تيزي وزو - A la une

أوان فخارية ومجوهرات فضية مسرطنة تغزو أسواق تيزي وزو



أوان فخارية ومجوهرات فضية مسرطنة تغزو أسواق تيزي وزو

تقايض في السنوات الأخيرة، الصحة العمومية بمنتجات زهيدة وخطيرة مصنعة بمادة الرصاص القاتلة، التي انتشرت بشكل خطير في الأسواق الجزائرية، تحت مرأى السلطات، التي تكتفي بدور المتفرج، دون أدنى حماية لحياة المستهلك حتى لا نقول للاقتصاد الوطني، الذي يتغنى الجميع بالعمل على تطويره علنا ويتجاهلون سياسات تدميره حقيقة.منتجات، طالبت منظمات الصحة العالمية وهيئات حماية المستهلك بسحبها من الأسواق، وحذرت من الإقبال عليها، حيث لا يتم تسويقها حتى في البلدان المصنعة لها، إلا أن الأسواق الجزائرية أغرقت بها بلا حسيب أو رقيب.توجد الصحة العمومية في ولاية تيزي وزو، على كف عفريت بعد انتشار سلع مقلدة تتسبب في الإصابة بسرطانات مختلفة، حيث تشهد سوق الحرف التقليدية بالولاية، منافسة قوية للسلع المستقدمة من تونس والصين، فبدل تشجيع الإنتاج المحلي والعمل على تسويقه دوليا، تسمح السلطات باستيراد أطنان الفضة المقلدة والفخار المسرطن، في خطوة مناقضة لاستراتيجية تشجيع الإنتاج المحلي وتأهيل المنتج التقليدي للمنافسة الدولية، ما يهدد الحرفيين بالإفلاس والمواطنين بما لا تحمد عقباه.مع دخول فصل الصيف وانطلاق موسم الأعراس والأفراح، يزداد الاهتمام والإقبال على أغراض الزينة كالحلي والألبسة، خصوصا التقليدية منها. هذه الأخيرة التي التهبت أسعارها ولم تعد في المتناول لارتفاع أسعار المواد الأولية حسب الحرفيين. ارتفاع صاحبه عزوف المواطنين عن اقتناء الأشياء الأصلية وعزوف قابله استثمار في الحاجة إليها عبر استيراد سلع مقلدة بأسعار متدنية، إلا أنها مقتنيات ذات خطورة كبيرة، يجهلها المستهلك ويتجاهلها المسؤولون. الفضة الصينية تسبب السرطانمن بين السلع الدخيلة التي غزت الأسواق المحلية في الأشهر الأخيرة، وأصبحت النساء يفضلنها بشكل أو بآخر، نجد الإكسسوارات أو المجوهرات الفضية المقلدة المستقدمة من الصين، حيث عمل أصحابها على تقليد مطابق للحلي القبائلية التقليدية منها والعصرية، وعرضها بأسعار مغرية مقابل أسعار الحلي الفضية الأصلية، الأمر الذي جعل الإقبال عليها كبيرا، دون أدنى دراية بالخطورة الناجمة عنها. الدكتور "بلقاسم"، مختص في أمراض الجلد بتيزي وزو، أكد ل"الشروق" أن المعادن الزهيدة المستخدمة في صنع هذه الإكسسوارات لعرضها بأسعار مغرية، تساعد على سهولة تسويقها واقتنائها، تعد في واقع الأمر معادن خطيرة جدا على الصحة العمومية، وآثارها تستمر على المدى البعيد. وفي مقدمة المعادن غير النفيسة المستعملة في صنع هذه المجوهرات نجد الرصاص. هذه المادة التي تعمل على إيقاظ الخلايا السرطانية وتنشيطها، وتمثل خطرا على الإنسان بمجرد ملامستها وتفاعلها مع حرارة الجسم وتسربها إليه، حيث تلاحظ مرتدية هذه المجوهرات إطلاقها محلولا ذا لون داكن على جلدها لمجرد تعرقها.