زنن
Wafa - ماكة - Porsay - الجزائر
13/12/2018 - 392012
تعتبر منطقة الوادي الأخصر من أعرق المناطق من حيث تاريخها القديم والحديث، حيث تمتد بجذورها التاريخية إلى ما قبل الوجود الروماني من خلال المآثر والمخارات والكهوف التي سكنها القدماء- غار بنت السلطان- مغارات بني غزلي وكهوف مزوغن، كما يوجد بها آثار لصهريج روماني جنوب شرق أولاد سيد الحاج- وقبرة كبيرة تسمى مقبرة سيدي مالك وتضم قبورا كثيرة جدا تعبر عن وجود مدينة على اعتبار أن القدماء كانوا يتوزعون على ضفاف الأودية والأنهار،كما يوجد بها آثار حجارة ملساء كبيرة تعبد أرصية سوق بني ادريس مقابل سيدي بورياح، ويتداول سكانها المحليون روايات عريقة عن وجود السباع في فترات ما قبل الاستعمار من خلال رواية تفيد أن أحد سكان المنطقة أنقذ رجلا من تاقمة كان الأسد بصدد الهم بافتراسه، وبعد انقاذه تعهد الرجل بأن ينتقم لنفسه بقتل الأسد وحرقه في نار كبيرة يتصاعد دخانها عاليا حتى يعلم من أنقذه من الشولي حاليا بأنه ، وفي حالة عدم ملاحظته للدخان فإنه يكون قد افترسه، تخلص من الأسد، كما تنتشر رواية ملاحقة ديك من يبدر بين أسطح المنازل وتم القبض عليه في قرية تاقمة حاليا، كدليل آخر على وجود تجمعات سكانية كبيرة ملازمة لمياه وادي غزلي أو وادي الشولي والمنابع الكثيرة الموجودة به، كما تدل المقابر الكثيرة القديمة على ذلك، مقبرة سيدي محمد سيدي بورياح سيدي بوشامة، وتوجد آثار أساسات قديمة من الحجارة في منطقة السريحة شمال البلدية كدليل آخر على أن المنطقة كانت آهلة منذ القديم .
لؤي منصوري - تلميذ - تلمسان - الجزائر
16/12/2015 - 289149
السلام عليكم
بلدية الواد الأخضر أو كما كانت تسمى قديما واد الشولي جغرافيا يحدها من الغرب بلدية عين فزة و من الشرق بلدية أولاد ميمون و جنوبا بلدية بني صميل و من الشمال بلدية سيدي العبدلي
تتكون بلدية واد الشولي او الواد الأخضر من 7 قرى و هي
التجمع السكان الجديد و هو مقر البلدية مثل حي المستقبل و حي يبدر الحلة ، و دوار مرصد ، و القرى العليا و هي قرية يبدر و امزوغن ، قرية أولاد سيد الحاج ، قرية بني حماد ، قرية بني يعقوب ، و قرية بني غزلي في أعالي الجبل و تتكون هذه القرية بدورها من عدة مناطق و دواوير مثل دوار الطهاورة و دوار انتازارت ، و دوار بني علاهم
تحيط ببلدية واد الشولي جبال وعرة و شامخة مثل جبل سيدي حمزة و جبل مربح و جبل ورقلة و جبل القادوس و جبل حنيف
كما يشتهر جبل سيدي حمزة بمغاراته الكبيرة و عددها 3 و تسمى غيران الريح
قدمت بلدية واد الشولي الكثير من الشهداء و المجاهدين و من أشهر شهدائها نجد
الشهيد سي بن علال ، و الشهيد سي بلحسن ، و الشهيد سي عكاشة ، و الشهيد سي بن قسوس ، وحسب الشهادات الحية فإن عدد شهداء منطقة واد الشولي يساوي 40/100 من شهداء تلمسان لكن هؤلاء الشهداء ليسوا كلهم أبناء المنطقة لكنهم استشهدوا فيها
أما عن المجاهدين فكم يمكننا أن نكتب لأنها منطقة ولادة للمجاهدين أمثال سي عبد الله حمادوش المدعو عبد الله العريض رحمه الله و المجاهد سي بلدغم رحمه الله و المجاهد سي احمد حمادوش المدعو قدور بوسنة رحمه الله ، المجاهد عبد القادر حمادوش أطال الله في عمره ...إلخ
و قد مر على منطقة واد الشولي الكثير من كبار الثورة الجزائرية مثل الرئيس هواري بومدين الذي بقي فيها لمدة طويلة و الشهيد العقيد لطفي قائد الناحية التاريخية الخامسة كما زار المنطقة كل من بن بولعيد و بوضياف و خيتر و خميستي وآخرون من المسؤولين في الثورة لأنها منطقة عبور من الشرق نحو المملكة المغربية عن طريق الجبال الحدودية مثل جبل موطاس و جبل فورنو و جبل ميشاميش
و بما أنها كانت قبلة للثوار و الزعماء فقد غنى عليها الكثير من المغنيين الأغنية الشهيرة "الله يهديك يا واد الشولي" و من بين المغنيين نجد فرقة راينا راي ، الشيخة جنية ، شيخة ريميتي ، الفنان القدير بلقاسم بوثلجة ، الفنان الكبير العربي الوعزاني ، الفنان الراحل جيلالي عمارنة ، الفنان العربي ديدا ، الشاب خويلد ، الشاب يزيد ، الشيخ بوطيبة الصغير ، محمد العباسي ، الشابة الزهرة ، الزهوانية ، الشيخة نجمة ، الشيخ بلمو ، الشيخ كريمو السعيدي ، الشيخ براهيم التاخمارتي ،
و لم تكن هذه الأسماء لتردد هذه الأغنية بالصدفة بل لأن الأغنية مقتبسة من الواقع و هي تحكي قصة معركة كبيرة دارت رحاها بمنطقة بني غزلي أعالي واد الشولي و لقد تكبد الاستعمار الفرنسي الغاشم عدد كبير من الخسائر في الأرواح و الوسائل و كانت تلك المعركة تحت قيادة الشهيد الكبير و البطل سي بن علال و لقبه الحقيقي قريش بمساعدة السي عكاشة بن جفال و السي بلحسن و كلهم شهداء و المجاهد عبد الله حمادوش و المجاهد أحمد حمادوش "قدور بوسنة" و السي بن قسوس رحمهم الله
تعد بلدية واد الشولي الأولى في الوطن من حيث انتاج فاكهة الكرز أو كما تعرف ب " حب الملوك " بمختلف أنواعه " البيقارو" " قوار" "العربي" الخ
يوجد ببلدية واد الشولي وادي ينحدر من أعالي دوار بني علاهم بقرية بني غزلي و هذا الواد لم يجف منذ مئات السنين و هذا فضل من الله
كما أن المنطقة خسرت الكثير من أبنائها في العشرية السوداء و على رأسهم رئيس البلدية السابق سي عبد الحميد الذي أغتيل في ليلة باردة و مظلمة من طرف أيادي الإرهاب الغاشم
و كانت المنطقة في التسعينات تعتبر منطقة محررة من طرف الإرهاب حيث أقامت المجموعات الارهابية مركزا جهويا لها في أعالي بني غزلي و من بين الإرهابيين الأشد دموية اللذين كانوا هناك نجد الإرهابي المدعو " قادة بن شيحة " و الارهابي " العقاد
اللذين تم القضاء عليهما
و في سنة 1984/1985 شهدت بلدية الواد الأخضر تعيين أصغر رئيس بلدية في تاريخ الجزائر المستقلة و هو الأستاذ عليوي بن عودة إبن قرية بني غزلي و كان عمره 24 سنة و بضعة أشهر فقط
كما أن جدة الرئيس بوتفليقة " أم والدته" تنحدر من بلدية واد الشولي و بالضبط من قرية بني غزلي
لكن اليوم هذه البلدية تعد من بين أكثر البلديات تهميشا و تأخرا في الإنجازات كما أن هناك بعض الشباب المثقفين من أبناء المنطقة قد قاموا بالخطوة الأولى لإصدار كتاب حول المنطقة و شريط وثائقي يتكلم عن شهداءها و بطولاتها كما أنهم سوف يؤسسون عيدا وطنيا للكرز تكون فعالياته بالمنطقة
شكرا لكم
fethi hamadouche - tlemcen - الجزائر
22/04/2015 - 254014
الواد الاخضر او واد شولي هي احدى بلديات ولاية تلمسان تقع على بعد 20 كلم شرق مدينة تلمسان تحدها ثلاث بلديات يبلغ عدد سكانها
قرابة 8000 نسمة عرفت البلدية بالنضال و التضحيات ابان الاستعمارالفرنسي وهي ارض زراعية تعتمد بالاساس على الرعي و الزراعة مثل الكرز و كل انواع الحمضيات معدل تساقط المطر السنوي 600 الى 700ملم البلدية تفتقر الى بعض الخدمات والتنمية وتوجد بالبلدية تضاريس جبلية يبلغ ارتفاعها حوالي 1500م بها ينابيع واوديةو زراعة مروية وبها قرى و مداشر جبلية انخفض عدد سكان هده القرى بسبب العشرية السوداء وهي مناطق عرفت بالكفاح المسلح و محطة التقاء بين المناظلين والمجاهدين الى ان التضحيات التي قدمتها لم تستفد من برامج تنمية
abdelfettahe - طالب - tlemcen - الجزائر
27/03/2015 - 249722
الموقع الجغرافي[تقع بلدية الواد الأخضر شرق مدينة تلمسان تحدها شرقا بلدية اولاد ميمون وبلدية عين يسر وجنوبا بلدية سبدو وغربا بلدية عين فزة ومن الشمال تحدها بلدية سيدي السنوسي
التضاريس[تمتاز بوعورة جبالها الشاهقة التي كانت مسرحا للثورة وملاذا امنا لهم و يمتد على طولها من الجنوب إلى الشمال واد يشطرها إلى شطرين سميت باسمه
أحياء و قرى البلدية[عدل]
بني غزلي .يبدر الحلة. اولادسيدي الحاج. يبدر الدشرة . مزوغن. بني يعقوب . بني حماد.
