مدينة تيبازة الساحرة, آية من الجمال تزين الجزائر البيضاء, سواحلها, آثارها, و جبالها تحكي مالا يستطع اللسان أن يرويه. و كما تزخر هذه الولاية بالعديد من الآثار فهي كباقي ولايات الجزائر. لديها ما يُروى من حكايات ألف ليلة و ليلة. يرّدد كبار المنطقة أسطورة من أساطير المنطقة تتعلق "بباب الجمال". باب الجمال هذا عبارة عن كهف يقع في جبل من جبال مدينة "مناصر", و التي تقع بدورها جنوب غرب ولاية تيبازة. يُطلق على هذا الجبل اسم "زابرير". تقول الأسطورة أنه محروس بـأربع و أربعين وليّ صالح يسهرون على حمايته ليلَ نهارْ, فحينما يصاب أحد سكان المنطقة بأمر سيئ و ينجوا منه, تقال له تلك العبارة المشهورة و الشائعة بين السكان " سترك جال زابرير ", يقصدون 44 ولي صالح. و يُقال أن سكان هذا الجبل لن يصيبهم مكروه أبدا مثل الكوارث الطبيعية, و هجمات الارهاب ..... الخ .لا تتوقف الأسطورة هنا, فحكاية باب الجمال أغرب و أعجب, كما قلنا في البداية فهو كهف في جبل, كان ملجأ لأناس في قديم الزمان, و حسب الأسطورة أن هؤلاء الأناس كانوا عمالقة و كانوا يهتمون بجمع الذهب و يخبئونه في هذا الكهف, استمروا على هذه العادة سنيين عديدة و لكن مع مرور الزمن انقرض هؤلاء الاشخاص, و بقي الذهب في ذلك الكهف بلا صاحب. و في أحد الأيام تفطّن أحد السلاطين إلى وجود ذهب بذلك الكهف بعد ان سمع الناس و هم يتداولون الخبر, فأمر خدمه باستخراج الذهب و الإتيان به إليه. ذهب الخدم المأمورون مرفقين بحبالهم و لوازمهم. و حينما وصلوا ربطوا أحدهم بحبل متين و قاموا بإنزاله إلى أسفل الكهف, و ماهي الا لحظات حتى بدأ بالصراخ و إرسال صيحات الاستنجاد فسحبوا الحبل و أخرجوه بسرعة. و حينما سُئِلَ عمَا حدث روى لهم ما رآه في الأسفل. يقال أنه شاهد كمية كبيرة من الذهب يحيط بها سبعة كلاب ألسنتها سوداء, و أفواهها مفتوحة و كأنها تحرس الذهب, ثم مات الخادم. و من وقتها لم يتجرأ أحد على النزول إلى الكهف. و في عهد الاستعمار وضعت فرنسا ألغاما في مدخل هذا الكهف, يقال أن بعضها لا يزال الى يومنا هذا.
تاريخ الإضافة : 29/08/2019
مضاف من طرف : chai2020ma
المصدر : قاموس الأساطير الجزائرية