ويستخدم الرصاص في صنع المجوهرات، لخفة وزنه وانخفاض سعره، إلى جانب سهولة صهره وتشكيله، حيث يساعد على صنع أي قطعة يرغب في تقليدها أو حتى ابتكارها، فتكون بذلك جميلة وثقيلة، إلا أن التحاليل أثبتت أن الكمية المستعملة من الرصاص في هذه المجوهرات تفوق وبشكل كبير وخطير الكمية المسموح باستغلالها، إذ تبلغ في أغلب القطع زهيدة الثمن ما لا يقل عن 95 بالمائة. الرصاص.. قاتل يستضيفه الجزائريونوذكر المتحدث أن الرصاص يتوزع في جسم الإنسان على الدماغ والكبد والكليتين والعظام ويخزن في الأسنان، وقد يهاجم الجهاز العصبي والدماغ ويدخل صاحبه غيبوبة قد يليها موت حتمي، لارتفاع مستوياته في الدم. وإن كان المصاب صغيرا في السن فإنه إذا نجا من الموت سيصاب بتخلف عقلي واضطراب حاد في السلوك، وقد ينتقل من الأم المصابة عبر مخزونه في عظامها ليجري مجرى دمها في العروق وينتقل إلى جنينها معرضا إياه للخطر أيضا. التجار: نبيع المجوهرات المقلّدة علنا ولا جهة منعتنا عن تسويقها"الشروق" اقتربت من بعض الباعة، بمدينة تيزي وزو، وسألناهم عن مدى وعيهم بالسموم التي يسوقونها على طبق من ذهب أوساط العائلات، حيث أكد معظمهم أنهم يجهلون الأمر وليسوا سوى تجار يسترزقون مما يستهوي النساء ويجذب اهتمامهن، وما دام نشاطهم لا يلقى محاربة ولا منعا من قبل السلطات، فالبحث ما رواء ذلك لا يعنيهم على الإطلاق، إذ تعد هذه المجوهرات سلعة كباقي السلع المستوردة من الصين، المعروضة للاستهلاك المحلي دون البحث عن المعايير الصحية والسلامة.ومن جهتهن، المقبلات على اقتناء هذه السموم التي لا ترقى إلى حمل تسمية مجوهرات، أكدن أن التطابق الموجود بينها وبين الحلي الفضية الأصلية وكذا توفر الأنواع والأحجام والخيار أمامهن، مقابل التهاب أسعار الحلي الأصلية، جعلهن يقبلن على شرائها لارتدائها في المناسبات، حيث تعرض السلع المقلدة بسعر زهيد مقارنة بأسعار تلك المصنوعة بالمعدن النفيس، فمثلا نجد طاقم فضة أصليا ب4 ملايين سنتيم، تدفع ما لا يزيد عن 7 آلاف دج قيمة طاقم مطابق له مقلد، والأغلبية الآن يبحثون عن المظهر والتكلفة المادية المتدنية على حساب الصحة والقيمة التراثية. الحرفيون: الفضة الصينية لا ترقى إلى منافستنا وهي خطر على أصحابهامن جهتهم، الحرفيون وتجار الحلي الفضية الأصلية انقسمت آراؤهم بين لا مبال ومعارض، حيث صرح الحرفي "أعراب حميش"، صاحب ورشة صناعة الفضة بمدينة تيزي وزو، بأن انتشار هذه الحلي لا يؤثر على نشاطه ولا يرقى إلى أن يكون منافسا لصنعته أو منتجاته، فمقارنة صنعته بهذه السموم إهانة للحرفي، حيث تعد الحلي الأصلية قبل كونها قطعا للزينة والجمال، جانبا من أصالتنا وهويتنا وثقافتنا، ورواج المجوهرات المقلدة لا يعد سوى فترة انبهر فيها المواطنون بتدني أسعارها وسيدركون عدم أهميتها عند اضطرارهم إلى التخلص منها بعد فسادها وتضييعهم لمالها سدى، إذ سينتهي بها المجال في سلة النفايات لا محالة.وقال في سياق آخر، إنه بدل الخوف على نشاط الحرفيين، علينا القلق على صحة المستهلك الذي لا يعي خطورة السموم التي يهديها إلى جسده بأمواله.