التاريخ[عدل]
تعتبر من المناطق الريفية التي مر بها الامير عبد القادر وحط رحاله فيها و اثناء الثورة تحتضنت الثوار و اقدمت القوافل من الشهداء إذ كانت منطقة عبور و اجتماعات صانعي الثورة التحريرية و من أشهر الذين مروا من هناك الراحل الرئيس الهواري بومدين و الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و غيرهم كثير كما لا ننسى بان جمعية العلماء المسلمين قد بنت في سنة 1943 مدرسة للتعليم بقرية اولاد سيدي الحاج صارت قبلة لطالبي العلم تخرج منها أشهر الفقهاء في الدين و العلم وصاروا من صانعي ثورة التحرير فيمابعد .
السكان[عدل]
هجرها سكانها في العشرية السوداء واما اليوم فيتمركزون بصفة خاصة في مقر البلادية بيبدر الحلة و بيبدر الدشرة و اما في بقية القرى فالسكان قليلون .
الإقتصاد[عدل]
البلدية كلها اراضي فلاحية و رعوية اكثرها اشجار و حقول و تشتهر خاصة بشجر الكرز (حب الملوك) و هو مصدر شهرتها و منبع ثروتها إلى جانب بعض الفواكه الاخرى و الخضر المتنوعة .
مغراوي محمد رياض - étudiente - تلمسان - الجزائر
28/02/2015 - 244434
أشكركم جميعا عل هاته المعلومات القمة
سرير - موظف بالجامعة - سيدي بلعباس - الجزائر
06/01/2015 - 234212
j'adore oued chouli c'est mon village natal.j'ai perdu dernièrement ma très chère grand mère qui vivait là bas toute sa vie .
zair sarah - ingenieur en instrumentation - oran - الجزائر
05/11/2014 - 219293
إلى كل من يهتم بالبحث العلمي ، إننا في صدد تحضير دراسة أنتربولوجيا خاصة بأهل الواد (واد الشولي تلمسان) من فضلكم الإلتحاق بفريق البحث إن كنتم باحثين ، أو تقديم لنا الدّعم ، من مخطوطات أو صور .... .
saidnacer - chercheur Anthropologue - Tlemcen - الجزائر
31/10/2014 - 218343
إلى كل من يهتم بالبحث العلمي ، إننا في صدد تحضير دراسة أنتربولوجيا خاصة بأهل الواد (واد الشولي تلمسان) من فضلكم الإلتحاق بفريق البحث إن كنتم باحثين ، أو تقديم لنا الدّعم ، من مخطوطات أو صور .... .
saidnacer - chercheur Anthropologue - Tlemcen - الجزائر
31/10/2014 - 218342
تقع بلدية الواد الاخضر شرق مدينة تلمسان تحدها شرقا بلدية اولاد ميمون وبلدية عين يسر وجنوبا بلدية سبدو وغربا بلدية عين فزة ومن الشمال تحدها بلدية سيدي السنوسي التضاريس تمتاز بوعورة جبالها الشاهقة التي كانت مسرحا للثورة وملاذا امنا لهم و يمتد على طولها من الجنوب الى الشمال واد يشطرها الى شطرين سميت باسمه أحياء و قرى البلدية بني غزلي .يبدر الحلة. اولادسيدي الحاج. يبدر الدشرة . مزوغن. بني يعقوب . بني حماد. التاريخ تعتبر من المناطق الريفية التي مر بها الامير عبد القادر وحط رحاله فيها و اثناء الثورة تحتضنت الثوار و اقدمت القوافل من الشهداء اذ كانت منطقة عبور و اجتماعات صانعي الثورة التحريرية و من اشهر الذين مروا من هناك الراحل الرئيس الهواري بومدين و الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و غيرهم كثير كما لا ننسى بان جمعية العلماء المسلمين قد بنت في سنة 1943 مدرسة للتعليم بقرية اولاد سيدي الحاج صارت قبلة لطالبي العلم تخرج منها اشهر الفقهاء في الدين و العلم وصاروا من صانعي ثورة التحرير فيمابعد . السكان هجرها سكانها في العشرية السوداء واما اليوم فيتمركزون بصفة خاصة في مقر البلادية بيبدر الحلة و بيبدر الدشرة و اما في بقية القرى فالسكان قليلون . الإقتصاد البلدية كلها اراضي فلاحية و رعوية اكثرها اشجار و حقول و تشتهر خاصة بشجر الكرز (حب الملوك) و هو مصدر شهرتها و منبع ثروتها الى جانب بعض الفواكه الاخرى و الخضر المتنوعة .
achwak meghraoui - étudiente - tlemcen - الجزائر
31/10/2014 - 218259
تحياتي الخالصة لسكان هذه البلدية الشامخة بتاريخها العريق
عائشة بن جفال - أستاذة - سيدي بلعباس - الجزائر
24/03/2014 - 185388
أتمنى لكل سكان هذه البلدية دون استثناء النجاح و الاستقرار
عائشة بن جفال - أستاذة - تلمسان/الشولي - الجزائر
20/03/2014 - 184817
أهدي تحياتي الى كل سكان هذه المنطقة دون استثناء مقدرة لنضالهم الطويل خلال فترة الاستعمار و العشرية السوداء راجية من الله أن يحقق طموح كل فرد بها ، وتنال ازدهارا دبيرا.
عائشة بن جفال - أستاذة - تلمسان/الشولي - الجزائر
20/03/2014 - 184733
الموقع الجغرافي
تقع بلدية الواد الاخضر شرق مدينة تلمسان تحدها شرقا بلدية اولاد ميمون وبلدية عين يسر وجنوبا بلدية سبدو وغربا بلدية عين فزة ومن الشمال تحدها بلدية سيدي السنوسي
التضاريس
تمتاز بوعورة جبالها الشاهقة التي كانت مسرحا للثورة وملاذا امنا لهم و يمتد على طولها من الجنوب الى الشمال واد يشطرها الى شطرين سميت باسمه
أحياء و قرى البلدية
بني غزلي .يبدر الحلة. اولادسيدي الحاج. يبدر الدشرة . مزوغن. بني يعقوب . بني حماد.
التاريخ
تعتبر من المناطق الريفية التي مر بها الامير عبد القادر وحط رحاله فيها و اثناء الثورة تحتضنت الثوار و اقدمت القوافل من الشهداء اذ كانت منطقة عبور و اجتماعات صانعي الثورة التحريرية و من اشهر الذين مروا من هناك الراحل الرئيس الهواري بومدين و الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و غيرهم كثير كما لا ننسى بان جمعية العلماء المسلمين قد بنت في سنة 1943 مدرسة للتعليم بقرية اولاد سيدي الحاج صارت قبلة لطالبي العلم تخرج منها اشهر الفقهاء في الدين و العلم وصاروا من صانعي ثورة التحرير فيمابعد .
السكان
هجرها سكانها في العشرية السوداء واما اليوم فيتمركزون بصفة خاصة في مقر البلادية بيبدر الحلة و بيبدر الدشرة و اما في بقية القرى فالسكان قليلون .
الإقتصاد
البلدية كلها اراضي فلاحية و رعوية اكثرها اشجار و حقول و تشتهر خاصة بشجر الكرز (حب الملوك) و هو مصدر شهرتها و منبع ثروتها الى جانب بعض الفواكه الاخرى و الخضر المتنوعة .
