سَقَطَتْ كُرُومُ العُمْرِ
وَ انْكَسَرَتْ عَنَاقِيدُ اللُّغَهْ
وَ أَنَا أُفَتِّشُ عَنْ سَحَابَاتْ النَّهَارْ
عَمَّا سَيَحْثُلُ فِي تُرَابِ الأَرْضِ
فِي طِينِ الجِرَارْ..
أجْرِي...
وَ اَسْتَجْدِي بِأَضْغَاثِ الخَمِيسْ
أَجْرِي....
وَ مَا هَبَّتْ رِيَاحُ الوَنْشَريسْ..
الخميس مَساءً
قُلْتُ للنَّافُورَة البَيْضَاءِ فِي تِيهَرْتَ:
لاَ تَسْتَنْزِفِي حُبِّي
كِلاَنَا يسْتَبِيحُ المَاءَ
مَنْ يَدْري..
غَدًا أَمْضِي وَحِيدًا ؟؟
وَ لَكِ الأَجْرَاسُ فِي خَاتِمَةِ السَّاحَةِ
نُصْبُ الشُّهَدَاءْ.
بَائِعَاتُ الشَّوْقِ،
سِحْرُ الوَرْدَةِ الخَرْسَاءِ،
وَجْهُ امْرَأَةٍ تَقْتَاتُ مِنْ أَحْزَانِهَا،
أُسْطُورَةُ المِيلاَدِ،
صَوْتُ الرِّيحِ،
أَحْزَانُ المَجَادِيبِ السُّكَارَى،
لَيْلَةُ الحِنَّاءِ،
شَيْخٌ طَاعِنٌ فِي الحُبِّ،
مُوسِيقَى لِبَارٍ دَامِسٍ يَهْذِي (حَبِيبِي)،
حَائِطٌ رَدَّدَ آذَانَ العِشَاءْ..
وَ لَكِ الأَنْهَارُ فِي خَاتِمَةِ السّاحَةِ،
أَفْرَاحُ اللِّقَاءْ،
هَذَيَانُ الطَّائِرِ اللَّيْلِيِّ،
أَوْرَادٌ لِطِفْلٍ يُولَدُ اللَّيْلَةَ فِي حَيِّ فَقِيرْ..
وَ أَنَا لاَ زِلْتُ مَأْسُورًا بِمِيلاَدِ اللُّغَهْ،
بِتَوَابِيتِ الكَلاَمْ،
كَرْنَفَالِ القَمَرِ السَّاقِطِ مِنْ نَافِذَةِ الجَارَةِ،
مَعْنَى الحَرْبِ،
أَعْيَادِ القَبِيلَهْ..
أَلِهَذَا.. كَانَتِ الأَزْهَارُ لاَ تَنْبُتُ فِي مَعْنَاكِ
إِلاَّ نَادِراً ؟؟
أَيَّتُهاَ النَّائِحَةُ الثَّكْلَى..
اخْبرِينِي..
مَنْ بَنى مِنْ فَوٌِقِكِ الأَنْوَاءَ ؟
مَنْ عَلَّمكِ الإِصْغَاءَ ؟
مَنْ أَعْطَاكِ سِرَّ المَاءِ ؟
مَنْ خَبَّأِ فِي أَنْهَارِكِ الحَيْرَى انْثِيَالاَتِ الوَطَنْ ؟
كَانَ نُصْبُ الشُّهَداءْ
وَطَناً يَمْتَصُّ أَسْمَاءَ اللَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا..
فِي مُنْتَهَى السَّاحَةِ
لَمْ تَبْقَ سِوى نَافُورَةٍ بَيْضَاءَ
تَهْذِي بِالبُكَاءْ....
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/01/2011
مضاف من طرف : poesiealgerie
صاحب المقال : عبد القادر رابحي
المصدر : www.adab.com