الذي يُعد مصدرًا للطاقة.

غذاء ودواء
الأطباق التقليدية لا تُنافسها الأطعمة العصرية، إذ تُعتبر أكثر فائدة وصحة. فهي مستمدة من الطبيعة، غنية بالفيتامينات، وتُساعد في الوقاية من الأمراض خلال فصل الشتاء. كما يُعتبر تناول التين المجفف المغمور بزيت الزيتون و**"أغروم اوبلوظ" (خبز مصنوع من دقيق البلوط)** جزءًا من طقوس الشتاء في القرى، حيث يُساعد هذا الطعام على الوقاية من البرد والزكام.

دفء العائلة حول الكانون
على الرغم من توفر غاز المدينة في العديد من القرى، ما زالت الأسر تفضل استخدام الحطب للتدفئة والطبخ، حيث يجتمع أفراد الأسرة حول "الكانون". في هذه الجلسات، تُسرد الحكايات والنكات، وتُستعاد ذكريات الطفولة، ما يُضفي جوًا من الألفة ويعزز الروابط الأسرية.

رغم قسوة الشتاء، إلا أن روح التضامن والتآزر بين سكان القرى تُعطي الحياة في الجبال طابعًا فريدًا. فهذه الظروف تُعزز العلاقات الإنسانية وتُساهم في تعزيز روح التعاون، وهو إرث يُميّز قرى منطقة القبائل منذ أجيال.