قشقوش أمينة - عون ادارة - تلمسان - الجزائر
19/02/2014 - 178441
اعلان عن وادي الشولي
اوسيفة محمد امين - لاعب كرة القدم - تلمسان بلدية الشولي - الجزائر
02/01/2014 - 164338
SALUT SAVA BIEN MOI MED RIYAD
رياض مغراوي - معلم - tlemcen - الجزائر
07/02/2013 - 70455
بلدية الوادي الأخضر وادي الشولي سابقا
تعتبر بلدية الوادي الأخضر والتي كانت تسمى سابقا بوادي الشولي واحدة من أهم البلديات الواقعة شرق مقر الولاية تلمسان والتي لا تبعـد عنها سوى بعشرين كيلومترا وتتربع على مساحة هامة بتعدادي سكاني يعادل الست آلاف نسمة••
بلدية الوادي الأخضر بولاية تلمســان
ولها حدود مع خمس بلديات مجاورة وهي أولاد ميمون وبني صميل وتيرني وعين فزة وسيدي العبدلي، وهي بذلك تحتل موقعا هاما جغرافيا، فهي تقع على الطريق الوطني رقم 07 والرابط بين تلمسان وسيدي بلعباس وعلى سفح جبل يعتبر امتدادا لجبال الأطلس ومرتفعات تلمسان الشرقية وسط مجموعة من الأراضي الزراعية، وتاريخيا عرفت بفضل كفاح مجاهديها وثوارها ضد الاستعمار الفرنسي ومعاناتها من الإرهاب الهمجي لأكثر من 10 سنوات•• وبين هذا وذاك فإن هذه المنطقة لم تستفد من برامج تنموية في جميع القطاعات، تنتظر برنامجا تنمويا شاملا خاصا ومنظما•
كانت منطقة شرق- غرب للثورة الجزائرية
يذكر عدد من مجاهدي الجهة وخاصة القاطنون بالقرى المجاورة للوادي الأخضر على غرار يبدر الدشرة وأولاد سيدي الحاج وبني يعقوب وبني غزلي أن المنطقة عرفت عدة معارك ضد الاستعمار، وشهدت عدة عمليات فدائية رغم تواضع العدة والعتاد ضد العسكر الفرنسي، والذين كان يقودهم كبار الضباط، خاصة في الفترة الممتدة من 1956 إلى ,1962 حيث قتل في هذه الفترة عدد من الفرنسيين وألقي بالمقابل القبض على عدد من المجاهدين وتم تفتيش عدة منازل، كما زج ببعض أقرباء المجاهدين في السجون، مثلما أكده الحاج الغوثي واحد من رموز الثورة بالمنطقة والذي يعتبر أحد أعيانها، والذي وهب سنوات من حياته لاستعادة الكرامة الوطنية والحصول على الاستقلال، وناضل في سبيل ذلك إلى غاية رفع العلم الوطني، ومن زملائه كثيرون، فالمنطقة يتواجد بها عدد هام من المجاهدين، منهم من تقدم في السن ومنهم من توفي بعد أن اطمأن قلبه بعد الاستقلال، وآخرون استشهدوا في تلك الفترة، تاركين وراءهم أراملَ وأبناء• لم تكن هذه الإنجازات وليدة الصدفة، بل نتيجة العمل الثوري لأهاليها حتى لُقِّبت المنطقة بمنطقة عبور شرق- غرب، ومر عبرها العديد من رموز الثورة الجزائرية، حتى أن بعضا منهم مكث فيها لأيام وشهور نظرا لطابعها الجغرافي الذي كان يُصعِّب على قوات الاحتلال الفرنسي اختراقه، وكذا لشجاعة أهلها الذين حافظوا على أسرار المجاهدين وأماكن تواجدهم وتمركزهم•
برامج تنموية ضعيفة ومحدودة بعد الاستقلال
كان ينتظر أن تنال المنطقة حقها في المنجزات والبرامج التنموية التي جسدتها الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، إلا أن ما استفادت منه كان جد محدود ومتواضع لم يتعد مجالات معينة، رغم أن الوادي الأخضر والقرى المجاورة والتابعة لها كانت آنذاك في أمس الحاجة إلى تنمية شاملة بكل أبعادها ومضامينها، خاصة في المجالات الحيوية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأيضا ما تعلق بالبنية التحتية كالطرقات والمدارس والسكن، وهي الوضعية التي أثرت بشكل كبير على النسيج الاجتماعي لسكان البلدية•
* سنوات من الإرهاب عانى منها سكان المنطقة
كانت منطقة الوادي الأخضر- أو كما يحلو للبعض تسميتها باسمها السابق وادي الشولي- أكثر المناطق التلمسانية عرضة للإرهاب الهمجي، إذ شهدت وقوع عدة أحداث منذ بداية الأزمة إلى غاية نهاية التسعينات، كالعمليات التفجيرية التي استهدفت، عدة مرات، قطارات البضائع والمسافرين، وكذا حرق مقر البلدية وتهديد أصحاب الممتلكات الخاصة، وهي المظاهر التي تسببت بشكل كبير في هجرة بعض المواطنين إلى مناطق أكثر أمنا، وساهمت في تأخر تخطيط وبرمجة مشاريع تنموية كانت المنطقة بأمس الحاجة إليها في تلك الفترة، الأمر الذي زاد من تعقد وضعية المنطقة خاصة في شقها الاجتماعي•
عودة الأمل بعد الاستقرار الأمني
عرفت المنطقة استقرارا أمنيا بداية العشرية الحالية، والتي جاءت بعد اعتلاء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سدة الحكم، وحاولت تضميد الجراح ونسيان ما علق بالذاكرة من محن، والنظر إلى المستقبل بكل ما قد يحمله من أمور إيجابية لصالح السكان وقاطني القرى المجاورة لها، وعرفت نموا سكانيا هاما بعد عودة النازحين والفارين من الإرهاب، وهكذا تحركت آلة النشاطات رغم بطئها وتواضعها، ويعود الفضل في ذلك إلى عدد من المواطنين المخلصين والأسرة الثورية التي أظهرت مرة أخرى وطنيتها وحبها لوطن اسمه الجزائر، إلا أنها رغم ذلك لم تستفد من مشاريع قاعدية حيوية في الفترة الأولى لرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة مقارنة بالبلديات الأخرى للولاية، وهو مازاد من تعطل عجلة التنمية وتأخر البلدية عن ركب البلديات الأخرى التي استفادت من عدة مشاريع في إطار البرامج التكميلية والإنعاش الاقتصادي والميزانيات الإضافية، واقتصرت الانجازات على عدد جد محدود من المشاريع•
نقص الهياكل التربوية يزيد من التسرب المدرسي
لم تعرف البلدية إنجازات هامة في هذا الإطار، وذلك رغم توسعها العمراني والسكاني الذي تضاعف خلال الخمس سنوات الأخيرة باستثناء إكمالية واحدة يتمدرس فيها تلاميذ الوادي الأخضر والقرى المجاورة لها، يضاف إليهم تلاميذ من قرى تابعة لبلدية عين فزة المجاورة وإكمالية أخرى بقرية أولاد سيدي الحاج تفتقد إلى الهياكل الأساسية، إضافة إلى مدرسة واحدة لمئات التلاميذ والتي أصبحت غير كافية نظرا لتضاعف السكان وظهور أحياء وتجمعات سكانية جديدة• ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فغياب ثانوية يجعل الطلبة يتوجهون إلى مقر الولاية تلمسان بهدف مواصلة دروسهم أو إلى ثانويات أولاد ميمون المجاورة، وهو مايتطلب منهم مصاريف ونفقات إضافية جعلت عددا منهم يتوقف عن الدراسة في سن جد مبكر، ويطالب سكان المنطقة بإنجاز ثانوية أو ملحقة على الأقل، ويطالبون بإنجاز ملحقة للتكوين المهني في اختصاصات تتلاءم وطبيعة المنطقة ورغبات الشباب للتخفيف من حدة التسرب المدرسي الذي أصبح يقلق الجميع•
غياب مرافق صحية وخدمات بريدية محدودة
