هنين الجزائرية.. من هنا مر يهود الأندلس

هنين هي مسقط رأس مؤسس الدولة الموحدية عبد المومن بن علي الكومي، كما أنها معبر الحاخام والطبيب اليهودي، إفراييم بن كاوا، الذي قدم من الأندلس ونزل بها قبل أن ينطلق نحو تلمسان.

كان ميناء هذه المدينة الأمازيغية، العربية و الرومانية، والتي كانت تسمى قديما "جابساريا" و"أرتيسيقا"، امتدادا لطرق الذهب على مر العصور.

إليك حقائق يجب أن تعرفها عن هنين، التي تقع شمال غرب الجزائر.


ابن خلدون و الحاخام إفراييم..

تجمع الشهادات التاريخية على أن "الحاخام إفراييم بن كاوا، وهو فيلسوف وطبيب ماهر، ومتصوف يهودي مهم، دخل تلمسان عن طريق هنين".

ومعلوم أن المهارة الطبية للحاخام إفرييم، كانت سببا في دخول اليهود إلى المدينة والاستقرار إلى جانب قصر السلطان الزياني، بعدما نجح الحاخام في علاج ابنة السلطان.

وكان ميناء هنين منفذا بحريا حيويا نحو الأندلس، حيث كانت السفن تنقل البضائع من وإلى الميناء، ويذكر المؤرخ عبد الرحمان خليفة، في كتابه " هنين ميناء مملكة تلمسان"، بأن "ابن خلدون سافر مرتين بحرا عبر ميناء هنين".

تموين مملكة تلمسان

كتب الحسن الوزان خلال نزوله بميناء هنين، "تأتي إلى هذا الميناء سنوياً سفن شراعية من البندقية تحقق أرباحاً طائلة مع تجار تلمسان، ولما احتل الإسبان وهران عام 1509 لم يعد البنادقة يقصدونها، فطلب منهم أهل تلمسان أن يأتوا إلى هُنين".

وقد سقط ميناء هنين في يد الإسبان عام 1531، بعد سلسلة من الهجمات التي قادوها على سواحل الجزائر، وأدى ذلك إلى نزوح سكانها نحو المناطق المجاورة.

قبلة السياح

تستقطب مدينة هنين الساحلية اليوم السياح والمصطافين، نظرا لما تتمتع به من آثار تاريخية رومانية، ومناظر طبيعية خلابة، وجبال تطل على المدينة.

في المدينة 4 شواطئ يصل طولها الاجمالي نحو 17 كلم، وتحمل أسماء أمازيغية مثل تافسوت وآكلا.

ولإحياء النشاط التجاري الذي كان سائدا على مر العصور في هذه المنطقة، وتحديدا الأنشطة الخاصة بميناء هنين التاريخي، أنشأت الحكومة ميناءا جديدا للصيد البحري.