أما بعض التجار الذين تعلموا صنع المجوهرات للمتاجرة فقط، فقد أعربوا عن قلقهم من المنافسة التي فرضتها "الحلي الصينية" حيث تعرف إقبالا منقطع النظير من قبل النساء.وبالإضافة إلى المجوهرات التي تهدد صحة المرأة عبر أعضاء مختلفة من جسدها باختلاف القطع التي تقتنيها، من خواتم وأساور وقلائد وأقراط وغيرها، فإن المرأة أوجدت الطريق لمقتنيات أخرى تشتريها بعناية فائقة، لتكون في الحقيقة مصدر تهديد كبير لحياة عائلتها عبر أوان تسقي فيها أهلها سموما في أطباق شهية محشوة بجرعات مختلفة من كميات الرصاص، وهي الأواني الفخارية "الفاخرة" المستقدمة من تونس. فخار تونس.. سموم دسمة على موائد الجزائريينومن جهتها، الأواني الفخارية المستقدمة من تونس، التي غزت الأسواق المحلية، أكدت تحاليل مخبرية قام بها أعضاء جمعية"أيادٍ" للحرفيين الجزائريين مؤخرا، ووضعت نسخ منها لدى مختلف المديريات المعنية بمخاطرها، دون أي نتيجة ميدانية تذكر، حيث تعمل مافيا الاستيراد على تهميش الفخار المحلي ذي الجودة العالية وإبقائه مكدسا، لصالح الفخار التونسي الذي يخطف الأنظار بألوانه الزاهية وأشكاله الرائعة.. الروعة المدسوسة بسموم تستوطن جسد كل مستعمل لها.التحاليل التي تثبت سمّيّة هذا الفخار تمت حسب ما صرح به رئيس الجمعية "سمير براهمي" ل"الشروق" بعد اقتناء أعضاء الجمعية عدة أوان فخارية مستقدمة من تونس وتحويلها إلى مخبر CETIM، لتحليل مواد البناء والمعادن الصناعية في بومرداس، إذ أثبتت التحاليل أن الخطر والخلل لا يكمن في الفخار التونسي أو جودة الأواني المصنوعة منه، إنما في المادة الشفافة اللامعة التي تطلى بها الأواني قصد إكسابها بريقا وصلابة ملفتة، حيث تبين أنها تحتوي على كميات كبيرة من الرصاص، هذه الأخيرة التي تتحلل وتندمج في الأكل كلما استعمل فيها ساخنا، حيث يتفاعل هذا المعدن والحرارة ويتحلل في الغذاء الموضوع فيها، ما يسربه مباشرة إلى جسم الإنسان الذي يخزنه بدوره في مختلف الأعضاء والدم.وذكر محدثنا أن استعمال هذه الأواني للزينة والديكور لا يمثل خطرا على صحة من يكسبها في منزله بعيدا عن مطبخه، إلا أن إدخالها إلى المطبخ واستعمالها في تقديم الأطباق للاستهلاك يعد خطرا محدقا، مهما استصغرته الجهات المعنية بحجة التراث والأصالة، إلا أنه ينهار على عتبة التحاليل المخبرية التي تؤكد وتثبت وجود مادة الرصاص القاتلة في أطباق ومطابخ الجزائريين.وأضاف المتحدث أنه قدم تقريرا مفصلا ونسخا عن نتائج التحاليل المخبرية، إلى جميع الجهات المعنية على رأسها وزارة السياحة، التي أرسلت لجنة تحقيق مشتركة إلى ولاية تيزي وزو، كما عرض الخطر في وضعية مفصلة في إحدى دورات المجلس الولائي، إلا أن متابعة عمل لجنة التحقيق وتدخل السلطات على المستوى المحلي، بقي عالقا إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حيث لا تزال الأواني الفخارية الخطيرة، تنتشر وبكثرة عبر طرقات تيزي وزو وامتدت لتدخل المحلات التجارية والفضاءات الواسعة، دون أدنى رد فعل من قبل الجهات المكلفة بحماية وضمان صحة المستهلك.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)