تفتقد البلدية إلى مرافق علاج بالمعنى الحقيقي، فآلاف السكان يعالجون بقاعة علاج تفتقد إلى طبيب، لا يعمل فيها إلا ممرض واحد فقط، وما يزيد من المشكلة أنها لا تداوم ليلا لغياب برنامج المداومة، يضاف إلى كل هذه المتاعب انعدام سيارة إسعاف مجهزة، وكل هذه الظروف تجعل المواطنين يتوجهون إلى أقرب نقطة استشفائية بأولاد ميمون على بعد 11 كيلومترا غربا أو المستشفى الجامعي بتلمسان، وقد يتسبب هذا الأمر في وفاة المرضى أثناء نقلهم ليلا بسيارات نفعية خاصة، وفي هذا الإطار تسجل عدة حالات وفاة سنويا بسبب انعدام وتدني الخدمات الصحية التي رغم أن الدولة أعطتها الأولوية إلا أن منطقة الوادي الأخضر لم تستفد منها بشكل يرضى السكان• يضاف إلى هذا المشكل تواضع الخدمات البريدية، فمركز البريد الوحيد الموجود بالبلدية لا يفتح إلا ساعات محدودة في اليوم، وغالبا ما يعود المواطن فارغ اليدين لاستحالة سحبه لأمواله الخاصة بسبب عدم توفرالسيولة على مستوى المصلحة باستمرار، وهو ما يجعله يتنقل إلى مقر الدائرة أولاد ميمون أو مقر الولاية تلمسان لسحب أمواله الخاصة في ظروف صعبة، خاصة بالنسبة لأرامل الشهداء وقدماء المجاهدين الذين لا تسمح لهم أعمارهم بالتنقل كثيرا وهم النسبة الأكثر معاناة والمعنية بهذه الخدمات، ويصطدم المواطن أحيانا بمشاكل أخرى جد بسيطة كغياب قسيمات الحوالة مثلا، وهذه الظروف تستدعي التدخل العاجل من مصالح بريد الجزائر بتلمسان لتوفير خدمات أفضل معمول بها على المستوى الوطني، تماما كباقي الجهات دون تمييز•
أزمة السكن تلقي بظلالها وطلبات بالمئات
لم تكن منطقة الوادي الأخضر سابقا تعرف مشاكل السكن مثلما تعرفه في الوقت الحالي، ورغم ذلك فإنها لم تستفد سوى من عدد محدود من السكنات الاجتماعية وزعت منذ سنوات بطريقة مثيرة للاستغراب والتساؤل حول أحقية المستفيدين منها، يضاف إليها البرامج السنوية للسكنات الريفية والتي لم يحسن المجلس الشعبي البلدي السابق الذي كان يسيطر عليه الأرندي لعهدتين متتاليتين تخطيطها وبرمجتها ولا حتى إعداد قائمة المستفيدين منها، ويضاف إلى كل هذه المشاكل انعدام العقار والأراضي التابعة للدولة لاستغلالها في مثل هذه البرامج، وكل الأراضي الموجودة حاليا تابعة للخواص، وأحيانا يشترك أكثر من فرد فيها ما يصعب مهمة تفاوض السلطات المحلية مع أصحابها للحصول عليها واستغلالها للصالح العام والمنفعة العمومية•
* مضخة مياه واحدة غير كافية لحاجات مياه الشرب
أصبحت المضخة الوحيدة لضخ المياه الصالحة للشرب والتي يتم من خلالها تزويد السكان بهذه المادة الحيوية غير كافية على تغطية الحاجيات أمام تضاعف الطلب• هذه المضخة التي أنجزت منذ مدَّة ليست بالقصيرة، لا تزود إلا عددا محدودا من السكان، وتتعرض في معظم الأحيان للعطب الذي يستغرق إصلاحه- في أحسن الظروف- أياما بكاملها، الأمر الذي يبرر مطلب السكان بضرورة إنجاز مضخة ثانية، خاصة في فصل الصيف الذي يعرف استهلاكا واسعا للماء الشروب، ورغم أن المنطقة حسب الدراسات المنجزة سابقا تحتوي على مياه جوفية هامة في عدة نقاط، إلا أنها لم تستغل لحد الآن بسبب غياب التخطيط والبرمجة لمختلف المجالات، وليت الأمر يقتصر عند هذا الحد، فشبكة الكهرباء التي تعود إلى نهاية السبعينات والمنجزة من طرف شركة مصرية آنذاك، أصبحت غير قادرة على استيعاب الاحتياجات والطلبات، خاصة في فصلي الصيف والشتاء اللذين يكثر فيهما استهلاك الكهرباء، وتكثر فيهما الانقطاعات المتكررة للكهرباء، حتى بات الأمر مألوفا وعاديا للمواطنين الذين سئموا هذه الوضعية وطالبوا بتحسين الخدمات•
الفلاحة أهم نشاط مهني
بالنظر لافتقاد المنطقة لمقومات الصناعة وهياكل إنتاجية هامة وممارسة التجارة، تعتبر الفلاحة من أهم النشاطات الاقتصادية الممارسة بالمنطقة، لاسيما إنتاج بعض الفواكه الموسمية التي تنفرد بها الجهة، خاصة الكرز بأنواعه والذي تشتهر به قرى يبدر الدشرة وأولاد سيدي الحاج ومزوغن وتحتفل به سنويا في فترة الجني بين شهري ماي وجوان، وتشتهر أيضا بإنتاج الجوز واللوز والرمان، وكلها فواكه ثمينة، وتمارس إضافة إلى ذلك زراعة البطاطا وغيرها من الخضروات في مساحات جد صغيرة ومحدودة كنشاط مهني للاكتفاء الذاتي العائلي لاغير•
غياب شبه كلي للمرافق الشبانية
كان من المفروض أن تنطلق أشغال بناء وإنجاز مشروع 100 محل الذي مبدئيا وقانونيا وتنظيميا استفادت منه بلدية الوادي الأخضر كباقي البلديات المنتشرة عبر الوطن، والذي كان من المفروض أن يمتص بشكل هام ومعقول نسبة البطالة المنتشرة بالجهة في ظل غياب الحلول الممكنة ولكن حدث العكس، فالمشروع لم ير النور وظل رهين الأحلام في الوقت الذي شرعت فيه عدة بلديات بإنجاز المشروع، والأكثر من ذلك فإن بلديات أنجزته بمواصفات وتقنيات عالية الجدودة، وسلمت عددا هاما من المحلات للشباب القاطن على ترابها، ويضاف إلى كل هذا غياب ونقص كبير في مختلف الهياكل القاعدية من منشآت رياضية وثقافية، إذ لا يوجد بالمنطقة إلا ملعب جواري يستغل بطريقة غير منظمة وملعب لكرة القدم يفتقد لشروط الممارسة الرياضية في غياب فريق رياضي لكرة القدم يمثل البلدية في مختلف المنافسات المحلية والدورات الكروية، رغم وجود مواهب في الرياضة بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص، ويضاف إلى كل هذا وجود دار شباب وحيدة تضم تجهيزات متواضعة أصبحت في السنوات الأخيرة المتنفس الثقافي والعلمي الوحيد، ويشرف عليه فوج الإشراق للكشافة الإسلامية الذي رغم تواضع ومحدودية إمكانياته، إلا أنه ملأ الفراغ الثقافي من خلال تسطير برامج ثقافية وعلمية ودينية، لتمتد إلى محو الأمية وتعليم الكبار وفق رزنامة سنوية يشرف عليها عدد من الشباب الطموح في مجلس بلدي جديد منتخب يحاول استدراك التأخر، ويضم المجلس أعضاء المكتب التنفيذي من المخلصين المنتمين إلى حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعتبر الوادي الأخضر أحد معاقله الهامة ليس بولاية تلمسان فحسب، بل على المستوى الوطني، وساهم مناضلوه في عدة استحقاقات وفصلوا فيها بشكل جدي وشجاع، ويحاول المجلس الشعبي البلدي المنتخب في محليات29 نوفمبر2007 استدراك ما فات من تأخر في عجلة التنمية المحلية وإعادة السكة إلى طريقها السليم، خاصة في وجود قواعد وأسس دعم على أعلى مستوى يتقدمها والي ولاية تلمسان السيد نوري عبدالوهاب الذي أكد في أكثر من مناسبة، أن الدولة تسخر الأموال لإنجاز مشاريع لفائدة المواطن والحرص على الحياة الكريمة والعدالة في توزيع البرامج التنموية، وعلى هذا الأساس سجل أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذي يرأسه السيد سعيدي يوسف من كتلة الأفلان جملة من المقترحات منها برنامج طموح للتنمية في جميع المجالات، ورغم أن الطريق لن يكون سهلا أمام أعضاء المجلس البلدي المنتخب الجديد بالنظر لحجم المشاكل والانشغالات الموضوعة على طاولة المجلس والتي معظمها يمتد على امتداد 10 سنوات سابقة، إلا أنه التمسنا إرادة قوية من هؤلاء وحماسا كبيرا وحبا وإخلاصا لامتناهيين لإعادة الاعتبار للوادي الأخضر وإعطائها مكانتها المستحقة تقديرا لأرواح شهدائها وتكريما لأسرتها الثورية واحتراما لأصولها الممتدة تاريخيا•
عبداللاوي يونس - موضف - تلمسان - الجزائر
22/11/2012 - 46991
اريد اللباس التقليدي للرجال و النساء
amar mokatal - تلميذ - االعطاف - الجزائر
05/11/2012 - 45408
واد الشولي تاريخ وثورة
تقع منطقة " واد الشولي " شمال – شرق مدينة " تلمسان " على بعد 20كيلومتر تحديدا بين بلديتي " عين فزة " و" أولاد ميمون " . تتميز بامتداد طبيعي شاسع يربطها بالحدود الجزائرية المغربية عن طريق " سبدو " وبعدد من الولايات وهي " سيدي بلعباس " و"تلمسان " و" سعيدة " اّلتي تتاخم جبالها جبال " واد الشولي " ، تتميز بتنوع التضاريس من سهول منبسطة وهضاب وجبال يصل علوها إلى 1616 مترا كما هو الحال بجبل دار الشيخ ، ولها مناخ قاري معتدل.
