تلمسان - SOCIETE

يوم الزفاف التلمساني



أما الاحتفال بيوم الزفاف فيقام على شكل عرس، أو وليمة في كل من بيتي العريس والعروس تذبح فيه الذبائح، وتقدم أفخر الأطعمة للمدعوين، وفي النهار يجري سباق الخيل، في ملعب المدينة(243)، على أنغام المزامير والدفوف وزغاريد النساء.

وأثناء الليل، تحضر الفرق الموسيقية، لتقضى سهرة بهيجة على الأنغام، والأغاني الزناتية للجواري المعروفة في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي أنكره العالم الفقيه أبو العباس أحمد الونشريسي بقوله: ''ومنها متخذ لملاهي وأنواع الغناء المحرمات والآلات والمزامير صناعة وحرفة، يكتسبون بها ويستأجرون عليها عند السرور مثل الزفافين والمغنيين''(244).

وكانت حفلات الزفاف وإعداد المتاع، في عصر بني زيان، يبالغ فيها سكان مدينة تلمسان، ويغلب عليها في بعض الأحيان حب الظهور، ويشتد غناؤهم وتعلو فيه أصواتهم، ويدقون الدفوف ويرقصون وتزغرد النساء.

تتجمل العروس بالكحل وهو عبارة عن حجر أسود، وتقوم بالتزجيج وهو أحف ما حول الحاجبين من الشعر، والتلمية وتعني خضاب الشفاه واللثاث وتحريز الأسنان، وتخضب العروس يديها ورجليها بالحناء المنقوشة(245)، وتتقلد القلادة الذهبية والفضية، ومن اللؤلؤ والزمرد والمرجان، إذا كانت من الطبقات الغنية، وتلبس في معصميها السوار وفي أصابعها الخواتم وفي رجليها الخلاخل، وتتطيب بشجر العود وبدهان أزهار الآس والمسك والعنبر(246)، وتتخذ بعض النساء زينة الوشمة بأن توخز بعض أطراف جسمها بإبرة حتى يسيل الدم، ثم تحشى بالنيلج، أو الكحل، حتى يخضر الوشم أو يسود(247)، وتزين العروس غرفتها بالفرش من حصير وبساط ووسائد وأسرة وستور وأرائك.

وكان التلمسانيون كغيرهم من المسلمين، يغارون على الحرائر أكثر مما يغارون على الجواري والأماء، ويحجبون الحرة ويشددون في سترها، بينما الجارية أو الأمة، كانت في غالب الأحيان سافرة، ربما لأنها عرضة في كل وقت للبيع أو الشراء أو الإهداء(248).

وكانت بعض الفتيات يحافظن على زينتهن وجمالهن، لدرجة أنهن لا يصمن في شهر رمضان، من غير عذر شرعي، حتى لا ينخفض وزنهن ولا يتغير جمالهن، ولاسيما اللائي كن في سن الزواج(249).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)