تيارت - Abdelkader Rabhi


-1-
فِي البِدْءِ كَانَ الانْتِظَارْ
كَانَ التَوَجُّعُ نَجْمَةً تَأْوِي إِلى كَبِدِ السَّمَاءْ
رَبّاهُ قَدْ خَسِفَ القَمَر
فِي عَيْنِ لاَجِئَةٍ تَنَاثَرَ وَجْهُهَا عَبْرَ المَسَاءْ
تَذْوِي
وَ تَسْأَلُ فِي انْتِظَارْ
أَتُرَاهُ قَدْ عَادَ القِطَارْ...
وَ مَتَى يَعُودْ..
كُلُّ الخُطُوطِ تَدَاخَلَتْ
وَ مَحَطَّةُ الحُزْنِ الوَحِيدَةِ فِي البِلاَدْ
صَارتْ رَمَادْ..

-2-
كَانَتْ تُقَدِّمُ وَجْهَهَا تَعْوِيذَةً للشّارِبِينَ الحُلْمَ
صَمْتاً وَ انْتِحَارْ
كَانتْ تُقَدِّمُ وَجْهَهَا
طِيناً وَ نَارْ
وَ تَقُولُ:
ياَ مَلأ اشْرَبُوا
وَ تَقُولُ:
ياَ مَلأ اكْتُبُوا...
لاَ حُلْمَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ يَأْتِي القِطَارْ..

-3-
سَأُعِيدُ تَشْكِيلَ الرُؤَى
سَأُعِيدُ تَفْسِيرَ المَنَامْ
وَ أَرى الرُّمَاةَ يُغَادِرُونَ مَكَانَهُمْ
وَ البَدْرَ يَسْقُطُ فِي احْتِشَامْ..

-4-
وَ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ
كُنْتُ مُسَافِراً وَحْدِي
وَ أَسْرَارِي التِي خَبَّأْتُ
قَدْ طَفِحَتْ عَلَى جِلْدِي
أَقُولُ لَكُمْ عَنِ البَشَرِ الذِينَ رَأَيْتُ:
كَانُوا يقْرَؤُونَ السِرَّ فِي وَجْهِي
وَ يَنْتَظِرُونْ...
وَ إِنْ عَوَّلْتُ أَنْ أَمْضِي
تَعَالَتْ فِي دَمِي الأَيْدِي
وَ رُحْتُ أَقُولُ:
لَكِنْ هَؤَلاَءِ النَّاسِ
لَيْسُوا كَالذِينَ تَركْتُهُمْ بَعْدِي..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)