سميت باسم أحد القادة الفرنسيين وهو Chouly ""
تتكون منطقة " واد الشولي " من عدة قرى ومداشر وهي " يبدرحلَّة " مقرالبلدية وتسمى أيضا " واد الشولي " ، و" يبدر دشرة " و"أولاد سيدي الحاج " و" بني حماد " و" بني يعقوب " و" بني غزلي " و" مزوغن " و" ميس " و" مرسط " و"ما جوج" و" سيدي بورياح " يربطها الطريق الولائي رقم 111 الموازي لمجرى الوادي، كما يربطكل من الطريق الوطني رقم 7 وخط السكة الحديدية مقر البلدية بكل من ولايتي "تلمسان" و" سيدي بلعباس ". يعود تاريخ إنشاء هذه الشبكة إلى العهد الفرنسي لأغراض عسكرية واقتصادية كنقل القوات والبضائع والثروات الطبيعية المتوفرة بمنطقة تلمسان. تشتهر " واد الشولي " بإنتاجها لفاكهة " الكرز " المعروفة باسم "حب الملوك"
وتفتقر إلى المشاريع التنموية كالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، مما جعل مواردها المالية محدودة ، ويعمق حرمانها رغم المجهودات المبذولة في إعادة بعث المشاريع الفلاحية لتعويض الخراب الذي ألحق بالأشجار المثمرة خاصة منها " الكرز " من جراء الأزمة الأمنية اّلتي تأثر منها السكان كثيرا ، زيادة على ظاهرة الجفاف اّلتي خّلفت أزمة السقي بين الفلاحين ، في انتظار حل عاجل يتمثل في بناء السدود الصغيرة والحواجز المائية.
عدد سكانها أكثر من 4500 نسمة، وتتربع على مساحة تقدر ب 13664 هكتار،ويمارس أغلب السكان الفلاحة والرعي، حيث تبلغ المساحة الفلاحية بها 1961 هكتار، كأراضي صالحة للزراعة منها 196 هكتار مسقية بالاعتماد على الينابيع الطبيعية المتوفرة ومياه "واد الشولي" الذي تحمل البلدية اسمه. كما يعتمد السكان لضمان معيشتهم على بعض الحرف التقليدية كصناعة الأطباق والسلل وبعض اللوازم انطلاقا من نبات"الحلفاء" و"الدوم".
ومن خلال هذا الجدول المتعلق بالسكان المقيمين من الأسر العادية والجماعية حسب بلدية الإقامة والجنس ومعدل النمو السنوي بين سنتي 1998/2008 يتضح أن بلديتنا بها أكبر معدل نمو سكاني بين كل بلديات الولاية
البلدية معدل النمو المجموع إناث ذكور
وادالشولي 2,7 5 262 2 633 2 629
كانت بلدية " واد الشولي " تسمى قبل الاحتلال الفرنسي بأهل الواد ، ويرجع سبب هذه التسمية إلى موقع القرى والمداشر الجبلية اّلتي تتشكل منها المنطقة قرب واد جاري على مدار سنة ، تغذيه ينابيع طبيعية ، ويأخذ مصبه انطلاقا من قرية "بني غزلي " ليشق مساره الطويل معززا بعيون منها " عيون بولَيفان " عند مروره على قرية " يبدر دشرة ".
كان البدو قديما ينتقلون من مكان إلى آخر ، بحثا عن الماء والكلأ ، وكانت القبيلة تقيم حيث يتوفر هذان العنصران ، وقد يستغرق استقرارها لأجيال عديدة ، ولعل السبب نفسه هو الذي جعل سكان هذه المنطقة يقيمون قرب هذا الوادي ومن ثم أطلق عليهم اسم : أهل الواد ، بمعنى سكان الواد.
تعتبر بلدية " واد الشولي " من البلديات الفتية الناجمة عن التقسيم الإداري لسنة 1984-04- 84الصادر بتاريخ 03 / 1984 طبقا للمرسوم رقم 09 1 ، قبل هذا التقسيمكانت "واد الشولي" بقراها ومداشرها تابعة للبلدية المختلطة "سبدو" اّلتي أنشأتها الإدارة الفرنسية لضم عدد كبير من المداشر والتجمعات السكانية المتاخمة لمنطقة "سبدو".
كما كانت بلدية " عين فزة " هي الأخرى تابعة إداريا إلى البلدية المختلطة "سبدو" تحت اسم " إفري " ، حلت بلدية " سبدو " المختلطة بقرار رسمي صادر بتاريخ 27 ديسمبر 1956 ، وتحولت إلى بلدية تتولى شؤون قرى ومداشر " سبدو "ابتداء من الفاتح جوان 1957 بقرار ولائي تحت رقم 549 بتاريخ 20 ماي 1957
بعد الاستقلال ، ضمت " واد الشولي " إلى بلدية " عين فزة " اّلتي تأسست بموجب مرسوم يحمل رقم 63189 بتاريخ 16 ماي 1963
هناك دعائم مادية ثقافية وأنثروبولوجية ارتكزنا عليها لمعرفة أصل المنطقة الحضاري ، خاصة فيما يتعّلق بأسماء المناطق والنباتات والمفردات ذات الأصل الأمازيغي (البربري) اّلتي يتداولها السكان في لهجتهم المحلية ، إضافة إلى عملية الوشم وشكل اللباس ، كّلها دلالات قائمة على أ ن القبائل البربرية عمرت المنطقة قديما ، ثم تعربت على إثر الفتوحات الإسلامية. هناك ظروف ساعدت العرب على نشر لغتهم وحضارتهم بالمغرب الأوسط وبتلمسان وبعض المناطق المجاورة لها منها منطقة البحث "واد الشولي"، ويمكن تلخيص هذه الظروف والعوامل إلى :
-1 طبيعة وأصل العرق السامي لكل من الأمازيغ والعرب.
-2 لقد أقبل الأمازيغيون على اللغة الفينيقية نظرا للتقارب بينها وبين اللسان الأمازيغي ، واللغة الفينيقية هي لغة سامية كالعربية
-3 تطابق نمط العيش الرعوي لدى القبائل العربية والبربرية.
-4 تقارب الديانات اّلتي كانت تدين بها القبائل الأمازيغية بالدين الإسلامي لاسيما. المسيحية واليهودية ، كما يذكر عبد الرحمن الجيلالي في كتابه
هناك بعض الدلائل اّلتي تؤكد تواجد الإنسان القديم بالمنطقة خلال العصور البدائية منها الكهوف والمغارات اّلتي توجد بكثرة في الجبال والمداشر كما هو الشأن في"يبدر دشرة" حيث مغارات " صياد"، و جرف "العَڤاب" وغار "أولاد المقدم" و"عصمان" وغار " مُلو كة" الذي يوجد في جبل بين دشرتي "أولاد سيدي الحاج"و"بني حماد".
تعتبر مغارات " بني عاد" الطبيعية من أكبر المغارات بالمنطقة ، حيث تقع في بلدية " عين فزة " وتشرف على " يبدر دشرة " من الناحية الجنوبية ، نسجت الذاكرة الشعبية حولها أساطير وحكايات غريبة ، وتبقى هذه الكهوف في حاجة ماسة إلى الدراسات الأركولوجية من طرف علماء الآثاروالحفريات لتحديد نشأتها ، وغرض وجودها وهل هي طبيعية أم ساهم الإنسان القديم في حفرها ونحتها ؟ احتمى إنسان تلك العصوربهذه المغارات من قساوة الطبيعة نظرًا لتكيفها مع الظروف المناخية ، فهي دافئة شتاء وباردة صيفا، ولعبت دورا كبيرا خلال الثورة التحريرية حيث اتخذها المجاهدون مخابئ يلتجئون إليها بعد تنفيذ العمليات العسكرية ويعقدون اجتماعاتهم السرية بداخلها ويعالجون فيها الجرحى والمرضى لم يتمكن العدو الفرنسي من اكتشافها خلال السنوات الأولى من عمر الثورة ، وكانت تسمى بالعامية "اْلخابية " وقد ورد ذكرها في القصائد البدوية.
من بين الدلائل على أ ن قرى ومداشر " واد الشولي " عمرها البربر قبل الاحتلال الروماني لتلمسان وما جاورها كما ذكرت سابقا :
أسماء الأماكن البربرية حيث لا تزال تحتفظ بأسمائها الأصلية وهي أسماء بربرية( أمازيغية)، منها :
" ا مزوغن " وهي قرية محاذية لقرية " " يبدر دشرة " والكلمة أمازيغية. - عين " آزرو " وهي عين جارية على طول السنة ، توجد على حافة الوادي الذي يفصل بين قريتي " يبدر دشرة " و" امزوغن " ، ولفظة " آزرو " هي من أصول أمازيغية ، تعني : عين الصيد ، أو عين الحجارة ، فالعين تنبع بين الصخور وتصب في وادي الشولي.
ملاَّلن : اسم المنطقة السفلى من واد الشولي حيث مقر البلدية ، وتعني كلمة "ملالن"الأمازيغية : الأبيض بالعربية ، وهي محرفة عن أصلها: "إملاَّلن " نسبة إلى التربة البيضاء اّلتي تتميزبها المنطقة كما أن لون بشرة بعض السكان يميل إلى الأشقر أو الأبيض
مرصط : دشرة بمنطقة واد الشولي ، هذه الأسماء غير عربية ، بقيت محافظة على أصلها الأمازيغي - البربري. هذه الكلمة تقترب من حيث الحروف من كلمة" وهي اسم نبتة
ميس : دشرة بالمنطقة ، يعتمد سكانها على الفلاحة الجبلية المعروفة باسم " البور " ، وهي الأراضي الزراعية غير المسقية ، هذه الكلمة قريبة من اللفظ " ميس " بمعنى ولدها
الكلمات :
هناك مفردات ذات أصل أمازيغي تبقى عالقة باللهجة العربية المحلية للمنطقة ،حيث يتداولها السكان مثل : " حنا " ومعناها : " جدتي "...الخ.
اللباس :
إن الملابس التقليدية المحلية اّلتي كان يرتديها سكان المنطقة نموذجا واضحا للعلاقة التقليدية بين القبائل الأمازيغية والعربية في مناطق كثيرة من الجزائر ويتكون هذا اللباس من : البرنوس والسروال الفضفاض والقبعة والعمامة بالنسبة للرجال ، و"البُلوزة" و"المنديل " و" الُفوطا "بالنسبة للنساء.
*كان سكان المنطقة يرددون القصص الخرافية في السهرات والمسامرات على مسامع أفراد عائلاتهم وجيرانهم ، وكان الأفراد يجدون فيها الراحة النفسية والاطمئنان والمهابة أيضا ، ومن ثم أصبح للمعتقدات الشعبية قداستها وهيبتها. من أمثلة هذه الحكايات الشعبية حكاية " لونجا " و "سميمع الندى" ....
يوجد بوادي الشولي ( الوادي الأخضر حاليا ) عدد كبير من الأولياء والأضرحة، نذكر منها على سبيل المثال : سيدي حمزة - مولاي إدريس مولاي عبد القادر --سيدي بوشامة - سيدي عبد الله – سيدي علي بن موسى - سيدي الحاج ، ومنه سميت قرية أولاد سيدي الحاج.
جاءت دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للقضاء على الخرافات والرواسب الاستعمارية الهدامة ، وتوعية الشعب بخطورة المستعمر ومحاربة البدع ، وتصحيح العقيدة الإسلامية ، وعملت على نشر التعليم ودعت إلى إنشاء المدارس الحرة عبر كامل الجزائر. استجاب سكان منطقة واد الشولي إلى هذه الدعوة فالتحق الكثير من حفظة القرآن الكريم بهذه المدارس اّلتي تأسست بمنطقة تلمسان ، وساهموا فيما بعد مساهمة فعالة في تعبئة الجماهير الشعبية عن طريق التوعية والتحسيس في سرية تامة كما كان يقتضيه التنظيم السياسي آنذاك.
احتضنت منطقة " وادي الشولي " الثورة التحريرية منذ اندلاعها، وكان أبناءها قد تشبعوا بالفكر الثوري عبر مراحل الحركة الوطنية، ودعاتها من حزب الشعب الجزائري حيث كانت تعقد الاجتماعات السرية بالمداشر المعزولة، بعيدا عن عيون العدو، وأسندت مهمة التوعية والتحسيس حول القضية الوطنية، لحفظة القرآن الكريم اّلتي كانت تشكل النخبة آنذاك، بإشراف من مسؤولي حزب الشعب الجزائري، قبل اندلاع حرب التحرير في الفاتح نوفمبر 1954 . ومع اندلاع الثورة كانت الأرضية مهيأة حيث شاركت قرى ومداشر المنطقة، كبقية مناطق الوطن في تحرير البلاد من براثن العدو الفرنسي اّلذي تسلط على الشعب الجزائري حوالي قرن وثلاثين سنة.
لعبت المنطقة دورا كبيرا خلال الثورة نظرا لموقعها الاستراتيجي حيث كانت ضمن المنطقة الخامسة من الولاية الخامسة التاريخية
تتميز " وادي الشولي " بجبال حصينة ومسالك صعبة، وسهول منبسطة مع
توفرها على كل الشروط الضرورية لحرب العصابات. لذلك اتخذتها القيادة الثورية آنذاك قاعدة للمنطقة الخامسة، واعتبرها المجاهدون مركز عبور بين الشرق والغرب، وأطلقوا عليها اسم : " الوادي الأخضر " لصمودها أمام العدو الفرنسي.
لقد تعاقبت عدة قيادات ثورية على هذه الجهة، واستقرت بها، وقدمت منطقة "وادي الشولي " قائمة طويلة من الشهداء الأبرار بتعداد – 256 – شهيدا، سقطوا في ميدان الشرف على فترات في معارك وكمائن عديدة وضمن العمليات العسكرية اّلتي وقعت طيلة فترة الكفاح المسلح
و من أهم المعارك اّلتي وقعت بجبال وسهول وقرى ومداشر بلدية وادي الشولي
نذكر :
. - معركة دار الشيخ 1957
. - معركة جبل سبينو 1956
. - معركة جبل عساس 1960
. - معركة سيدي حمزة 1958
. - معركة القادوس – نوفمبر 1956
. - معركة مرسط 1959
علاوة على العمليات الفدائية والهجومات المتكررة، اّلتي كانت تشنها فصائل وكتائب جيش التحرير الوطني على وحدات العدو الفرنسي بدون انقطاع مكبدين إياه دروسا في التضحية والاستشهاد، ولأن وادي الشولي لها عمق ثوري وامتداد نضالي كبيرين سماها الرئيس الراحل " هواري بومدين " باسم " عروس المناطق " ووفاء لعهد الشهداء وحلمهم أطلق اسم " الوادي الأخضر " على البلدية بتاريخ – 11 ديسمبر1993 -، تعويضا لاسمها القديم، والبلدية نفسها خلدتها الأغنية البدوية في كثير من القصائد،
دارت معارك كثيرة على تراب قرى ومداشر " وادي الشولي " منها هذه المعركة اّلتي تحمل اسم البلدية واّلتي وقعت في شهر نوفمبر سنة 1956 " بوادي الشولي " من دائرة "أولاد ميمون" على مسافة 20 كيلومترا من "تلمسان" شرقا. دامت المعركة من الساعة السابعة صباحا حوحتى العاشرة ليلا،أستعملت فيها مختلف الأسلحة (المدفعية والطيران)، شاركت فيها فصيلتان من جيش التحرير الوطني، كان على رأس واحدة منهما الشهيد البطل " بن علال "، اّلذي أستشهد مع بقية رفاقه إلا سبعة جنود بقوا على قيد الحياة، بينما تكبد العدو الفرنسي خسائر بشرية ومادية فادحة قدرت ب( 480)قتيلا حسب إحصائيات العدو نفسه
من هو الرايس بن علال :
ينتمي " بن علال " اّلذي خلدته الأغنية الشعبية إلى أسرة فقيرة بقرية " بني هديل " بضواحي "عين غرابة" الواقعة على بعد 10 كيلومترات من دائرة " سبدو ". وهو من مواليد سنة 1928 ، شكلت المنطقة اّلتي ولد بها قاعدة لتنفيذ العمليات العسكرية اّلتي كانت تمتد حتى للحدود الغربية نظرا لحصانة المنطقة طبيعيا، شأنها في ذلك شأن "وادي الشولي" اّلتي كانت همزة وصل بين مختلف المدن والجهات اّلتي تتكون منها المنطقة الخامسة.
أطلق المجاهدون على منطقة " وادي الشولي " اسم " عروس المناطق "، عاش فيها أبطال كثيرون منهم " العربي بن مهيدي " و" هواري بومدين " و"عبد الحفيظ بوصوف" و" أحمد لواج: المدعو " الرائد فراج "، و"عبد القوي" وغيرهم من الشهداء والمجاهدين اّلذين لا يزالون على قيد الحياة.
الاسم الحقيقي للرايس " بن علال " هو " ڤريش قويدر " ابن " محمد " و"سليماني فاطمة"، وهو خامس إخوته الشهداء وهم على التوالي:
- ڤريش محمد./ڤريش عبد القادر./ ڤريش أحمد./ ڤريش قويدر./ ڤريش لخضر
كان هذا البطل المغوار يأبى الهزيمة، وقاد عدة عمليات حربية، وامتد نشاطه من قرية " عين غرابة"، و"واد الشولي" بمنطقة "تلمسان" إلى غاية منطقة "سعيدة". اشترك في تنفيذ الهجومات ضد العدو الفرنسي بعد تخطيط مسبق مع الشهيدين " الرائد فراج " و"عبد القوي ". أول عملية ساهم فيها "بن علال"، كانت في الفاتح نوفمبر 1954 ، حيث تم إتلاف وتخريب شبكة الهاتف، وحرق مخزن الفّلين بغابة "أحفير" أما بقرية "بوفايلة" فقد اشترك مع "امحمد الڤرموش" و"ابن خالدي" و"بن سعد محمد" في الهجوم على مركزين عسكريين بالمكان المسمى " تاسة " ب " تل ترني " وبالمفروش، حيث قتلوا خمسين جنديا فرنسيا وحطموا المركزين ، وأهم معركة كانت " بسهب اللوزة " بقيادة الشهيد " سي نجيب " سنة 1956كان " بن علال " ضمن الكتيبة اّلتي واجهت العدو آنذاك، وكانت آخر معركة أبلى فيها " الرايس بن علال " البلاء الحسن معركة " وادي الشولي " اّلتي دارت رحاها بجبل القادوس وقد استشهد هناك مع عدد من الرفاق في 14 نوفمبر سنة 1956 وهو في مقتبل العمر وسنه لا يتجاوز 29 ربيعا.
كان اسم الرايس " بن علال " عنوانا لعدة أهازيج شعبية، فهو ليس من مواليد "وادي الشولي " " الوادي الأخضر " حاليا ومع ذلك خلدته الأغنية رفقة أسماء ثورية أخرى، وصارت هذه القصيدة البدوية الفولكلورية متداولة على ألسنة الناس يتغنون بها في مختلف المناسبات وقد تجاوزت هذه الأغنية حدودها المحلية لتصبح وطنية
منقول عن رسالة ماجستير للأستاذ شقرون غوثي بتصرف الأستاذ خليل مغراوي
خليل مغراوي - أستاذ - تلمسان - الجزائر
03/11/2012 - 45161
بلدية الوادي الأخضر وادي الشولي سابقادائرة أولاد ميمون ولاية تلمسان.
تعتبر بلدية الوادي الأخضر والتي كانت تسمى سابقا بوادي الشولي واحدة من أهم البلديات الواقعة شرق مقر الولاية تلمسان والتي لا تبعـد عنها سوى بعشرين كيلومترا وتتربع على مساحة هامة بتعدادي سكاني يعادل الست آلاف نسمة··
بلدية الوادي الأخضر بولاية تلمســان
ولها حدود مع خمس بلديات مجاورة وهي أولاد ميمون وبني صميل وتيرني وعين فزة وسيدي العبدلي، وهي بذلك تحتل موقعا هاما جغرافيا، فهي تقع على الطريق الوطني رقم 07 والرابط بين تلمسان وسيدي بلعباس وعلى سفح جبل يعتبر امتدادا لجبال الأطلس ومرتفعات تلمسان الشرقية وسط مجموعة من الأراضي الزراعية، وتاريخيا عرفت بفضل كفاح مجاهديها وثوارها ضد الاستعمار الفرنسي ومعاناتها من الإرهاب الهمجي لأكثر من 10 سنوات·· وبين هذا وذاك فإن هذه المنطقة لم تستفد من برامج تنموية في جميع القطاعات، تنتظر برنامجا تنمويا شاملا خاصا ومنظما·
كانت منطقة شرق- غرب للثورة الجزائرية
يذكر عدد من مجاهدي الجهة وخاصة القاطنون بالقرى المجاورة للوادي الأخضر على غرار يبدر الدشرة وأولاد سيدي الحاج وبني يعقوب وبني غزلي ومرسط و ميس أن المنطقة عرفت عدة معارك ضد الاستعمار، وشهدت عدة عمليات فدائية رغم تواضع العدة والعتاد ضد العسكر الفرنسي، والذين كان يقودهم كبار الضباط، خاصة في الفترة الممتدة من 1956 إلى ,1962 حيث قتل في هذه الفترة عدد من الفرنسيين وألقي بالمقابل القبض على عدد من المجاهدين وتم تفتيش عدة منازل، كما زج ببعض أقرباء المجاهدين في السجون، مثلما أكده المجاهد عيساوي محمد منسق قسمة المجاهدين رحمه الله واحد من رموز الثورة بالمنطقة والذي يعتبر أحد أعيانها، والذي وهب سنوات من حياته لاستعادة الكرامة الوطنية والحصول على الاستقلال، وناضل في سبيل ذلك إلى غاية رفع العلم الوطني، ومن زملائه كثيرون، فالمنطقة يتواجد بها عدد هام من المجاهدين، منهم من تقدم في السن ومنهم من توفي بعد أن اطمأن قلبه بعد الاستقلال، وآخرون استشهدوا في تلك الفترة، تاركين وراءهم أراملَ وأبناء·
لم تكن هذه الإنجازات وليدة الصدفة، بل نتيجة العمل الثوري لأهاليها حتى لُقِّبت المنطقة بمنطقة عبور شرق- غرب، ومر عبرها العديد من رموز الثورة الجزائرية، حتى أن بعضا منهم مكث فيها لأيام وشهور نظرا لطابعها الجغرافي الذي كان يُصعِّب على قوات الاحتلال الفرنسي اختراقه، وكذا لشجاعة أهلها الذين حافظوا على أسرار المجاهدين وأماكن تواجدهم وتمركزهم·
برامج تنموية ضعيفة ومحدودة بعد الاستقلال
كان ينتظر أن تنال المنطقة حقها في المنجزات والبرامج التنموية التي جسدتها الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، إلا أن ما استفادت منه كان جد محدود ومتواضع لم يتعد مجالات معينة، رغم أن الوادي الأخضر والقرى المجاورة والتابعة لها كانت آنذاك في أمس الحاجة إلى تنمية شاملة بكل أبعادها ومضامينها، خاصة في المجالات الحيوية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأيضا ما تعلق بالبنية التحتية كالطرقات والمدارس والسكن، وهي الوضعية التي أثرت بشكل كبير على النسيج الاجتماعي لسكان البلدية·
سنوات من الإرهاب عانى منها سكان المنطقة
كانت منطقة الوادي الأخضر- أو كما يحلو للبعض تسميتها باسمها السابق وادي الشولي- أكثر المناطق التلمسانية عرضة للإرهاب الهمجي، إذ شهدت وقوع عدة أحداث منذ بداية الأزمة إلى غاية نهاية التسعينات، كالعمليات التفجيرية التي استهدفت، عدة مرات، قطارات البضائع والمسافرين، وكذا حرق مقر البلدية وتهديد أصحاب الممتلكات الخاصة، وهي المظاهر التي تسببت بشكل كبير في هجرة بعض المواطنين إلى مناطق ''أكثر أمنا''، وساهمت في تأخر تخطيط وبرمجة مشاريع تنموية كانت المنطقة بأمس الحاجة إليها في تلك الفترة، الأمر الذي زاد من تعقد وضعية المنطقة خاصة في شقها الاجتماعي·
عودة الأمل بعد الاستقرار الأمني
عرفت المنطقة استقرارا أمنيا بداية العشرية الحالية، والتي جاءت بعد اعتلاء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سدة الحكم، وحاولت تضميد الجراح ونسيان ما علق بالذاكرة من محن، والنظر إلى المستقبل بكل ما قد يحمله من أمور إيجابية لصالح السكان وقاطني القرى المجاورة لها، وعرفت نموا سكانيا هاما بعد عودة النازحين والفارين من الإرهاب، وهكذا تحركت آلة النشاطات رغم بطئها وتواضعها، ويعود الفضل في ذلك إلى عدد من المواطنين المخلصين والأسرة الثورية التي أظهرت مرة أخرى وطنيتها وحبها لوطن اسمه الجزائر، إلا أنها رغم ذلك لم تستفد من مشاريع قاعدية حيوية في الفترة الأولى لرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة مقارنة بالبلديات الأخرى للولاية، وهو مازاد من تعطل عجلة التنمية وتأخر البلدية عن ركب البلديات الأخرى التي استفادت من عدة مشاريع في إطار البرامج التكميلية والإنعاش الاقتصادي والميزانيات الإضافية، واقتصرت الانجازات على عدد جد محدود من المشاريع·
نقص الهياكل التربوية يزيد من التسرب المدرسي
لم تعرف البلدية إنجازات هامة في هذا الإطار، وذلك رغم توسعها العمراني والسكاني الذي تضاعف خلال الخمس سنوات الأخيرة باستثناء إكمالية واحدة يتمدرس فيها تلاميذ الوادي الأخضر والقرى المجاورة لها، يضاف إليهم تلاميذ من قرى تابعة لبلدية عين فزة المجاورة وإكمالية أخرى بقرية أولاد سيدي الحاج تفتقد إلى الهياكل الأساسية، إضافة إلى مدرسة واحدة لمئات التلاميذ والتي أصبحت غير كافية نظرا لتضاعف السكان وظهور أحياء وتجمعات سكانية جديدة· ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فغياب ثانوية يجعل الطلبة يتوجهون إلى مقر الولاية تلمسان بهدف مواصلة دروسهم أو إلى ثانويات أولاد ميمون المجاورة، وهو مايتطلب منهم مصاريف ونفقات إضافية جعلت عددا منهم يتوقف عن الدراسة في سن جد مبكر، ويطالب سكان المنطقة بإنجاز ثانوية أو ملحقة على الأقل، ويطالبون بإنجاز ملحقة للتكوين المهني في اختصاصات تتلاءم وطبيعة المنطقة ورغبات الشباب للتخفيف من حدة التسرب المدرسي الذي أصبح يقلق الجميع·
غياب مرافق صحية وخدمات بريدية محدودة
تفتقد البلدية إلى مرافق علاج بالمعنى الحقيقي، فآلاف السكان يعالجون بقاعة علاج تفتقد إلى طبيب، لا يعمل فيها إلا ممرض واحد فقط، وما يزيد من المشكلة أنها لا تداوم ليلا لغياب برنامج المداومة، يضاف إلى كل هذه المتاعب انعدام سيارة إسعاف مجهزة، وكل هذه الظروف تجعل المواطنين يتوجهون إلى أقرب نقطة استشفائية بأولاد ميمون على بعد 11 كيلومترا غربا أو المستشفى الجامعي بتلمسان، وقد يتسبب هذا الأمر في وفاة المرضى أثناء نقلهم ليلا بسيارات نفعية خاصة، وفي هذا الإطار تسجل عدة حالات وفاة سنويا بسبب انعدام وتدني الخدمات الصحية التي رغم أن الدولة أعطتها الأولوية إلا أن منطقة الوادي الأخضر لم تستفد منها بشكل يرضى السكان·
يضاف إلى هذا المشكل تواضع الخدمات البريدية، فمركز البريد الوحيد الموجود بالبلدية لا يفتح إلا ساعات محدودة في اليوم، وغالبا ما يعود المواطن فارغ اليدين لاستحالة سحبه لأمواله الخاصة بسبب عدم توفرالسيولة على مستوى المصلحة باستمرار، وهو ما يجعله يتنقل إلى مقر الدائرة أولاد ميمون أو مقر الولاية تلمسان لسحب أمواله الخاصة في ظروف صعبة، خاصة بالنسبة لأرامل الشهداء وقدماء المجاهدين الذين لا تسمح لهم أعمارهم بالتنقل كثيرا وهم النسبة الأكثر معاناة والمعنية بهذه الخدمات، ويصطدم المواطن أحيانا بمشاكل أخرى جد بسيطة كغياب قسيمات الحوالة مثلا، وهذه الظروف تستدعي التدخل العاجل من مصالح بريد الجزائر بتلمسان لتوفير خدمات أفضل معمول بها على المستوى الوطني، تماما كباقي الجهات دون تمييز·
أزمة السكن تلقي بظلالها وطلبات بالمئات
لم تكن منطقة الوادي الأخضر سابقا تعرف مشاكل السكن مثلما تعرفه في الوقت الحالي، ورغم ذلك فإنها لم تستفد سوى من عدد محدود من السكنات الاجتماعية وزعت منذ سنوات بطريقة مثيرة للاستغراب والتساؤل حول أحقية المستفيدين منها، يضاف إليها البرامج السنوية للسكنات الريفية والتي لم يحسن المجلس الشعبي البلدي السابق الذي كان يسيطر عليه الأرندي لعهدتين متتاليتين تخطيطها وبرمجتها ولا حتى إعداد قائمة المستفيدين منها، ويضاف إلى كل هذه المشاكل انعدام العقار والأراضي التابعة للدولة لاستغلالها في مثل هذه البرامج، وكل الأراضي الموجودة حاليا تابعة للخواص، وأحيانا يشترك أكثر من فرد فيها ما يصعب مهمة تفاوض السلطات المحلية مع أصحابها للحصول عليها واستغلالها للصالح العام والمنفعة العمومية·
مضخة مياه واحدة غير كافية لحاجات مياه الشرب
أصبحت المضخة الوحيدة لضخ المياه الصالحة للشرب والتي يتم من خلالها تزويد السكان بهذه المادة الحيوية غير كافية على تغطية الحاجيات أمام تضاعف الطلب· هذه المضخة التي أنجزت منذ مدَّة ليست بالقصيرة، لا تزود إلا عددا محدودا من السكان، وتتعرض في معظم الأحيان للعطب الذي يستغرق إصلاحه- في أحسن الظروف- أياما بكاملها، الأمر الذي يبرر مطلب السكان بضرورة إنجاز مضخة ثانية، خاصة في فصل الصيف الذي يعرف استهلاكا واسعا للماء الشروب، ورغم أن المنطقة حسب الدراسات المنجزة سابقا تحتوي على مياه جوفية هامة في عدة نقاط، إلا أنها لم تستغل لحد الآن بسبب غياب التخطيط والبرمجة لمختلف المجالات، وليت الأمر يقتصر عند هذا الحد، فشبكة الكهرباء التي تعود إلى نهاية السبعينات والمنجزة من طرف شركة مصرية آنذاك، أصبحت غير قادرة على استيعاب الاحتياجات والطلبات، خاصة في فصلي الصيف والشتاء اللذين يكثر فيهما استهلاك الكهرباء، وتكثر فيهما الانقطاعات المتكررة للكهرباء، حتى بات الأمر مألوفا وعاديا للمواطنين الذين سئموا هذه الوضعية وطالبوا بتحسين الخدمات·
الفلاحة أهم نشاط مهني
بالنظر لافتقاد المنطقة لمقومات الصناعة وهياكل إنتاجية هامة وممارسة التجارة، تعتبر الفلاحة من أهم النشاطات الاقتصادية الممارسة بالمنطقة، لاسيما إنتاج بعض الفواكه الموسمية التي تنفرد بها الجهة، خاصة الكرز بأنواعه والذي تشتهر به قرى يبدر الدشرة وأولاد سيدي الحاج ومزوغن وتحتفل به سنويا في فترة الجني بين شهري ماي وجوان، وتشتهر أيضا بإنتاج الجوز واللوز والرمان، وكلها فواكه ثمينة، وتمارس إضافة إلى ذلك زراعة البطاطا وغيرها من الخضروات في مساحات جد صغيرة ومحدودة كنشاط مهني للاكتفاء الذاتي العائلي لاغير·
غياب شبه كلي لمرافق شبانية
كان من المفروض أن تنطلق أشغال بناء وإنجاز مشروع 100 محل الذي مبدئيا وقانونيا وتنظيميا استفادت منه بلدية الوادي الأخضر كباقي البلديات المنتشرة عبر الوطن، والذي كان من المفروض أن يمتص بشكل هام ومعقول نسبة البطالة المنتشرة بالجهة في ظل غياب الحلول الممكنة ولكن حدث العكس، فالمشروع لم ير النور وظل رهين الأحلام في الوقت الذي شرعت فيه عدة بلديات بإنجاز المشروع، والأكثر من ذلك فإن بلديات أنجزته بمواصفات وتقنيات عالية الجدودة، وسلمت عددا هاما من المحلات للشباب القاطن على ترابها، ويضاف إلى كل هذا غياب ونقص كبير في مختلف الهياكل القاعدية من منشآت رياضية وثقافية، إذ لا يوجد بالمنطقة إلا ملعب جواري يستغل بطريقة غير منظمة وملعب لكرة القدم يفتقد لشروط الممارسة الرياضية في غياب فريق رياضي لكرة القدم يمثل البلدية في مختلف المنافسات المحلية والدورات الكروية، رغم وجود مواهب في الرياضة بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص، ويضاف إلى كل هذا وجود دار شباب وحيدة تضم تجهيزات متواضعة أصبحت في السنوات الأخيرة المتنفس الثقافي والعلمي الوحيد، ويشرف عليه فوج الإشراق للكشافة الإسلامية الذي رغم تواضع ومحدودية إمكانياته، إلا أنه ملأ الفراغ الثقافي من خلال تسطير برامج ثقافية وعلمية ودينية، لتمتد إلى محو الأمية وتعليم الكبار وفق رزنامة سنوية يشرف عليها عدد من الشباب الطموح في مجلس بلدي جديد منتخب يحاول استدراك التأخر، ويضم المجلس أعضاء المكتب التنفيذي من المخلصين المنتمين إلى حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعتبر الوادي الأخضر أحد معاقله الهامة ليس بولاية تلمسان فحسب، بل على المستوى الوطني، وساهم مناضلوه في عدة استحقاقات وفصلوا فيها بشكل جدي وشجاع، ويحاول المجلس الشعبي البلدي المنتخب في محليات29 نوفمبر2007 استدراك ما فات من تأخر في عجلة التنمية المحلية وإعادة السكة إلى طريقها السليم، خاصة في وجود قواعد وأسس دعم على أعلى مستوى يتقدمها والي ولاية تلمسان السيد نوري عبدالوهاب الذي أكد في أكثر من مناسبة، أن الدولة تسخر الأموال لإنجاز مشاريع لفائدة المواطن والحرص على الحياة الكريمة والعدالة في توزيع البرامج التنموية، وعلى هذا الأساس سجل أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذي يرأسه السيد سعيدي يوسف من كتلة الأفلان جملة من المقترحات منها برنامج طموح للتنمية في جميع المجالات، ورغم أن الطريق لن يكون سهلا أمام أعضاء المجلس البلدي المنتخب الجديد بالنظر لحجم المشاكل والانشغالات الموضوعة على طاولة المجلس والتي معظمها يمتد على امتداد 10 سنوات سابقة، إلا أنه التمسنا إرادة قوية من هؤلاء وحماسا كبيرا وحبا وإخلاصا لامتناهيين لإعادة الاعتبار للوادي الأخضر وإعطائها مكانتها المستحقة تقديرا لأرواح شهدائها وتكريما لأسرتها الثورية واحتراما لأصولها الممتدة تاريخيا هذه الحقيقة عن وادي الشولي
محمد عيساوي - أستاذ - تلمسان - الجزائر
26/01/2012 - 26146